بوابة الحركات الاسلامية : «داعش» صنيعة مَنْ؟ (طباعة)
«داعش» صنيعة مَنْ؟
آخر تحديث: السبت 10/01/2015 10:11 م
عادل الضوي عادل الضوي
برزت التساؤلات عن ماهية «داعش».. ومن يقف وراءها، عقب إعلان البغدادي قيام دولة الخلافة الإسلامية!!  .. وتشابكت الأراء والتحليلات الباحثة عن إجابة لهذا التساؤل.. حتى بات الأمر محيراً وملغزاً. أمام كم الآراء التي تبحث عن حقيقة داعش.
فهناك من يرى أن داعش صناعة ايرانية .. داعش صناعة (اردوغانية اخوانية تركية) .. داعش صناعة أمريكية .. داعش صناعة امريكية ايرانية .. داعش صناعة امريكية بريطانية .. بل وذهب البعض للقول أن داعش تلقت دعما سعوديا خليجيا...وهناك من يرى ان المخابرات الاسرائيلية لهل يد ودور في ظهور "داعش"...
 نستعرض هنا– بايجاز – كل تلك الآراء والتحليلات التي تبحث عن إجابة للسؤال: داعش صنيعة مَنْ؟
صناعة سورية
هناك اعتقاد بأنها صنيعة مخابرات دولية أو إقليمية وثمة أطراف متعددة متهمة بصناعتها. البعض يعتقد ولديه دلائله بأنها صنيعة إيرانية - سورية.. ومن الأدلة وقوفها بجانب النظام السوري ومحاربتها خصومه كـ«الجيش الحرّ» وبعض المنظمات التي كانت حقًّا تحارب النظام، 

 صناعة تركية
أيضا هناك من يرى أن «داعش» صناعة تركية ربما لتوظيفها في مشروعها الإسلامي لإعادة دولة الخلافة، لكننا نجد أن تركيا - بعدما استشعرت خطرها - صنفتها كمنظمة إرهابية، بينما في بداية نشأتها كان معظم من يجند في صفوفها من أوروبا ومن مناطق أخرى يلتحقون بها مستفيدين من التسهيلات التي كانت تقدمها لهم تركيا.
صناعة سعودية قطرية
 وهناك من يعتقد أنها تحصل على تموينها من قطر، بالتنسيق مع تركيا، ربما نكاية بالأطراف التي ساهمت في تقويض حكم الإسلام السياسي. وهناك إيران وأتباعها في بغداد ودمشق والضاحية الجنوبية في بيروت، يتهمون السعودية بأنها من خلق «داعش» ويدللون على ذلك بوجود بعض السعوديين المغرّر بهم في صفوفها، ولكن الرد على مثل هذا الاتهام هو ما أصدرته الحكومة السعودية منذ فترة من قانون اعتبرت «داعش» منظمة إرهابية ومحاكمة كل سعودي يشارك في القتال معها. 
صناعة إيرانية وأمريكية
اتهم وزير الإعلام الأردنى السابق صالح القلاب، الولايات المتحدة الأمريكية بأنها عمدت إلى تفكيك الجيش العراقى، مؤكدا أن الظروف فى كل من العراق وسوريا مناسبتان لانتشار "داعش".
أضاف وزير الإعلام الأردنى السابق أن استهداف وقتل الآلاف من السنة فى سوريا ساهم فى ظهور داعش، كما أن تهميش السنة فى العراق وتسريح ضباط بدون رواتب والظروف الاقتصادية ساهمت فى بروز داعش بالعراق.
وكشف الوزير الأردنى السابق أن مدينة الموصل بالعراق سقطت فى أيدى منظمة "داعش"، دون إطلاق رصاصة واحدة، كاشفًا أن هذا التنظيم لديه احتياطى من النقد الأجنبى ما يوازى 500 مليون دولار، حيث إنها تستخرج النفط وتبيعه لبشار الأسد، مؤكدا أن "داعش" صناعة إيرانية.

صناعة امريكية بريطانية اسرائيلية
كشف "إدوارد سنودن"، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية أن الأخيرة , وبالتعاون مع نظيرتيها البريطانية "MI6 "ومعهد الاستخبارات والمهمات الخاصة" الموساد" مهدت لظهور "داعش".
ونشر موقع "ذي إنترسيبت" تسريبات عن سنودن تؤكد تعاون اجهزة مخابرات ثلاث دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني لخلق تنظيم ارهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع انحاء العالم  في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ"عش الدبابير".
وأظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ"عش الدبابير" لحماية الكيان الصهيوني تقضي بإنشاء دين شعاراته اسلامية يتكون من مجموعة من الاحكام  المتطرفة التي ترفض اي فكر اخر او منافس له.
وبحسب وثائق سنودن ، فان الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية يكمن في خلق عدو قريب من حدودها  لكن سلاحه موجه نحو الدول الاسلامية الرافضة لوجوده .
وكشفت تسريبات "ذي إنترسيبت" :" ان البغدادي خضع لدورة مكثفة استمرت عام كامل خضع فيها لتدريب عسكري على ايدي عناصر في الموساد بالاضافة لتلقيه دورات في فن الخطابة ودروس في علم اللاهوت".
لأول وهلة .. تبدو تلك الأراء متناقضة .. أو في أحسن أحوالها غائمة ومبهمة .. ولكن هذه الاراء على تباينها الواضح تكشف عن تشابك المصالح وتعقيدها في تلك المنطقة الملتهبة.. تكشف عن ان ساحة العراق الضعيف المنهك، أغرت وتغرى الكثير من اللاعبين للنزول لساحته، لالتهامه بتمامه، او لاقتسام النفوذ والمصالح مع آخرين.. والأكيد .. أن لكل الاطراف مصالح وأهداف .. سوريا .. ايران .. تركيا .. السعودية .. امريكا .. بريطانيا..اسرائيل