تعيش المرأة المسلمة في حيرة بالغة جعلتها تتخبط كثيرًا في أمور الدنيا وما يجب فعله لكسب رضا الله تعالى في الآخرة، الأمر الذي ضاعف همومها وهدد علاقتها بالله وجعلها بين صفوف المغضوب عليهم، وعليها فقط انتظار مقاعدها في النار لو لم تهتدِ وتتبع فتاوى المشايخ، وتنتابها المخاوف من بعض أفكارهم وتوجهاتهم التي تحمل الكثير من المغالاة والتشدد والتناقض، فإذا كان هناك خطر على صحة المرأة من لبس الحذاء ذو الكعب العالي والتدليس بإظهار طول القامة وهي ليست كذلك- فإذا كان الأمر كذلك- فلماذا يذهب بعض الفقهاء لتحريم لبسه خارج المنزل وجواز لبسه فقط داخل المنزل من باب التزين للزوج أليس في الحالتين خطر على صحه المرأة وتدليس!!
وفي هذا الصدد جاء رأي المشايخ والفقهاء متناقضًا، حيث قال الشيخ محمد العثيمين أستاذ بكلية الشريعة بفرع جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، وعضو هيئة كبار العلماء "لبس الكعب العالي محرم؛ لأنه من التبرج الذي ينهى الله عنه"، إذ يقول: "وأما النعال المرتفعة فلا تجوز إذا خرجت عن العادة وأدت إلى التبرج وظهور المرأة ولفت النظر إليها؛ لأن الله يقول: "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"، فكل شيء يكون به تبرج المرأة وظهورها وتميزها من بين النساء على وجه فيه التجمل فإنه محرم ولا يجوز لها".
هذا كما ردت اللجنة الدائمة (2/ 825 - 826)على الفتوى ذاتها، حيث قالت: (لبس الكعب العالي لا يجوز؛ لأنه يعرض المرأة للسقوط، والإنسان مأمور شرعا بتجنب المخاطر ... كما أنه يظهر قامة المرأة وعجيزتها بأكثر مما هي عليه، وفي هذا تدليس وإبداء لبعض الزينة التي نهيت عن إبدائها المرأة المؤمنة)
وفي السياق ذاته قال الشيخ ابن باز مفتى السعودية الراحل:(أقل أحواله الكراهة؛ لأن فيه أولاً: تدليسًا حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك، وثانيًا: فيه خطر على المرأة من السقوط، وثالثًا: ضار صحيًا كما قرر ذلك الأطباء).
وعلى الصعيد ذاته قال الشيخ ابن جبرين المفتي والداعية (لبس الكعب العالي مكروه وهو عادة أجنبية، وقد يختلف باختلاف المقاصد)
وأطلق أحد شيوخ السلفيين الشيخ مصطفي العدوي فتوى بعدم جواز لبس الكعب العالي للمرأة خارج المنزل، وجواز لبسه فقط داخل المنزل.
الشيخ العدوي قال في برنامجه على قناة الرحمة الفضائية: "يجوز لبس المرأة الكعب العالي من باب التزين للزوج"، واستشهد في ذلك بقصة أوردها أحد الصحابة عن نساء بني إسرائيل.
كما أضاف العدوي أنه إذا كانت المرأة تلبس الكعب العالي لتتبرج به للرجال الأجانب فهذا محرم وممنوع، لأنه يحمل فساداً والله لا يحب الفساد.
