بوابة الحركات الاسلامية : "الإخوان المسلمون في إرتريا".. "الإسلامي للعدالة والتنمية" ذراع الجماعة السياسي (طباعة)
"الإخوان المسلمون في إرتريا".. "الإسلامي للعدالة والتنمية" ذراع الجماعة السياسي
آخر تحديث: الأحد 18/01/2015 09:56 م

مدخل:

مدخل:
قد يساعد البحث في تاريخ النزاع بين الدولتين الإفريقيتين، إثيوبيا وإرتريا، في تحديد دور التيار الإسلامي، خاصة دور جماعة "الإخوان" في إرتريا، في مناهضة الاحتلال الإثيوبي، ويُعتبر "الحزب الإسلامي" الذي غير اسمه إلى "العدالة والتنمية"، هو المُعبر عن جماعة الإخوان، من ناحية الأهداف والمبادئ.
ويُشير عدد من التقارير الصحفية إلى أن حزب الإخوان "العدالة والتنمية" هو امتداد للجيل الأول من المجاهدين الإرتريين منذ فترة، حيث شكلت جماعات لمقاومة المحتل الإثيوبي، الذي استهدف السيطرة على منافذ البحر الأحمر. 
وحدد الحزب منذ تأسيسه في 1988 حيث كان يحمل اسم (حركة الجهاد الإسلامي) وقتذاك، أهدافه ومناهجه، بينها مواجهة التوجهات الطائفية لـ"الجبهة الشعبية" - تنظيم يساري مسلح ظهر في 1970، من أجل العمل على استقلال إرتريا  عن أثيوبيا، وانشق التنظيم عن جبهة التحرير الإرترية، وبعد الاستقلال في 1994، تحويلت إلى الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة  (PFDJ) وهي بمثابة تنظيم إرتريا  السياسي الوحيد القانوني. 
وزعم الحزب الإخواني وقتذاك أنه يستهدف محاولات "الجبهة الشعبية" إقصاء اللغة العربية والثقافة الإسلامية، إلى جانب تحديده أهداف نشر الدين الإسلامي الوسطي، وتحقيق الحق وتحكيم العدل بين الشعب الإرتري.

الصراع الإرتري الأثيوبي:

