بوابة الحركات الاسلامية : عصائب أهل الحق .. انشقاق الميليشيات الشيعية .. صناعة ايرانية (طباعة)
عصائب أهل الحق .. انشقاق الميليشيات الشيعية .. صناعة ايرانية
آخر تحديث: السبت 04/01/2020 11:33 ص
عصائب أهل الحق ..
المعروف أن العراق وسوريا من أكبر الدول التي تؤوي الشيعة؛ ولذلك فقد توغلت الشيعة على أراضي الدولتين وانتشرت في الآونة الأخيرة، وبالأخص في ظل الصراعات التي تشهدها تلك البلدان بين الشيعة والسنة، والاختلافات التي يشهدها التحالف الشيعي بصفة مستمرة؛ الأمر الذي أدى إلى انشقاق الكثير من عناصره لتكوين جماعات خاصة، وهذا أدى إلى انبثاق جماعة "عصائب أهل الحق" في العراق وسوريا، وهي تنظيم شيعي، وقد صنفته الإمارات العربية المتحدة على قائمة الإرهاب ضمن الـ38 منظمة إرهابية التي وضعتهم مؤخرًا على قوائم الإرهاب.
كما تعتبر أكبر "المجموعات الخاصة" في العراق، وهو المصطلح الذي أطلقه الأمريكان على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان في مارس 2014، فإن عصائب أهل الحق تسيطر عليها إيران وتعمل تحت رعاية الجنرال قاسم سليماني- قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. 

التعريف بـ"عصائب أهل الحق"

التعريف بـعصائب أهل
إحدى أبرز القوى الشيعية العراقية المسلحة الموالية لإيران.. حركة شيعية مقاومة للوجود الأمريكي في العراق، بدأت بالعمل كمجاميع سرية عام 2004 بتأسيس من محمد الطباطبائي وقيس الخزعلي وأكرم الكعبي وتستمد منهجها من فكر المرجع الشيعي محمد محمد صادق الصدر الذي اغتيل على يد النظام البعثي عام 1999، ولها مجلة شهرية ناطقة باسمها "رواسي الناطقين".

النشأة والتأسيس

النشأة والتأسيس
عندما انشق قيس الخزعلي، عن جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وهو تنظيم عراقي شيعي مسلح أسسه مقتدى الصدر في أواخر عام 2003 لمواجهة القوات الأمريكية، واتخذ من قتل القوات الأمريكية متظاهرين من أنصار الصدر محتجين على إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة بسبب تبنيها أفكاراً مقاومة للأمريكان.
بدأت الحركة منذ 2004 بالعمل كإحدى السرايا التابعة لجيش المهدي التابعة للتيار الصدري الشيعي بزعامة مقتدى الصدر، ولكن مع بداية 2006 كانت الحركة تعمل بشكل أكثر استقلالية عن بقية سرايا الجيش، فيما بدأت بالعمل بشكل مستقل تماماً بعد إعلان تجميد جيش المهدي في 2008. قبل قرار التجميد انقسم جيش المهدي إلى عدة فصائل؛ منها هذا التنظيم السري الذي تبنى الإشراف عليه المدعو محمد الطباطبائي في عام 2005 وهو الذي أطلق عليهم اسم "عصائب أهل الحق" والذي يعرف عند الأمريكان باسم "فرق الموت". 
وقام شخص يدعي العقيد جلال رزمي الإيراني بالتنسيق مع حركة مجاهدي الثورة الإسلامية في العراق أبو جمال الفرطوسي الحركة الإسلامية حاليا الإيرانية الأصل لتسهيل نقل ودخول 40 فردًا من هذا التنظيم إلى دولة إيران لتدريبهم.
وقد شكل هؤلاء الدورة الأولى، علما أن مقتدى الصدر قد أطلق تسمية السرايا الخاصة على هذا التنظيم، وقد تم التدريب لمدة عشرة أيام في طهران، وكان مسئول الدورة العقيد جلال رزمي ومجموعة من ضباط في حزب الله لبنان وكانت الدورة في شهر سبتمبر 2007، وقد تم تصنيفها إلى 3 أقسام: مجموعة عمليات الخطف المنظم، ومجموعة عمليات الاغتيالات السياسية، ومجموعة عمليات الاغتيال على الهوية السنية.

