بوابة الحركات الاسلامية : 4 مشاهد تكشف حقيقة فيديو "داعش" لحرق "الكساسبة" (طباعة)
4 مشاهد تكشف حقيقة فيديو "داعش" لحرق "الكساسبة"
آخر تحديث: الأربعاء 04/02/2015 03:21 م
4 مشاهد تكشف حقيقة
ما زال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش" يرسل رسائله الإرهابية، عبر الفيديوهات التي يبثها للعالم، من قطع رءوس وحرق أسرى، ما يوضح أن داعش تتبع سياسة الحرب النفسية والتي أصبحت ظاهرة لافتة يجيدها تنظيم مسلح يتفوق من خلال ذلك على إمكانات دول كبرى، ولم يستخدمها أي تنظيم إرهابي من قبل. 
يظهر ذلك من خلال فيديو حرق الطيار معاذ الكساسبة، والذي أبرز بشاعة التنظيم في تناول الفيديو بشكل إرهابي مدمر، ومن خلال هذا الفيديو نجد أن هناك أربعة مشاهد رئيسية توضح مدى التقنيات والتكنولوجيا التي يتبعها التنظيم الإرهابي.

الاعترافات

الكساسبة
الكساسبة
يبدو من خلال الفيديو أن الكساسبة أدلى بمعلومات عسكرية مهمة، مما يؤكد أن التنظيم لديه فريق خبراء عمل على اقتناص معلومات خطيرة بطريقة سلسة؛ الأمر الذي يفسره متابعون بأن داعش لديها من القدرات ما لم يشهده أي تنظيم آخر.
وكانت "داعش" حصلت على اعترافات خطيرة من الكساسبة، عن الطلعات الجوية يوم احتجازه، إذ أيّد ما تحدثت عنه الدولة من كونه أسقط الطائرة بصاروخ حراري مفصلا ملابسات الحادث.
وقال معاذ في مقابلة مع مجلة دابق التابعة لداعش، آنذاك، إنه تم إعلامه وزملائه بالمهمة الساعة الرابعة عصرا من يوم الثلاثاء 23 ديسمبر، وأن دورهم في المهمة كان مسح المناطق وتوفير تغطية للمقاتلات الأخرى المهاجمة، مبينا أنهم قاموا بمسح المنطقة بهدف تدمير أي أسلحة مضادة للطائرات، وتوفير تغطية في حال ظهرت "طائرات العدو"، وتحدث في المقابلة التي أثارت جدلا شعبيا في الأردن- تحفّظت فيه وسائل الإعلام- عن كيفية تنسيق الطلعات الجوية، والقواعد المستخدمة للطلعات وكل من شارك معهم في طلعاته، مفصّلا أنواع الطائرات المشاركة والدول التابعة لها، إلى جانب دور كل جهة فيها.
وعن ملابسات الحادث قال الكساسبة العشريني إنه وزملاءه وصلوا لمنطقة انتظار عند الساعة 7:55 صباحا، حيث قابلته مجموعة طائرات سعودية وإماراتية ومغربية ليدخلوا المنطقة من الرقة لتنفيذ مهمة المسح، مضيفا: "طائرتي أصيبت بصاروخ حراري، سمعت صوته وأحسست به، الطيار الأردني الآخر في المهمة، صدام مارديني، تواصل معي من طائرته وقال لي إنه يرى الدخان يتصاعد من المحرك وتحققت من الأنظمة التي أشارت لي بأن المحرك يحترق وقد تضرر وبدأت الطائرة بالانحراف عن مسارها عندها قفزت خارج الطائرة، وهبطت في نهر الفرات بمظلتي وعلق مقعدي وظللت مقيدا إلى أن قبض علي من قبل جنود الدولة الإسلامية".
وقال الكساسبة في المقابلة والتي أظهرت صورته في بدلة برتقالية اللون تبدي على ملامحه الكثير من الحزن: "إن الدول المشاركة في الحملة الصليبية هي الأردن بطائرات F16s والإمارات والسعودية بطائرات الـ F16sالمطورة والمزودة بقنابل موجهة عبر الليزر، والكويت بطائرات لتزويد الوقود، البحرين والمغرب بطائرات F16s المطورة، إلى جانب قطر وعُمان.
وكان من المفترض أن تذهب المقاتلات المزودة بأسلحة موجهة بالليزر للقيام بدورها في المهمة، بعد مسح المنطقة عبر طائرات الكساسبة ورفاقه".
وأوضح الكساسبة لمن أجرى معه المقابلة من الدولة أن المقاتلات الأردنية تنطلق من الأردن، بينما تنطلق المقاتلات الخليجية بشكل عام من الكويت والسعودية والبحرين، وهناك مطارات مهيأة لحالات الهبوط الاضطراري مثل الأزرق في الأردن وعرعر في السعودية ومطار بغداد الدولي وبغداد الكويت الدولي ومطار في تركيا- نسي الكساسبة اسمه- يبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود السورية.
وبدا الكساسبة مرتديا الزي البرتقالي الذي يلبسه محكومي الإعدام لدى داعش، وتحدث عن القواعد الجوية التي يستخدمها الصليبيون- على حد وصف المجلة- بقوله: "بعض المقاتلات الأمريكية والفرنسية تنطلق من قاعدة موفق السلطي بالأردن، إلى جانب قواعد في تركيا".
وأجاب الطيار والذي أصرت المجلة على تسميته "المرتد" عن سؤال حول كيفية تنسيق الطلعات الجوية، بقوله إنه يتم عبر قاعدة أمريكية في قطر حيث يتم التخطيط للمهمة وتحديد الأهداف وتوزيع المهام، وترسم مهام كل دولة مشاركة في هذه الحملة قبل يوم من تنفيذها، يقوم الأمريكيون بطلعات جوية بطائرات دون طيار تنطلق من الخليج والأقمار الصناعية والجواسيس لتحديد ودراسة الأهداف، ويتم تزويدنا بخريطة وصور للأهداف.
وعن مقابلته للأمريكيين أو الصليبيين- كما تصف المجلة- قال المحتجز الكساسبة إنه بالطبع قابلهم، موضحا أن هناك نحو 200 أمريكي في قاعدة موفق السلطي ومن بينهم 16 طيارا منهم فتاة، والباقي مهندسون وتقنيون وآخرون يقومون بأدوار دعم.
وأضاف: "بعض الأمريكيين يتناولون الطعام معنا ويحبون المنسف ولكن دون الحديث عن المهام حفاظا على السرية"، مضيفا أن أحد الجنود الأمريكيين قتل خلال مهمته في أوائل ديسمبر، إذ انطلق من قاعدة موفق السلطي باتجاه العراق، وعندها واجه مشكلة في معدات الهبوط في جو ضبابي لتسقط طائرته في الأردن ويقتل.
وكان معاذ في نهاية الحوار يبدو وكأنه في جلسة استرخاء ما يؤكد على أن الخبراء الذين اقتنصوا منه المعلومات فريق قوي لا يقف أمامه شيء.

