بوابة الحركات الاسلامية : "جند الله" تنظيم تكفيري برعاية "أنصار بيت المقدس" و"أجناد مصر" (طباعة)
"جند الله" تنظيم تكفيري برعاية "أنصار بيت المقدس" و"أجناد مصر"
آخر تحديث: السبت 07/03/2015 09:33 م
جند الله تنظيم تكفيري
فتح إعلان وزارة الداخلية المصرية ضبط تنظيم أطلق على نفسه "جند الله"، منذ شهرين، العديد من التساؤلات، حول التنظيم ودى علاقته بتنظيم "أنصار جند الله" الفلسطيني، فضلاً عن مرتكزاته الفكرية، وعلاقته بتنظيم "الإخوان" الذي أدرجه القضاء المصري تنظيماً إرهابياً أواخر ديسمبر 2013.  
واستبعد خبراء في الحركات الأصولية أن يكون التنظيم تابعاً للتنظيم الفلسطيني، وقالوا إنه جزء من الخلايا النائمة التي تتبع تنظيمياً جماعة الإخوان، إلى جانب عناصر موالية للداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل. 

ضبط التنظيم

كانت وزارة الداخلية أعلنت منذ نحو شهرين، ضبط إحدى الخلايا الإرهابية، التي أطلقت على نفسها (جند الله)، وقالت إنها جماعة تكفيرية، اعترف أعضائها بارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية بواسطة العبوات الناسفة، التي استهدفت قوات الشرطة في محيط (جامعة حلوان، جامعة القاهرة، كلية طب أسنان القصر العينى، مبنى دار القضاء العالى).

جند الله تنظيم تكفيري
وأكدت الوزارة وقتذاك إن الجماعة أعلنت ارتباطها بعناصر تابعة لتنظيم (أنصار بيت المقدس) الذين تولوا مساعدة أحدهم في السفر إلى سوريا لتلقي تدريبات عسكرية وعودته للبلاد وانضمامهم لتنظيم أجناد مصر، وتلقيهم تدريبات على تصنيع المتفجرات. 
كما اعترفوا بتورط عناصر أخرى من التنظيم بتنفيذ جرائم إرهابية بذات الأسلوب أبرزها (حادث تفجير عبوة بمنطقة بولاق أبو العلا، حادث تفجير عبوتين بمنطقة مصر الجديدة) والتخطيط لاستهداف محطة الغاز الطبيعي في منطقة وادى حوف. 
وقال قطاع الأمن الوطني إن التنظيم أعترف بسعيه إلى توفير الدعم المالي اللازم لشراء أسلحة وذخائر، وتصنيع عبوات متفجرة تمهيداً لتنفيذ جرائم إرهابية. 
في السياق، أحال المستشار هشام بركات، النائب العام، اليوم السبت، 8 متهمين من تنظيم (جند الله) الإرهابي إلى النيابة العسكرية، لتشكيلهم تنظيما إرهابيا يستهدف أفراد وضباط القوات المسلحة والشرطة لإسقاط الدولة المصرية، والمواطنين المسيحيين واستحلال أموالهم، ومحاولة نسف أحد القطارات الحربية، واختطاف راهبة.

مبايعة تنظيم (الدولة الإسلامية)

وقال بيان صادر عن النيابة العامة، إن التحقيق باشرته نيابة أمن الدولة العليا، إن التحقيقات مع قائد التنظيم، محمد إبراهيم على شافع، 26 عاما، أثبتت مبايعته وقيادات التنظيم إلى زعيم تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي.
وأوضحت التقارير الأمنية أن زعيم التنظيم يلقب بأبومصعب القحطاني، يعمل خفيرا خاصا في منطقة التجمع الخامس، واعتنق أفكارا تكفيرية متطرفة قوامها إباحة الخروج على الحاكم وتغيير نظام الحكم بالقوة واستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم.

