أبو دعاء أو أبو بكر البغدادي أو إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي، وهي أسماء عديدة لقائد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وأبو بكر البغدادي هو من دمج فروع تنظيم القاعدة مع جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى دولة العراق الإسلامية "داعش" في 9/4/2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام.
ويتجاوز عمره الآن الـ40 عاما وهو من مواليد بلدة سامراء، ويرأس تنظيم القاعدة في العراق منذ عام 2010 "داعش"، وفي وثيقة نادرة لها كشفت عن تفاصيل حياة زعيمها البغدادي تناولت مقتطفات من حياته، وأكدت فيها أنه يدعى إبراهيم عواد إبراهيم البدري أبو دعاء، ومن أهالي ديالي، وحاصل على الدكتوراه من الجامعة الإسلامية في بغداد ومن شيوخ السلفية وإمام جامع أحمد بن حنبل في سامراء.
ثم تولى البغدادي إمارة القسم الشرعي في جماعة أهل السنة والجماعة في ديالي وبغداد وسامراء، وفي صيف 2010 تولى إمارة الدولة الإسلامية بعد مقتل أبي عمر البغدادي الزعيم السابق.
انضم البغدادي إلى تنظيم القاعدة بالعراق بشكل رسمي بعد سقوط نظام صدام حسين السابق ومع دخول القوات الأمريكية والأجنبية، وكانت القاعدة تسمي نفسها آنذاك "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين".
وبرز أبو بكر البغدادي المزارع الذي اعتقل من قبل القوات الأمريكية في العراق عام ٢٠٠٥ ثم أصبح متطرفاً في معسكر بوكا العراقي بعد احتجازه مع العديد من قادة تنظيم القاعدة السلفي المتطرف منذ عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كانت أجهزته الأمنية تراقب نشاطه- برز كلاعب رئيسي في تنظيم القاعدة بعد وقت قصير من الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، ولكن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، والماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية.. ضليع بالثقافة الإسلامية، والعلم والفقه الشرعي، ولديه اطلاع واسع على العلوم التاريخية والأنساب الشريفة، ولد باسم إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري لعائلة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية، وأعمامه دعاة إسلاميون في العراق.
وتقول المعلومات: إن البغدادي بدأ نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي إلا أنه ما لبث أن انتقل إلى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من أقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالي وسامراء العراقيتين.. أولى نشاطاته بدأت من جامع أحمد بن حنبل، مؤسساً خلايا جهادية صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدتها العراق في السنوات الماضية.. أنشأ بعدها أول تنظيم أسماه "جيش أهل السنة والجماعة" بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر والنهج والهدف، ونشّط عملياته في بغداد، وسامراء وديالي، ثم ما لبث أن انضم مع تنظيمه إلى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.
وتقول إحدى وثائق وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون: إن "أبو دعاء" كان يعمد إلى الترهيب والتعذيب وقتل المدنيين في مدينة القائم على الحدود الغربية للعراق مع سوريا، وكان يخطف الأفراد أو العائلات بأكملها يتهمهم ويحكم عليهم بالاعدام، ثم ينفذ الحكم علناً.
وأبو بكر البغدادي هو المسئول عن جميع النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق ووجه وأدار مجموعة كبيرة من العمليات الإرهابية، وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد البغدادي بالانتقام العنيف بسبب وفاته.
أما كيف وصل البغدادي إلى رئاسة التنظيم فتفيد المعلومات أنه في الشهر الرابع من العام 2010، وتحديداً 19 نيسان، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة الثرثار، استهدفت منزلا كان فيه أبو عمر البغدادي الذي كان زعيم التنظيم حينها وأبو حمزة المهاجر، وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معاً، وبعد أسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الإنترنت بمقتل أبي عمر البغدادي؛ ليختار بعد عشرة أيام أبا بكر البغدادي خليفة له إذ يقال: إن أبا عمر أوصى قبل مقتله بأن يكون أبو بكر البغدادي خليفته في زعامة الدولة الإسلامية في العراق، وهذا ما حدث في 2010، حيث نُصّب أبو بكر البغدادي أميراً للدولة الإسلامية في العراق.
ومنذ تولي أبي بكر البغدادي زعامة هذا التنظيم قام التنظيم بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت أرواح الآلاف من العراقيين، أشهرها كانت عملية مسجد أم القرى في بغداد، التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي خالد الفهداوي، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات إرهابية في العراق أدت إلى استشهاد المئات من رجال الجيش والشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق أكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تَلَتْهَا عدّةُ عمليات في العراق، كعملية البنك المركزي، وتفجيرات وزارة العدل، واقتحام سجني "أبو غريب" و"الحوت".
واستغل البغدادي الأزمة التي اندلعت في سوريا والفوضى التي حصلت هناك ليعلن دخوله خط المواجهات في سوريا، حيث وجد وتنظيمه مساحة خصبة على الأراضي السورية مستغلا الفوضى لتحقيق المكاسب وتوسيع النفوذ، ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم "الدولة" إلى الأراضي السورية، إلى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار"نصرة أهل السنة في سوريا" معلنين الحرب على النظام السوري.
بدأ تواجد القاعدة في سوريا مع ظهور تنظيم "جبهة النصرة" بقيادة أبي محمد الجولاني، أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أَشهُر من أبرز القوى المقاتلة في سوريا، ومع إعلان النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الاستخباراتية والإعلامية والصحفية تتحدث عن علاقة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق، وبدأ اعتبارها امتدادا سوريا لذالك التنظيم المنتشر في العراق.
وبرسالة صوتية عام 2013 بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم "جبهة النصرة" مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وهنا بدأت قصة داعش ترتبط بأبي بكر البغدادي الذي يتنقل الآن طليقا بين سوريا والعراق.