التكنولوجيا

التكنولوجيا
كذلك يتضح من خلال الفيديو الذي نشرته داعش أثناء إحراق الكساسبة، أن لديهم إمكانات تقنية عالية جدا، فاقت هوليود، في استخدام التكنولوجيا الحديثة، ويستخدم مقاتلو داعش استراتيجية إعلامية غير مسبوقة، تقوم على نشر المقاطع المصورة والصور المدروسة، من أجل استقطاب التأييد لهم على المستوى العالمي، ومن أجل استقطاب مزيد من المقاتلين من فئة الشباب، وخاصة من الغرب.
وتظهر التقنيات الحديثة التي يستخدمها التنظيم أن لديه مجموعة كبيرة من خبراء الحملات الدعائية يقومون بإنتاج الأفلام القصيرة، التي يتم فيها استخدام تقنيات عالية المستوى، ومؤثرات بصرية وصوتية، لا تتوافر إلا في "هوليود" مدينة السينما الأمريكية العالمية، حيث يتم بواسطتها إنتاج أفخم وأهم أفلام السينما العالمية.
وبحسب الخبراء، فإن الأفلام التي أنتجها "داعش" وبثها على الإنترنت، يتم فيها استخدام التقنية نفسها والأسلوب نفسه المستخدمَين في إنتاج الأفلام السينمائية في هوليود، وهو أسلوب يقوم على المونتاج السريع والإثارة، مع عرض مقاطع تتضمن عنفا ترافقها موسيقى سريعة، تشد المشاهد وتلفت نظره وتوصل الرسالة إليه سريعا.
من جانب مواز أكد بعض الخبراء، أن الفيديو الذي نشره التنظيم وادعى فيه أنه لإعدام الطيار الأردني، هو فيديو مفبرك، داعيًا المواطنين إلى الاستمتاع بمشاهدة مشهد سينمائي تم صنعه بشكل سيئ، مضيفًا أن الفيديو تم تصويره بواسطة خمس كاميرات، وأن الشخص الذي ظهر داخل القفص وهو يحترق هو مجرد كومبارس فشل في أداء الدور المطلوب منه، حيث إن رد فعله وهو محترق غير طبيعي أو تلقائي، ومفتعل.
وأوضحوا أن التنظيم استخدم الماسك الذي يتم استخدامه في الأعمال السينمائية، لحماية الممثل من الحرق، مشيرًا إلى أن ذلك كان واضحًا عندما لم يظهر سوى عين الممثل في الفيديو، معتبرًا أن هذا المشهد لا يصعب على أي متخصص في هذا المجال اكتشاف أنه غير حقيقي ومجرد مشهد سينمائي لم يتم صنعه باحترافية.
وأشاروا إلى أن من قام بإخراج الفيديو محترف، استخدم تكنيكا إخراجيا عاليا من خلال تثبيت عدة كاميرات بأحجام مختلفة في عدة أماكن وكان اعتماده الأكثر على المونتاج أكثر من الإخراج، لافتا إلى أنهم قاموا بالاستعانة بمونتير محترف لإخراج هذا الصورة بهذا الشكل وتم عمل المونتاج بإيقاع سريع لجذب نظر المشاهد.
ويرى خبراء إعلاميون أن التنظيم يستخدم مواد فيلمية سريعة، ويترافق معها أناشيد دينية تحفيزية، وهو الأسلوب الذي يستخدمه منتجو الأفلام في "هوليود"، حيث يتم إنتاج أفلام العنف بأحدث الوسائل والطرائق.
ويقول الخبراء: إن داعش نجح في حربه الإعلامية، حيث تنتشر على الإنترنت مواد فيلمية مدروسة، سواء ما يتم استخدامه لاستقطاب مزيد من الشباب والمقاتلين، أو تلك المواد المرعبة التي يتم استخدامها في تخويف "الأعداء والخصوم" لدفعهم إلى الهروب خوفاً قبل أن يتم قطع رءوسهم بالسكاكين في حال وصل مقاتلو التنظيم إلى المناطق التي يتواجدون فيها.
كما تتوفر لدى مقاتلي التنظيم خبرة كبيرة واسعة في استخدام الإنترنت، وكيفية استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في تغيير الرأي العام وتوجيهه، وكيفية التعامل مع الجمهور من خلال الإنترنت والهواتف النقالة.

