بوابة الحركات الاسلامية : "كرامة ليبيا".. ثورة ضد الإخوان أم انقلاب عسكري؟! (طباعة)
"كرامة ليبيا".. ثورة ضد الإخوان أم انقلاب عسكري؟!
آخر تحديث: السبت 17/05/2014 11:08 م
كرامة ليبيا.. ثورة
للمرة الثانية تشن "قوات الجيش الوطني" والمدعومة بالسلاح الجوي، بقيادة الضابط المنشق "خليفة حفتر" هجمات على التكفيريين والعصابات الخارجة عن القانون في بنغازي بشرق ليبيا، لتنفيذ ما وصفه حفتر بعملية "كرامة ليبيا"، لتتجدد الاشتباكات بين قوات حفتر، وبين كتيبة للثوار المنتمين للتيار الإسلامي، والمدعومة من الجيش الليبي من جهة أخرى، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما أسفر عن سقوط 13 شخصا بين قتيل وجريح.
بدأت الاشتباكات بهجوم شنته قوات حفتر على مقر «كتيبة راف الله السحاتي» في منطقة الهواري، مهدت له بقصف مدفعي بعيد المدى، أسفر عن مقتل أحد أفراد الكتيبة وجرح 3 آخرين، وتدخلت في الاشتباكات طائرة «ميغ» و«مروحية» انطلقتا من مطار بنينة في بنغازي لدعم قوات حفتر، التي أعلن ناطق باسمها أن هذه العملية تهدف إلى «تطهير» بنغازي من «المجموعات الإرهابية»، وبحسب شهود، فان المقر العام "للواء 17 قبراير"، وهو ميليشيا اسلامية، كان هدفا لغارات جوية، والتي تبادلا إطلاق مضاداتها الأرضية
فيما دعا اللواء عبد السلام جاد الله رئيس الأركان العامة في الجيش الليبي ثوار بنغازي إلى التصدي لقوات حفتر التي تطلق على نفسها اسم «قوات الجيش الوطني» ومنعها من السيطرة على بنغازي، والتي حظيت بدعم طائرات ومروحيات قتالية استهدفت مواقع تحتلها مجموعات إسلامية تقدم نفسها على إنها "ثورية" قاتلت نظام القذافي في 2011.
الهجوم الذي وصفه إخوان ليبيا بـ"الانقلاب"، بتمويل من الإمارات وتوجيه من محمود جبريل الذي يقيم في أبوظبي ويرسل بتوجيهاته إلى حفتر يومياً، وقد أكدت القوات الليبية النظامية أن ما يجري في شرق البلاد ليس سوى: "محاولة انقلاب تنفذها مجموعات تابعة للواء الهارب خليفة حفتر".
صورة من مظاهرات الليبيين
صورة من مظاهرات الليبيين المناهضة لإخوان ليبيا
وكانت السلطات الليبية قد أعلنت في وقت سابق – التي تطارد حفتر – عن صدور قرار رسمي من المدعي العام العسكري باعتقال حفتر بتهمة الدعوة لقلب نظام الحكم بالقوة وتنفيذ انقلاب عسكري للاستيلاء على السلطة، إلا أن القرار لم يحول بين محاولة حفتر لمناهضة حكومة الإخوان في ليبيا، وإعادة الكرة للاستيلاء على بني غازي لإخضاعها لسيطرة قواته، الأمر الذي دفع علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية، لإصدار بيان "لإعلان حالة الاستنفار العام في بني غازي، وتفعيل الوحدات العسكرية التابعة لقيادة المنطقة لفرض الأمن وضبط المجرمين بالمدينة"، وذلك بعدما عقدت حكومة زيدان اجتماع عاجل للجنة الأزمة بالحكومة بمشاركة رئيس أركان الجيش الليبي وعدد من الوزراء.
وجاء في بيان مشترك أصدره الجيش والحكومة والبرلمان إن تحرك حفتر ضد من يصفهم بالإرهابيين "يعتبر عملا خارجا عن الشرعية وبمثابة محاولة انقلابية، في الوقت نفسه اعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري أبوسهمين أن العملية العسكرية التي تشنها القوات الموالية لحفتر "تشكل انقلابا على الثورة" واصفا المشاركين في تلك العملية بـ"الخارجون عن القانون"، وعلى شرعية الدولة.
