كانت سوريا في ذلك الوقت دائماً ما تحتضن المعارضة السعودية، سواءً كانت يسارية أو إسلامية، ولكن لم يرحل جميع السعوديين الموجودين في قم إلى سوريا، بل بقي بعضهم من الذين كانوا يؤيدون الخميني، وكانوا مزيجاً من الإحساء ومن جزيرة تاروت وصفوي، وأيضا من شيعة المدينة المنورة من أمثال محمد العمري.
كان الناشطون المنتمون للحزب من "علماء الحجاز" أمثال هاشم الشخص وعبدالكريم الحبيل، غير راغبين بالمجاهرة بعمل سياسي على الأراضي السورية خوفاً من النظام، لكن كان هناك غيرهم من يتحرك بغطاء إيراني في سوريا.
فى مارس 1988، نفّذ الحزب تفجيرًا في إحدى منشآت شركة صدف البتروكيماوية في مدينة الجبيل، من خلال أربعة من عملائه من جزيرة تاروت، هم على عبدالله الخاتم وأزهر الحجاجي وخالد العلق ومحمد القاروص.
و على عبد الله الخاتم، أحد المنفذين، كان يعمل في شركة صدف، وسبق له القتال مع حزب الله اللبناني في لبنان، وتدرب هناك على عمليات التفجير، وبعد تفجير صدف اكتشف حراس شركات البترول والبتروكيماويات في شرق السعودية العديد من المتفجرات وفي أماكن متعددة، في معمل التكرير في رأس تنوره، ورأس الجعيمة.
ولم يطُلْ الوقت حتى تمكنت الحكومة السعودية من تفتيت خلايا متعددة لحزب الله الحجاز واعتقلت كثيرًا من أفراده، كما تم تنفيذ حكم الإعدام بالسيف بحق الأربعة المسئولين عن تفجير شركة صدف.
بعد إعدام المتهمين أصدر حزب الله الحجاز من دمشق، ومعه تجمع علماء الحجاز، بيانين يسمون فيهما منفذي عملية صدف بالشهداء، وخرج وزير خارجية إيران آنذاك ليعلن عن عدم وجود علاقة لبلاده بالعملية أو منفذيها.
وطالبت السعودية وقتها، السلطات السورية بالتعاون لإيقاف المؤامرات التي تتم من دمشق ضد أهداف سعودية، لكن سوريا لم تفعل شيئًا.
بدأ حزب الله الحجاز عمليات خارجية ضد دبلوماسيين سعوديين، وتخلل تفجيرات 1989 عمليات كثيرة، وقتل ضد دبلوماسيين في سفارات سعودية عديدة من بانكوك إلى أنقرة .
لم يعلن الحزب أنه وراء هذه العمليات، بل استخدم أسماء لمنظمات غير موجودة بالفعل، مثل "جند الحق" و"منظمة الحرب المقدسة"، في حين حاولت الدعاية الإيرانية الإشارة إلى أن هاتين المنظمتين لا علاقة لهما بحزب الله الحجاز، وأنهما نتاج لخليط من جنسيات متعددة من لبنان والسعودية وفلسطين.
لكن التحريات أثبتت أن العديد من منفذي العمليات خرجوا من دمشق عابرين الحدود اللبنانية، ومن بيروت توجهوا لتنفيذ جرائمهم، وفي ظل التوتر الذي أصاب علاقات تجمعات السعوديين الشيعة في إيران، تحركت السعودية عام 1987 لتخفيف مواقفها ضد الشيعة بعد عفو ملكي سعودي، وفي المقابل بادلت بعض هذه التجمعات هذا العفو بتهدئة، تم اتخاذ قرارها في اجتماع لمنظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية.
وتحول نشاط الحزب إلى إصدار النشرات والمواقع، وانخرط منتسبوه وأنصاره في شن الحملات الإعلامية ضد نظام الحكم في السعودية، وقام الحزب بإنشاء دار نشر وخدمات مواقع في دمشق، ثم انتقل الموقع الإلكتروني وإدارته من دمشق إلى بيروت، وتحديداً إلى الضاحية الجنوبية.
وبعد حرب الخليج الثانية، وعودة الكويت لحكم آل صباح، تنامى الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، ونتيجة خشية الإيرانيين من استمرار الوجود الأمريكي، والذي يمثل إخلالاً بالخطط التوسعية الإيرانية، لذلك وجهت طهران حزب الله الحجاز ضد الأمريكيين ومواقعهم العسكرية في المنطقة.
قام أحمد المغسل، أحد قيادات الحزب بعد الاتفاق مع الإيرانيين بمحاولات لاستقطاب كفاءات شيعية سعودية من مختلف القرى والمدن شرق السعودية.
وحينما واجه صعوبات أمنية كبيرة، وكادت آماله تتحطم بسبب رفض الكثير من الشباب السعودي في تلك المناطق، الانخراط في حزب عنيف التوجهات، وجد المغسل ضالته في بعض الشباب الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة معظمهم من أعضاء منظمة الثورة الإسلامية، مما أوجد خلافاً بين التنظيمين كما يعلق الباحث توبي ماثيسين.