يبدو من خلال الفيديو أن الكساسبة أدلى بمعلومات عسكرية مهمة، مما يؤكد أن التنظيم لديه فريق خبراء عمل على اقتناص معلومات خطيرة بطريقة سلسة؛ الأمر الذي يفسره متابعون بأن داعش لديها من القدرات ما لم يشهده أي تنظيم آخر.
وكانت "داعش" حصلت على اعترافات خطيرة من الكساسبة، عن الطلعات الجوية يوم احتجازه، إذ أيّد ما تحدثت عنه الدولة من كونه أسقط الطائرة بصاروخ حراري مفصلا ملابسات الحادث.
وقال معاذ في مقابلة مع مجلة دابق التابعة لداعش، آنذاك، إنه تم إعلامه وزملائه بالمهمة الساعة الرابعة عصرا من يوم الثلاثاء 23 ديسمبر، وأن دورهم في المهمة كان مسح المناطق وتوفير تغطية للمقاتلات الأخرى المهاجمة، مبينا أنهم قاموا بمسح المنطقة بهدف تدمير أي أسلحة مضادة للطائرات، وتوفير تغطية في حال ظهرت "طائرات العدو"، وتحدث في المقابلة التي أثارت جدلا شعبيا في الأردن- تحفّظت فيه وسائل الإعلام- عن كيفية تنسيق الطلعات الجوية، والقواعد المستخدمة للطلعات وكل من شارك معهم في طلعاته، مفصّلا أنواع الطائرات المشاركة والدول التابعة لها، إلى جانب دور كل جهة فيها.
وعن ملابسات الحادث قال الكساسبة العشريني إنه وزملاءه وصلوا لمنطقة انتظار عند الساعة 7:55 صباحا، حيث قابلته مجموعة طائرات سعودية وإماراتية ومغربية ليدخلوا المنطقة من الرقة لتنفيذ مهمة المسح، مضيفا: "طائرتي أصيبت بصاروخ حراري، سمعت صوته وأحسست به، الطيار الأردني الآخر في المهمة، صدام مارديني، تواصل معي من طائرته وقال لي إنه يرى الدخان يتصاعد من المحرك وتحققت من الأنظمة التي أشارت لي بأن المحرك يحترق وقد تضرر وبدأت الطائرة بالانحراف عن مسارها عندها قفزت خارج الطائرة، وهبطت في نهر الفرات بمظلتي وعلق مقعدي وظللت مقيدا إلى أن قبض علي من قبل جنود الدولة الإسلامية".
وقال الكساسبة في المقابلة والتي أظهرت صورته في بدلة برتقالية اللون تبدي على ملامحه الكثير من الحزن: "إن الدول المشاركة في الحملة الصليبية هي الأردن بطائرات F16s والإمارات والسعودية بطائرات الـ F16sالمطورة والمزودة بقنابل موجهة عبر الليزر، والكويت بطائرات لتزويد الوقود، البحرين والمغرب بطائرات F16s المطورة، إلى جانب قطر وعُمان.
وكان من المفترض أن تذهب المقاتلات المزودة بأسلحة موجهة بالليزر للقيام بدورها في المهمة، بعد مسح المنطقة عبر طائرات الكساسبة ورفاقه".
وأوضح الكساسبة لمن أجرى معه المقابلة من الدولة أن المقاتلات الأردنية تنطلق من الأردن، بينما تنطلق المقاتلات الخليجية بشكل عام من الكويت والسعودية والبحرين، وهناك مطارات مهيأة لحالات الهبوط الاضطراري مثل الأزرق في الأردن وعرعر في السعودية ومطار بغداد الدولي وبغداد الكويت الدولي ومطار في تركيا- نسي الكساسبة اسمه- يبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود السورية.
وبدا الكساسبة مرتديا الزي البرتقالي الذي يلبسه محكومي الإعدام لدى داعش، وتحدث عن القواعد الجوية التي يستخدمها الصليبيون- على حد وصف المجلة- بقوله: "بعض المقاتلات الأمريكية والفرنسية تنطلق من قاعدة موفق السلطي بالأردن، إلى جانب قواعد في تركيا".
وأجاب الطيار والذي أصرت المجلة على تسميته "المرتد" عن سؤال حول كيفية تنسيق الطلعات الجوية، بقوله إنه يتم عبر قاعدة أمريكية في قطر حيث يتم التخطيط للمهمة وتحديد الأهداف وتوزيع المهام، وترسم مهام كل دولة مشاركة في هذه الحملة قبل يوم من تنفيذها، يقوم الأمريكيون بطلعات جوية بطائرات دون طيار تنطلق من الخليج والأقمار الصناعية والجواسيس لتحديد ودراسة الأهداف، ويتم تزويدنا بخريطة وصور للأهداف.
وعن مقابلته للأمريكيين أو الصليبيين- كما تصف المجلة- قال المحتجز الكساسبة إنه بالطبع قابلهم، موضحا أن هناك نحو 200 أمريكي في قاعدة موفق السلطي ومن بينهم 16 طيارا منهم فتاة، والباقي مهندسون وتقنيون وآخرون يقومون بأدوار دعم.
وأضاف: "بعض الأمريكيين يتناولون الطعام معنا ويحبون المنسف ولكن دون الحديث عن المهام حفاظا على السرية"، مضيفا أن أحد الجنود الأمريكيين قتل خلال مهمته في أوائل ديسمبر، إذ انطلق من قاعدة موفق السلطي باتجاه العراق، وعندها واجه مشكلة في معدات الهبوط في جو ضبابي لتسقط طائرته في الأردن ويقتل.
وكان معاذ في نهاية الحوار يبدو وكأنه في جلسة استرخاء ما يؤكد على أن الخبراء الذين اقتنصوا منه المعلومات فريق قوي لا يقف أمامه شيء.