بوابة الحركات الاسلامية : جند الله السنية.. الصداع المزمن في رأس إيران (طباعة)
جند الله السنية.. الصداع المزمن في رأس إيران
آخر تحديث: الجمعة 15/12/2023 10:46 ص علي رجب

البلوش وصراع الهوية

البلوش وصراع الهوية
خرج تنظيم "جند الله" السني من مجتمع مهمل من قبل الدولة الإيرانية في منطقة تعتنق المذهب السني، خلافًا لمذهب الدولة الرسمي الشيعي، وهذا التنظيم ينتمي إلى شعب البلوش، بينما من يتولى مقاليد الأمور في إيران ينتمي إلى الفرس.
فمنطقة سيستان وبلوشستان تعتبر من أهم المناطق ذات الحراك ضد حكام دولة إيران، سواء في عهد الشاهناسي أو في عهد الثورة الإسلامية، فأهلها من شعب البلوش، كانت لهم دولة مستقلة، تم احتلالها منذ 86 عامًا 1928م، وفيها تم إعدام ملك بلوشستان الغربية على يد قوات رضا بهلوي؛ ولذلك نشطت العديد من الحركات المقاومة للنظام الحاكم في طهران، سواء أكان نظامًا ملكيًا أو إسلاميًا، أو حسبما يكون النظام الذي يتولى السلطة في إيران.
والشعب البلوشي مقسم بين ثلاث دول: باكستان وأفغانستان وإيران، ولهم امتدادات أخرى في إقليمي السند والبشتون الباكستانيين، كما ينتمي إلى البلوش الراهوئيين الذين يتكلمون اللغة الراهوئية، وقد هاجرت أعداد كبيرة من البلوش إلى منطقة الخليج العربي: عمان، الإمارات، الكويت، السعودية، والعراق، ويقدر عدد البلوش اليوم بحوالي 10 ملايين نسمة.
وقد نشأت للبلوش إمارات وممالك مستقلة "خانيات يرأسها خان" بدءًا من القرن 14 الميلادي.. وفي مرحلة الاستعمار الحديث أصبحت بلوشستان جزءًا من الإمبراطورية البريطانية في الهند، وأُلحق قسم كبير من الأراضي البلوشية بأفغانستان التي استقلت منذ عام 1747، وأصبحت أقاليم مكران وسيستان جزءًا من إيران منذ العام 1928، وأُلحقت خانية كلات البلوشية- كويتا- بدولة باكستان عام 1948.
وخاض البلوش منذ ذلك التاريخ كفاحًا طويلاً ومريرًا؛ من أجل استقلالهم، أو لأجل حكم ذاتي، وللحفاظ على هويتهم وثقافتهم التي تعرضت- خاصة في إيران- للإلغاء والدمج في القومية والثقافة الفارسية، ودخل البلوش في سلسلة من الثورات المسلحة ضد إيران وباكستان، كان أشدها ضراوة الثورة التي وقعت بين عامي 1973 – 1977.
ولذلك ظهرت "جند الله" أو "حركة المقاومة الشعبية"، كحركة معارضة مسلحة بلوشية سنية إيرانية، تطالب بالحرية وبحقوق وحريات الشعب البلوشي في بلوشستان، من النظام الحاكم في طهران.

تأسيس جماعة جند الله

تأسيس جماعة جند الله
جماعة جند الله الإيرانية واحدة من أكثر جماعات العنف المسلح غموضًا، فهي تنشط في مثلث ساخن يربط الحدود الإيرانية الباكستانية الأفغانية ويربطها البعض بـ"القاعدة"، بينما يتهمها آخرون بأنها مجرد مخلب استخباراتي موجه ضد حكام طهران.
تأسست جماعة "جند الله" على يد الشيخ عبد المالك في العام 2002، الذي ينتمي إلى قبيلة "ريجي"، إحدى أكبر القبائل البلوشية، وهو أحد خمسة أشقاء، أحدهم معتقل حالياً في سجون طهران، بينما قتل الثالث في عملية تفجير بسيارة مفخخة، وله شقيق آخر يقال إنه المنظر الحقيقي لجماعة "جند الله"؛ لأن ريجي مجرّد القائد الميداني للتنظيم.. وأما الشقيق الخامس فهو الذي يعود تاريخ مقتله إلى 2002، بداية الشرارة الأولى للمواجهات، التي انطلقت ضد السلطات الإيرانية في إقليم "سيستان وبلوشستان"، عندما قتله عناصر الحرس الثوري أمام عيني شقيقه عبد المالك، الشاب الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 23 عاماً، فجمع عدداً من رفاقه للقيام بعمليات مسلّحة ضد القوات الحكومية؛ حتى ترفع يدها عن سكان الإقليم الذي يقطنه السُّنّة جنوب شرق إيران، ومنها تحوّل هذا الشاب إلى أكبر مناهض لنظام طهران.
وتعد جماعة "جند الله" تنظيما إسلاميا سنيا سلفيا، ذات ميول متطرفة، وتمتاز بروابطها المتشعبة مع نظيراتها من الحركات الأصولية السنيّة في أفغانستان وباكستان، ذات نفس الميول والتوجهات السنيّة السلفية المتشدّدة، وهي تنظيم يقبل ويعتمد الأعضاء على أساس الاعتبارات الاثنية– العرقية، ومظلة التنظيم الشعبوية في الداخل الإيراني هم من السكّان المحليين، من البلوش السنّة وهم أغلبية محافظة سيستان وبلوشستان– الإيرانية، في جنوب شرق إيران، ويرفع التنظيم شعار الدفاع عن أهل السنة في إيران كلها و"حماية علمائنا ومساجدنا ردًّا على المظالم التي نتعرض لها من قبل السلطة الحاكمة في إيران".
تقع محافظة سيستان وبلوشستان في الجنوب الشرقي الإيراني، وتتكون من منطقتي سيستان وبلوجستان، فمنطقة سيستان تشمل مدينة زابول، وزهك، ومدينة هيرمند، أما منطقة بلوشستان تبدأ من مدينة زاهدان وهي عاصمة المحافظة وتشمل مدن خاش، راوان، إيرانشهر، سرباز، نيكشهر، جابهار، وكنارك.
أعطت طبيعة المنطقة أفضلية للمنظمات السنية المختلفة التي تعمل ضد النظام الحاكم في إيران، وفي مقدمتها جماعة جند الله الإيرانية، التي تتميز بتحركاتها العابرة للحدود الإيرانية الباكستانية، ومنطقة بلوشستان الباكستانية، منطقة "بلوشستان الإيرانية"، الحدود الإيرانية الأفغانية، والحدود الأفغانية الباكستانية.
والطبيعة الوعرة لمنطقة البلوش، مثّلت عائقًا أمام مهمة إيران في ضبط الأمور لتقسم أراضي البلوش في 3 دول، هي "إيران، باكستان، وأفغانستان"؛ وهو ما جعل مهمة ضبط الأمن مستحيلة للدول الثلاث، فإجمإلي مساحة بلوشستان تصل إلى 80 ألف كيلو متر مربع، ولإيران 1600 كيلو متر خط حدودي مع باكستان، و300 منها تفتقر للمخافر والحواجز الحدودية، كما لا يوجد بها طريق من الأصل؛ الأمر الذي سهّل على "البلوش" التنقل من مكان إلى آخر وبالتالي نقل الأسرى الإيرانيين؛ لذا لجأت إيران إلى شيوخ وعلماء السنة للوساطة بينها وبين المنظمات المسلحة في إيران لضبط الأمن، أو الإفراج عن أسراها لدى هذه الحركات.
ويبلغ عدد أعضاء تنظيم جماعة جند الله أكثر من 2000 مقاتل، حتى إعدام عبد الله ريجي عام 2010، وعقب إعدامه تولى قيادة المنظمة حاج محمد ظهير البلوشي، وعبد الرءوف ريجي المتحدث الإعلامي للمنظمة.
وقام التنظيم منذ 2002، بتدريب جماعات صغيرة "30- 50 شخصًا" في منطقة جبال البلوشي، حيث عجزت الأجهزة الأمنية الإيرانية عن الوصول إلى هذه المناطق مع حماية شعبية لهم.
وكثير من متشددي السنة البلوشيين، هم أعضاء في هذه الجماعة ولا يقطنون الجبال، إنما هم جاهزون لمناصرة هذه الجماعة إن اقتضى الأمر، ما يعزز من نفوذ هذه الجماعة؛ لتطلق تهديدات جدية، وفي إمكانها تنفيذ عمليات نوعية داخل العاصمة الإيرانية "طهران"، وفي هذا التوجه قد نرى مغازلة من هذه الجماعة للممولين الغربيين غير الراضين عن السلوك الإيراني، وخاصة تجاه الملف النووي؛ بهدف الحصول على تمويلات كبيرة تدعمهم.
وأغلب عمليات تنظيم جند الله كانت في مناطق سيستان وبلوشستان فقط؛ لتستفيد من قدرتها على الاختباء والمناورة في هذه المناطق ذات الطبيعة الجبلية.

