بوابة الحركات الاسلامية : حركة حماس تعود إلى أحضان إيران بعد خسارتها التاريخية لجميع حلفائها (طباعة)
حركة حماس تعود إلى أحضان إيران بعد خسارتها التاريخية لجميع حلفائها
آخر تحديث: الأربعاء 28/05/2014 02:16 م
حركة حماس تعود إلى
أعلنت حركتا حماس وفتح الفلسطينيتان إنهاء مشاوراتهما لتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، مشيرتين إلى أن الرئيس محمود عباس سيعلن الحكومة غدًا الخميس.
وقال مسئول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد بعد انتهاء جلسة المشاورات مع حماس في غزة: «انتهينا من المشاورات المتعلقة بحكومة الوفاق الوطني، وسأقوم برفع وجهات نظر الحركتين للسيد الرئيس الذي سيقوم شخصيًّا بالإعلان غدًا عن التشكيل الوزاري النهائي».
 وأشارت معلومات إلى أن حركة حماس عادت لحضن إيران، بعد أن كسبت وعداً بالحصول على منحة مالية سنوية بقيمة 200 مليون دولار، ومساعدة عسكرية وأسلحة متقدمة أيضاً تضعها على قدم المساواة مع حركة الجهاد الإسلامي الموالية لإيران، فيما قال الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، أمس: إن حركتي فتح وحماس اتفقتا على أن يتولى "رامي الحمد الله" رئاسة حكومة التوافق الوطني، على أن تستكملا مشاوراتهما حول بقية أعضاء الحكومة.
وقال أبو زهري في بيان: إن جلسة الحوار التي عقدها وفدا الحركتين في غزة، مساء الاثنين، وانتهت بعد منتصف الليلة قبل الماضية: «تمت في أجواء إيجابية». 
وأضاف: إنه «تم التوافق على الدكتور رامي الحمد الله، الذي يتولى رئاسة حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، رئيساً لحكومة التوافق».
من جهته، أكد إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس، أنه تم الاتفاق على أن يترأس الحمد الله حكومة التوافق، مشددا على أنه سيتنازل عن منصبه «طواعية» من أجل «كسب الوطن ومن أجل الشعب والقضية».
وقال هنية في حفل افتتاح صالات جديدة في معبر رفح الحدودي مع مصر: «تم التوافق على الدكتور رامي الحمد الله، ويمكن أن يكون هو (الحمد الله) وزير الداخلية».
وأضاف هنية: «اليوم نسلم الراية بيضاء مجللة بالفخار نحن نتنازل طواعية عن الحكومة لنكسب الوطن، ومن أجل الشعب والقضية».
 وأضاف: «هناك حكام يقتلون شعوبهم من أجل الكرسي، ونحن نغادر الكرسي من أجل شعبنا سنخدم شعبنا حيثما نكون، وسنعين الحكومة المقبلة على أداء مهامها».
وكانت قد عقدت ظهر أمس، جلسة الحوار الثانية بين وفدي فتح برئاسة الأحمد، وحماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق في قاعة فندق كومودور غرب مدينة غزة؛ لاستكمال مناقشات تشكيل الحكومة على ما أفاد مراسل لفرانس برس.

حماس وإيران

حماس وإيران
وفي تفاصيل اتفاق إيران وحماس،  نسب موقع «ديبكا فايل» الإسرائيلي إلى مصادر أن الاتفاق تم التوقيع عليه سراً في الدوحة يوم الثاني والعشرين من مايو الجاري، في اجتماع بين نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد الله هيان، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حماس.
  وجاء الاتفاق بعد شهر من مفاوضات مكثفة بين حماس وطهران جرت على نحو هادئ، بالتوازي مع «محادثات الوحدة» التي تمت بين حماس ورئيس السلطة الوطنية محمود عباس.
 وهكذا تكون حماس قد عادت لتصبح عضواً في محور إيران- سوريا حزب الله، بعد أن وعدتها طهران بتقديم المال والأسلحة المتقدمة وتوفير دورات تدريبية لعناصر حماس ينظمها حرس إيران الثوري.
وكان إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" قد شارك أمس الأحد عبر الأقمار الصناعية في افتتاح المؤتمر العام لـ"اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية" في العاصمة الإيرانية طهران.

وقال هنية خلال كلمة له: إن "هذا المؤتمر يستحضر دعم إيران السياسي والمالي للمقاومة، والقضية الفلسطينية".
وشارك في المؤتمر الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أكد في كلمته أن طهران ستبقى داعمة للمقاومة في كل مكان، وستتصدى سياسيا وإعلاميا لمحاولات تشويهها.
ومن الطبيعي أن تعود العلاقة بين حركة حماس وإيران في الوقت الراهن إلى سابق عهدها، بحسب أحمد يوسف الخبير في الشئون الفلسطينية.
وقال يوسف، وهو رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات بغزة: إن "حركة حماس بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها، والعمل على اختراق حلقات عزلتها، وحصارها السياسي والمالي".
وأضاف: إن "حماس تدرك الآن، وبعد تماوج الأوضاع السياسية في المنطقة، أنه من الأجدر بها أن تقترب من كل الأطراف سياسيا، وألا تعادي أي جهة".
وتوقع أن تقترب العلاقات بين حركة حماس وإيران أكثر فأكثر؛ لكي تعود إلى سابق عهدها.
وأشار إلى أن "حماس تحتاج إلى إيران، كما أن الأخيرة لا يمكن لها أن تتجاهل وزن حركة حماس السياسي في المنطقة، ومن الطبيعي أن يعود الطرفان للتقارب من جديد".
الجدير بالذكر أنه على مدار سنوات ، أقامت "حماس" علاقات قوية مع النظام الإيراني، ضمن ما كان يعرف قبيل اندلاع ثورات الربيع العربي، بـ"محور الممانعة" الذي كان يضم إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وحركة حماس، في مقابل "محور الاعتدال"، الذي كان يضم مصر في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والسعودية، والإمارات، والأردن.