موقف العصائب من جيش المهدي

موقف العصائب من جيش
في نوفمبر 2008 عندما أنشأ مقتدى الصدر جماعة جديدة لخلافة جيش المهدي سُميت "لواء اليوم الموعود"، طلب من العصائب وجماعات أخرى الانضمام لها، لكنهم رفضوا؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث مشاكل كبيرة حول زعامة اللواء، وفي 27 ديسمبر 2011 وصف مقتدى الصدر، عصائب أهل الحق بأنهم مجموعة قتلة، وأن هؤلاء هم عشاق الكراسي ومن تبعهم فهو منهم؛ لتعلن عن تشكيلها وانشقاقها عن المهدي في ذلك العام، باسم "عصائب أهل الحق"؛ ليتبين فيما بعد أن أشكال الخلاف القائم بين قياديي الميليشيتين ما هو إلا نوع من تبادل الأدوار فيما بينها، حينما تصدر الصدر العمل السياسي والخزعلي العمل العسكري الذي بدأ بصورة واضحة على أنهما متفقان على مبدأ واحد هو قتال السنة وتدمير مناطقهم.

علاقة العصائب بالنظام

نوري المالكي
نوري المالكي
اتخذت العصائب طابعها الرسمي حينما أصدرت حكومة المالكي قرار دمج الميلشيات مع قوات الجيش الحكومي منذ أيام الاحتلال الأمريكي بدأ الأمر مع فيلق بدر، لتكون بذلك خنجراً مسوماً في خاصرة أهل السنة في العراق، لتشن حملات اغتيالات ممنهجة، بعد تحويل عدد كبير من منتسبي العصائب إلى الجيش وقوات سوات والاستخبارات والمغاوير والداخلية.
وتحظى الجماعة بدعم قوي من قبل رئيس الحكومة العراقية الشيعي نوري المالكي، الذي وافق على دخولها إلى السياسة لموازنة نفوذ الزعيم الشيعي المتذبذب مقتدى الصدر، والذي طالما كان منافساً قوياً للمالكي، كما أنه أثبت أنه شريك لا يؤتمن جانبه في الائتلاف الحكومي.
وعلى الرغم من أن مساعدي المالكي ومسئولي عصائب أهل الحق ينكرون أية علاقة رسمية بين الطرفين، إلا أنهم يعترفون بعلاقة ودية، ولا يستبعدون القيام بعقد اتفاق انتخابي.

