بوابة الحركات الاسلامية : في حوار خاص لبوابة الحركات.. وزير الدفاع العراقي السابق يكشف حقيقة "داعش".. والدور الأمريكي الإيراني في العراق (طباعة)
في حوار خاص لبوابة الحركات.. وزير الدفاع العراقي السابق يكشف حقيقة "داعش".. والدور الأمريكي الإيراني في العراق
آخر تحديث: الأحد 22/02/2015 12:57 م
في حوار خاص لبوابة
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع العراقي السابق الدكتور، سلام الزوبعي: إن مساعي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإنهاء وضع الميليشيات بالبلاد ستواجه العديد من الصعوبات في ظل الفوضى الكبيرة التي تشهدها بلاد الرافدين، لافتا إلى أن سقوط الموصل في يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يرجع إلى غياب عقيدة الدولة الوطنية لدى الجيش العراقي، وانتشار الطائفية والمذهبية، مؤكدا أن إيران وأمريكا تعملان بشكل قوي في العراق من أجل مصالحهما.
وشدد في حوار خاص لـ"بوابة الحركات الإسلامية" على أن تنظيم "داعش" هو أداة لقوى كبرى لتفتيت وتمزيق العراق والمنطقة، لافتا إلى أن غارات التحالف الدولي ورقة في يد أمريكا لتحقيق مصالحها، رافضا في الوقت نفسه تسليح العشائر، موضحا أن صمود الأكراد هو نتيجة الدعم الإيراني الغربي. 
إلى نص الحوار: 
في حوار خاص لبوابة
* كيف ترى تصريحات رئيس الحكومة العراقية بحل الميليشيات وتقييد انتشار السلاح؟
- نحن داعمون لتصريح رئيس الحكومة حيدر العبادي، فيما يخص بحل الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة ولكن سيواجه صعوبة في التطبيق إذ إن هناك فوضى كبيرة شهدها العراق فيما يخص انتشار الأسلحة وتواجدها خارج سيطرة الدولة، بل إن أبرز أسباب القتل والخطف والفوضى في مفصل الأمن ترجع بالدرجة الرئيسية إلى انفلات السلاح خارج أجهزة الدولة، وإن تمكنت حكومة العبادي من تطبيق ذلك فإنه يعد نجاحاً لها.
في حوار خاص لبوابة
* كيف ترى قدرات الجيش العراقي في مواجهة "داعش" والتحديات الأمنية؟
- الأخطاء التي ارتكبت في بنية الجيش العراقي منذ عام الاحتلال وحتى يومنا هذا وعلى يد جميع الأنظمة السياسية المتعاقبة كانت أخطاء كارثية، وهي التي كانت سبباً رئيسياً لتراجع عمل المنظومة الأمنية وانهيار الجيش أمام داعش، فالجيش العراقي عقب سقوط النظام ولحد الآن لا يمتلك عقيدة عسكرية وطنية بسبب الصراع السياسي الطائفي، فالعقيدة العسكرية مشتتة بين المحور القومي والمحور المذهبي والمحور الحزبي وجميعهم محاور لا تلتقي من الناحية السياسية؛ لذا نجد أن هذا الصراع السياسي قد غيّب مفهوم المواطنة وغلّب مفهوم المكونات، إضافة إلى الفساد الذي نتج من النظام السياسي الطائفي، والذي شمل كل مفاصل الدولة وفي مقدمتها المفصل الأمني، ولقد شهدنا عبر التاريخ كيف أن النظام السياسي المرتبك وغير الناضج كيف يأكل جيشه من خلال زج تشكيلات ذات ولاءات متعددة تتداخل مع عمل المنظومة الأمنية مما ينعكس على أدائها، وعموماً جيوشنا العربية تعاني من التدخلات السياسية للنظام الحاكم وتكون سبب انحراف الجيش عن واجبه عبر التاريخ (الجيش سور للوطن) وسبب لانحراف دور الشرطة في حفظ الأمن للمواطنين، النظام السياسي العربي إجمالاً يعاني من انحراف ليس في العراق فقط بسبب قصور في فهم فلسفة الحكم، فما زال الحكم في بلادنا العربية يعد غنيمة وفريسة، وإن البلد ومقدراته تصبح ملكاً للرئيس وحاشيته، ناهيك عن ابن الرئيس وزوجة الرئيس و.. و..
