بوابة الحركات الاسلامية : بعد تحرير "مالام فاتوري" و"ميشيكا".. "بوكو حرام" تُعاود الهجوم على "مايدوجوري" (طباعة)
بعد تحرير "مالام فاتوري" و"ميشيكا".. "بوكو حرام" تُعاود الهجوم على "مايدوجوري"
آخر تحديث: الأحد 01/02/2015 02:53 م
بعد تحرير مالام فاتوري
بعد ساعات من إعلان الجيش التشادي، أمس (السبت)، تحرير بلدتي (مالام فاتوري)- (شمال شرق) التي استولى عليها تنظيم "بوكو حرام" نوفمبر الماضي، ومدينة ميشيكا (شمال غرب)، حيث تمكن الجيش النيجيري من تحريرها، خاصة وأن العديد من التقارير الإعلامية قالت أخيراً: إن "بوكو حرام" ارتكبت مجازر فيها- عاود التنظيم الهجوم على مدينة "مايدوجوري" الاستراتيجية بالنسبة لتنظيم "بوكو حرام".
كانت تقارير إعلامية قالت: إن مدينة "مايدوجوري" النيجيرية عاشت ليلة جديدة مع الرعب بعد مواجهات عنيفة للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، التي تعتبر مفترق طرق تجاري، السيطرة عليها تعني السيطرة على مورد مالي ضخم بمكن الجماعة من الحصول على الكثير من الأموال.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء "فرانس برس" عن شهود عيان أن الهجوم الليلي الذي شنه مسلحو الجماعة الإرهابية بمختلف أنواع الأسلحة سبب "ذعرا كبيرا لدى الأهالي من إمكانية دخول المسلحين المدينة".
وتأتي محاولة "بوكو حرام" الأخيرة للسيطرة على مدينة "مايدوجوري"، ضمن محاولات كثيرة للسيطرة على المدينة، وتعتبر المدينة هي عاصمة "ولاية بورنو" والمهد التاريخي للتمرد، فيما قال تنظيم "بوكو حرام" إنه سيطر على مدينة مونجونو وقاعدة عسكرية على مسافة 130 كلم إلى الشمال؛ ما أدى إلى تدفق جديد للاجئين إلى "مايدوجوري" حيث وصل، الاثنين الماضي إلى هذه المدينة حوالي خمسة آلاف نازح، معظمهم من النساء والأطفال.
ورجح خبراء في الحركات الأصولية معاودة "بوكو حرام" للهجوم على المدينة قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 14 فبراير.
بعد تحرير مالام فاتوري
من جانبه، قال الجيش التشاد إن ثلاثة من جنوده قتلوا وجرح 10 آخرون في هجومين شنتهما جماعة "بوكو حرام" الإسلامية في منطقة فوتوكول شمال الكاميرون، حيث تنتشر قوات تشادية، إلا أن القيادة العامة للجيش التشادي أوضحت أن 123 إسلامياً قتلوا ايضاً، في تحرير مدينتي (مالام فاتوري) و(ميشيكا).
وأوضحت رئاسة أركان الجيش التشادي في بيان أن جنودها الثلاثة القتلى قضوا في انفجار عبوات ناسفة يدوية الصنع، مؤكدة صد العدو الذي نفذ محاولة تقدم جديدة، وتفريقه.
وانتشرت القوات التشادية التي وصلت إلى الكاميرون في 17 الشهر الجاري، بدءاً من الأربعاء الماضي في مدينة فوتوكول الحدودية التي تقع قبالة مدينة غمبورو النيجيرية الخاضعة لسيطرة "بوكو حرام"، ويفصل بين فوتوكول وغمبورو جسر لا يزيد طوله عن 500 متر.
وفي نيجيريا، أفادت مصادر عسكرية بأن القوات التشادية طردت مقاتلي بوكو حرام من بلدة مالام فاتوري الحدودية، وذلك بعد أيام على وصولها إلى ضفاف بحيرة تشاد، حيث تريد أن تستعيد هذه القوات أيضا مدينة باغا الاستراتيجية، علماً بأن المتمردين الإسلاميين اقتحموا الأحد الماضي مدينة مونغونو وقاعدتها العسكرية القريبتين من البحيرة بعد معارك شرسة مع الجيش النيجيري.
بعد تحرير مالام فاتوري
وأعلن الجيش النيجيري أنه استعاد من "بوكو حرام" مدينة ميشيكا جنوب بحيرة تشاد التي كانت سقطت في أيدي التنظيم سبتمبر 2014، وقال الجيش إنه شنّ عملية تطهير واسعة بعد طرد الإرهابيين من المدينة وضواحيها، مشيراً إلى جرح جنود كثيرين، وكان نائب محلي أعلن مطلع الأسبوع هروب أكثر من 70 في المئة من سكان المدينة إلى جبال مجاورة.
وقال مراقبون: إنه حال التأكد من سيطرة الجيش النيجيري على المدينة فسيكون ذلك أول نجاح له بعدما واجه انتقادات كثيرة لعدم منعه تقدم "بوكو حرام"، التي كثفت أعمال العنف منذ العام 2009، وسيطرت في الأشهر الأخيرة على مناطق كاملة شمال شرقي البلاد.
ومدينة "ميدجوري" (Maiduguri) هي عاصمة ولاية برنو بنيجيريا، ويوجد في المدينة متحف ومطار، كما يوجد فيها بعض من أفضل جامعات ومستشفيات نيجيريا، وجامعة مايدوجوري، ويبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة، وما يزيد من أهمية المدينة؛ كونها تقع في نهاية السكك الحديدية المؤدية إلى بورت هاركورت.
بعد تحرير مالام فاتوري
كما تعتبر مدينة مايدوجوري من أكبر المدن الإسلامية والثقافية في البلاد، إلا أن الخطورة التي ربما تكمن في سيطرة "بوكو حرام" عليها، أن بها عدة أعراق على رأسها قبائل الكانوري ويتبعها قبائل شوا عرب ثم باقي القبائل مثل الهوسا والفلاني وبابور برا وغوزا ومرغي وغير ولاء وبننا وملاي. 
كانت "بوابة الحركات الإسلامية" نشرت تقريراً يناير الماضي تحت عنوان: ("بوكو حرام" تسعى للسيطرة على "مايدوجوري" بحثاً عن التمويل) عن أهمية مدينة "مايدجوري" لتنظيم "بوكو حرام"، حيث اعتبر خبراء في الحركات الأصولية أن سيطرة "بوكو حرام" على مدينة "مايدوجوري" مركز ولاية بورنو، سيعتبر نصرا مهما للجماعة، لتأسيس "دولة إسلامية" شمال شرقي نيجيريا الذي تسكنه أغلبية من المسلمين، إلى جانب مساعي تنظيم " بوكو حرام" للسيطرة على المدينة تعود إلى فترة طويلة، رغبة في حصول التنظيم على مدينة تكون بمثابة مفترق تجاري في شمال شرق نيجيريا.