أشهر العمليات

أشهر العمليات
قامت العصائب بتنفيذ حملات اغتيال تعد بالمئات، استهدفت رموز المكون السني من المشايخ والعلماء والكفاءات الشبابية والأكاديمية.
ومن المعروف عن العراقيين أن للعصائب يدًا في كبرى الجرائم والمجازر التي حدثت في ديالي وبغداد، وقتلهم العشرات من المواطنين وتهجيرهم للسنة وتفجير المنازل وسرقة الأموال واستهداف المساجد.
لم يكتفِ مقاتلو الميليشيا باستهدافهم أهل السنة، بل تعمدوا إلى عمليات الخطف وابتزاز الأهالي للإفراج عنهم بمبالغ طائلة، ثم يتسلمون المبالغ ويعدمون من خطفوهم في أكبر عمليات إرهابية حصلت في تاريخ العراق
وقد أعلنت عصائب أهل الحق مسئوليتها عن ما يقارب 6 آلاف هجوم على القوات الأمريكية وحلفائها والقوات العراقية، بما في ذلك الهجوم على معكسر الصقر في 10 أكتوبر 2006، واغتيال قائد عسكري أمريكي في النجف، وإسقاط مروحية ويستلاند لينكس البريطانية في 6 مايو 2006، والهجوم على السفير البولندي في 3 أكتوبر 2007.
من أشهر العمليات العسكرية التي قامت بها العصائب: قيام قوة من أشخاص يرتدون الملابس العسكرية الحكومية، تقلهم السيارات الرسميّة باختطاف الخبير البريطاني بيتر مور وأربعة من حراس شركة غاردا وورلد الأمنية في 29 مايو من عام 2007.
كان أبرز هجماتهم في 20 يناير 2007 في محافظة كربلاء عندما اقتحموا مركزًا للشرطة العراقية بداخله وحدة أمن أمريكية مشتركة وقتلوا جنديًا أمريكيًا واختطفوا أربعة آخرين قاموا بقتلهم لاحقاً.
 بعد الهجوم، شن الجيش الأمريكي حملة على الجماعة وتم قتل العقل المدبر لهجوم كربلاء أزهر الدليمي في بغداد، بينما اعتقل الكثير من قادة الجماعة بما في ذلك قيس وليث الخزعلي وعضو في حزب الله اللبناني علي موسى دقدوق الذي كان مستشار الخزعلي وكان مسئولا عن علاقاتها مع حزب الله. 
عقب تلك الاعتقالات في 2007- قام أكرم الكعبي الذي كان القائد العسكري لجيش المهدي حتى مايو 2007 بقيادة الجماعة.
في 2008 فر العديد من مقاتلي الجماعة إلى إيران بعدما سمح للجيش العراقي باستعادة السيطرة على مدينة الصدر وتم حل جيش المهدي، وتم إعادة تدريب المقاتلين في تكتيكات جديدة؛ الأمر الذي أدى إلى هدوء كبير في نشاط الجماعة من مايو إلى يوليو 2008.
في فبراير 2010، اختطفت الجماعة، المتعهد المدني لوزارة الدفاع الأمريكية عيسى سالومي، أحد المجنسين الأمريكيين في العراق، وكان أول اختطاف رفيع المستوى لأجنبي في العراق منذ خطف خبير تكنولوجيا المعلومات البريطاني بيتر مور وأربعة من حراسه.
آنذاك طالبت الجماعة بالإفراج عن جميع مقاتليها المسجونين من قبل السلطات العراقية والجيش الأمريكي في مقابل الإفراج عن بيتر مور وحراسه الأربعة، وعقب الإفراج عن مور أطلق سراح زعيم الجماعة قيس الخزعلي في يناير 2010.
قبل الإفراج عن قيس، كانت القوات الأمنية قد أطلقت سراح أكثر من 100 من مقاتلي الجماعة من ضمنهم ليث الخزعلي، وعيسى سالومي في مارس 2010 مقابل الإفراج عن 4 من مقاتليهم المعتلقين من قبل السلطات العراقية، من مجموع 450 عضوًا بالجماعة تم تسليمهم من قبل القوات الأمريكية إلى السلطات العراقية منذ اختطاف بيتر مور، أكثر من 250 منهم تم الإفراج عنهم من قبل السلطات العراقية.
في 21 يوليو 2010، قال الجنرال رأي أوديرنو: إن إيران تدعم ثلاث مجموعات شيعية متطرفة في العراق كانت تحاول مهاجمة القواعد الأمريكية، واحدة من المجموعات هي عصائب أهل الحق، بينما الأخريات لواء اليوم الموعود وحزب الله.
في ديسمبر 2010 أفيد أن قادة ميليشيات شيعية سيئي السمعة مثل "أبو درع" و"أبو مصطفى الشيباني" قد عادوا من إيران إلى العراق للعمل مع عصائب أهل الحق، تم تحديد آية الله العظمى الإيراني كاظم الحائري كزعيم روحي للجماعة.
في يوم الجمعة الـ10 من أغسطس 2012، قام رجال ميليشيا عصائب أهل الحق باقتحام مسجد سني في حي الأمين الثاني بمنطقة بغداد الجديد، محولين الجامع إلى مسجد شيعي ومنعوا دخول السنة من الدخول إليه.
في شهري أغسطس وسبتمبر 2012، بدأت عصائب أهل الحق بحملة ملصقات وزعت فيها أكثر من عشرين ألف ملصق للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في أنحاء العراق.
 وقال مسئول كبير في الحكومة المحلية في بغداد: إن عمال البلدية يخشون إزالة الملصقات خوفًا من العقاب على يد رجال ميليشيا عصائب أهل الحق.