المرتكزات الفكرية

المرتكزات الفكرية
أعضاء جند الله هم من قومية البلوش السنة، الذين اشتهر عنهم معارضة الحكومة الباكستانية والأفغانية والإيرانية المختلفة معهم في المذهب، ويطالبون بإنصاف القوميات الأخرى في إيران، مثل البلوش وعرب الأحواز وغيرها من الأقليات، ويطالبون بتقسيم الثروة تقسيماً عادلًا.
وقال عبد المالك ريجي: إن "جند الله" منظمة تدعو إلى الحرية، وهي نهضة شعبية ظهرت بين أحضان الشعب السني، وعلى وجه الخصوص الشعب البلوشي، وهي تدعو إلى الدفاع عن حقوق أهل السنة والشعب البلوشي، وتسعى للحصول على حقوقهم؛ وهي الآن تكافح وتناضل من أجل الحصول على أهدافها.
وأكد أنه يجوز لجند الله عقلًا وشرعًا أن تقاتل من أجل الحصول على حقوقها المذهبية والوطنية، ومن أجل الحفاظ على هويتها، فقد سمح لنا ديننا الحنيف وشرعنا المبين في حالة انعدام كل السبل والطرق التي توصلك إلى حقوقك وتحمي دينك، أن تلجأ إلى الحرب والنضال كآخر الحلول، فآخر الدواء هو الكيّ.
ويتّضح من دعوة التنظيم، وتركيبته السياسية والعسكرية وبنيته الفكرية وأدبياته النضالية، أنه تنظيم ينطلق من الفلسفة الجهادية والحقل المعرفي للحركات الإسلامية الثورية، ويهتم بأدبياتها ويستفيد من خبراتها العسكرية.

أهداف التنظيم

أهداف التنظيم
- إقامة حكم ذاتي واستقلال البلوش في إدارة شئونهم.
- مواجهة التمييز بين الشيعة والسنة مع ضمان حرياتها الدينية ووقف اضطهادها.
- منح أبناء الأقليات الإيرانية تمثيلا ملائما في مؤسسات الحكم، وقسطا ملائما من ثروات الدولة الإيرانية.
- الاعتراف بجند الله كتنظيم سياسي بصفته السنية والقومية.
تأسيس قيام دولة ديمقراطية لا تعادي الدين.

السلطات الإيرانية و"جند الله"

السلطات الإيرانية
تصنف إيران تنظيم "جند الله" كجماعة إرهابية تقوم بتهريب المخدرات، وقتل المدنيين العزل في إقليمي سيستان وبلوشستان الإيرانيين، فقد قام التنظيم بأكثر من 35 عملية خطف رهائن، و25 عملية ابتزاز، وأکثر من 40 عملية مسلحة في قطع الطرق؛ ما أسفر عن مصرع وإصابة 474 شخصًا.
ولم تترك إيران جهة إلا واتهمتها بدعم وتدريب جند الله من تنظيم القاعدة، والعدو التاريخي لإيران هو المملكة العربية السعودية، والشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ولكن كان توجيه اتهامات إلى دعم مصر للحركة أمرًا جديدًا في السياسية الإيرانية وقتها.
ولكن الفترة التي شهدت العمليات المسلحة لـ"جند الله" من 2002 وحتى 2010 كانت هناك العديد من الاتصالات بين السلطات الإيرانية والتنظيم من أجل الحوار حول إطلاق رهائن أو الوصول إلى تهدئة.
فيما اعتبرت إيران الجماعة إرهابية، ورفضت الحوار معها أو الاستماع لها، ودائما ما تصفها بالجماعة المارقة، وذهبت إلى التعاون الأمني مع باكستان؛ بهدف السيطرة على الحركة، إلا أن  تنظيم جند الله أبدى أكثر من مرة استعداده للحوار مع السلطات الإيرانية، رافعا شروطًا عديدة.
هذا وقد تم اعتقال عبد المالك ريجي، عقب سنوات من المطاردة من قبل السلطات الإيرانية، وانتهى التنظيم بسقوط "ريجي" في يد الأجهزة الأمنية الباكستانية، خلال  لقاء الرئيس الباكستاني "آصف علي زرداري"، والرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد"، آنذاك، في إسطنبول على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي، حيث أكد زرداري لنجاد أن باكستان ستقدم كل المساعدات والتعاون بشأن حادث "جبهار"، وستواصل التعاون مع إيران للتعامل مع تهديد الإرهاب، وهو ما يوضح الدور القوي الذي لعبته إسلام آباد في القضاء على "جند الله".
ومن جانبه أكد عبد المالك ريجي استعداده للحوار مع السلطات الإيرانية، رغم أنه يرى عدم جديتها، وأن السلطات غير مخلصة في حواراتها، وخاصة مع التنظيمات الثورية في المحافظات الإيرانية.
وأوضح "ريجي" أنه كان هناك حوار مع السلطات الإيرانية، لكن بشكل غير رسمي وإنما لقاءات مع بضعة أشخاص من وزارة المخابرات ورئاسة الجمهورية، لافتًا إلى أن السلطات الإيرانية دائما تغدر بمن يتحاور معها.
وأوضح أن المنظمة كانت ترغب في وضع السلاح إذا سمحت لها السلطات الإيرانية بالعمل السياسي، وفي نوفمبر 2009 أعلن ريجي عن شروط لجماعته لوقف عملياتها ضد السلطات الإيرانية، منها: إزالة قواعد الحرس الثوري وباقي القواعد العسكرية من سيستان وبلوشستان، والإفراج عن السجناء السياسيين دون قيد أو شرط، وإقامة نظام فدرالي في الإقليم.
وأكد أنه متمسك بهويته الإيرانية، مضيفا أن غاية مطالبهم هو تحقيق العدالة والمساواة ضمن دولة فدرالية مكونة من بلوشستان ذات سيادة، كما وجه "ريجي" إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، رسالة حول رؤيته السياسية.

علاقة جند الله بتنظيم "القاعدة" و"طالبان"

علاقة جند الله بتنظيم
اتهمت السلطات الإيرانية حركة "جند الله"، بارتباطها الوثيق بتنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان، وتلقي الأموال والدعم من خلالهما، وتدريب أفرادها هناك على أيدي متخصصين من جانب تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان".
وقالت إيران: إن لجماعة "جند الله" علاقة بتنظيم القاعدة وبنشاطاته المتعلقة بتهريب مواد مخدرة، وإنه يتلقى منها بالمقابل مساعدات مالية وليوجستية، وإرشادا أيديولوجيا.
ورد "ريجي": "إن جند الله حركة إسلامية، لكن هذا لا يعني أن لكل جماعة أو حركة إسلامية صلة بالقاعدة أو طالبان، ولم تكن لنا في السابق أي صلات، ولا ننوي كذلك أن نتصل بهم في المستقبل".
وقال: "إن هذه إشاعات تبثها حكومة طهران، تشوّه سمعة الحركة على المستوى العالمي، فالإعلام العالمي زرع في أذهان العالم أن القاعدة حركة إرهابية، وتسعى حكومة طهران لارتكاب هذه الموجة، فتشيع عنا أننا من القاعدة؛ لنظهر في وجه العالم أننا حركة إرهابية".