جند الله تنظيم تكفيري
وكشفت التحقيقات: أنه خلال منتصف 2014، تمكن المتهم الأول أبومصعب القحطاني، من تأسيس التنظيم وأطلق عليه (جند الله)، ويهدف إلى تنفيذ أعمال عدائية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة، واستهداف منشآتهما بغرض إسقاط الدولة وترويع المواطنين، حيث تمكن بمعاونة المتهمة شيماء مصطفى على عبدالحافظ، ولقبها "شمس المصطفى" والمعتنقة لذات الفكر التكفيري، من استقطاب المتهمين محمد سيد هاشم متولي، ولقبه "صقر العرب"، صاحب محل لبيع الأجهزة الكهربائية، والمتهم حمدي محمد أحمد حمودي، ولقبه "حمدي الحمودي" تاجر دواجن، والمتهم محمد السيد عبدالله محمد، ولقبه "صدام المجيد"، فني صيانة ماكينات تصوير، والمتهم محمد عثمان عبدالحكم حسين، ولقبه "المجاهد الشجاع"، عامل، والمتهم عبدالسلام على فتح الله، وشهرته "سلومة الجزوي"، حاصل على دبلوم صناعي.
وأضافت التحقيقات أن المتهم جمعة محمد حسن جنيدي، ولقبه "أبووليد وحسن أبومروان"، تولى تدريب عناصر التنظيم على تصنيع العبوات الناسفة، فضلا عن إمداد المتهمة "شمس المصطفى" الجماعة بالدعم المادي لتنفيذ مخططاتها العدائية.
وتبين من التحقيقات وضع المتهمين لمخطط في نوفمبر الماضي، يستهدف قتل جمع من أفراد القوات المسلحة حال استقلالهم قطارا حربيا بمنطقة الوجه القبلي بالمنيا، حيث رصدوا القطار وحددوا خط سيره وموعد غدوه ورواحه، وأعدوا لذلك عبوة ناسفة بمحاذاة خط سير القطار، وأشعل أحدهم فتيل العبوة الناسفة عند مرور القطار، إلا انها أصيبت بعطل مفاجىء منع تفجيرها.

جند الله تنظيم تكفيري
وأشارت التحقيقات إلى وضع المتهمين مخططا لاستهداف سجن الفيوم العمومي، ومركز شرطة واستراحة الضباط والكنيسة الكبيرة وعدد من محلات الصاغة الذهبية المملوكة للمسيحيين بمغاغة في المنيا، وكمين شرطة الملايطة بطريق الفيوم- بني سويف، فضلا عن اعتزامهم اختطاف إحدى الراهبات بدير وادي الريان بالفيوم، وأحد المسيحيين من مالكي محلات الصاغة بالمنيا، وأحد قيادات سابقة بالحزب الوطني بالمنيا.

أصول ربما تعود إلى 2003

كانت مصادر أصولية مطلعة، كشفت في تصريحات على إحدى المواقع التابعة للجماعات الجهادية، إن عدد من المتهمين في تنظيم (جند الله) المصري الذي يعتنق فكر الجهاد، أنهوا إضرابهم عن الطعام بعد الاستجابة لبعض مطالبهم.

جند الله تنظيم تكفيري
وجاء قرار المتهمين بعد أن أعادت وزارة الداخلية خمس قيادات من التنظيم إلى محبسهم السابق في سجن استقبال طرة، مشيراً إلى أن القيادات الخمس هم إيهاب إسماعيل ومحمد دراج وطارق أبوالعزم ومحمد بسيوني وعزت النجار.
وأضافت المصادر أن ضباطا من مباحث أمن الدولة زاروا المتهمين في محبسهم واستمعوا لمطالبهم، والتي كان أهمها عودة القيادات الخمس إلى محبسهم، والسماح بالزيارات للأهالي، وإخلاء سبيلهم أو إحالتهم للمحاكمة، وتحسين معاملتهم، والسماح للطلاب باستكمال دراساتهم، وحضور الامتحانات، ووعدت الشرطة بالاستجابة لهذه المطالب.
اللافت إلى أن تلك المصادر أشارت إلى ان التنظيم ضبط منذ ثلاث سنوات، ونسبت إليهم التخطيط لتفجير سفارتي أميركا وإسرائيل، بالقاهرة، فيما كشف مركز "المقريزي"( أحد أنشط المراكز التي تهتم بنشر أخبار الجماعات الراديكالية، ويتخذ من لندن مقراً له، ويديره الجهادي المصري هاني السباعي) أن من ضمن المتهمين في تنظيم (جند الله) حمزة الحناوي ابن الشيخ محمود هشام الحناوي عضو مجلس شورى جماعة الجهاد الذي لقى حتفه في الشيشان.

جند الله تنظيم تكفيري
وزعم مركز "المقريزي" إن وقائع القضية رقم 2 لسنة 2003 جنايات عسكرية، المعروفة باسم خلية "جند الله" تعود إلى شهر أكتوبر 2002، حيث القي القبض على 43 شخصاً، وتم اتهامهم بالانضمام لجماعة محظورة شكلت على خلاف أحكام القانون.