العصائب في سوريا

العصائب في سوريا
شاركت عصائب أهل الحق في العمليات العسكرية مع النظام السوري، تحت مسمى " كتائب حيدر الكرار في سوريا"، وقاتلت جنباً إلى جنب قوات بشار الأسد ضد الفصائل المسلحة السنية هناك، بعد إعلان المرجعية الشيعية "الدفاع عن مرقد السيدة زينب"، وتشكلت بذلك عدة كتائب تحمل اسم "لبيك يا زينب" و"لواء أبو الفضل العباس" ونحو ذلك، وقتل المئات منهم في الحرب الطاحنة هناك.

انتخابات العراق 2014

انتخابات العراق 2014
دخلت العصائب المعترك السياسي في الانتخابات البرلمانية لعام 2014، بقيادة رئيس الميليشيا نفسه قيس الخزعلي، بكتلة أسموها "الصادقون" وأعلن مشاركته بالانتخابات البرلمانية نهاية شهر أبريل 2014، لكن نتائجهم كانت متواضعة للغاية، إذ لم يحصلوا على أكثر من مقعد واحد، من أصل 328 مقعدا في البرلمان العراقي.
واستهدفت سلسلة تفجيرات إحدى الحملات الانتخابية للكتلة في ملعب الصناعة في شرق بغداد، وكان يضم ما يقدر بمئة ألف من أنصار "الصادقون"؛ مما أسفر عن مقتل 37 شخصا على الأقل وإصابة عشرات آخرين، وفقاً للشرطة العراقية، كان منظمو الحملة من الجماعة الشيعية يخطون للإعلان عن أسماء مرشحيهم للانتخابات البرلمانية.

أعداد عصائب أهل الحق

أعداد عصائب أهل الحق
تقدر قوة المجموعة بحوالي 3000 مقاتل في مارس 2007، لكن في يوليو 2011، قدر مسئولون أن هناك أقل من 1000 من مليشيا عصائب أهل الحق موجودون في العراق، يزعم أن الجماعة تتلقى حوالي 5 ملايين دولار من أموال وأسلحة من إيران كل شهر، في يناير 2012، وبعد الانسحاب الأمريكي من العراق في ديسمبر 2011، أعلن قيس الخزعلي هزيمة الولايات المتحدة وأن الجماعة تتهيأ لإلقاء السلاح والانضمام إلى العملية السياسية.