الصراع الإرتري الأثيوبي:
تعود الأسباب الحقيقية للصراع الإثيوبي الإرتري، بشكل كبير في الرغبة في السيطرة على الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والأمر لا يزال يشكل هاجسا كبيراً في علاقة البلدين ببعضهما البعض، والذي انعكس بدوره على ممارساتهما بعد استقلال إرتريا الفعلي عام 1991، والرسمي عام 1993، فإثيوبيا لم تنس إلى الآن أن إرتريا  كانت في يوم من الأيام خاضعة لها.
كما كانت رغبة أثيوبيا في السيطرة على الموانئ الإريترية على ساحل البحر الأحمر بينها مينائي (مصوع وعصب)، دافعاً كبيراً في الصراع بين البلدين، واحتلال إثيوبيا لإرتريا ، ولعل رغبة أثيوبيا في احتلال إرتريا ، تجسدت في رغبتها دفع أسباب حبسها عن العالم، حيث تفتقد الجغرافيا التي تجعل منها دولة مفتوحة على العالم، في وقتٍ تسعى فيه تلك الدولة على إيجاد منفذ لها على البحر، وباستقلال إرتريا  ستحرم بلاده من هذا المنفذ، ولعل هذا يفسر أسباب قيام إثيوبيا في الحرب بالوصول إلى ميناء عصب، وعدم اقتصارها على المناطق الحدودية. 
ولقد اتضحت هذه الجزئية في الاتفاقات التي تم توقيعها عقب الاستقلال؛ إذ ضغطت إثيوبيا على إرتريا  لاستغلال ميناء مصوع مقابل دفع رسوم رمزية تبلغ 1.5% فقط، ثم طالبت بإلغائها بعد ذلك.
الإخوان المسلمون
وفي المقابل نجد أن إرتريا  منذ الاستقلال حريصة على التخلص من أثار احتلال أثيوبيا لها، فسعت إلى التخلص من هذه التبعية، بإجراء عدة خطوات بينها صك عملة جديدة لها عقب الاستقلال هي "النقفة" بعدما كان التعامل يتم من خلال "البر" الإثيوبي، وهو ما دفع أديس أبابا إلى الرد بقوة من خلال فرض التعامل التجاري معها من خلال الدولار، وهو أمر صعب على صغار التجار في إرتريا ، كما تلا ذلك اتخاذ إثيوبيا قرارا باستخدام ميناء جيبوتي من ناحية ثانية، بالرغم من أن التكلفة الاقتصادية ستكون أكبر، وفرضت أديس أبابا عقوبات على التجار الذين يستخدمون ميناء عصب.
وفيما له صلة بالصراع الحدودي بين الدولتين، بعيداً عن الرغبة في السيطرة على الموانئ، فقد وقعت أديس أبابا، معاهدة في 1896م، التي حددت من خلالها الحدود الحبشية مع إرتريا ، على أساس أن الحد الفاصل بينهما، هو نهر مأرب، وبذلك ظهرت الشخصية الإريترية، وحدة مستقلة.
وفي عام 1930م أصبح هيلاسيلاسي، إمبراطورًا للحبشة، التي انضمت إلى عصبة الأمم المتحدة في 1931م، وفي عام 1936م، غزت إيطاليا الحبشة، ونُفي الإمبراطور هيلاسيلاسي إلى بريطانيا، ورفضت عصبة الأمم المتحدة، مساعدة هيلاسيلاسي على العودة إلى بلاده، وكانت بريطانيا تَعُدّ إرتريا  جزءاً من مستعمرات إيطاليا، ففي سبتمبر 1948 منحت بريطانيا الحبشة جزءاً من الأراضي الفاصلة بين الصومال وإثيوبيا، إضافة إلى أقاليم أخرى.
وحاولت الدول الأربع الحلفاء (إنجلترا، وأمريكا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي) حل مشكلة الحدود بين إثيوبيا، وإرتريا ، والسودان، فأرسلت وفداً لتقصي الحقائق، وقد فشل الوفد في الوصول إلى قرار، فتقدمت الوفود باقتراحات متعددة، كان واضحاً منها تحيزهم إلى إثيوبيا، وأُعيدت القضية مرة أخرى للمناقشة في اللجنة السياسية، ثم طُرح الأمر على الأمم المتحدة، التي اتخذت بدورها عددًا من القرارات.
بدأت عصابات الشفتا في إرتريا، مقاومة السلطات الحاكمة، وقد شجعت إثيوبيا، حركة الاضطرابات الداخلية في إرتريا ، نتيجة لتصميم الإمبراطور هيلاسيلاسي، على ضم إرتريا لإثيوبيا بأي وسيلة، وعدم التفريط فيها، ويرجع ذلك إلى رغبة الإمبراطور في توسيع أرجاء إمبراطوريته، وإلى ضرورة إيجاد منفذ على البحر الأحمر لدولته.
الإخوان المسلمون
لذا، بدأت إثيوبيا في وضع العراقيل، أمام استقلال إرتريا ، لتُظهر أن الحل الأمثل، هو الاتحاد التام مع إثيوبيا، وقد استغلت إثيوبيا ضعف صياغة قرار الأمم المتحدة، لأنه لن يحدث تكافؤ، لاتحاد يقوم بين طرفين.
واعتبر الإرتريين سقوط الإمبراطور هيلاسيلاسي، في 1974 فرصة مواتية للثورة الإريترية، للضغط على الحكومة الجديدة، لتحقيق مطالبها، وعلى الرغم من الخلافات الحادة، التي كانت بين أجنحة الثورة الإريترية، فإنها غامرت بهجوم مشترك، في أوائل عام 1975م ، حقق بعض الأهداف الإعلامية والعسكرية، فتجددت المعارك بين الجانبين في 4 يونيه 1998 بعد فشل جهود الوساطة الدولية، استُخدمت فيها الدبابات والمدفعية الثقيلة، وألحقت القوات الإريترية خسائر فادحة بالقوات الإثيوبية، أجبرت السلطات الإثيوبية على شن عدة غارات جوية، واستخدام سلاح الجو الإثيوبي في ضرب أهداف العمق الإرتري، مثل العاصمة أسمرة ومطارها. 
وبعد ذلك تبادلت الدولتان طرد الرعايا والدبلوماسيين، وفرضت إثيوبيا، بفضل تفوقها في سلاح الجو وفي البحرية، حظراً جوياً وبحرياً على إرتريا في 10 يونيه 1998م، لإجبارها على التخلي عن موقفها من النزاع. وعلى الرغم من الوساطة الأمريكية، التي طلبها الجانبان من البداية، ومناشدة الأطراف الإقليمية والدولية لهما، باللجوء إلى التفاوض لتسوية المشكلة، وقبول الطرفين للوساطة والمساعي الحميدة، فإن القتال اتسع نطاقه على نحوٍ مدمّر، لدرجة قصف الطائرات الأهداف الحيوية، مدنية وعسكرية. وحتى بعد قبول الدولتين للمبادرة الأمريكية، الخاصة بوقف الغارات الجوية على الأهداف المدنية، تحولت ساحة الصراع إلى معارك برية شرسة.
ومنذ انفصلت إرتريا  وأصبحت دولة مستقلة، أثيرت نزاعات حدود دولية في منطقة القرن الأفريقي، كانت إرتريا  أحد أطرافها، وهي تهدف من صراعها مع إثيوبيا إلى المطالبة بترسيم الحدود، التي خططها الاستعمار الإيطالي، خاصة أن هذه المناطق تضم امتدادات سُكّانية لشعب إرتريا  في إثيوبيا.

