بوابة الحركات الاسلامية : مؤتمر شرم الشيخ .. والدروس المستفادة (طباعة)
مؤتمر شرم الشيخ .. والدروس المستفادة
آخر تحديث: الأربعاء 08/04/2015 09:27 م
احمد يوسف احمد يوسف
سيظل "مؤتمر القمة العربية" بشرم الشيخ (28-29 مارس 2015)  راسخاً في اذهان وذاكرة الشعوب والأنظمة العربية. حيث أن مقررات هذه القمة أعادت إلى الأذهان حلماً قديماً.. حلم الوحدة العربية، إن قضية الوحدة العربية وقضية الصراع العربي/ الاسرائيلي ستظل على مر التاريخ هي القضايا المحورية في حياة الشعوب العربية. ومع تزايد التحديات على ارض الواقع ما بين مؤامرة مجموعة الشر الخارجي والذي يتمثل في الدول التي تعبث بملفات الأمن القومي العربي (امريكا – ايران – تركيا – قطر -اسرائيل ...) وبين الجماعات الارهابية المتأسلمة، والتي نجحت في دفع بعض الدول العربية إلى مستنقع العنف المسلح ومحاولة اسقاط مؤسسات الدولة الشرعية. ومحاولة تفتيت الدول إلى دويلات صغيرة قائمة على العنصر الطائفي، وهو ما يفيد بشكل كبير المخطط الأمريكي / الصهيوني للحفاظ على مشروعية وجود الدولة الصهيونية .
أما بصدد مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ فلنا عدة ملاحظات يجب التأكيد على أهيمتها.
أولاً: جاء مؤتمر شرم الشيخ عقب الحملة العسكرية من الدول العربية والمعروفة بأسم "عاصفة الحزم" وعسكرياً فإن عنصر المفاجأة في توجيه الضربة العسكرية كان مبهراً ثم جاء نجاح الضربة العسكرية بتدمير قدرة القوات الحوثية المدعومة بقوات عبدالله صالح والعتاد الإيراني، وهنا نؤكد بأن الضربة العسكرية العربية في الحقيقة جاءت متأخرة جداً فمنذ دخول قوات الحوثي بتسهيلات من القوات الموالية لعبدالله صالح إلى صنعاء ،وإسقاط مؤسسات الدولة والاستيلاء عليها من قبل الحوثيين ، عدم قدرة الجيش اليمني على التصدي لهم ، كان لابد من أتخاذ قرار- على الأقل من دول التعاون الخليجي -لدعم شرعية النظام اليمني ..و خاصة عقب  اعتراف ايران بمشروعية سيطرة  الحوثيين على صنعاء.
ثانياً:- كشفت الضربة العسكرية قدرات الجيوش العربية على خوض معارك حديثة باستخدام الغطاء الجوي والقدرة على التنسيق بين القوات المشتركة في القتال. كما أظهرت قدرة مصر على حماية باب المندب الذي طال الحديث عن التهديد بأغلاقه من قبل الحوثي وإيران وعلى مدار ايام القصف لم تستطع السفن الايرانية اختراق الحظر البحري أو الجوي. وهذا يجعلنا نتسأل عن عدم قدرة التحالف الدولي الأمريكي وعجزه عن حسم المعارك ضد تنظيم "داعش" سواء في العراق أو سوريا. مما يؤكد أن أمريكا لا تتوافر عندها نية القضاء على داعش أو القاعدة أو فجر ليبيا ... الخ.
ثالثاً: الدعم الكامل من قبل الشعب اليمني ل"عاصفة الحزم".. مما يؤكد أن الحوثيين في اليمن لا يمثلون إلا أقلية من الشعب. فالطائفة اليزيدية في الشمال بما فيها الحوثين لا تشكل أكثر من 20% من شعب اليمن .
رابعاً: أن المعالجة السابقة لدول التعاون الخليجي في مسار الصراع اليمني عقب ثورة الشعب على نظام عبدالله صالح شابه الكثير من الخطأ حيث تم إعادة المخلوع "على صالح" إلى المشهد السياسي مرة أخرى والسماح له بالتواجد عن طريق ابناءه واصهاره في المؤسسة العسكرية وهو ما أدى إلى هذه النتيجة الكارثية ،حيث أن الجيش اليمني في حالة إنقسام ،و القوات الموالية لصالح لن تتوانى عن ارتكاب أفظع الجرائم بالتعاون مع الحوثيين ضد المدنيين العزل من الشعب اليمني كمحاولة للدخول في المشهد السياسي مرة أخرى.. 
خامسا: نعت البعض موقف دول الخليج بالازدواجية في المعالجة، فبينما كان التدخل في اليمن بأقصى سرعة وقوة، فإن صراعات أخرى تناشد الدول العربية بالتدخل من خلال قوانين الجامعة العربية، وخاصة ليبيا التي تتآكل فيها الشرعية ،وحسناً فعلت القيادة المصرية بالغارات الجوية على معاقل داعش في ليبيا عقب تنفيذ حكم الاعدام بالذبح لعدد 21 مصرياً ،ولابد من تفعيل استمرار شن غارات على مواقع الارهاب في ليبيا بغطاء من الجامعة العربية 
سادسا: ما يثار عن تكوين جيش عربي موحد وما قرره مؤتمر شرم الشيخ بأن الانضمام للجيش العربي أختيارياً.. في الحقيقة هذا البند يعتبر نقطة ضعف وقد تعيد اّليات عمل الجامعة العربية إلى ما سبق من عشوائية. لأن الأمن القومي العربي هو أمن للشعوب العربية بأكملها وتعالوا نستفيد من تجربة الناتو. لا يصح تكون قوة عسكرية عربية بشكل اختياري بل لابد من التزام جميع الدول العربية بالمشاركة في الجيش العربي الموحد كل حسب طاقته وإمكانياته ولكن لابد من الالتزام بما تقرر الجامعة العربية بالتدخل في مناطق الصراع المختلفة.
 وأخيراً فإن الشعوب العربية تنتظر المزيد من خطوات التنسيق بين الدول العربية، على درب تحقيق "حلم" الوحدة العربية.