التمويل

التمويل
تعتبر علاقة الجماعة وثيقة جداً مع إيران؛ الأمر الذي يوحي بأن قيامها بلعب دور سياسي من شأنه أن يعزز النفوذ السياسي والديني الإيراني في العراق، ويقوي من استراتيجية إيران القائمة على قيام حلفاء بتنفيذ أجندة إيران نيابة عنها، ومن الصعب فصل الطموح السياسي لعصائب أهل الحق عن مطامح إيران الإقليمية.
وفي بداية الأمر قامت إيران بدعم الجماعة ومولتها لإنشاء بديل موالٍ وجدير بالثقة، عن جماعة الصدر و"جيش المهدي" غير المنضبط، حسبما ذكره المسئولون الأمريكيون.
 وصوّر المسئولون بداية هذه الجماعة باعتبارها محاولة إيرانية لتشكيل نسخة عراقية عن حزب الله اللبناني، الذي نجح في دحر إسرائيل من الأراضي اللبنانية عام ‬2000.
كما أن عصائب أهل الحق، كانت تتلقى التدريب والأسلحة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وكذلك من الجماعة اللبناية حزب الله المدعومة أيضاً من إيران، بحلول مارس 2007 وفرت إيران شبكة بين 750.000 دولار و3 ملايين دولار من الأسلحة والدعم المالي كل شهر.
 أبو مصطفى الشيباني، وهو عضو سابق في فيلق بدر كان يدير شبكة تهريب مهمة معروفة باسم "شبكة شيبانيط لعبت دورًا رئيسيا في تزويد العصائب، تم أيضا تزويد الجماعة من قبل شبكة تهريب برئاسة أحمد سجاد الغراوي، أحد قادة جيش المهدي السابقين، ينشط في محافظة ميسان.
الهيكل التنظيمي
عام 2006 كان لدى عصائب أهل الحق ما لا يقل عن أربعة فروع فعالة، لواء الإمام علي – مسئولة عن جنوب العراق المحافظات العراقية الشيعية التسعة: بابل و‌البصرة، و‌ذي قار و‌كربلاء و‌ميسان و‌المثنى و‌النجف و‌القادسية و‌واسط.
لواء الإمام الكاظم- مسئولة عن غرب بغداد (غالباً في منطقتي الكاظمية والرشيد الشيعيتان)، ولكن أيضا بعض الأنشطة الطفيفة في مناطق الكرخ المختلطة ومنطقة المنصور التي تسكنها أغلبية سنية.
لواء الإمام الهادي مسئولة عن شرق بغداد غالباً في مناطق مدينة الصدر وبغداد الجديدة والكرادة ذات أغلبية شيعية ولكن مع بعض الأنشطة الطفيفة في مناطق الرصافة المختلطة ومنطقة الأعظمية التي تسكنها أغلبية سنية.
لواء الإمام العسكري مسئولة عن وسط العراق (فعالة في المناطق الشيعية جنوب محافظة ديالي ومدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين وبعض المناطق الشيعية في محافظتي نينوي وكركوك).

القيادات

القيادات
كشف مصدر مقرب من العصائب، في السيدية ببغداد، عن تغيير قادة الميليشيا بالتزامن مع الانهيار الأمني، وانتهاء صلاحيات الحكومة السابقة مع بدء أول جلسة برلمانية للأعضاء الجدد.
وقال المصدر: قامت ميليشيا العصائب باستحصال موافقة من وزير المصالحة الوطنية عامر الخزاعي وتغيير مجلس إسناد السيدية جذريا.
وأضاف، أنه تم تعيين كل من بسام ريشان المخبر السري للميليشيات، حسين منديل العكيلي، حيدر الحسناوي، مهند الحسناوي، حيدر حنون الساعدي، خضير، عمار أبو عبد الله.

