بوابة الحركات الاسلامية : عماد مغنية.. الثعلب والحاج القاتل (طباعة)
عماد مغنية.. الثعلب والحاج القاتل
آخر تحديث: الجمعة 12/02/2021 11:00 ص حسام الحداد
عماد مغنية.. الثعلب
عماد مغنية (1962 - 2008)، أعتبر عماد مغنية وفقاً لـ 42 دولة من دول العالم ومن بينهم السعودية، إرهابي مع سبق الإصرار.. وكان على جميع قوائم الإرهاب الأمريكية والأوروبية، بل هو الوحيد الذي تساوي مع أسامة بن لادن من حيث قيمة المكافأة المرصودة للقبض على كل منهما (25 مليون دولار)، ولا توجد عملية إرهابية واحدة وقعت في العالم منذ أن ظهر على الساحة من هجمات سبتمبر إلى تفجيرات إسطنبول، ومن تفجيرات الخبر في السعودية إلى تفجيرات الدار البيضاء بالمغرب، إلاّ وفيها اسمه كأبرز المتهمين بتدبيرها.
عماد مغنية.. الثعلب
ووفقا لأنور الياسين بجريدة "السياسة" الكويتية، فقد أطلق الإيرانيون عليه اسم "الثعلب"، بينما أسماه الأميركيون  "الحاج القاتل"  أما في نظر حزب الله فقد كان "البطل" وهذا هو عماد مغنية الذي وصفه البعض بأنه كان الرجل الأول في حزب الله، وان كانت دواعي التخفي والهرب من مطارديه، قد دفعته للتواري عن الأنظار ليكون حسن نصر الله هو الواجهة.
وقد كان حسب "السياسة"،  المستشار الأمني والاستخباراتي للرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد.

حياته

حياته
ولد عماد فايز مغنية 07.12.1962 في قرية طيردبا الجنوبية، فيما بعد انتقلت عائلته التي تتكون من والدته ووالده وأخويه جهاد وفؤاد لاحقا، إلى الضاحية في جنوب بيروت، وتعلم عماد مغنية في مدارس لبنانية خلال المرحلة الاعدادية والثانوية. 