حرب الاستقلال:

حرب الاستقلال:
لم يكن بوسع الشعب الإرتري، سوى ، سوى أن يثور ضد تصاعد حملات القمع والإرهاب التي استمر الجيش الأثيوبي في القيام بها 1958، حيث اضطر عدد كبير من العمال الإرتريين إلى الهجرة إلى الأقطار المجاورة، وبادر عدد منهم إلى تأليف تنظيم ثوري حمل اسم حركة "التحرير الإريترية" واتخذ قاعدة له في بور سودان، وسرعان ما امتدت الخلايا السرية لهذا التنظيم إلى الكثير من المدن الإريترية.
تكون في 1960 أول جبهة تحرير إرترية، من العمال والطلبة في المشرق العربي، وانتقل نشاطه في العام التالي إلى جبال إرترية إثر الانتفاضة التي قادها حامد إدريس عواتي، سبتمبر 1961 مع بضعة مقاتلين يحملون بنادق إيطالية عتيقة، وقد تبنت الجبهة تلك الانتفاضة لتحولها في مدى سنوات قليلة إلى ثورة مسلحة منظمة انسجاماً مع أهداف التحرير التي حددها دستور الجبهة، وفي مقدمتها الاستقلال الوطني الكامل عن طريق الكفاح المسلح المدعم بجهود سياسية ودبلوماسية في الخارج.
واختار المؤسسون أن يكون إدريس محمد آدم أول رئيس للجنة التنفيذية للجبهة، وقد تطور الكفاح المسلح بإمكانات ذاتية بسيطة وبدعم من بعض الأقطار العربية، وفي مقدمتها سورية، إلى مقاومة حملات قمع وإبادة إثيوبية شرسة شملت مئات الألوف من الضحايا الإريتريين.
أدى سقوط "نظام منگستو هايله مريم" في إثيوبيا مايو 1991، إلى أن أصبحت إرتريا على عتبة الاستقلال، إلا أن الساحة الإرترية شهدت صراعات داخلية أفرزتها التعددية السياسية في بنية حركة التحرر، ويعد تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير إريترية من أكبر التنظيمات وأقواها على الساحة، إضافة إلى تنظيمات أخرى أهمها: (جبهة التحرير الإريترية - التنظيم الموحد، وجبهة التحرير الإريترية - المجلس الثوري، وجبهة التحرير الإريترية - المجلس الوطني).
ورغم الانقسامات إلا أن إرتريا  حصلت على النصر والاستقلال وسيطرة على العاصمة أسمرة في عام 1993، وأجري على أثر ذلك استفتاء، فكانت نتيجته إجماع شبه تام بلغ نحو (99.8٪) لصالح الاستقلال الكامل، وهكذا أعلن استقلال إريترية في نيسان من عام 1993، واعترفت بها دول كثيرة.

