بوابة الحركات الاسلامية : الجيش العربي "الموحد"..لماذا وكيف؟ (طباعة)
الجيش العربي "الموحد"..لماذا وكيف؟
آخر تحديث: السبت 28/03/2015 07:57 م
احمد يوسف احمد يوسف
لقد ظل تدشين" الجيش العربي الموحد" حلما للشعوب العربية على مر التاريخ، وخاصة في العصر الحديث لمواجهة الأخطار التي تحيط بالشعوب العربية وقد مرت تجربة تدشين جيش عربي موحد بإنعطافات متعددة منذ عام 1948.
فعقب إصدار قرار تقسيم فلسطين بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 ،وهو القرار الذي أستنفر الشعوب العربية وأنظمتها الحاكمة ومع أقتراب نهاية موع الانتداب البريطاني على فلسطين اتفقت الدول العربية على أن يتولى الملك عبدالله مركز القائد الأعلى للجيوش العربية في فلسطين وتولي المصري اللواء محمد أحمد المولوي القيادة العامة للقوات العربية بالاضافة إلى قوة خفيفة من المتطوعين بقيادة البكباشي أحمد عبدالعزيز وقد تكون الجيش العربي من الفيلق العربي الأردني والجيش المصري وفرق من العراق وسوريا ووحدات من لبنان،
ومتطوعين ليبيين ومصريين. العالمية الثانية، وإنتهت حرب 1948 بهزيمة الجيوش العربية 
وفي 1967 حاربت اسرائيل على ثلاث جبهات الجبهة المصرية والجبهة السورية والجبهة الاردنية ولم تصمد الجيوش العربية في مواجهة الهجوم الاسرائيلي ، وكانت هزيمة 1967 هي الأشد والأقسى على الشعوب العربية
 في حين جاءت حرب 1973 لتعيد الثقة للشعوب العربية مرة أخرى. وقد حظيت مصر وسوريا بدعم من السلاح والرجال خاصة العراق والجزائر وليبيا والاردن والسودان والكويت وتونس ولقد تجلى استخدام «سلاح النفط» في حرب 1973 افضل استغلال في وجه الدول التي تدعم اسرائيل. 
حرب الخليج الأولى "حرب العراق ضد إيران" ونشبت الحرب من سبتمبر 1980 حتى اغسطس 1988 وأدعى وقتها صدام حسين بأنه يدافع عن الجهة الشرقية لدول الخليج في مواجهة الطموحات الايرانية في دول الخليجي وبالتالي فقد دعمت السعودية ودول الخليج صدام حسين في حربه ضد ايران، ولولا هذا الدعم لجيوش صدام حسين من قبل دول الخليج لما استطاع الصمود في حرب طويلة بلغت 8 أعوام بينما حظيت إيران بدعم من اسرائيل خاصة في صفقات السلاح وكان الدعم العسكري المصري دوراً مهماً في مساندة الجيش العراقي في بعض المعارك الحاسمة. وانتهت حرب الخليج الأولى بخسائر فادحة لكلال الطرفين ولكن صدام حسين أدعى الانتصار في الحرب وقرر مواصلة غزواته الخارجية لتبدأ مغامرة غزو الكويت.
حرب الخليج الثاني (غزو الكويت)
بعد احتلال صدام للكويت بسهولة شديدة ودون مقاومة حقيقية على الارض. خاضت الولايات المتحدة حرباً اعلامية ضد صدام حسين واستغلت الأمم المتحدة كغطاء شرعي لتدشين تحالف دولي لتحرير الكويت وقد ضم التحالف إلى جانب القوات الأمريكية قوات من سوريا ومصر والسعودية ودول الخليج وكان الجيش المصري هو أول جيوش التحالف لدخول الكويت وتحريرها. أذن التحالف في هذه المرة جيوش عربية ضد جيش عربي محتل وهو تطور نوعي في مهمة الجيوش العربية المدعومة أمريكيا لخوض حرب على اراضي عربية. وأنتهت الحرب بتحرير الكويت ثم بداية الهجوم الامريكي على العراق ومحاولة تحطيم الجيش العراقي لصالح اسرائيل.
جيش عربي موحد في مواجهة الأرهاب:
أما في واقعنا الحالي فإن الحاجة لتكوين جيش عربي موحد في مواجهة العصابات الارهابية بغطائها الديني فقد اصبح ضرورة حتمية. فنظرة واحدة على ساحات القتال في الوطن العربي ستجد أن هناك 4 ساحات مفتوحة للقتال في سوريا والعراق وليبيا واليمن. ثم تأتي مصر في حربها ضد الجماعات الارهابية المسلحة سواء في سيناء أو على الجبهة الغربية. أن طبيعة التنظيمات الارهابية التكفيرية على كثرة تنوعها الا ان مصدرها العقائدي واحد. وبعد انهيار الربيع العربي أصبحت قادرة على تحقيق مكاسب واسعة على الأرض. ومع انهيار الجيوش العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن شكلت هذه التنظيمات خطراً حقيقياً ،خاصة مع تمدد مساحة نفوذ التنظيمات الارهابية .
على الانظمة العربية ان تعمل على تكوين جيش عربي موحد يكون قادراً على التدخل في ساحات القتال على الأرض مباشرة. وأن تكون الجامعة العربية هي الغطاء الأساسي لهذا الجيش. وأن تكون جبهات القتال نوعية بحسب تواجد ميليشيات التنظيمات الارهابية ومن المؤكد أن مقاطعة الدول العربية التي تدعم الارهاب سيكون له تأثيراً قوياً على تفعيل دورها. أما محاولة اكتساب الشرعية الأممية تحت قيادة أمريكية ستظل وتيرة الصراع مستمرة إلى عدة سنوات قادمة. لان امريكيا ما زالت تحلم برسم خريطة الشرق الاوسط الجديدة على طريقتها. ولن تجد من ينفذ لهما مخططاتها سوى هذه العصابات الإرهابية وتظل دولة اسرائيل لها اليد العليا في المنطقة رغماً عن الجميع. وبالتأكيد أن الدور المصري سيكون له الريادة في تدشين الجيش العربي الموحد.