ولكن محمد حجازي الناطق باسم القوات الموالية لحفتر قال إن الحملة التي تشنها هذه القوات تستهدف مواجهة من وصفهم بالظلاميين الذين يحاولون بسط السيطرة على ليبيا.
ما يحدث في بني غازي مشهد يعكس الانقسام السياسي في ليبيا، بين نظام الإخوان والتيار الإسلامي وبين مؤيدي العقيد حفتر، ففي وقت سابق في مارس الماضي تظاهر الآلاف من المواطنين في بعض المدن الليبية، رافعين صور كل من العقد خليفة حفتر القائد العام السابق للقوات البرية بالجيش الليبي، إلى جانبها صورة المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري، في مظاهرات حاشدة ضد جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتطرفة، وذلك في أعقاب قرار البرلمان الليبي "المؤتمر الوطني العام"، بتمديد ولايته التي انتهت رسميا في شهر فبراير الماضي، رافضين "خارطة الطريق" التي طرحتها الحكومة الليبية، في حين تجمهر العشرات من المواطنين رافعين شعارات تؤكد تضامنهم مع الشرعية التي يمثلها المؤتمر الوطني.
وكان اللواء حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية قد أعلن في بيان مصور بثته قناة "العربية" في شهر فبراير الماضي تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية، والإعلان الدستوري كما طرح وأعلن خارطة طريق مؤلفة من 5 بنود، لتكرار النموذج المصري، معلناً تجميد البرلمان وتعطيل الدستور، ووضع خارطة طريق، وقد ظهر مجددا في رسالة له عقب اشتباكات بني غازي أمس: "لم يبق لي من العمر الكثير ولن أخذل وطني مهما حدث، الموت في ساحات محاربة التكفريين أشرف من الخضوع لهم هذه معركة كرامة لبسط الأمن لبنغازي، ومنع حمل السلاح ونحن أبناء هذا الوطن وليس لنا أي أجندة، وليس بيننا مرتزقة وإليكم هوية الرجال الذين سقطوا من صفوفنا وإليكم هوية الأنذال الذين سقطوا من صفوفهم وما هي جنسياتهم".
اللواء الركن خليفة
اللواء الركن خليفة بلقاسيم حفتر
أخطر ما استجد على المشهد في بني غازي بشرق ليبيا، ما يتردد بين السكان من أن طائرات مصرية كانت تقوم بتغطية التحرك العسكري لقوات حفتر، وتقصف مواقع للجيش الليبي الذي يدافع عن مدينة بنغازي، حسبما نقل موقع "أسرار عربية"، في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير إعلامية عن نية النظام المصري الحالي من بالقيام بعمليات عسكرية محدودة تستهدف شرق ليبيا، في ظل تنامي خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة والمتسللة عبر الحدود الغربية المصرية.
تحركات حفتر ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في شرق ليبيا وجدت ترحيبا من بعض المحللين والخبراء المصريين، في الوقت الذي رأى فيه آخرون أن الوقت مازال مبكرا لوصف ما يحدث في ليبيا، فهو ليس كما تصفه الحكومة الليبية على أنه "انقلاب"، خاصة في ظل وجود ظهير شعبي لتحركات حفتر العسكرية، المناهضة لنظام الإخوان في ليبيا، في حين رآه محللون على أن مسلسل سقوط الإخوان في الدول العربية التي شهدث ثورات الربيع العربي أصبح أمرا واقعا كأحد نتائج ثورة 30 يونيو في مصر التي كانت بمثابة الزلزال الذي يهدد أنظمة دول الربيع العربي.
يعد اللواء خليفة حفتر المنحدر من الشرق الليبي، من أوائل المنشقين عن جيش القذافي في نهاية الثمانينات، ليسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويعيش فيها قرابة العشرين عاما، وعاد إلى ليبيا للمشاركة في ثورة فبراير 2011، ومع سقوط نظام القذافي، أصبحت بنغازي مسرحا لهجمات واغتيالات شبه يومية تستهدف الجيش والشرطة، وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسئوليتها عن تلك العمليات إلا أنها تنسب للميليشيات الإسلامية المتشددة، خاصة الفرقة "17 فبراير" التي انتشر تواجدها ونفوذها بعد ثورة مدججة بالسلاح في المنطقة.