اتهامات إيرانية لـ"جند الله" بالعمالة لأمريكا والسعودية

 اتهامات إيرانية
وجهت السلطات الرسمية الإيرانية اتهامات إلى "جند الله" بالعمالة لصالح الغرب، وأنها عميلة المخابرات الأمريكية "CIA" والموساد الإسرائيلي؛ من أجل زعزعة أمن إيران.
فقد اتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، بأنها تحاول إثارة حرب أهلية في إيران، فيما اتهمت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية فارس الإدارة الأمريكية، بالضلوع في نشاطات جند الله الإرهابية.
أما وزير الداخلية الإيراني، فقال: إن عناصر المخابرات الأمريكية، "CIA" يدربون وينسقون نشاطات التنظيمات المسلحة المعادية للنظام الإيراني.
كما وجه الحرس الثوري الإيراني اتهامات إلى المملكة العربية السعودية، بدعم التنظيم؛ بهدف إشعال النعرات المذهبية في إيران، وتهديد سلامة الأمن القومي الإيراني، عبر تقديم دعم مالي وإعلامي لهذه الجماعة.
فقد صرح "مولوي إسحق مدني"، مستشار رئيس الجمهورية في شئون أهل السنة، الأسبق، في مقابلة قائلًا: من البديهي أن أمريكا والمتطرفين يستغلون حركة ريجي، غير أن تحركاته لا هي سياسية ولا دينية، بل هي قائمة على الشرارة.
واتهم قائد الحرس الثوري الأسبق، الجنرال محمد علي جعفري باكستان بدعم جند الله، مؤكدا "وقتها" أن طهران تملك "الدليل" على أن "جند الله" تتمتع بدعم "إسلام آباد"، الذي يتيح لها الانطلاق من الأراضي الباكستانية.

من جانبها نفت واشنطن بشدة أن تكون قد قدمت دعمًا لـ"جند الله"؛ من أجل ممارسة الضغوط على النظام الإيراني، وإخضاعه للإرادة الدولية، فيما يخص مشروعه النووي، بل قامت الإدارة الأمريكية بتصنيف جماعة "جند الله" في 3 نوفمبر 2010 كجماعة وتنظيم إرهابي؛ ما أدى إلى أن تهدد باستهداف القوات الأمريكية في باكستان وأفغانستان، ردًّا على قيام الخارجية الأمريكية بوضع اسم الجماعة ضمن قائمة الإرهاب.
وكانت الخارجية الأمريكية قد صنفت الجماعة في نوفمبر 2010 ضمن قائمة الإرهاب، مشيرة إلى أنها تبنت منذ تأسيسها عام 2003، الكثير من العمليات التي أدت إلى قتل وجرح مواطنين ومسئولين حكوميين في إيران.
كما نفى قائد "جند الله" عبد المالك ريجي، أن يكون تنظيمه قد تلقى دعما من أي جهة خارجية، ويفسر فشل القوات الإيرانية في كبح جماح نشاطاته بالمميزات الطوبوغرافية التي تتوفر في منطقة بلوشستان الجبلية، حيث يتستر أفراده، ويوجهون انطلاقا منها اعتداءاتهم، التي تطال- حسب قوله- قلب الدولة الإيرانية.
ولكن المحلل "روبرت باير" متخصص في الشئون الأمنية أكد أن واشنطن حاولت بالفعل خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش- بناء علاقات مع جماعة "جند الله" السنية، التي قامت بعدة تفجيرات استهدفت الحرس الثوري الإيراني.
ورجَّح "روبرت باير"، الذي سبق له العمل لسنوات طويلة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وشغل مناصب عديدة في مكاتبها بالمنطقة- أن تكون طهران على علم بمحاولة الولايات المتحدة الاتصال بـ"جند الله" خلال ولاية بوش.
وأوضح "باير" أن محاولة الاتصال مع "جند الله" كانت تهدف إلى جمع المعلومات عن إيران، لكن مصادر قالت له بأن إدارة بوش، آنذاك، فكرت في التعامل مع التنظيم في إطار حملة شاملة ضد إيران قبل أن تعود فتنبذ الفكرة كليًّا، بسبب علاقات "جند الله" القوية مع تنظيم القاعدة، إلى جانب عدم ضمان انقلاب عناصره ضد الولايات المتحدة، ومهاجمة أهداف لها مستقبلاً.
كما لفت "باير" إلى أن الاستخبارات الباكستانية لديها علاقات مع "جند الله"، ولكنها لم تساعد على تأسيسها، وأنه لا يمكن إيجاد دليل على أنها أمرتها بتنفيذ الهجوم، علاوة على أن "إسلام آباد" ألقت القبض في الفترة الماضية على عناصر من التنظيم وسلمتهم لإيران.

اتهامات بدعم مصري لتنظيم "جند الله"

اتهامات بدعم مصري
تمثل الأجهزة الأمنية المصرية- وفي مقدمتها جهاز المخابرات- أبرز من وجهت لهم إيران الاتهامات بدعم "جند الله"، وربما تكون هذه أول مرة توجه اتهامات لمصر بدعم جماعات مسلحة تعمل ضد السلطة الحاكمة في إيران.
فقد أشارت تقارير صحفية في طهران إلى مسئولية أجهزة استخبارات في دول عربية- من بينها مصر- بتقديم المساعدة لعناصر "جند الله" السنية المسلحة، التي تنفذ هجمات ضد القوات الإيرانية.
ونقلت تقارير عن عبد الحميد ريجي، شقيق مالك ريجي، قائد "جند الله"، التي تصفها طهران بأنها "إرهابية" عقب التحقيقات معه من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية، قوله: إن الجماعة مرتبطة بـ"أجهزة تجسس أمريكية وغربية وعربية". مشيراً إلى تلقي عناصرها تدريبات على يد أحد المصريين.
وتحت عنوان "مصر تدرّب مجموعة إرهابية إيرانية" نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، والمحسوبة على الحرس الثوري الإيراني، عن عبد الحميد ريجي قوله: "إن هذه الجماعة تقوم بشراء السلاح من مخلفات الحرب الأفغانية، ويقوم شخص مصري- يدعى حمزة الجوفي- بتدريب كل المجموعات الإرهابية والمتشددة في أفغانستان وباكستان، وكذلك يشرف على تدريب جماعة مالك ريجي أيضا"، على حد تعبيرها.

"جيش العدل" و"جند الله"

جيش العدل وجند الله
عقب إعدام عبد المالك ريجي في 2010، وتراجع التنظيم- ظهر بعدها بما يقرب من عامين تنظيم "جند العدل" والذي يعد ابنًا لـ"جند الله"، حيث المتحدث الإعلامي لجيش العدل هو عبد الرءوف ريجي، أحد قادة تنظيم "جند الله"، وهو ما يشير إلى ظهور كيان قوي مستفيدا من تجربة "جند الله" المسلحة.

الأعمال المسلحة التي نفذها تنظيم "جند الله"

الأعمال المسلحة التي
نفّذ تنظيم "جند الله" العديد من العمليات المسلحة ضد أفراد الحرس الثوري والمسئولين الإيرانيين، منها خطف الشيخ جواد طاهري ممثل مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في مدينة فهرج، بمحافظة كرمان المحاذية لإقليم بلوشستان.