تنظيم أنصار جند الله الفلسطيني

هو تنظيم فلسطيني، قال خبراء في الحركات الأصولية، أنه بات له أصول في الأراضي المصرية عقب الانفلات الأمني الذي صاحب ثورة 25 يناير 2011، وُجّهت إليه اتهامات كثيرة منها ارتكاب مذبحة الجنود في 2012، التي راح ضحيتها 17 جندياً وقت الإفطار فى رمضان عام 2012، لكنها لم تعلن تبنيها العملية.

جند الله تنظيم تكفيري
وتنظيم (أنصار جند الله) أعلن مبايعته تنظيم القاعدة، فهو إحدى المجموعات السلفية الجهادية، وكان محمود طالب- الملقب بـ"أبوالمعتصم"، وأحد قادتها، مطلوب من قبل "حماس"- قال "إنّ الإخوة ينتظرون مبايعة الشيخ أسامة بن لادن"، وهذا اعتراف بالانتماء للقاعدة فكرياً، لكنهم يطالبون بتطوير هذا الانتماء حتى يصبح تنظيمياً.
نشأت المجموعة مع سيطرة "حماس" على غزة في عام 2007، وبداية عملها الحقيقي كان في عام 2006، عندما قررت "حماس" المشاركة في الانتخابات التشريعية وهاجمتها بشدة، وأفتت بعدم جواز هذه الانتخابات من الناحية الشرعية، وتعاملت بشكل قاس مع المنشقين عنها، أو الخارجين منها، لدرجة أنها فقأت أعين من اختلفوا معها، وتدعو بطبيعة الحال إلى إقامة دولة إسلامية، ولا تعترف بإسلام "حماس".
أشارت العديد من التقارير أن قواعدها داخل غزة، وتنتمى إلى تيار السلفية الجهادية، الأقرب إلى القاعدة، والأكثر تشدداً في فلسطين، تُكفر حماس، وتعتبر حركة المقاومة الإسلامية من أكثر التنظيمات المتشددة بغزة، وتسبب لها إزعاجاً دائماً، خاصة أنها تعهدت بعدم ضرب صاروخ واحد على إسرائيل، بناء على اتفاق رعاه الرئيس المعزول محمد مرسي. 
اللافت أننا توصلنا إلى تقارير تفيد إطلاق تنظيم "جند الله" اسم "جلجلت"، إلا أن جميع التقرير أجمعت على أنه تنظيم لا ينتمي إلى  جماعة كبيرة، فهي عبارة عن مجموعة عشوائية صغيرة، لكنها تحدث في نفس الوقت ضجيجاً عالياً بسبب تشددها، فهي تضرب بلا حساب، فضلاً عن أنها تقف موقفاً مضاداً للتنظيم الإسلامي الأكبر الذى يسيطر على غزة.

جند الله تنظيم تكفيري
وحاول أعضاؤها تفجير موكب الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، ورئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، أثناء زيارتهما لغزة، وعملياتها دائماً داخل القطاع، وكثيراً ما تقوم بتأهيل أعضائها الجدد، من الناحية الدعوية، حتى ينضموا للتنظيم رسمياً، ويرى البعض أنها تعمل مع التوحيد والجهاد، أو السلفية الجهادية في سيناء.

خلاصة:

من كل ذلك العرض يمكن الاستنتاج أن تنظيم "جند الله" تعود بداياته إلى عام 2003، حينما ضبطت قوات الأمن 45 عنصراً يتبعون ذلك التنظيم، أثناء محاولتهم التخطيط لتفجير السفارة الأمريكية والإسرائيلية في القاهرة.
والظهور الثاني للتنظيم الذي أحالته النيابة العامة اليوم (السبت) 7 مارس 2015، كان لجماعة تحمل ذات الاسم (جند الله) دون دليل على أن هناك صلة بين التنظيم الجديد والتنظيم الذي تم ضبطه 2003، وأن تشابه الأسماء وراء ذلك الجدل.
لم نقع على دليل مباشر يفيد ارتباط تنظيم (جند الله) المصري مع تنظيم (أنصار جند الله) الفلسطيني، إلا أنه أمر لم يكون مستبعداً في ظل الأنفاق الحدودية، بين الجانبين، والتي ساعدت على اتصال الجماعات المسلحة ببعضها.
التنظيم الجديد الذي أحاله النائب العام إلى المحكمة العسكرية، تكفيري جهادي، يؤصل الخروج على الحاكم، وأهدر دماء قوات الجيش والشرطة.