موقف العصائب من داعش والتحالف

موقف العصائب من داعش
شنت العصائب في الفترة الأخيرة هجمات في العراق، على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وقامت باختطاف نحو 80 مواطنا، وأعدمت بعض الأشخاص منهم، جاء ذلك عقب دخول العصائب منطقة النهروان وانتحالها صفة داعش بملابسها وراياتها السوداء، وقامت بتحريض المواطنين السنة على الجهاد، كما قامت القوة بالتجول بين المنازل والأزقة، واختطفت 80 رجلًا ولم يعرف مصيرهم.
كما توعدت العصائب، داعش حيث أكدت أنها لا تهدف إلى طرد "داعش" من العراق، بل تحويله إلى مقبرة له، واتهمت التحالف الدولي بتقديم الدعم لداعش وقصف المواقع العائدة للقوات المعادية له، كما انتقدت السعودية وأمريكا، وأقرت بالمشاركة في القتال بسوريا بهدف "حماية مرقد السيدة زينب".
فيما قال ممثلها في إيران، جابر رجبي: إن إيران علّمت أبناء العراق كيف يدافعون عن بلدهم بأنفسهم، مشددا على أنهم استدرجوا داعش دون أن يعي ذلك وتعهد بجعل العراق "مقبرة" له.
وأكد رجبي، أن من وصفهم بـ"المجاهدين من أهل السنة" كانوا أيضا يقاتلون جنبا إلى جنب مع الشيعة في الدفاع عن "مرقد السيدة زينب" في سوريا، بإشارة إلى ضريح زعمت الميليشيات الشيعية أنها دخلت سوريا قبل سنوات لحمايته.
واتهم رجبي التحالف الدولي بضرب ما وصفها بـ"قوى المقاومة" في العراق كلما شارفت على تحقيق الانتصار بمناطق معينة عبر قصفها بطائراتها ومن ثم الادعاء بأن الأمر حدث بالخطأ واتهم التحالف بتقديم الدعم المالي والتسليحي لداعش. 
وأشاد رجبي بدور قائد فيلق القدس، الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في التطورات الميدانية على الساحة العراقية، وأضاف أن الهدف هو القضاء بالكامل على تنظيم داعش وليس طرده من مناطق نفوذه الحالية، قائلا: لو كنا نريد طرد داعش من العراق فالسؤال هو إلى أين سيتجهون؟ هل من المقرر أن يتجهوا إلى لبنان الذي هو بلد صديق لنا؟
كما لفت إلى أن قتال العصائب في سوريا بدأ قبل تدخل حزب الله وبهدف الحفاظ على حزام دمشق والمراقد المقدسة.