اختطاف أول الرهائن بمدينة "سرباز":

اختطاف أول الرهائن
أول العمليات التي قام بها تنظيم جند الله كانت اختطاف تسعة من حرس الحدود الإيرانيين بمدينة "سرباز" على الحدود الإيرانية– الباكستانية، رهائن في ال‍ثامن والعشرين من ديسمبر لعام 2004، في مدينة "سرباز"، وطلب التنظيم إطلاق سراح أحد علماء أهل السنة.
وتم الإفراج عنهم في فبراير عام 2005، وأعلن النائب السياسي لوزير الدولة آنذاك "علي جنتي" أن السلطات الإيرانية تسلمت سبعة من حرس الحدود الرهائن على يد المختطفين في مدينة "سرباز".
وأعلن قسم العلاقات العامة لوزارة الداخلية الإيرانية في ذلك التاريخ، أنه أُفرج عن أولئك الجنود خلال سلسلة من التدابير التقنية الأمنية والمعلوماتية، وبمحاولات من معتمدي وكبار العشائر المعنية لدى الدولة المركزية والمحلية الباكستانية، ومجموعة من الأجهزة الأمنية لدى الدولة الإيرانية، لا سيما الوفد المبعوث أخيراً إلى باكستان ودون عرض أي امتياز لمختطفي الرهائن.

مذبحة "تاسوكي":

مذبحة تاسوكي:
في 16 من مارس عام 2005، قامت جماعة جند الله بارتكاب مذبحة بمنطقة "تاسوكي" الحدودية بمحور زهدجان، بالقرب من الحدود الأفغانية الإيرانية، ضد حافلة بالركاب، استهدفت التنظيم بقيادة عبد المالك ريجي وشقيقه عبد الحميد ريجي- بتنفيذ هجوم على حافلة ركاب أدت إلى مقتل 21 من المواطنين، وإصابة 10 آخرين، واحتجز التنظيم 5 رهائن، وعرفت في إيران وقتها بمذبحة "تاسوكي".
وقد تم تنفيذ العملية عبر انتحال أعضاء التنظيم صفة ضباط بالشرطة، وقاموا بتنفيذ عمليتهم ردا على عمليات الاعتقال التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني وعمليات التعذيب للمعتقلين.
وفي 24 يوليو 2006 أعلن المدعي العام الإيراني- آنذاك- أنه أطلق سراح نحو أربعة أشخاص من رهائن قضية "تاسوكي"، ولم يبق إلا اثنان أو ثلاثة آخرون في الأسر.
وفي 30 يوليو 2006، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية آنذاك، المرحوم جمال كريمي- عن صدور الحكم بالإعدام للمتهم المعتقل في ملف جرائم تاسوكي، قائلاً: إن هذا الحكم ينفذ في محل وقوع الجريمة، ولم يسلم متهم آخر إلى السلطة القضائية في هذا الملف غير ما ذكر.

اغتيال الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد:

اغتيال الرئيس الإيراني
قام تنظيم "جند الله" بمحاولة اغتيال الرئيس الإيراني في أثناء زيارته بلوشستان سنة 2005، وأدت المحاولة إلى مصرع أحد حراسه وجرح آخر.
وكشف مسئول بوزارة الداخلية الإيرانية أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط محاولة اغتيال تعرض لها الرئيس محمود أحمدي نجاد آنذاك، بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد.
وقالت وزارت الداخلية: إن موكب الرئيس محمود أحمدي نجاد آنذاك، تعرض لهجوم مسلح في منطقة سراوان في إقليم بلوشستان، من قبل مجموعة مسلحة مجهولة؛ ما أسفر عن مقتل أحد أفراد حماية نجاد وإصابة آخر.
وذكرت مصادر أحوازية عن الصحيفة قولها: إن سيارات من قوة الاستطلاع المتقدمة التي كانت ترافق موكب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والذي كان في زيارة لإقليم بلوشستان، ذي الأغلبية السنية- قد تعرضت لكمين مسلح 15 ديسمبر2005 على طريق "سراوان- جابهار"، وقد أسفر الهجوم عن مقتل ضباط من أفراد الحماية يدعى "حجت كرمابدري" فيما أصيب سائق إحدى سيارات الموكب بجروح بالغة.
كما اتهمت وزارة الداخلية جماعة جند الله في 2007، بمحاولة تنفيذ عملية باسم "جاه جمال" لاغتيال الرئيس الإيراني، أثناء زيارته للمحافظة.
وأوضح البيان أنه قد وضعت خطة لاغتيال "نجاد" خلال هذه الزيارة، وأعدت ثلاثة أشخاص لتنفيذ عمليات انتحارية، أثناء إلقائه كلمة أمام أهالي مدينة "بيرانشهر"، إحدى مدن محافظة "سيستان وبلوشستان"، وخططوا للاقتراب من الرئيس أثناء الكلمة، وتنفيذ عمليات انتحارية، إلا أن الخطة تم كشفها وإحباطها.
ولفت البيان إلى أن أربعة من رجال الشرطة، وأحد أفراد وزارة الأمن قتلوا خلال إحباط محاولة الاغتيال، كما قتل أربعة من أعضاء "جند الله"، وضبطت كمية من الأسلحة والعتاد كانت بحوزتهم.

مذبحة "دارزين":

مذبحة دارزين:
حدثت قضية دارزين في ال‍‍ 13 من أبريل عام 2006، في يوم السبت وفي الساعة الثالثة وواحدة وعشرين دقيقة مساء، على بعد 35 كيلو مترا في محور "بم- كرمان"، في مفترق طريق "دارزين"؛ حيث قتل المسلحون 12 مواطنًا، ويقال إنهم كانوا يرتدون زي الشرطة.. أوقفوا أربعة سيارات كانت تمر من هناك، ثم أنزلوا كل ركابها وأطلقوا الرصاص على رءوسهم.
هكذا وفي حال قتل المواطنين، استطاع شخصان كانا يمران من مكان الجريمة راكبين سيارة أن يفرا رغم إطلاق النار على سيارتهما، وأن يراجعا أقرب مخفر للشرطة ويخبرا الضباط بما جرى.
وعندما حضر الضباط إلى منطقة "دارزين" وشرعوا في البحث عن أثر للحدث، وجدوا جثامين الضحايا في حفرة بطريق "بم- كرمان"، وبعد مضي نحو 87 يوماً من جريمة "دارزين"، أُعدم شخص يسمى "نجيب علي كرزه أي" في ال‍سابع من أغسطس عام 2006.

إعدام ضابط مخابرات إيراني:

إعدام ضابط مخابرات
في أوائل 2006 نشرت جماعة جند الله شريطًا مصورًا لتنفيذ حكم الإعدام ضد شهاب منصوري "ضابط مخابرات إيراني"، بالإضافة إلى مقتل 26 وإصابة 12 من الحرس الثوري الإيراني في مارس 2006 في عملية للمجموعة نفسها، وفي أبريل 2006 أعلنت الحركة مقتل 12 من الحرس الثوري الإيراني عند طريق "كرمان بام".

مقتل 11 وإصابة 9 من قوات الحرس الثوري بتفجيرات "روستاي دومك":

مقتل 11 وإصابة 9
ومن العمليات التي قامت بها "جند الله"، الهجوم على كمين للحرس الثوري في يونيه 2007 بمنطقة "روستاي دومك" بمنطقه کورین التابعة لإقليم سيستان وبلوشستان، وأدت إلى مقتل 11 ضابطا بالحرس الثوري الإيراني، وأصيب تسعة آخرون.

اختطاف 16 ضابطًا بـ"سراوان":

اختطاف 16 ضابطًا
قامت منظمة جند الله باختطاف 16 ضابطا إيرانيا من منطقة "سراوان"، واحتجزتهم كرهائن مقابل الإفراج عن أعضاء مقبوض عليهم من الحركة لدى السلطات الإيرانية في 14 من يناير 2008. 