فداعش بالنتيجة لا ينتصر عليها إلا العراقيون أنفسهم ولكن بعد إصلاح سياسي حقيقي للنظام والتخلص من الطائفية التي ألبسها المحتل للنظام السياسي، وتبناها ذيول الاحتلال وسماسرته وعملاؤه والفاسدون.
في حوار خاص لبوابة
* ماذا عن حجم الميليشيات الشيعية في العراق وعدد المنطويين تحتها؟
- حجم الميليشيات كبير ومنفلت ولا يخضع للقياس والحسابات .
* كيف ترى سياسة الحكومة في مواجهة "داعش"؟
- أنا أرى أن الحكومة الحالية ما زالت بعيدة عن الحل فالمشكلة في النظام السياسي الذي نتجت منه الحكومة وحكومة السيد العبادي لا تختلف من حيث التشكيل عن الحكومات السابقة، والعبادي يمتلك مقومات النجاح لكنه لا يمتلك أدواته، وفي مقدمة الأدوات النظام السياسي الذي اعتمد المحاصصة والطائفية بدلا من المواطنة والمهنية أو الكفاءة؛ لذلك فالفشل الذي جاء بعد تشكيل حكومة العبادي يزداد في مفاصل الأمن والاقتصاد والخدمات، مع العلم نحن بأمس الحاجة إلى نجاح حكومة العبادي لكن لا يوجد في الأفق ما يشير إلى ذلك، ولكن هذا لا يثنينا عن العمل والإصرار على النجاح والدفاع عن وحدة العراق والتصدي للإرهاب؛ لإنقاذ شعبنا العظيم في تاريخه وحضارته وتضحياته.

في حوار خاص لبوابة
* هل دعم العشائر وتسليحها سوف يسهم في مواجهة "داعش"؟
- إن اعتبر أن تسليح العشائر عمل يدل على الفشل والارتباك في بناء المنظومة الأمنية، وأنا ضد فكرة عسكرة المجتمع والعشائر شريحة مدنية ليس من واجبها القتال، ولكن عندما تتدهور الأمور فهم فعلا أبطال ولهم تاريخ مشرّف في الدفاع عن الوطن، لكن تسليح العشائر حالة غير صحية وسلاح ذو حدين. ولقد أثبت أبناء العشائر قدرتهم على مواجهة الإرهاب أكثر من الجيش، وهذا أمر مؤلم، ليس انتقاصاً من جيشنا واستخفافاً بتضحياته، ولكن بسبب عدم اعتماد معايير وطنية في بناء الجيش بعد الاحتلال وحل جيشنا السابق على يد برايمر ومن سانده في هذا القرار السيئ الصيت.
في حوار خاص لبوابة
* هل هناك قادة من الجيش العراقي إبان صدام في قيادات "داعش"؟
نعم هناك ضباط كبار وعدد ليس بقليل من الجيش السابق يقاتلون إلى جانب داعش، والنظام السياسي في العراق ارتكب جملة من الأخطاء بحق ضباط الجيش السابق ومنتسبي الأجهزة الأمنية السابقة، وأسهم بشكل أو بآخر في معاداتهم للدولة مع أي جهة كانت، حتى لو كانت داعش بالإضافة إلى أعمال ارتكبت على أيدي بعض أفراد وجماعات المنظومة الأمنية ذات صبغة عدائية طائفية .
في حوار خاص لبوابة
* كيف ترى وجود ميليشيات مسيحية في العراق.. هل هو مزيد من التفتت؟
لا توجد ميليشيات مسيحية والمسيحيون في العراق مثال للأنموذج الوطني في العراق، ولكن قضية المسيحيين استغلتها أطراف دولية وأطراف سياسية داخلية لتحقيق مكاسب سياسية مزيّفة وواطئة.
* أين جيش رجال الطريقة النقشبندية؟ ودور عزة الدوري؟
- جيش الطريق النقشبندية موجود وهو يقاتل بالتنسيق مع داعش وعزة الدوري فزاعة للتخويف ليس أكثر .
