في سابقة غريبة من نوعها، تستقبل دولة قطر اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2014، القمة الخامسة والثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطرية الدوحة والتي تستمر يوماً واحداً.
وكما أعلنت قطر، أن اجتماعات القمة ستواجه الإرهاب، وهو الأمر الذي أدهش العديد من الدول، حيث إنه من المعروف عن قطر أنها من أولى الدول المتهمة بدعم الإرهاب، وتقوم بتمويل الجماعات الإرهابية، فضلا عن أنها تأوي على أراضيها العديد من الشخصيات المدرجة على قوائم الإرهاب وأيضا على قوائم الإنتربول الدولي، على رأسهم يوسف القرضاوي والذي أدرجه الإنتربول مؤخرا على قوائم المطلوبين، كما أسقطت عضويته اليوم من المجلس العالمي لعلماء الدعوة الإغاثة.
ويبقى الإرهاب هو التحدي الأخطر والمباشر ليس على دول الخليج فقط، بل على دول العالم كافة؛ نظراً للتوسع السريع للتنظيمات المتطرفة في المنطقة، واستقطابها لمقاتلين جدد من كافة أرجاء العالم.
مراقبون يرون أن ترتيب البيت الخليجي يأتي على قائمة مداولات القمة، إلى جانب أولويات خارجية على رأسها العلاقات مع مصر، تنفيذاً لنداء العاهل السعودي عبر قمة الرياض، لكل من صناع القرار والإعلاميين في قطر ومصر بالتوقف عن التحريض والحملات المضادة بين جميع الأقطاب.
ويرى متابعون أن موقفاً واضحاً إزاء مصر سيصدر عن القمة في بيانها الختامي، ما لم تتعثر الجهود للتوصل إلى ذلك.
وفيما يتعلق بالتحديات الإقليمية، يرى سياسيون أن إيران حاضرة في مداولات القمة، خاصة بعد تمديد المفاوضات النووية بينها ودول مجموعة "5+1"، إلى جانب سوريا التي تشير توقعات إلى أن القمة ستركز على دعم المعارضة المعتدلة والعملية السياسية الانتقالية المتمثلة في جنيف 1 و2، بالإضافة إلى اليمن وليبيا والأردن، وأيضاً القضية الفلسطينية لا سيما أن مجلس الأمن سيتناول القضية من منطلق جديد بمساعٍ أردنية وفرنسية.
وتأتي القمة في ظل ظروف استثنائية تعيشها المنطقة، ما يكسبها أهمية خاصة تتطلب التنسيق المشترك بهدف تحقيق المزيد من الإنجازات في مسيرة المجلس، وسط آمال بأن يحقق ترأس قطر لمجلس التعاون لعام 2015، نقلة نوعية في العلاقات الخليجية ورسم النظام العربي والإقليمي.
ويصل القادة إلى الدوحة، حيث يرأس الوفد السعودي في القمة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والوفد الكويتي: الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، والوفد الإماراتي: الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والوفد البحريني: الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والوفد العماني: السيد فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء.
وعقب وصوله إلى الدوحة أكد ولي العهد السعودي الأمير سلمان في تصريحات صحفية إنه يأمل "أن تكلل قمة الخليج بالنجاح"، وأن تخرج القمة بما يتناسب مع دقة المرحلة الراهنة.
وقبيل لقاء القادة يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا لبحث جدول أعمال القمة، والذي من المقرر أن يتناول قضايا عدة على رأسها محاربة الإرهاب والنفط، والوحدة الخليجية.
ووفق تقاليد بقية القمم الخليجية، تجتمع لجنة من كبار المسئولين الخليجيين تتولى صياغة البيان الختامي الذي يعتمد القادة قبل إعلانه.
وهذا ما سيفعله وزراء الخارجية في اجتماعهم المنتظر، عبر جلستين بروتوكوليتين معلنتين للافتتاح والختام، وواحدة أو اثنتين مغلقتين.
وتعد القمة استثنائية بملفـاتها السياسية والاقتصادية، وتضع في أولوياتها هواجس الأمن وتطوير الدفاع المشترك.
وكانت الرياض قد احتضنت قبل أسابيع اجتماعا لقادة الخليج، وأسست لتوافق يجري البناء عليه خلال قمة الثلاثاء.
تأتي تلك القمة، في حين أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن القاهرة لن تشارك في القمة الخليجية التي تعقد اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، مشيرا إلى أن مصر لم تتلق دعوة للمشاركة؛ كونها ليست عضواً في مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن العلاقات المصرية القطرية كما هي لم يطرأ عليها جديد.
يبرز في الجانب السياسي العلاقة مع مصر التي كان الموقف منها من أبرز نقاط الخلاف بين الدول الخليجية وقطر، تنفيذاً لنداء العاهل السعودي عبر قمة الرياض، لكل من صناع القرار والإعلاميين في قطر ومصر بالتوقف عن التحريض والحملات المضادة بين جميع الأقطاب، ويرى متابعون أن موقفاً واضحاً إزاء مصر سيصدر عن القمة في بيانها الختامي.
الجدير بالذكر أن العاصمة السعودية الرياض، احتضنت القمة يوم 16 نوفمبر الماضي، حيث توصلت دول مجلس التعاون الخليجي إلى تفاهم يهدف إلى "فتح صفحة جديدة" في العلاقات بين الدول الست الأعضاء في المجلس الذي يضم أيضا الكويت وسلطنة عمان، والإمارات والسعودية والبحرين، كما تم عودة سفراء كل من السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر، ومحاولات رأب الصدع بين قطر وبعض الدول العربية الأخرى.
كما تعهدت قطر آنذاك بأنها ستغير سياستها في المرحلة المقبلة، وتعمل على إرضاء الدول الخليجية في الفترة القادمة.
وتأتي قمة مجلس التعاون الخليجي اليوم بالتزامن مع الظروف العصيبة التي تحيط بالمنطقة العربية، حيث تتزايد التهديدات الأمنية التي تواجه منطقة الخليج إثر التطورات في العراق واليمن وسوريا وليبيا.
وفيما يبدو أن قطر بدأت تسعى لاستعادة مكانتها كالسابق أمام دول الخليج، وبالأخص أمام مصر، التي وضعت شروطا صعبة لعودة العلاقات معها، على رأسها تسليم قيادات الإخوان الهاربين عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، إلى السلطات المصرية.
