بوابة الحركات الاسلامية : غضب عالمي بعد حرق الطيار الأردني حيًا.. وإطالة أمد التفاوض نقطة انتصار "داعش" (طباعة)
غضب عالمي بعد حرق الطيار الأردني حيًا.. وإطالة أمد التفاوض نقطة انتصار "داعش"
آخر تحديث: الثلاثاء 03/02/2015 09:26 م
غضب عالمي بعد حرق
بعد 41 يومًا من الأسر، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا، وظهر في الفيديو رجل محبوس داخل قفص حديدي والنيران تلتهمه، في الوقت الذى ذكر فيه التليفزيون الأردني أن الكساسبة قتل منذ شهر تقريبا.
وأعلنت الولايات المتحدة تضامنها مع الحكومة الأردنية، وأكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما ردا على فيديو حرق الكساسبة " إذا ثبت صحة التسجيل فإنه يشير لمدى وحشية التنظيم"، كما أعلنت الأمم المتحدة والدول الغربية والعربية تضامنها مع الحكومة الأردنية وإدانة هذه الجريمة.
والد معاذ الكساسبة
والد معاذ الكساسبة
كان الكساسبة قد سقط في قبضة ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" بعد سقوط طائرته قرب الرقة بسوريا في 24 ديسمبر الماضي خلال غارة جوية للتحالف الدولي الذي يحارب التنظيم المتشدد، وبالرغم من موافقة الحكومة الأردنية على الإفراج عن السجينة العراقية ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الكساسبة، حسب المهلة الأخيرة التي كانت ممنوحة للحكومة الأردنية شريطة التأكد من أنه لا يزال حيًا الخميس الماضي، حتى تم الإعلان اليوم عن فيديو يحمل صور تبرز حرق الكساسبة.
من جانبه قال طوم فانتيس، خبير الشئون القانونية أن تنظيم داعش عمل على إطالة أمد المفاوضات من أجل الإفراج عن الكساسبة إلى أبعد مدى للاستفادة من التغطية الإعلامية، موضحًا أن هناك مصاعب تعترض أي خيار بشأن التفاوض للإفراج عن الرهائن لدى  داعش، فدفع الفدية يعني أن تذهب الأموال إلى التنظيم الذي سيخصصها لشراء الأسلحة وتمويل عملياته، ما قد يؤدي مستقبلا إلى تمكينه من شن المزيد من الهجمات، وهذا الخيار صعب للغاية، أما بشأن مبادلة الأسرى، فهذا الخيار مطبق منذ قرون في الحروب، ولكنه يحصل عادة بعد انتهاء الأعمال القتالية. المشكلة هنا أننا لا نعرف ما إذا كانت الحروب في الشرق الأوسط أو الحرب ضد التنظيمات المتشددة ستنتهي أم لا، ما يدفعنا للتساؤل حول مدى قدرة كل طرف على إبقاء الأسرى لديه إلى الأبد."
الملك عبدالله الثاني
الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما
بينما أكد مايكل ويس، المحلل المتخصص في شؤون الإرهاب إن التنظيم انتصر في المواجهة حول مصير الطيار، معاذ الكساسبة، وأرغم الدولة الأردنية على التفاوض معه كما نجح بدفع الأردنيين إلى الخروج إلى الشارع وانتقاد حكومتهم، مضيفا أن داعش سيتعامل مع الكساسبة بشكل مختلف عن سائر الأسرى لديه نظرًا للتاريخ الطويل من الصراع مع عمان.
شدد في تحليل له مع شبكةCNN  أن داعش يريد الوصول إلى المفاوضات كخطوة في حد ذاتها، وهو يرغب في الحصول على اعتراف الآخرين به كدولة والتعامل مع قيادته وكأنها حكومة قائمة بذاتها، وهذه هي الفكرة الأساسية من وراء إعلان قيام الخلافة، والحصول على موافقة الأردن على إجراء مفاوضات حول مصير الطيار الكساسبة يهدف إلى دفع عمان نحو التعامل مع التنظيم بشكل مباشر وليس نبذه وشن حرب عليه واعتباره حركة إرهابية".
ساجدة الريشاوي
ساجدة الريشاوي
وسبق وأعلنت الأردن أن الإفراج عن الريشاوي مرهون بإطلاق سراح الكساسبة، وقال وزير الدولة لشئون الإعلام الدكتور محمد المومني: "إن الأردن مستعد لإطلاق سراح السجينة ساجدة الريشاوي إذا تم إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وعدم المساس بحياته إطلاقا ".
كما طالب والد معاذ الكساسبة، السلطات الأردنية بتلبية مطالب "تنظيم الدولة" من أجل فك أسر ابنه، وقال في تصريحات "نحن نطالب الحكومة بتلبية مطالب الدولة الإسلامية وإخلاء سراح ساجدة الريشاوي في سبيل إنقاذ معاذ.. كنا نتلقى تطمينات بأن الإجراءات تسير بالمسار الصحيح ولكن فوجئنا أن هناك تهديدات لحياة ابني معاذ، ولم تصلنا أي رسالة من السلطات ونحن في اللحظات الحرجة".