حزب "العدالة والتنمية": النشأة والتأسيس:

حزب العدالة والتنمية:
كما تم التوضيح سابقاً، فإن العديد من التقارير الصحافية أشارت إلى أن الحزب الإسلامي، بدأت نواته الأولى منذ فترة مقاومة المحتل الأثيوبي، أي أن جذوره تعود إلى عام 1988، حيث كان أباطرة إثيوبيا يستهدفون الشعب الإرتري ويغيرون عليه بهدف السلب والنهب والقتل لإخضاعه وللوصول إلى منفذٍ في البحر الأحمر.
ويعتبر مؤتمر "الحزب الإسلامي" الإرتري في 1988، نقلة في مسيرة العمل الإسلامي والوطني في إرتريا ، وبداية لتوجه الحزب بغية حشد الصفوف ومواجهة التوجهات الطائفية للجبهة الشعبية وإصرارها على رفض اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
والحزب الإسلامي الإرتري (العدالة والتنمية) ولد بمسمي حركة الجهاد الإسلامي الإرتري في عام 1988م، وتم تغــيير الاسم ضمن التغييرات التي خرج بها المؤتمر الثالث إلى (حركة الخلاص الإسلامي الإرتري) في أغسطس 1998م، وفي المؤتمر التنظيمي العام الرابع في أغسطس من عام 2004م وبعد دراسة المتغيرات السياسية والاجتماعية تم تغيير الاسم الي (الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية).
وزعمت الوثيقة التأسيسية للحزب، أنه "يعتبر امتداداً لمجاهدات المسلمين عبر الزمان، وهو أصيل في مبادئه لأنه يستمد أهدافه ووسائله من سماحة الإسلام الذي يستند إليه، ومن خلاله يهدف إلى تحقيق الحق وتحكيم العدل بين الشعب الإريتري وهو أمر الله لعباده (ان الله يأمر بالعدل والاحسان)".

أهداف الحزب كما أوضحتها وثيقة التأسيس:

إلى ذلك، وفي حين، حدد الحزب شعاره بالآية: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، يمكن رصد أهداف الحزب كما أوضحها، المؤتمر التأسيسي الرابع، في عدة نقاط يمكن إبرازها فيما يلي: 
1 - العمل وفق الفكر الإسلامي واتخاذه مرجعية.
2 - الإسلام واللغة العربية والمسيحية والتجرنية وبقية اللهجات مكونات أساسية لهوية الشعب الإرتري وإنكار هذا الواقع أو محاربته لن يؤدي إلا الي العنف وعدم الاستقرار في إرتريا.
3 - العمل على تقديم قراءة دائمة للواقع والأحداث.
4 -  ترسيخ المبادئ، وتعميق الشورى في كل المستويات.
5 -  الجرأة في الطرح والوضوح في الرؤى، والأمانة في التطبيق والوفاء بالعهود والمواثيق.
6 - قبول الآخر والتعايش السلمي مع كافة قطاعات الشعب الإرتري.
7 -  ترسيخ الحوار كقيمة حضارية بين أصحاب الفكر.
8 - رسالة الحزب الإسلامي أن تصبح إرتريا وطنا للجميع ونحن أوفياء لإرث الإرتريين للعمل معاً لأجل وطنهم منذ الرابطة الإسلامية ومرحلة الكفاح المسلح.
9 - مقاومة الجبهة الشعبية التي فرضت على الشعب الإرتري رؤاها، والتي تصادم كل الثوابت السياسية والثقافية والاجتماعية للشعب.
10 - الاعتزاز بجغرافية المكان، والتأكيد على الانتماء لها تاريخياً.
11 - العمل على مجابهة (العزلة - والعداء - والحروب) مع دول الجوار.
12 - الحرص على التطور الدائم، والعمل على تجديد البرامج والأفكار والوضوح في الري.
13 - طريقة التغيير هي كل الوسائل المشروعة التي يتطلبها الموقف من جهاد مسلح وعمل سياسي.

