بوابة الحركات الاسلامية : إغناطيوس عيواص.. بطريرك الكنيسة السريانية (طباعة)
إغناطيوس عيواص.. بطريرك الكنيسة السريانية
آخر تحديث: الخميس 21/04/2022 11:27 ص روبير الفارس
إغناطيوس عيواص..
إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 1980 وحتى وفاته عام 2014 كان واحدا من اهم الشخصيات المسيحية في العالم فالكنيسة السريانية الأرثوذكسية هي كنيسة أنطاكية- سوريا -  أرثوذكسية مشرقية ( كلمة ارثوذكسي تعني الراي المستقيم ) ومقرها دمشق تتمركز في منطقة الشرق الأوسط وينتشر أفرادها في مختلف بقاع العالم، وهي كنيسة مستقلة، مرتبطة بباقي الكنائس الأرثوذكسية بوحدة الإيمان والأسرار والتقليد الكنسي. تمتد ولاية البطريركية الأنطاكية إلى سوريا ولبنان والعراق والكويت وتركيا والهند وإيران والجزيرة العربية وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والوسطى وأستراليا ونيوزيلندا حيث يتبعها اكثر من مليونين شخص .
 وقد ولد اغناطيوس باسم سنحريب عيواص في مدينة الموصل العراقية في 21/4/1933 م لأسرة سريانية أرثوذكسية والتحق بمعهد مار أفرام السرياني اللاهوتي التابع للكنيسة في عام 1946 م لدراسة عقيدة الكنيسة ولاهوتها وطقوسها  وترهبن  ابتداء من 6/6/1954 حيث أطلق عليه اسم زكا بحسب العادة الجارية في تلك الكنيسة بمنح الرهبان اسام جديدة على اعتبار أنهم بدأوا حياة جديدة غير حياتهم المدنية الأولى، كلف بالتدريس في المعهد اللاهوتي الذي تخرج منه لمدة عام واحد فقط حيث انتقل بعدها إلى مدينة حمص السورية ليعين في دار البطريركية سكرتيرا خاصا للبطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم، وظل في  هذه الوظيفة حتى بعد وفاة هذا البطريرك وتنصيب مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركا بدلا عنه ثم  ارتقى إلى درجة الكهنوت عام 1959 م وكان زكاعيواص يرافق البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في جميع زياراته الرعوية لأبناء الكنيسة السريانية في أنحاء العالم وأرخ هذه الزيارات في كتابين (المرقاة في أعمال راعي الرعاة) و(المشكاة). خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية حصل على منحة دراسية من كلية اللاهوت العامة للكنيسة الأسقفية، فبقي هناك بعد أن أذن له بطريركه بذلك، فتابع تحصيله اللاهوتي في جامعة نيويورك لمدة سنتين اتقن خلال هذه الفترة اللغة الإنجليزية وتخصص في دراسة  اللغة العبرية القديمة وكان ذلك بين عامي 1960 م و1962 م نال لاحقا من تلك الكلية شهادة دكتوراه فخرية عام 1983 م، بعد أن عاد من نيويورك عام 1962 م أرسله البطريرك إلى روما ليحضر المجمع الفاتيكاني الثاني الشهير بصفة مراقب، في العام التالي 1963 م رفعه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث إلى منصب مطران أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس باسم ساويرس، وهذا أيضا من تقاليد هذه الكنيسة بمنح الرهبان المرتقين لدرجة الأسقفية اسم واحد من رجال الدين المسيحي الأولين.
أعماله في الموصل: 
باشر المطران سويريوس زكا عيواص مهمته الجديدة برعاية السريان الأرثوذكس في الموصل بنشاط حيث أقام مركزا للتربية الدينية لأبناء الطائفة، ورمم العديد من أبنية وأوقاف الكنيسة، واكتشف في عهده صندوق صغير احتوى على عظام للقديس توما في كنيسة تحمل اسم هذا الرسول، وكان لهذا الاكتشاف أهمية روحية وتاريخية كبيرة بالنسبة لأبرشية السريان في الموصل، في عام 1966 م عين بالوكالة راعيا لأبرشي دير مارمتي، وانتقل بعدها عام 1969 م إلى أبرشية بغداد والبصرة ولنشاطه وتفانيه عين أيضا مطرانا بالوكالة لاوربا عام 1976 م، اختير بعد وفاة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وجلس على كرسي رئاسة هذه الكنيسة في 14/9/1980 م حاملا رقم  الـ122 بين بطاركتها. 
الحوار المسيحي الإسلامي 
 اهتم  البطريرك اغناطيوس  العمل الكنسي المسكوني – اى علي مستوى العالم - منذ انطلاقه بمشواره الكهنوتي، فقد شارك في مؤتمرات أورس - الدنمارك عام 1964 م، ولامبث - لندن عام 1968 م وغيرهما الكثير من المؤتمرات واللقاءات والحوارات سواء مع الكنائس المسيحية الأخرى  أو مع علماء وفقهاء الدين الإسلامي، بالإضافة لعمله في خدمة أبناء رعيته في كل مكان، وله مواقفه الوطنية المشهودة إزاء مختلف القضايا المصيرية في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث رفض اي صلح مع اسرائيل  وربطته  علاقات صداقة قوية مع العديد من كبار رجال الدينين المسيحي والإسلامي.ورغم مرضه الشديد الا انه شارك بالحضور في يوم تنصيب البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية كما كانت له علاقة قوية مع البابا شنودة الثالث.
دراساته العلمية :
كان البطريرك اغناطيوس: 
عضوا بأكادمية العلوم بالعراق.
عضوًا فخريًا بالأكاديمية العربية بالأردن.
عضوًا بكلية الدراسات السريانية، كلية لوثرن للدراسات اللاهوتية بشيكاغو ١٩٨١.
وحصل علي الدكتوراه الفخرية في اللاهوت، الدراسات اللاهوتية العامة بنيويورك.
كان يجيد اللغات  السريانية والعربية والإنجليزية وامتاز بمقدرته العالية على الوعظ المسيحي في الأمور الدينية وله مؤلفات روحية ولغوية وتاريخية عديدة.
 تُوفي بطريرك السريان الأرثوذكس مار إغناطيوس زكا الأول عيواص  في ألمانيا في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر الجمعة 21 مارس 2014