بوابة الحركات الاسلامية : هل يصمد التحالف الدولي في مواجهة داعش؟ (طباعة)
هل يصمد التحالف الدولي في مواجهة داعش؟
آخر تحديث: الثلاثاء 24/02/2015 09:32 م
احمد يوسف احمد يوسف
منذ ستة شهور تم الأعلان عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة بعض الدول العربية إلى جانب تركيا لبدء الحرب على داعش في العراق وسوريا، ولقد أعتمد التحالف على شن غارات جوية على مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق وسوريا مركزاً على مخازن الاسلحة ومعسكرات التدريب وخطوط الأمداد ومحاولة منع المتسللين من الاراضي الحدودية للأنضمام إلى ساحات القتال لحساب داعش، إلا أن النتائج أصابت المتابعين بالاحباط لتدني مستوى النتائج. وهنا تجدر الاشارة إلى أن مساحة الاراضي للدولة الأسلامية في العراق وسوريا قد تم وقف تمددها خارج هذه الحدود لكن في الحقيقة أن الهدف من جانب داعش للاحتفاظ بهذه الرقعة من الأراضي مؤقتاً لتثبيت دعائم الدولة الاسلامية وإقامة نموذج جديد يصبح أكثر جاذبية في أذهان العناصر الجهادية في العالم بأسره والتي تؤمن بفكرة دولة الخلافة الاسلامية، ومع توافر مجموعة من العوامل المادية تحت سيطرة الدولة الاسلامية مثل حقول النفط وتجارة السلاح والأتاوات المفروضة على القبائل السنية في العراق والحصول على الفدية نتيجة عمليات أختطاف الرهائن خاصة الأجانب أو الفتيات وايضا من الدعم الخارجي لدعاة تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة على خلفية عقائدية أو قبلية...
اما عن التحالف الدولي .. فلقد نشأ هذا التحالف برؤى مختلفة من كل دولة على حدة بما يتناسب مع طموحاتها وامكانياتها في دخول الحرب .. وسنذكر هنا بعض النجاحات للجيش العراقي مع القوات الكردية البشمركية في شن عمليات عسكرية ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية بتوجيه ضربات أشد في العراق وحيث سمح لها بإستعادة بعض المناطق التي فقدتها. ونشير ايضاً إلى معركة عين العرب «كوباني» حيث نجحت مليشيات ومقاتلي البشمركة إلى الحيلولة لاقتحام المدينة.
ومن هنا يتضح ان المعارك على الأرض تحرز نتائج أفضل من القصف الجوي وهذا لا يعني الاستعاضة عن القضف الجوي .. بل الافضل أن تكون هناك قوات بريه مسلحة وبدرجة عالية من التدريب والكفاءة لمواجهة ميليشيات تنظيم الدولة الاسلامية فيما يعرف بحرب العصابات التي تعتمد على الكر والفر واحتلال مواقع وكيفية الحفاظ عليها وعلى محاصرة ميليشيات داعش داخل مواقعهم وأن تتم عمليات الهجوم بغطاء جوي ومعلومات استخبارية تساعد على كشف مواقع التنظيم.
ان قوات التحالف تستوعب هذه الفكرة لكنها غير قادرة على تجهيز قوات برية تقوم بشن الهجمات .. ففي حين كان الاقتراح الامريكي بتعهد تركيا بترشيح وتدريب عناصر من الجيش الحر في سوريا فإن تركيا ودول الخليج تعتبر أن اسقاط نظام بشار الاسد هو المطلب الاساسي. كما أن النظام العراقي يدعم نظام بشار الأسد. وبالقطع تأثير حالة الفوضى على الاراضي السورية سينعكس بالإيجاب لصالح تمدد تنظيم الدولة الاسلامية خاصة بعد أن تم الغاء الحدود بين سوريا والعراق والذي أصبح واقعاً ملموساً. وفي حين يرى عسكريون بارزون في فرنسا وبريطانيا أن الجيش السوري قد يكون هو الأكثر فاعلية على الأرض في حالة دعمه والتعاون معه، نجد أن هذا الجيش السوري لا يحتفظ من الاراضي السوري سوى على 25% من الاراضي وتعيش التنظيمات المسلحة بكافة أطيافها على الباقي من مساحة الاراضي، ومن جانبها فإن تركيا ترى أن اقامة منطقة عسكرية عازلة في سوريا هو مطلب مهم لإمكانية تدريب قوات من سوريا وبالطبع إن هذه المنطقة ستسمح لتركيا بالدخول على أرض المعركة في سوريا من أجل هدف واحد هو إسقاط نظام بشار الأسد.
أذن كيف سيصمد التحالف الدولي في المستقبل على مواجهة تمدد الدولة الاسلامية. لابد أن يتم مراجعة وحدة الهدف خاصة حول الخلاف على نظام بشار الاسد. وهنا يجب أن تتخلى دول الحلف عن طموحاتها الخاصة ولابد أيضاً من تدشين جيش عربي موحد من الأطراف المحيطة بمنطقة الصراع. ومن المهم ان يكون هناك موقفاً دولياً تجاه الدول التي ترعى الارهاب. فالمعلوم لدى الجميع أن النظام التركي يتبنى فكرة
الخلافة سواء عبر الممارسات او لدعمه لكيانات تروج لفكرة الخلافة، وهنا ستكون دعوة داعش لدولة الخلافة أمراً شرعياً يثير مشاعر الشباب الاسلامي المحيط في كافة أنحاء العالم.. أن توظيف الفكرة لصالح مشروع جهادي لا يقل عن توفير المال والسلاح والعناصر الجهادية.. إن نظم الحكم التي تخاطب شعوبها بخطاب ديني لن تستطيع أن تحشد شعوبها للحرب ضد دولة الخلافة ما لم تتبنى خطاباً مدنياً معتدلاً وتؤكد أن الحل العسكري ليس حلاً كافياً لمواجهة الفكر المتطرف.. ويجب على الشعوب العربية والاسلامية أن تستوعب أن مستقبلها مرهون بوحدتها ورفضها لكافة محاولات التقسيم التي يتم صياغتها في الأونة الأخيرة على يد التنظيمات الجهادية ويدعم من الخارج. ونؤكد أن التحالف الدولي لن يحسم الصراع العسكري في القريب العاجل. ولكن النجاح مرهون بمدى فاعلية شعوب وأنظمة الحكم العربي.