الحرب النفسية

الحرب النفسية
من المعروف أن التنظيم الإرهابي "داعش"، استخدم كافة الوسائل ضد الأسرى لديه، فمنذ أن بدأ بنشر جرائمه البشعة وهو يتبع أسلوبا واحدا في القتل، ألا وهو الذبح، فجميع الأفلام التي ينشرها التنظيم متمثلة في ذبح الرهائن لديه، لكنه يبدو أنه قرر تغيير أسلوبة في تعذيب الرهينة، ومع آخر فيديو نشره التنظيم بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، يظهر وحشية داعش، في مشهد الإعدام، والذي سمي بـ"لهيب الحرب"، حيث يمد فريق الإعدام خيطا طوله عدة أمتار من المواد القابلة للاشتعال ينتهي بالقفص، الذي يحتجز فيه الكساسبة، ويتم إشعال الخيط ليتحرك شعاع النار ويصل إلى القفص، ويبدأ احتراق الشاب الأردني على وقع أنشودة جهادية، ثم نص منقول عن العلامة ابن تيمية يبررون به فعلتهم.
وينتهي مشهد الحرق بجرافة تهيل التراب على قفص الشاب الأردني المحترق، قبل أن تسويه بالأرض، ليكون مكان القفص، الذي احترق فيه، هو نفسه قبره.

تركيا الوحيدة الناجية من أيدي داعش

أردوغان
أردوغان
الجدير بالذكر أن جميع الرهائن الذين تم احتجازهم لدى داعش، قتلت بطريقة بشعة، سواء كان ذبحًا أو إعداما، فيما عدا الأسرى الأتراك، والذين تم الإفراج عنهم من قبل والبالغ عددهم 49، تمت بأساليب استخبارية وبعد عملية تعقب حساسة وسرية.
حدث ذلك عقب مفاوضات بين الحكومة التركية وتنظيم داعش، تحدثت التسريبات التي تناولتها صحيفة الجارديان عن أن أهم جولات المفاوضات جرت أثناء إعلان الرئيس باراك أوباما خطته لضرب داعش وحشد دعم دولي لذلك وزيارات المسئولين الأمريكيين لأنقرة التي جاءت في هذا الإطار، ما يشير إلى أن موقف تركيا من الانضمام إلى ذلك الحلف كان حاضراً أثناء المفاوضات على الرهائن، بالرغم من أن داود أوغلو نفى أي دور أمريكي في عملية تحرير الرهائن.
ويوضح تحرير الرهائن أن الصفقة التركية الداعشية لا زالت أنقرة ترفض الإفصاح عنها، حيث أكد قيادي في التنظيم اسمه المقداد الشروري، وهو مقاتل يمني كان من بين المعتقلين الذين أعادتهم أنقرة إلى داعش، نبأ صفقة التبادل، وكشف أنه وعدد من قيادات التنظيم كانوا محتجزين لدى السلطات التركية وكانوا يتلقون معاملة جيدة جداً في السجون التركية إلى أن تم تسليمهم مجدداً إلى داعش مقابل إطلاق سراح الرهائن الأتراك الـ49.
ومن المشهد العام، يتضح أن هذا التنظيم يدار عن طريق أجهزة مخابرات دولية لتنفيذ مخطط دولي ضخم؛ وذلك لما من خبرات متنوعة ومتقدمة في مواجهة الخصوم.