تفجير لقاء شعبي بزهدان ومقتل 29 بينهم نائب قائد قوات البر في الحرس الثوري:

تفجير لقاء شعبي بزهدان
وفي أكتوبر 2009 قامت "جند الله" بأكبر عملياتها من خلال تفجير لقاء شعبي، بحضور قيادات الحرس الثوري في مدينة زهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، وأدت إلى  مقتل 29 شخصاً، وإصابة نحو 31 آخرين بجروح متفاوتة، عندما فجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه خلال لقاء لقادة وزعماء قبائل سنية وشيعية في المنطقة بحضور قيادات في الحرس الثوري الإيراني.
وأدت إلى مقتل العميد نور علي شوشتريو نائب، وقائد سلاح البر في قوات الحرس الثوري، والعميد محمد زاده قائد الحرس الثوري في سيستان وبلوشستان، وقائد الحرس في مدينه إيرانشهر، وقائد لواء أمير المؤمنين خلال هذه العملية الانتحارية.

تفجير حسينية علي بن أبي طالب:

تفجير حسينية علي
ومن آخر العمليات التي نفذتها "جند الله"، تفجير حسينية الإمام علي بن أبي طالب في مدينة "زاهدان" بمحافظة سيستان وبلوشستان، قبيل الانتخابات العاشرة لرئاسة الجمهورية في إيران التي فاز بها الرئيس السابق أحمدي نجاد، وأدى التفجير إلى مصرع 21 شخصاً وجرح 182.
وقالت المجموعة في بيان لها بتاريخ 29 مايو 2009: إن جند الله تعلن مسئوليتها عن العملية الاستشهادية التي نفذها أحد رجالها الشجعان من منطقة سرباز في بلوشستان، وهو حافظ عبد الخالق ملاذي، على حسينية علي بن أبي طالب في "زاهدان"، وذكرت المجموعة أنها أرادت الرد على اعتقال عدة أشخاص من الأقلية السنية في بلوشستان، والثأر لمن أعدمهم النظام.
وهددت الجماعة باستهداف "عملاء النظام" إذا لم يغادورا بلوشستان، مؤكدة أنه لا علاقة لثلاثة أشخاص أعدموا في إيران بهذه العملية.
وفي ذلك الوقت أعلن رئيس العدالة بمحافظة سيستان وبلوشستان عن اعتقال أحد عوامل هذا التفجير.
وصرح أنه من المحتمل أن يكون الشخص المعتقل ذا علاقة مع الجماعات المعارضة للثورة، قائلا: إن أهم الجماعات التي تنفذ عمليات الإرهاب في هذه المحافظة هي جماعة مالك، لكننا لم نصل بعد إلى نتيجة حاسمة تدل على أن هذا التفجير نفذ على يد الفريق المعني.
وبعد هذا الحدث قال ممثل "زاهدان" في مجلس الشورى الإسلامي، شهرياري، حول حدث التفجير في "زاهدان"- إنه من البديهي أن عوامل هذا الحدث من الوهابيين.. جرح أحاسيس الشيعة هو أهم اهداف الوهابيين والسلفيين؛ ولذلك يجب أن يحذر الشعب من الوقوع في شبكة المؤامرات والانقسامات القومية والدينية التي تنفذ من قبل الأعداء.
وأشار أيضاً قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله خامنئي، بعد الحدث الإرهابي الدامي في "زاهدان"، وخلال رسالة تعزية إلى تلوث يد المصممين السياسيين لدى بعض من القوات المتدخلة والأجهزة الجاسوسية لديهم في خلق الفتنة وقتل الإخوة بين المسلمين، مؤكداً على نباهة الشعب، ومتابعة المسئولين، والانتباه لمؤامرات الأعداء، والحفاظ على الوحدة الإسلامية والوطنية.
وفي 9 ستمبر 2009 نفذت "جند الله" تفجيرًا بأحد المعارض للصناعات اليدوية بمدينة "سرباز ادي"، إلى مصرع 41 وإصابة 250 آخرين، وفي  يونيه 2010 قامت المنظمة بتفجير حسينية الإمام حسين بن علي بمدينة "زهدان"، وأدى إلى مصرع 27 وإصابة 149 آخرين.
كما نفذت "جند الله" هجومًا خلال احتفالات عاشوراء في شهر ديسمبر 2010 بمدينة "جابهار"؛ ما أدى إلى مصرع 39 مواطنًا.

المحاكمات:

المحاكمات:
الإعدام علنا لـ ـ14 من "جند الله" في مذبحة "تاسوكي"
في 14 من يوليو عام 2009، أعدمت إيران 14عضوًا من عناصر تنظيم "جند الله" أُدينوا بتهمة "تنفيذ هجمات إرهابية واحتجاز رهائن"، وكان من ضمن المحكوم عليهم عبد الحميد ريجي، شقيق عبد المالك ريجي مؤسس التنظيم  و13 عضوا آخرين، وألقت القبض على عبد الحميد ريجي، عقب تسليم باكستان ريجي للسلطات الإيرانية في مايو 2007 في صفقة بين البلدين.
وبحسب الادعاء العام بمحافظة سيستان وبلوشستان وجهت للأعضاء المنظمة تهمة "المحاربة والإفساد في الأرض، وقتل المواطنين الأبرياء في حادثتي تاسوكي"، وجاء تنفيذ الإعدام.
وفي فبراير 2010 ألقت إيران القبض أيضا على عبد المالك ريجي، زعيم جماعة جند الله وشقيق عبد الحميد، بعد بضعة أشهر من إعلان جماعته مسئوليتها عن عمليات انتحارية، أودت بحياة العشرات من قادة وأعضاء الحرس الثوري الإيراني.
واعترف ريجي باتصالات مع تنظيمه بالولايات المتحدة وبلدان غربية، وفي الحلقة الثالثة من الاعترافات قال: إن تنظيمًا عربيًا أهوازيًا قام بدور الوسيط بين "جند الله" وحلف الناتو.
كما صرحت السلطات الإيرانية بأنها نفذت عقوبة الإعدام بحق ثلاثة أشخاص من "جند الله"، اتُّهموا بالضلوع في تفجير مسجد بمدينة "زهدان" عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان، حيث غالبية السكان ينتمون للأقلية السنية.

تنفيذ حكم الإعدام في زعيم "جماعة جند الله" في إيران:

تنفيذ حكم الإعدام
أعدمت إيران زعيم "جماعة جند الله" السنية المتمردة عبد المالك ريجي شنقا بعد إدانته بالضلوع بهجمات "إرهابية" وتهم أخرى، وكان قد ألقي القبض على ريجي بعد أشهر من إعلان جماعته مسئوليتها عن مقتل ضباط وأفراد من الحرس الثوري.
هذا ونفذت السلطات الإيرانية فجر الأحد 20 يونيه 2010 حكم الإعدام شنقا في عبد المالك ريجي، زعيم جماعة "جند الله" السنية المتمردة.
وحكمت محكمة الثورة في طهران على عبد المالك ريجي شنقا في سجن "ايوين"، بتهمة المحاربة والإفساد في الأرض لارتكابه 79 عملا إجراميا.
وقالت النيابة العامة في طهران، إن "ريجي" زعيم مجموعة إرهابية معادية للثورة في شرق البلاد". وتابعت بأنه "مسئول عن عمليات قطع طرق وسرقات مسلحة وزرع قنابل وعبوات في أماكن عامة وهجمات مسلحة على القوات العسكرية وعمليات قتل وجرح وإثارة الرعب، مضيفة: إن تنظيم جند الله تحت قيادة ريجي قام منذ عام 2003 بـ35 عملية خطف رهائن من الرعايا الإيرانيين والأجانب، و25 عملية ابتزاز، وأکثر من 40 عملية مسلحة في قطع الطرق؛ مما أسفر عن مصرع 154 من قوات الأمن وإصابة 320 شخصا بجروح.
كما اتهمت المحكمة بإقامة علاقات مع عناصر من أجهزة الاستخبارات الأجنبية بمن فيهم ضباط الاستخبارات الأمريكية"، ذكرت الصحف الإيرانية أن ريجي "اعترف" بعد اعتقاله بان واشنطن عرضت عليه مساعدة لمحاربة النظام الإسلامي الإيراني، لكن الخارجية الأمريكية شككت في هذه المعلومات.
كما اتهمت طهران مرارا الولايات المتحدة وباكستان بدعم "جند الله"، المتهمة خصوصا بالعملية الانتحارية التي أوقعت في أكتوبر 42 قتيلا، بينهم ضباط في الحرس الثوري.