نشاطه العسكري

نشاطه العسكري
بدأ عماد مغنية نشاطه السياسي والعسكري ضمن صفوف حركة فتح وبدا منذ حداثته شغوفاً بالأمور العسكرية واثبت براعته فيها، كان مغنية أحد المتعاونين في «القوة 17» التابعة لحركة فتح، وهي القوة العسكرية الخاصة، التي كانت تتولى حماية قيادات حركة فتح مثل أبو عمار، أبو جهاد، أبو إياد. وقد ساهم مغنية في عملية نقل سلاح فتح إلى المقاومة اللبنانية، ممثلة بـحركة أمل وحزب الله بعد أن اضطرت حركة "فتح" إلى مغادرة بيروت، اثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. ومنذ سفره الأول إلى إيران أوائل الثمانينات في القرن الماضي، وهو شاب لا يتجاوز عمره 20 عاما اظهر مؤهلات وكفاءات قتالية عالية، جعلته يتفوق على أقرانه، واتهم من قبل وكالة المخابرات الأمريكية بأنه كان أحد الحراس الشخصيين لياسر عرفات.
عماد مغنية.. الثعلب
في عام 1982، قاد عماد مغنية ثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، والعمليات كانت: تفجير السفارة الاميركية في بيروت في أبريل 1983 والتي أسفرت عن مقتل 63 أمريكيا، وتفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت، الذي أودى بحياة 241 أمريكيا، وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين في الجناح، والذي اسفر عن مقتل 58 فرنسيا. وقد عمل مغنية لفترة مسؤولا عن الأمن الشخصي للزعيم الروحي لـحزب الله محمد حسين فضل الله، إلا أنه لاحقا، وبسبب المهارات غير العادية، التي يتمتع بها في التخطيط الميداني والقيادة، بات مسؤولا عن العمليات الخاصة لـحزب الله. أختفى مغنية تماما عن الانظار في لبنان لمدة عامين، إلى أن اتهم بظهوره في قمرة طائرة «تى.دبليو.ايه» الأمريكية المخطوفة بمطار بيروت، حيث قتل أحد الركاب، الذي كان عسكريا في قوات المارينز الأمريكية، كذلك اتهم بتفجير السفارة العراقية في بيروت، وفي العام 1985 اتهم في حادثة اختطاف طائرة تي دبليو أي الرحلة 847 التي كان ضحيتها أحد ضباط البحرية الأمريكية روبرت شيتم بالاشتراك مع اثنين آخرين هما حسن عز الدين وعلي عطيوي، لا يعرف الكثير عن عماد فايز مغنية ولكن المخابرات الأمريكية تعتقد أنه مسؤول أمني رفيع في حزب الله وأنه قاد عمليات "حزب الله" في جنوب لبنان، الذي كان يعرف جغرافيته ككف يده.
رئيس بلدية طيردبا
رئيس بلدية طيردبا حسين سعد
صور عماد مغنية المتداولة قليلة جدا، لكن ليست هناك فائدة من نشر المباحث الفيدرالية الأميركية اف.بي.آي لها، فمغنية أجرى، عملية تغيير ملامح للوجه مرتين على الاقل، آخرهما عام 1997. وتصف المصادر الأميركية مغنية، الذي ينتقل بين إيران والعراق ولبنان ومناطق أخرى، بأنه أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أميركيين، تدرج مغنية في حزب الله بالتوازي مع السيد حسن نصر الله، الذي أصبح أمينا عاما للحزب، الواجهة السياسية، بينما وصل مغنية إلى قيادة المقاومة الإسلامية، الذراع العسكرية لـ"حزب الله". وهو يعتبر "محظوظا" لبقائه على قيد الحياة حتى يوم اغتياله. فقد تمكن من الإفلات من أكثر من محاولة خطف واغتيال، وفي إحداها فصلت بينه وبين الموت دقائق فقط. وهناك جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 مليون دولار إلى 25 مليون دولار بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة من 22 اسم وزعتها الولايات المتحدة، وبسبب هذه الجائزة دعت إيران لترحيله من الأراضي الإيرانية خوف الانتقام الأمريكي في حينها بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن. وبعد اغتياله، أعلن رئيس بلدية طيردبا حسين سعد، أن مغنية هو "أعلى قائد عسكري في حزب الله"، وأشار إلى أن شقيقين له قتلا في السابق أيضا في عمليتي تفجير، وهما فؤاد وجهاد في 1984.
عماد مغنية.. الثعلب
ومن الجدير بالذكر أن عماد كان على لائحة المطلوبين للعدالة في دول الاتحاد الأوروبي. كما كان ملاحقاً من قبل الانتربول، للاشتباه بمشاركته في الهجوم على مركز يهودي في بوينس إيريس عاصمة الأرجنتين أوقع 85 قتيلا ونحو 300 جريح في يوليو 1994 ويقول الإسرائيليون إنه متورط أيضا في خطف جنديين إسرائيليين في يوليو 2006 
حمّلته المخابرات العسكرية الأمريكية CIA مسئولية اختطاف الطائرة الكويتية "الجابرية" في الثمانينيات، في ظل حملات التحريض ضد الحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وتشويه صورتها في الأوساط العربية والإسلامية .

اغتياله

اغتياله
في الثاني عشر من فبراير 2008 أستشهد عماد مغنية في حادث تفجير سيارة في دمشق، حي كفر سوسة، في اليوم الموالي لانفجار أعلن حزب الله في بيان له بثه تلفزيون المنار عن اغتياله ويتهم فيه إسرائيل بالوقوف وراء العملية. أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بيانا ينفي فيه ضلوعه في العملية قائلا "إسرائيل ترفض أي محاولة من الجماعات الإرهابية إلصاق أي مشاركة لها بالحادث" وأضاف البيان" ليس لدينا ما نضيفه بعد ذلك، نقلت العربية نت عن وكالة أنباء معا الفلسطينية خبر ظهور أولمرت في الكنيست ليتلقى تهاني أعضاء البرلمان.
عماد مغنية.. الثعلب
أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية عن ضلوع وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" باغتيال المواطن عماد مغنية، والإعلان الأمريكي هذا جاء مباشرة بعد عملية المقاومة في شبعا، والذي اعتبر كرد أو كجزء منه على اغتيال المجاهدين في القنيطرة السورية من قبل العدو الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة الاميركية، فإن "الـCIA " رصدت مغنية أثناء خروجه من أحد المطاعم في دمشق وحين توجّه إلى سيّارته قام رجال الموساد عن طريق جهاز التحكّم عن بُعد بتفجير قنبلة كانت مركونة بجانب إحدى السيارات".
وبعد الإعلان الأمريكي هذا راح البعض يحلل حول المغزى منه والرسائل التي يمكن أن تستنتج سواء من قبل المقاومة أو العدو أو حتى الأمريكي نفسه، لا سيما أن الإعلان جاء بشكل غير مباشر عبر إحدى الصحف الأمريكية ربما كي تستطيع الإدارة الأمريكية رفع المسئولية عن نفسها إذا ما سُئلت في يوم من الأيام، في المحافل القانونية أو السياسية الدولية.