الحزب يوالي إخوان مصر ويصف 30 يونيه بالانقلاب:

الحزب يوالي إخوان
حاول القياديان في حزب "العدالة والتنمية" عبدالكريم مصطفى نائب أمين الأمانة السياسية،  ويعقوب محمد صالح عضو مجلس الشورى وممثل الحزب في أمريكا، أن يشرحا أهداف الحزب ومعتقداته، وذلك خلال لقاء إذاعي، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل وصل إلى درجة، مدحهما إلى تجربة الإخوان في حكم مصر خلال يونيو 2012 حتى يونيه 2013، وذلك بعد سؤال تم توجيهه لهما من مخاوف حكم حزب إسلامي فتصل الأمور في إرتريا إلى ما وصلت إليه مصر في ظل حكم الإخوان.
القياديان، وصفا ما حدث في 30 يونيه بـ"الانقلاب العسكري" على التجربة الديمقراطية الحرة النزيهة، التي أثمرت صعود الإسلاميين، واعتبرا أن تجربة الإخوان في مصر "رائدة في كسب الجمهور لصالح برنامجه"، و"رائدة في إقناع الشعب" ما يشير إلى مدى ولائهم لإخوان مصر.
وواصل القياديان دفاعهم عن إخوان مصر، فوجها اللوم على الجمهور، بأنه كان من المفترض أن يقوم بواجبه تجاه حماية حقه في الوقوف السلمي ضد ما أسماه "الانقلاب العسكري" الذي تعرضت التجربة الديمقراطية، وتابعا: "ليس في تجربة الإخوان المسلمين في مصر ما يعيب في ظل حكم ديمقراطي يمارس فيه الشعب إرادته في اختيار السلطة ومراقبتها ومؤازرتها والتعاون معها لبناء الوطن واستقلاله وحمايته".
وقال القياديين إن الحزب امتداد طبيعي أصيل لجهود المسلمين الأوائل الذين قارعوا الاستعمار الأثيوبي وأسسوا حزب الرابطة الإسلامية، وطالبوا باستقلال إرتريا، ما أدى إلى نشأة كل الفصائل الإرترية التي أتت لاحقا.
وأوضح القياديان أن الإسلاميين واجهوا الكثير من الابتلاءات القاسية، استهدفت وجودها تارة بالتخويف والتخوين وتارة بالاغتيالات وتارة بالسجن والتعذيب كل ذلك كان جزءا من تاريخ الحركة الإسلامية الإرترية حتى أيام جبهة التحرير الإريترية، التي قمعت حركة "الشهيد سعيد حسين"، وتعذيب البعض الأخر أمثال الشيخ أبو نوال محمد إسماعيل عبده، والشيخ حامد تركي.
وأشار القياديان إلى أن الحركة الإسلامية الإرترية مرت بتطورات مختلفة دفعت بها نحو التمايز، بداية من منظمة "الرواد المسلمين" التي رفعت شعار (الإسلام للخبز والسلام) ثم توحد في ظلها الإسلاميون كلهم تحت اسم (حركة الجهاد الإسلامي الإرتري) وفي مؤتمرات تنظيمية لاحقة اختارت اسم (حركة الخلاص الإسلامي الإرتري) ثم صارت (الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية).
وفي محاولة عن دفع الاتهامات عن الحزب، قال القياديان، إن الحزب الإسلامي حزب مدني ذو مرجعية إسلامية، يؤمن بالتداول السلمي للسلطة ويرفع شعار (السلام والتنمية والعدالة لكل المواطنين)، كما يسعى الحزب إلى تحقيق أهدافه بالحجة والإقناع، ورفضاً للعنف، وإن الحزب يعتمد كل الوسائل المشروعة لتغيير النظام الإرتري الحالي ويعمل ضمن المعارضة الإرترية وما تتخذه من وسائل لتحقق أهدافها .
اللافت للنظر إلى أنه لم يتم توثيق كيفية اتصال إخوان إرتريا  بإخوان مصر، اللهم إلا تخمينات بأن البعثات العلمية للدراسة في الأزهر هي من ساعدت بشكل كبير على التعرف على فكر الإخوان ومنهجهم.
ويمكن القول إن حزب "العدالة والتنمية الإريتري" ينتهج الفكر الجهادي، في التغيير، كما ينتهج فكر الإخوان المسلمين في السياسية، إلا أننا وجدنا صعوبة في رصد أية تداخل بين مكتب إرشاد الجماعة في مصر، وقيادات الجماعة في إرتريا .