في حوار خاص لبوابة
* ما هو حجم الدور الإيراني في الساحة الإيرانية وخاصة العمل الميداني؟
- إيران أعلنتها صراحة وبعلم الحكومة العراقية وبالتنسيق معها، فهي لا تمارس ذلك باختفاء، بل هو في وضح النهار، ودورها كبير .
* لماذا لا توجد نتائج ملموسة حتى الآن في مواجهة "داعش"؟
- داعش مسرحية لتقسيم العراق بقوة السلاح وأداة لتوازن نفوذ إقليمي دولي، وهذا قدرنا وعلينا أن نواجهه، فالعراق يتعرض لهجمة بربرية من أطراف عدة، ولكن ثقتنا بالله كبيرة وشعبنا مصر في الدفاع عن هويتنا ووجودنا.
في حوار خاص لبوابة
* هل نظام الأقاليم سوف يكون له دور في إنهاء الأوضاع بالعراق؟
- للأسف تحت هذا النوع من الفهم لمعنى الحكم في العراق والنفود الإقليمي والدولي الظروف تدفع باتجاه الأقاليم، وهو حل كنا ولا زلنا نعمل لمنع حصوله ولكن النظام السياسي في العراق لم يتعظ من مسلسل الفشل لأكثر من عقد من الزمن، ولم يرتق لمستوى الإصلاح الحقيقي، وإيقاف التدهور بكل مفاصل الدولة .
* هل سيشهد العراق دويلات كما هو واضح من حالة التمزق (كردية- سنية- شيعية)؟
- للأسف خطر تقسيم العراق ما زال قائما، ونحن نراهن على رعاية الله للعراق وصبر وشجاعة العراقيين عبر التاريخ للدفاع عن وحدة العراق كأقدم وحدة سياسية في المنطقة تعرضت إلى أنواع قاسية من الاحتلالات والتدمير، لكنها صمدت، وسنعمل ما بوسعنا للحفاظ على العراق دون تقسيم.
في حوار خاص لبوابة
* هل هناك دور أمريكي سلبي على الأوضاع الأمنية والسياسية العراقية؟
- عبر التاريخ أمريكا سياستها واضحة فهي لا تبحث إلا عن مصالحها في المقدمة، حتى لو سحقت كل شعوب العالم، ومن توهم أنه أصبح حليفاً لأمريكا فهو مخطئ، فستضحي به حال انتهاء مصالحها، والدور الأمريكي سالب في كل زمان ومكان، واحتلال العراق وصمة عار في جبين أمريكا والمجتمع الدولي والأنظمة العربية المتعاونة مع أمريكا وتحالفت معها لاحتلال العراق.
* لماذا لا توجد نتائج ملموسة لغارات التحالف الدولي ضد "داعش"؟
- غارات التحالف ورقة بيد أمريكا لتحقيق مصالحها وتنفيذ سياستها ونفوذها، وليس لمصلحة العراق؛ لذا فهي تدار حسب رغبة أمريكا حتى لو تعارض مع مصلحة العراق.
في حوار خاص لبوابة
* لماذا صمد الأكراد ضد "داعش" في عين العرب "كوباني"؟
 الأكراد حلفاء لأمريكا والإدارة الأمريكية، وبينهما مصالح واتفاقات ستنتهي يوما ما حين تنجز أمريكا مهمتها وتحقق مصالحها؛ لذا فالحرب في كوباني هي حرب الأكراد وأمريكا.
استقلال الأكراد يضر بمصلحتهم وستأكلهم القوى الإقليمية في إيران وتركيا وسوريا عندئذ لا نستطيع الوقوف معهم بعد الاستقلال إلا بقرار أممي، ونحن نستبعد انفصال الأكراد .
في حوار خاص لبوابة
* كيف ترى جماعة الإخوان المسلمين في العراق؟
- أي تنظيم سياسي إسلامي سواء لجماعة الإخوان أو لغيره إذا كان في العالم العربي يواجه صعوبات ففي العراق يواجه أضعافها؛ لأن هناك انقساما سياسيا مذهبيا في العراق، من الصعب أن يلتقي؛ وقلت انقسام سياسي- وهذا مهم- لأن الانقسام بين عامة الشعب سنتهم وشيعتهم لا يوجد، وإنما انقسام سياسي بأجندات خارجية وداخلية.