إعدام 11 عنصرًا من "جند الله":

إعدام 11 عنصرًا من
قامت السلطات الإيرانية بمحافظة سيستان وبلوشستان بإعدام 11 عنصرا من البلوش بتهمة الانتماء إلى "جند الله".
وقال إبراهيم حميدي رئيس السلطة القضائية في سيستان بلوشستان آنذاك، إنه تم إعدام 11 عنصراً من مجموعة "جند الله" في سجن "زاهدان"؛ لأنهم كانوا وراء الهجوم على رجال الأمن، والقيام بالعديد من التفجيرات بمؤسسات الدولة؛ ما أدى إلى قتل المواطنين الأبرياء.

شخصيات:

شخصيات:
المؤسس عبد المالك ريجي
ولد عبد المالك ريجي عام 1982م بمدينة "زاهدان" الإيرانية، ولم يكمل تعليمه.. حصل على شهادة الابتدائية والتحق ببعض المدارس الدينية بباكستان، ثم بدأ يتدرب على حمل السلاح وعمره 12 عامًا، مع منظمة "مولا بخش درخشان" وعندما بلغ التاسعة عشرة أسس حركة المقاومة الشعبية "جند الله" ضد النظام الحاكم في إيران، من أجل استرداد حقوق البلوش وأهل السنة في سيستان وبلوشستان والمنطاق السنية المختلفة.
وريجي كان طالبا بسيطا في مدرسة دينية، وفي عمر السابعة عشرة كتب مقالا تحت عنوان "عفة عائشة" "أم المؤمنين رضي الله عنها"، ونشره في مجلة بلوشية محلية، فتعرض بعدها للاعتقال والتعذيب الشديد من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية، فخرج وهو لا يرى إلا المقاومة المسلحة سبيلا لتخليص البلوش من هذا القمع الطائفي.
وأسس الحركة في سن 19، حيث أسس حركة "جند الله" التي استمرت تقض مضاجع طهران لنحو 10 سنوات، قبل أن يقبض عليه.
قضى عبد المالك آخر سبع سنوات من حياته، مكافحا في جبال بلوشستان، وتعد العملية التي حدثت في 19 أكتوبر 2009 في جنوب شرق إيران من أعنف العمليات التي نفذتها جماعة جند الله بقيادة ريجي ضد الحكومة الإيرانية، حيث أسفرت عن سقوط قتلى بينهم أكثر من 15 من أعضاء وقياديي الحرس الثوري؛ مما جعل إيران تطلب رأس ريجي بأي ثمن..
وبدأت الجماعة نشاطها بعد أشهر من إعدام عبد المالك ريجي زعيم حركة "جند الله" البلوشية بعد اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى قرغيزستان عن طريق إرغام الطائرة، التي كانت تقله، على الهبوط في "بندر عباس" جنوب إيران.
وبعد مطاردة استمرت سنوات، تمكنت إيران من اعتقال زعيم جماعة جند الله السنية المتمردة عبد المالك ريجي الذي تتهمه طهران بتدبير عدد كبير من الهجمات الدامية في البلاد بدعم من باكستان والولايات المتحدة.
وقال وزير الاستخبارات الإيراني محمد مصلحي، آنذاك، لوسائل الإعلام الإيرانية في مؤتمر صحفي إن الرجل الأول الذي تطارده إيران منذ سنوات اعتقل بعد اعتراض طائرة كانت تقله من دبي إلى قرغيزستان.
من جهته، أوضح عضو مجلس الشورى الإيراني محمد دهقان لوكالة الأنباء الرسمية، أن ريجي أوقف بينما كان مسافرا على متن رحلة متوجهة من باكستان إلى دولة عربية.
وأضاف: إن الطائرة تلقت فوق مياه الخليج أمرا بالهبوط في إيران، وأوقف ريجي بعد تفتيش الطائرة، مؤكدًا أن توقيف ريجي جاء نتيجة "عملية استخبارات استمرت خمسة أشهر"، وقامت بها إيران دون أي مساعدة من دول أخرى، إلا أن الولايات المتحدة التي اتهمتها طهران بدعم زعيم حركة جند الله، أكدت ردًّا على سؤال مسئول كبير، أن هذه الاتهامات "كاذبة تماما".
وكان مصلحي أكد أن ريجي كان مسافرا بجواز سفر أفغاني- منحته له الولايات المتحدة- وأنه كان في قاعدة أمريكية قبل اعتقاله، موضحًا أن زعيم جند الله التقى مسئولين عسكريين في حلف الناتو في أبريل 2008.
وقال عبد الرءوف ريجي، شقيق أمير تنظيم جند الله: إن عبد المالك ريجي تم تسليمه باليد من قبل حكومة "عاصف زرداي" في باكستان، لحكومة إيران وليس عبر عملية مخابراتية أو توقيف طائرة كما قالوا، ولا يوجد دور تخطيطي أو تنفيذي أيا كان حجمه للاستخبارات الإيرانية في ذلك الشأن.

رسالة "ريجي" إلى آية الله علي خامنئي:

رسالة ريجي إلى آية
بعث عبد المالك ريجي برسالتين، إحداهما إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامئني، يدين فيها الظلم الواقع على أهله السنة وخاصة البلوش في سيستان وبلوشستان، ويؤكد  أن حركته تهدف إلى مقاومة هذا الظلم، فيما تأتي الرسالة الثانية لمطالبة ملك السعودية برفع هذا الظلم عن أهل السنة
رسالة مفتوحة من عبد المالك ريجي زعيم حركة جند الله إلى قائد نظام ولاية الفقيه علي خامنئي.
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على من اتبع الهدى
كما هو معلوم أنك تملك القيادة في إيران وجميع القرارات والأوامر بيدك بل القائد المطلق لإيران، فقد رأيت أن أوجه إليك هذا الخطاب، إتماما للحجة لعلك تدرك حقيقة ما يجرى الآن على أرض بلوشستان، وما يقوم به أتباعك فيها، وحتى تدرس الأوضاع بإمعان و تأنٍّ، بعيداً عما يبلغك من المتملقين والجواسيس عن الساحة ولكي تبادر إلى خطوة معقولة في أسرع وقت قبل أن يفوت الأوان.
واعلم جيداً بأن نار بلوشستان تنتشر في جميع أنحاء إيران وأن الحروب الدامية التي اندلعت في "تيمور الشرقي" و "الشيشان" و "هرزجوينا" تهب رائحتها في أرض بلوشستان، وإن لهيبها بعدما أقدم فاروق أعظم بعملية استشهادية في الحسينية علي بن أبي طالب ضد الذين سبوا واستهانوا بمقدسات أهل السنة و لو لم تتدخل قيادة أهل السنة لانتشرت نار الحرب في جميع أرجاء إيران، إن ما يبلغك به حاشيتك بأن الأوضاع في إيران وفي منطقة بلوشستان خاصة آمنة ومستتبة، كذب وخلاف الحقيقة. إنّ النار في بلوشستان بدأت تثور وستنتشر في جميع المدن الإيرانية، واعلم أن الحروب والنزاعات والمعارك وإراقة الدماء كلها نتائج السياسات الفاشستية و الديكتاتورية التي يمارسها النظام الذي أنت تقوده وإن المتملقين يبلغونك أخباراً كاذبة و يتهمون الغرب وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل بالتدخل وإثارة الفتن في إيران حتى يستروا على الجرائم التي يرتكبونها ويلقوا اللوم على الآخرين، مع أن الدول السالف ذكرها ليس لها أي دور في المعارك والنزاعات التي تحدث في بلوشستان، وإن الشعب هم الذين قاموا وثاروا دفاعاً عن دينهم وحقوقهم وحياتهم وليس كما يخبرك مسؤلو المحافظة.
إن حرب بلوشستان حرب تحقق العدل وتعيد الحقوق إلى أصحابها التي لم يتذوقها الشعب البلوشي وأهل السنة حتى الآن حيث كانوا يعيشون تحت مطارق النظام الديكتاتوري الظالم وذلك بأمر سلف النظام أو خلفه. إن الشعب البلوشي المسلم يشكلون 90% من سكان محافظة بلوشستان ولكنهم لا يستحقون أن يختاروا مصيرهم و يسخر من دينهم ومذهبهم وثقافتهم وإن أبسط جندي يحقر كبار القوم ويقلل من شأنهم، كما يرتكبون الجرائم الشنيعة بحق الشعب البلوشي مما جعلهم يثوروا ضد هذا الظلم والاضطهاد. إنهم رأوا بأن الدفاع عن الدين والوطن والأعراض واجب ديني وإنساني ويستمرون في هذا الدرب حتى ترجع حقوق شعبهم المشروعة.