نشأة حركة الجهاد الإسلامي الإرتري في السودان:

نشأة حركة الجهاد
تُشير عدد من التقارير الصحافية، أن حركة "الجهاد الإسلامي الإرتري" تكونت في السودان عام 1988م، بالتزامن مع تأسيس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، ولعل ذلك التاريخ جاء قبل عام واحد فقط من وقوع التغيير العسكري الذي قاده إخوان السودان عبر ثورة الإنقاذ في العام 1989م.
اللافت للنظر إلى أن زعيم "الحركة الإسلامية السودانية" حسن الترابي تعامل مع الملف الإرتري بشكل مثير للجدل، حيث انحاز لـ"الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا" بقيادة إسياسي أفورقي، ومساندته لهم حتي وصلوا إلى أسمرا بعد رحيل نظام "مانقستو هايلي مريام" في صيف العام 1991م.
تضيق الحكومة السودانية على جهاديي إرتريا أصابتهم بالانشقاق، فانقسمت الحركة إلي شطرين في أعقاب ما عرف بالحركة التصحيحية، وتكون مجلس انتقالي أقصى القيادي الإخواني، عرفة أحمد محمد، وتم اختيار الشيخ أبو سهيل محمد أحمد صالح أميرا جديدا لحركة الجهاد الإسلامي الإرتري، كمكوّن وفصيل جهادي سلفي من أبرز قياداته أبو البراء حسن محمد سلمان وأبو الحارث آدم إسماعيل وأبو عمرو علي محمد سعيد.
بعد إقصاء الإخوان من المشهد الجهادي الإرتري، أسس تنظيم الإخوان جبهة "الخلاص الإسلامي الإرتري"، كواجهة عسكرية وسياسية لهم واختاروا الشيخ خليل محمد عامر أميراً لها ومن أنشط قيادته حامد تركي ومحمد صالح إبراهيم وإبراهيم سعيد مالك وأبو أسامة صالح علي صالح وأبو نوال محمد إسماعيل عبده.
كما فرضت تطورات الأوضاع تغييرا على المسميات القديمة فتحولت حركة "الجهاد السلفية" إلى حركة "الإصلاح" وأسست لها جناحاً سياسياً أطلق عليه اسم المؤتمر الشعبي الإرتري، وأسندت قياداته لأبو شاكر محمد طاهر شنقب كممثل للحركة في التحالف الوطني الديمقراطي الإرتري، بينما اختارت جبهة "الخلاص" اسم "الحزب الإسلامي للعدالة والتنمية" بدلا من المسمى السابق وأصبحت جزءا من التحالف المعارض.
الانشقاق استمر كذلك، حيث خرجت عناصر معلنة انشقاقها عن الجماعة السلفية مكونة المؤتمر الإسلامي الإرتري، بقيادة أبو البراء حسن محمد سلمان والذي شغل من قبل منصب الرجل الثاني في حركة الجهاد الاسلامي ولحق بالشيخ حسن سلمان مجموعة من الشباب في مقدمتهم رمضان محمد نور وهارون آدم وطرح هذا التيار خطا ليبراليا وتقدميا في التفكير والمنهج والخط السياسي بتبني رؤية قوامها الدعوة والمناداة بقيام دولة مدنية والتخلي عن خيار العمل المسلح بمبرر أن الظروف الحالية لا تسمح بمثل هذا الخيار والانفتاح أكثر نحو قطاع المرأة وتيار الشباب.
اللافت للنظر، وكما زعمت بعض التقارير أن الفصائل الإسلامية الإرترية (إخوان وسلفيين) متقدمون في طرحهم ورؤيتهم أكثر من أخوان وسلفيي السودان، خاصة فيما يتعلق بقضايا الدين والهوية والدولة، بينما رجح مراقبون ان السبب في ذلك، أن جماعة الإخوان براجماتية وتستطيع التكيف في أي مجتمع والاصطباغ بصبغته.

