"الجهادية الجديدة" عنوان تقرير صدر مؤخرًا عن المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي بالتعاون مع البي بي سي، في إطار عرض نتائج دراسة استقصائية عالمية حول العنف الجهادي.

ركز التقرير على شهر نوفمبر 2014، والتأكيد على أن الجهاديين قاموا بشن 664 هجمة، ما أسفر عن مقتل 5042  فردًا، والإشارة إلى أن الصورة العامة تشير إلى تطور وتنامي الجماعات الجهادية في العالم.

اعتبر التقرير أن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش" أكثر التنظيمات فتكا، واتخاذ التنظيم مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق موضعا للصراع، وسقوط عدد من القتلى أكثر من الذين سقطوا في هجمات أخرى تم رصدها في 13 دولة أخرى.

نوه التقرير إلى أن هناك 800 حالة وفاة في نيجيريا وأفغانستان، فضلا عن مئات في اليمن والصومال وباكستان نتيجة عمليات العنف التي قامت بها الجماعات الجهادية، وأن التقرير أفاد أن 51 % من الوفيات نتيجة حوادث جهادية، والغالبية العظمى من الضحايا من المسلمين.

أوضح التقرير أن ثورات الربيع العربي للدخول عملت على دخول الجماعات الجهادية والارهابية عصرا جديدا، فلم يعد تنظيم القاعدة هو مصدر ترويع المواطنين فقط، بل خرجت عشرات من التنظيمات التى أقدمت  على ارتكاب جرائم بشعة سلطت مزيد من الأضواء عليها مثل تنظيم داعش، وبدأ باحثين وصحفيين في متابعة هذا الشأن عن قرب، لتقديم اجابات لتساؤلات برزت في هذه الفترة.

شدد التقرير على انه بالرغم من أن الجماعات الجهادية استخدمت في الماضي استراتيجية التفجيرات لإحداث إصابات جماعية ، إلا أن الجماعات الجهادية توظف مجموعة متنوعة أكبر بكثير من هذه الاستراتيجية من خلال استهداف كمائن الجيش والشرطة، وعمليات قتل فردية أو جماعية، وعبوات ناسفة وغيرها من الاستراتيجيات. 

كشف التقرير أيضا أن 60 % من الوفيات جاءت عبر الجماعات التي ليس لها علاقة رسمية مع تنظيم القاعدة، وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة والمجموعات التابعة له مثل جبهة النصرة في سوريا، إلا أن بصمات هذا التنظيم لم تعد كما كانت في السابق.

نوه التقرير إلى تصدر العراق في قائمة القتلى، حيث توفي 1770 فردا نتيجة الاحداث التي شهدها العراق، مقابل 786 في نيجريا، بينما سقط782 في أفغانستان، 693 في سوريا، و410 في اليمن.

ورصد التقرير مقتل 2093 من المدنيين، ومقتل 1723 من افراد القوات المسلحة، وكذلك 147 من رجال الشرطة، وتورط جماعة أنصار بيت المقدس في مصر بارتكاب جرائم ارهابية، والدولة الاسلامية "داعش"  في العراق وسوريا بارتكاب جرائم ارهابية، وجبهة النصرة في سوريا، كذلك جماعة بوكو حرام في نيجريا، أنصار الشريعة في ليبيا، 

شدد التقرير على أن حجم النشاط الذى تم رصده في شهر للجماعات الجهادية  يشير إلى ضرورة الحذر في اعلان النتائج المستخلصة من رصد أعمال وممارسات هذه الجماعات  الجهادية، خاصة وأن تنظيم القاعدة حاليا تراجع بشكل ملحوظ عما كانت النظر إليه في السنوات الأربع الماضية، كما تظهر بعض الأفكار التي من خلالها يمكن التأكد على أن مواجهة هذه التنظيمات لا يمكن أن تكون عبر قرارات واستراتيجيات عسكرية وأمنية فقط، وإنما عبر إرادة سياسية وتنمية الموارد الاقتصادية، واحترام الأفكار والعقائد المختلفة.