إنّ أرض بلوشستان احتلها رضا خان بدباباته ومدافعه وجيشه وقاموا بقتل زعماء البلوش وأسرهم وإعدامهم. إنّ رضا خان انتهج السياسة العنصريّة المتعصبة الفارسيّة لمحق ثقافة ولغة الشعب البلوشي وانتقلت هذه السياسات من الأب إلى الابن حتى إنهم سمّوا المناطق البلوشية بأسماء فارسية ونقلوا الشيعة من المناطق الأخرى إلى المناطق الشمإلىة في بلوشستان التي تسمّى إلىوم بزابل، إن الشعب البلوشي قبل الثورة أجابوا الشعارات البراقة التي تنادى بها الإمام الأول للثورة وظنوا بأنها نداء العدل والحق وأنه سترجع لهم حقوقهم وحريتهم وعزهم وكرامتهم و ينشر العدل والمساواة في البلاد!! ولكنها كانت كاذبة، وبعد انتصار الثورة في عام1400هـ صارت أوضاع أهل السنة أسوأ من ذي قبل واختلطت الفارسية الشيعية القومية المتعصبة مع بعض واستهدفوا الشعب البلوشي من جهتين: القومية والمذهبية، وقامت الأقلية الشيعية الفارسية في منطقة زابل تحكم بلوشستان ذات الأغلبية السنية وترسل الأخبار الكاذبة إلى طهران لإثارة الحكومة المركزية ضد البلوش وقد أدت تلك البلاغات الكاذبة إلى محاربة البلوشيين تحت اسم مكافحة المهربين والخونة وعمال الأجانب والأحزاب الشيوعية والمخدرات والوهابية والحركات الحرية، وقد قتل آلاف من شباب هذه المنطقة وعلماءهم وتم تخريب مساجدهم ومدارسهم بتهمة أنها مراكز للإرهابيين والوهابيين!! و بهذه الحيل استهانوا بدينهم و مذهبهم و ارتكبوا آلافاً من الجرائم الشنيعة بحق أبناء المنطقة التي يحتاج ذكرها وقتاً طويلاً و كتباً ضخمة.

هذه الجرائم تسببت في أن يتسلح أبناء المنطقة ويبدؤوا الحرب ضد الظالمين مع أن المعارك بدأت منذ وقت مبكر من بداية الثورة الخمينية التي تقود قيادتها حإلىاً ولكن كان يخف ويشتد بين حين وآخر. و منذ أن قامت الحرب في المنطقة فإن حركة جند الله استطاعت أن تلم شمل القوات المناوئة للحكومة حولها و تبدأ الحرب على المتجاوزين والظالمين من جميع النواحي وهاهي الآن أصبحت حركة جند الله كشجرة ثابتة لا يستطيع العالم أن يغمض عينه عنها ويمروا عليها مرور الكرام، كل ذلك بفضل الله ثم بفضل إخلاص وإيمان وكفاح الشعب البلوشي حيث هدفهم الوحيد هو الدفاع عن الدين والشعب المظلوم وأعراضهم، وليس لهم غير هذا هدف آخر.
إن هذه المقاومة هي حركة شعبية لا ترتبط بالأجانب وليس لأي قوى خارجية تأثير على تصاميم الحركة، وإنني بصفتي كزعيم للحركة أرجو أن تحل المشاكل بصورة سلمية وعبر المفاوضات وليس هذا الاقتراح من ضعف أو خوف، إنما حقناً للدماء و الحصول على حقوقنا المشروعة، فإن حصل الشعب البلوشي على حقوقهم فلن يكون هناك حرب، لذلك فإننا منذ البداية طالبنا بحل المشاكل عبر المفاوضات وبالطرق السلمية و لكن مسؤلي المخابرات الحكومية قابلونا بالغطرسة والكبرياء ولم يلقوا بالاً إلى مطالبنا وقاموا باعتقال أعضاء الحركة دون أي إثم وجريمة وأعدموهم فكانت أن قررت الحركة المقاومة الرد بالمثل وسلكت طريق الحرب ضد المعتدين.
إنّ حركة جند الله وصلت اليوم إلى ذروة قوّتها وليس كما يظنها قادة القوات المسلحة ويرسلون عنها أخباراً كاذبة ويظهرون لكم أن الحركة يقودها عدة أفراد، ولكن حقيقة الأمر شيء آخر وهو أن شعب بلوشستان بجميع فئاتهم يقفون مع الحركة وأن ما تقوم به الحركة من تنفيذ حكم الإعدام والقبض على كثير من عناصر الحكومة وجواسيسها تدل على قوتها و شعبيتها وضعف الأجهزة الحكومية بكل قوتها وعتادها، فكما ثبت أن التقارير السابقة عن المنطقة كانت كاذبة ومخالفة للحقيقة، ثبت أيضا أن التقارير التي تصلكم كلها كاذبة حيث رفعوا إلىكم التقرير بأنهم قضوا على 90% من أفراد حركة جند الله وأبادوا المقاومة و كسروا شأنها!! ولكن التاريخ أثبت كذب القوات المسلحة، فإن الحركة تتقوى يوماً بعد يوم وأصبحت خصماً بارزاً ضد النظام بل انهزم النظام أمامهم وخير دليل على هذا ما قامت به الحركة أخيراً من العمليات الناجحة في بلوشستان.
دخلت الحركة اليوم إلى مرحلة جديدة وهي العمليّات الاستشهادية وقد  نفذت خلال عام واحد ثلاث عمليات استشهادية ناجحة والعالم بأجمعه يعلمون أنّ لا أحد يستطيع أن يعجز هذه العمليات علماً بأننا بعد العملية  الاستشهادية التي نفذت في منطقة "سرباز البلوشية" دخلنا طوراً جديداً من الحرب، فلا حاجة إلى حرب عصابات أو الهجوم على المراكز العسكرية العادية، عرفت الحركة كيف تكافح خصمها حيث أن الحكومة تتكئ على عدة أشخاص معينين، وبقتلهم واغتيالهم تتغيّر أحوالها وتنقلب، وإن الحركة ستبذل قصارى جهدها في هذا السبيل.