أبرز القيادات

قيس الخزعلي
قيس الخزعلي
قيس الخزعلي
قيس الخزعلي هو الأمين العام وأحد مؤسسي حركة عصائب أهل الحق في العراق وهو من مواليد 1974 ومن تلامذة السيد محمد محمد صادق الصدر.
قيس الخزعلي كان اليد اليمني للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر نجل السيد محمد الصدر وشارك مع مقتدى الصدر في حرب النجف التي خاضها جيش المهدي ضد القوات الأمريكية، غير أن الخزعلي أعلن انشقاقه عن جيش المهدى لينفرد في تشكيل سرايا عصائب أهل الحق التي كانت جزءا من جيش المهدي الذي يترأسه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. 
انشقاقه
في العراق انشق الخزعلي مع محمد الطابطبائي الذي أصبح فيما بعد رئيس مجلس شورى عصائب أهل الحق، وكلاهما من أتباع مقتدى الصدر المقربين والذين كانوا فيما يسمى بالحوزة الناطقة التي يتزعمها المرجع محمد الصدر ولا يعرف إلى الآن السبب الحقيقي من وراء انشقاق الخزعلي مع مجموعة من الصدريين عن خط مقتدى الصدر ليكونوا ما يعرف الآن بعصائب أهل الحق التي قاومت القوات الأمريكية في العراق مع جيش المهدي.
اعتقاله
تم اعتقال الخزعلي من قبل القوات الأمريكية على خلفية عملية نفذها في كربلاء اعتقل فيها ضباط أمريكيون، سبقتها عمليات نوعية نفذها ضد القوات الأمريكية الخزعلي المتتلمذ على يد المرجع الصدر الثاني، تعتبر حركته الآن أحد تشكيلات المقاومة الشيعية الداعمة لحكومة المالكي، والتي تتبع في مرجعيتها المرجعية الدينية العليا في العراق.
 وقد كان لحركة عصائب أهل الحق دور كبير في محاربة السنة مع بدء الأزمة في الأنبار والموصل، حيث انضمت إلى تشكيلات الحشد الشعبي لمساندة الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب، وساهم ذلك في تأمين بغداد وعدة مناطق أخرى.
محمد الطباطبائي
محمد الطباطبائي
محمد الطباطبائي
محمد حسين الطباطبائي، من أبرز فلاسفة ومفكري الشيعة في القرن العشرين، اشتهر بتفسيره المعروف بـ"الميزان في تفسير القرآن".
 نشأته 
يرجع نسبه من جهة أبيه إلى الإمام الحسن بن علي، ومن جهة أمه إلى الإمام الحسين بن علي .
وُلد الطباطبائي في 29 من ذي الحجة سنة 1321هـ/ 1904م، في مدينة تبريز في إيران.
نشأ الطباطبائي وترعرع في أسرة عريقة بالعلم والثقاف، ينتسب إلى الجليل مير عبد الوهاب الذي تقلّد منصب "شيخ الإسلام" في أذربيجان قبل ظهور السلسلة الدولة الصفوية.
تعليمه
رحلت والدته وهو في الخامسة من عمره، وفقد أباه في التاسعة من عمره. ولم يكن له إلا أخ واحد، وهو محمد حسن، تعلّم في المدرسة في تبريز القرآن والأدب الفارسي والرياضيات، وتابع دراسته في الجامعة الإسلامية في تبريز حيث تعلّم الصرف والنحو والمعاني والبيان والفقه والأصول والكلام، لم يترك شيئاً من العلوم الرائجة يومذاك إلاّ وقد انتهل منها حتى درس الخط واستغرق جميع ما درسه من الآداب والسطوح العالية تسع سنين.
انتقل الطباطبائي سنة 1344هـ، بغية إكمال دراسته، إلى النجف وأمضى فيها أحد عشر عاماً منشغلاً بالدراسات الفقهية والأصولية والفلسفية والعرفانية والرياضية.
وبسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية اضطر إلى مغادرة النجف والعودة إلى مسقط رأسه تبريز؛ حيث عمل بالزراعة لمدة عشر سنوات في قرية "شادباد" التبريزية.
 وقام خلال هذه الفترة بتأليف رسائل عرفانية وفلسفية، منها "الإنسان قبل الدنيا" و"الإنسان في الدنيا" و"الإنسان بعد الدنيا"، والرسائل الأربع، وغيرها من الرسائل.
 وبسبب الاضطرابات التي حدثت في محافظة أذربيجان، توجّه الطباطبائي إلى مدينة "قم" المقدسة سنة 1364هـ، وظلّ يعيش فيها ما يقارب 35 سنة، حيث درس علم التفسير والفلسفة والعلوم العقلية.
 ومنذ سنة 1368هـ، شرع بتدريس الأخلاق والعرفان، ثم قام بعدها بتدريس رسالة السير والسلوك المنسوبة للسيد بحر العلوم.
وفاته
توفي الطباطبائي في 28 من محرّم سنة 1402هـ.

مستقبل الحركة

مستقبل الحركة
يرى متابعون أن هذه الحركة تتلقى التدريب والسلاح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. وتذهب تقديرات إلى أن الدعم يصل إلى خمسة ملايين دولار شهريا.
وتتشكل هذه الحركة من أربعة فروع عسكرية رئيسية هي "كتائب الإمام علي، وكتائب الإمام الكاظم، وكتائب الإمام الهادي، وكتائب الإمام العسكري".
وقد أظهرت الحركة أسفها بعد إعلان إرسال أمريكا 1500 مستشار عسكري للعراق، وترحيب الحكومة العراقية بإرسال هؤلاء المستشارين..
وقالت الحركة في بيان إنه "مرة أخرى تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إيجاد الأعذار والحجج لتحقيق تواجد بري لقواتها في العراق من خلال سعيها لإرسال 1500 عسكري أمريكي الى العراق بعنوان مستشار بذريعة تدريب القوات العراقية، لكن هذه الممارسات باتت مكشوفة ولا تنطلي على العراقيين الذين شخصوا المواقف الأمريكية الأخيرة التي اتسمت بالخذلان والتواطؤ مع داعش التكفيرية". 
ودعت الحركة، السياسيين الى أن "يكونوا بمستوى التحديات التي تمر بالبلد والحفاظ على منجزات أبنائه من الجيش العراقي والمقاومة الإسلامية والحشد الشعبي".