الأدبيات التي يقوم عليها الحزب:

الأدبيات التي يقوم
(1) اعمل على وحدة البشر والحفاظ على كرامتهم وفق الآية "يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" وقال تعالى "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر"
(2) العمل على المساواة بين البشر وفق الآية "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم"
(3) إطلاق الحريات العامة وعلى رأسها حرية الاعتقاد "لا إكراه في الدين"
(4) العدالة فكل نظام يحقق العدل هو مراد الله "إن الله يأمر بالعدل والإحسان "
(5) الإصلاح وعدم الإفساد في الأرض "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت" و" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " وقوله تعالى" وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".
(6) المسئولية وفق الآية "وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم" وقال تعالى "ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون
(7) الشورى كإحدى آليات صنع القرار "وشاورهم في الأمر" "وأمرهم شورى بينهم"
(8) النظام والطاعة "وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه"
(9) الالتزام بالعهود والعقود " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا " "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود "
(10) الشفافية "ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا " " فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم " "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ".

انتقادات لإخوان إرتريا:

انتقادات لإخوان إرتريا:
كانت العديد من الدوائر وجهت انتقادات واسعة لتنظيم الإخوان، في إرتريا، بوصفه لا ينفك عن تنظيم الإخوان الأم في مصر، وأثارت العديد من التقارير الصحافية في إرتريا أخيراً حالة نقاش واسعة، حول ضرورة تحديد طريقة للتعامل مع التنظيمات والأحزاب الإسلامية المتطرفة في العالم الإسلامي بصفة عامة، وإفريقيا – والقرن الإفريقى خاصة.
واقترحت تلك التقارير تحديد موقف من الدول الراعية والداعمة لهذه الأحزاب والمنظمات الارهابية، وسمت إثيوبيا من بين هذه الدول، خاصة وأن أثيوبيا استفادة من فلول الإخوان في معركتها ضد الحكومة المصرية في بناء سد "النهضة"، وقالت تلك التقارير إن السفارة الإثيوبية فى القاهرة اشرفت على تنظيم، وتمويل مؤتمر ما يسمى بــ ”الحزب الاسلامي الإرتري للعدالة والتنمية”.
وآخر اللقاءات التي تمت في القاهرة قبل سقوط حكم الإخوان، كانت بين الأمين العام السابق لما يسمى بــ ”الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية ” أبو مصعب مع الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، ولقاء المرشد العام لإخوان المسلمين محمد بديع مع الأمين العام لما يسمى بـ"حركة الإصلاح الإسلامي الإرتري" أبو سهيل وهؤلاء اجتمعوا مع قيادة الإخوان كما يقول المتحدث الرسمي لمكتب المرشد العام للإخوان محمود غزلان وقتذاك للتباحث في الشأن الإرتري.

أبرز قيادات الحزب:

أبرز قيادات الحزب:
- نائب أمين الأمانة السياسية لحزب "العدالة والتنمية" عبد الكريم مصطفى
- عضو مجلس الشورى وممثل الحزب في أمريكا يعقوب محمد صالح
- القيادي سعيد حسين
- الشيخ أبو نوال محمد إسماعيل عبده
- الشيخ حامد تركي