ولكن قبل أن تقوم الحركة بالعمليات الجديدة فإني أقدم لك اقتراحاً في سبيل حل المسائل بصورة سلمية وعبر المفاوضات، وذلك إتماماً للحجة وحقنا للدماء. وبصفتي قائد الحركة أقدم هذا الطرح من قلبي وبكل صدق حيث أنك  قائد النظام الحاكم وبيدك الأمر، فتعال لنحل المشاكل عبر المفاوضات وأمهلك أسبوعين فقط لتتخذ قراراً حكيماً حقناً للدماء، وكيلا تسكب الدماء أكثر من هذا، وأتمنى أن تسلك سبيل المفاوضة إذ العقد بيدك وتستطيع ذلك، مع أن التجارب أثبتت بأنكم لا تفكرون في حل المشاكل إلا عبر العنف والشدة،  وتتلذذون بالتعذيب وسفك الدماء والإعدام والقتل، ولكن إتماماً للحجة ولآخر مرة أطلب منك إعادة النظر بخصوص بلوشستان وأهل السنة بشكل عام وترفعوا أيدي الظلم والتعدي عن المظلومين والمضطهدين، وإلا ستبدل نيران الحرب قصوركم الفخمة بطهران إلى ركام من الرماد.
إن لم يتم الرد على اقتراحنا هذا حتى أسبوعين فإن العمليات ستعاد من جديد وستشتد، وليعلم شعب إيران والعالم أننا لا نريد القتل وسفك الدماء والتفجير، إنّ النظام الحاكم في إيران بظلمه و تعديه حملنا على ذلك ولم نجد سبيلا آخرا للدفاع عن ديننا وعقيدتنا وأنفسنا وأعراضنا وحقوقنا إلا الحرب، و إن الدفاع عنها حق مشروع للجميع.
والله على ما نقول وكيل
عبد المالك البلوشي/ قائد حركة جند الله.

وفي رسالته الثانية لخادم الحرمين الشرفين الملك عبد الله بن عبد العزيز

وفي رسالته الثانية
جماعة جند الله الإيرانية تناشد الملك عبدالله إنقاذ أهل السنة من أحمدي نجاد
وجه زعيم جماعة جند الله السنية الإيرانية المعارضة، عبدالمالك ريجي، مناشدة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليعتني بقضية أهل السنة في إيران، مشيرا إلى ما يتعرضون له من أبشع أنواع الاضطهاد، والتعدي على حقوقهم الإنسانية والدينية.
وكتب ريجي في رسالته إلى الملك عبدالله يقول: "قبل ثلاثين عاما لم يكن يوجد في أي نقطة من العالم الإسلامي، شيء يسمى حرب الشيعة والسنة، فهذه الفتن كلها من اختراعات نظام طهران، والشعب البلوشي المسلم، وأهل السنة في إيران، هم جزء من ضحايا هذه السياسة اللئيمة، التي يمارسها حكام إيران".
وأضاف ريجي أن "جرائم طهران خلال العامين الماضيين، تجاوزت إعدام أكثر من ألفي شاب من أهل السنة، وذلك بحجج واهية، ودون أن يتمكنوا من الحصول على محاكمات عادلة، وهو الأمر الذي لم يحدث له مثيل حتى في فلسطين المحتلة".
وقال زعيم الجماعة السنية التي نفذت تفجير "سرباز" بإيران، والذي راح ضحيته عدد من قادة العشائر، وكبار قادة الحرس الثوري الإيراني، إن "النظام الإيراني قام بهدم مساجد عديدة لأهل السنة في مدن مشهد وشيراز وصالح آباد وسرباز، وتم تسويتها بالأرض، فضلا عن هدم مدارس دينية عديدة"، مشددا على أن القوات الإيرانية قامت بتمزيق القرآن الكريم والقائه في المجاري، وهو ما تم تصويره لإثبات الوقائع المؤلمة.
وأكد ريجي أن عددا من علماء أهل السنة في إيران، تعرضوا للاغتيالات بأبشع الطرق، موضحا أنه في العام الماضي تم إعدام أربعة من كبار علماء السنة، وهم الشيخ محمد يوسف ملازهي، والشيخ يوسف، والشيخ صلاح الدين، والشيخ خليل عبدالرحمن، ولأنهم دافعوا عن عقيدتهم وصحابة الرسول.
وشدد ريجي على أن نساء إقليم البلوش الإيراني، ذو الاغلبية السنية، لم يسلمن من اعتداءات النظام الإيراني، معربا عن أسفه كون الدول العربية لم تقم ولو مرة واحدة بطرح ومناقشة موضوع أهل السنة في إيران، حتى لو كان من باب الرد على التدخلات الإيرانية في المنطقة، أو من باب مناصرة إخوانهم في الدين.
واوضح ريجي أن نظام طهران وسياساته المتبعة، أجبر الشعب البلوشي على حمل السلاح للدفاع عن نفسه، ولجم السياسة الإجرامية التي تمارس ضده، مشيرا إلى أنه لم يبق أمام البلوش سوى الدفاع عن أنفسهم.
وهدد ريجي في رسالته بأن تستمر الحرب التي يشنها حزب الله على المصالح الإيرانية، إذا لم يعلن نظام طهران عن استعداده لإعطاء أهل السنة والشعب البلوشي حقوقهم المسلوبة.
واختتم زعيم الجماعة السنية الرسالة بقوله "إننا نطلب من جلالتكم بصفتكم قائدا للأمة الإسلامية، أن تعتنوا بقضية أهل السنة والشعب البلوشي في إيران، وننتظر من جلالتكم أن تقوموا بحث نظام طهران، واقناعه بالاعتراف بحقوق أهل السنة والشعب البلوشي".

القائد الحالي الحاج محمد ظهير البلوشي

 القائد الحالي الحاج
هو رفيق عبدالمالك ريجي، وأحد المؤسسين لجند الله، تولى أمير التنظيم عقب إعدام ريجي من قبل السلطات الإيرانية في يوليو 2010.
ولد في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، بإقليم محافظة سيستان وبلوشستان وينتمي إلى البلوش، وشارك وخطط لأغلب العمليات التي قام بها تنظيم جند الله ضد قوات الحرس الثوري الإيراني.
ويعرف ان "البلوشي" تجنب الظهور الإعلامي، متعلما الدرس مما تعرض له الزعيم السابق الذي ظهر مرارا على مختلف الشاشات التلفزيونية الإيرانية المعارضة والأجنبية، حتي يكون بعيدا عن أعين المخابرات الإيرانية.
إلا أن عهده شهد تراجعًا في معدلات العمليات المسلحة التي يقوم بها التنظيم ضد الدولة الإيرانية، وبدأ جند الله في الأفول مع ظهور حركة جيش العدل التي أسسها عبد الرحیم ملازاده المعروف بعبد المالك ريجي الثاني.

خلاصة القول

خلاصة القول
بالتعرف على الخلفية الاجتماعية والثقافية والعقائدية والاقتصادية لأي تأسيس أو حركة في أي منطقة نزاعات،  فسوف نكتشف الأسباب الحقيقية لنشأتها، خاصةً عندما يكون هذا التنظيم قائمًا على منهج عقائدي، ودائمًا ما تؤكد السلطات الإيرانية على فكرة الحلول دون خلق الفجوات والتناحر بين القوميات المختلفة في إيران، وبين الشيعة والسنة.
وفي هذا المستوى تتطلب منطقة بلوشستان عناية خاصة؛ فهي بعيدة عن العاصمة "طهران"، فالمنطقة مجهولة بالنسبة للمناطق الحضارية في إيران، وتعاني من الأمية، البطالة، افتقاد المهن، الحرمان من الإمكانات البنيوية كالصحة، التعليم والتربية، الترفيه، وضعف الاقسام الاقتصادية مثل الصناعات الزراعية وتربية المواشي، إضافة إلى الموقع الجغرافي السيئ للمنطقة ومناخها الصحراوي والنصف صحراوي، وطقسها الجاف والحار، وقلة الأمطار فيها، وأيضاً انفصال فضائها وطبيعتها من المراكز الأساسية همش المنطقة وسبب انفصالها الثقافي والاقتصادي من سائر أنحاء البلاد، فتلك العوامل إضافة إلى الحدود المشتركة مع باكستان وأفغانستان والإجراءات الإرهابية للجماعات المختلفة يزيد من انعدام الأمن والميول إلى العنف في تلك المنطقة، ما يتطلب عناية  وجهدًا كبيرًا من المسئولين.