لكن اندلاع الثورة السورية، في عام 2011، ورفض "حماس" تأييد نظام بشار الأسد، وتّر العلاقات بينهم، إلى أن وصلت لقطيعة تامة بين "حماس" وسوريا، وشبه قطيعة بينها وبين إيران، وحليفها "حزب الله" اللبناني.
غير أن الأشهر الماضية وبحسب تصريحات الجانبين، فإن علاقات حماس مع طهران بدأت تعرف طريقها نحو "الهدوء"، وتنقية الأجواء.
وتم استئناف العلاقة بين "حماس" وإيران، مؤخراً، وفق تأكيد المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، والذي كشف في حديث سابق كان قد أدلى به لوكالة "الأناضول التركية" عن وجود تحسن مستمر في علاقة الحركة مع إيران.
وقال برهوم: إن "الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التقارب، وتحسّنا في العلاقات الإستراتيجية مع الجمهورية الإيرانية" كما ذكر علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني في تصريحات صحفية سابقة أن علاقات بلاده مع حركة حماس "عادت كسابقها، وأنها تتلقى الدعم باعتبارها تيارا مقاوما".
من جانبه، قال مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة: إن "حركة حماس، وبعد ما عانته من عزلة عقب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في شهر يوليو الماضي، وما قد تئول إليه الأوضاع السياسية في المنطقة في الأيام المقبلة- أعادت قراءة المشهد السياسي".
وأضاف: إن "الخارطة السياسية في المنطقة لم تعد تصب في صالح حركة حماس، ولا تسير في اتجاه ما تريد، وهذا ما يدفعها للتقارب من جديد مع إيران؛ لكي تفك عزلتها، وحلقات الحصار المالي والسياسي التي تعاني منه".
واعتبر أبو سعدة أن أزمة حركة حماس السياسية، دفعتها مؤخرا لترتيب أوراقها مع جميع الأطراف في الخارج والداخل.

حركة حماس تعود إلى
يأتي ذلك فيما أكدت مصادر إعلامية في غزّة، أن بوادر الدعم المالي الإيراني بدأ يصل حماس وإن لم يكن بالوتيرة ذاتها التي سبقت القطيعة بينهما.
وتعاني حركة حماس من عزلة فرضتها متغيرات الوضع العربي والإقليمي، حيث فقدت مؤخرا حليفا قويا، بعد عزل الرئيس المصري السابق مرسي على يد الجيش المصري بمشاركة قوى وشخصيات سياسية ودينية.
ومنذ عزل مرسي تتهم مصر حركة "حماس"، التي ترتبط فكريا بجماعة الإخوان، بالتدخل في الشأن الداخلي المصري والمشاركة في تنفيذ "عمليات إرهابية وتفجيرات"، وهو ما تنفيه الحركة بشكل مستمر.
وأصدرت محكمة "الأمور المستعجلة"، بالقاهرة، في 4 مارس حكما، بوقف نشاط حركة "حماس" داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ على مقراتها داخل مصر.
من جانبه، قال هاني حبيب، الكاتب السياسي في صحيفة (الأيام) الفلسطينية الصادرة في رام الله: إن حركة حماس تقوم في المرحلة الراهنة بإجراء مراجعة داخلية شاملة، في ظل المتغيرات المتسارعة إقليميا ودوليا.
وأضاف: إن "الحركة بدأت تعي الدرس السياسي جيدا، من خلال التطورات والمتغيرات في المنطقة، وفقدها لأكثر من حليف، ومن أجل إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة تقترب من إيران، وتستعيد ما كانت تفتقده في السنوات الماضية".
وأكد حبيب أن المأزق السياسي والمالي لحركة حماس، وتشديد الحصار على القطاع، الذي تدير شئونه منذ عام 2007- دفعها لمثل هذا التقارب.
وتمر الحكومة في غزة، والتي تديرها حركة "حماس"، بأزمة مالية خانقة، تسببت للشهر السابع على التوالي بتأخر صرف رواتب موظفيها، والبالغ عددهم 42 ألف موظف بفاتورة شهرية تبلغ حوالي 37 مليون دولار شهريا وفق بيانات لوزارة المالية المقالة.

وتكتفي حكومة غزة بصرف سلفة قدرها (نحو 300 دولار) بدلا من الراتب الشهري للموظفين.
ولا تكشف حركة حماس عن مصادر تمويلها، غير أن مصادر مطلّعة في الحركة تؤكد أن التمويل يأتي أولا من المصاريف الثابتة لأبناء الحركة والمدفوعة من قبلهم كميزانية للحركة، بالإضافة إلى ما يتم جمعه من أصدقاء الشعب الفلسطيني وأصدقاء حماس من الشعوب والمنظمات الأهلية والأحزاب، وهناك الدعم الرسمي من بعض الأنظمة وفي مقدمتها إيران.
مما سبق أصبح من الواضح للمراقبين أن حركة حماس صارت قاب قوسين او أدنى من عزلتها بعدما صار واضحاً أن الرئيس المصري المعزول مرسي لن يعود إلي الحكم، بالإضافة إلى التقدم الذي تحرزه قوات النظام السوري يوما بعد آخر، وهو ما يجعل الحركة غير راغبة في تكبد المزيد من الخسائر، والعمل بأقصى جهد؛ من أجل العودة إلى أحضان حليفها الإيراني السابق.