بوابة الحركات الاسلامية : محمد فريد عبد الخالق وحقيقة الفكر التكفيري لجماعة الإخوان (طباعة)
محمد فريد عبد الخالق وحقيقة الفكر التكفيري لجماعة الإخوان
آخر تحديث: الخميس 30/11/2023 09:16 ص حسام الحداد
محمد فريد عبد الخالق
هو محمد فريد عبد الخالق المولود في 30 نوفمبرعام 1915 م  في مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية  وكان وحيد أبويَّه  ويعد أحد أبناء الرعيل الاول لجماعة الاخوان المسلمون  وكاتِـم أسرارها وأحد "الآباء الرّوحيين" للكثير من شباب الإخوان، وخرجمن الجماعة اعتراضا على نهج الإخوان وسيادة الفكر التكفيري ومبدأ السمع والطاعة للقيادات وغياب الديمقراطية الداخلية ليصبح من أوائل القيادات البارزة التي انتقدت ورفضت سلوك وممارسات الجماعة.

تعليمه

تلقى تعليمه الاساسى في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية ثم انتقل  مع عائلته إلي مدينة القاهرة و التحق بمعهد التربية العالي وتخرج منه عام 1936م، وكان محب للشعر ونشر عدة قصائد في صحيفة أسبوعية،  تسمى "الجهاد" كان بيتولى الإشراف عليها عباس العقاد وبعد تخرجه عمل مدرساً للرياضيات،  والتحق بكلية  الحقوق  بجامعة القاهرة  وتخرج منها وأعد رسالة للدكتوراه في القانون  وعمل  في دار الكتب المصرية ودار الوثائق القومية  حتى مديرا عاما لدار الكتب المصرية ودار الوثائق القومية في سبعينيات القرن الماضى  ثم عين وكيلا لوزارة الثقافة 

انضمامه الى التنظيم الإخوانى

انضم  فريد عبد الخالق  الى جماعة الاخوان المسلمون في فترة مبكره من عمره وكان ذلك في  قرية الدلنجات بمدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة عام 1941م  عندما كان في زيارة لصهره  "صلاح شادي"،  مع صديقه  الاخوانى صالح أبو رقيق  الذى اخذه لاحتفال يحضره حسن البنا فحضر اللقاء وأعجب بحسن البنا وتعرف عليه والتقى به مرتين في محافظة البحيرة ثم  استقبله البنا في المركز العام لجماعة الاخوان بالقاهرة  وكلفه بالعمل في قسم الطلبة  مع  عبد الحفيظ الصيفي الموظف بوزارة الداخلية  ورئيس قسم الطلاب،  في ذلك الوقت ، وبعدها ب4 أشهر تم تكليفه من قبل  حسن البنا بمسئولية قسم الطلبة، في  1942 م وقام بتوسيع القسم حتى أصبح له فروع  في معظم المحافظات  وكان معه في القسم حسان حتحوت، ويوسف القرضاوي  والدكتور عز الدين إبراهيم،  واستمر مسؤول لقسم الطلاب من 1942 حتى عام   1951م ، ثم رئيساً لقسم الخريجين حتى عام 1952م كما عيَّنه  البنا مسؤولاً عن صحيفة "الإخوان المسلمين" اليومية من العام 1946م  وحتى توقفها عن الصدور عام1948م اعتُقل نهاية عام 46 على ذمة قضية قنابل أعياد الميلاد، التي اتُّهم فيها النظام الخاص للجماعة، وعمل لفترة سكرتيرا لحسن البنـا  ثم اعتقاله  بعد مقتل  المستشار الخازندار  باعتباره المسئول عن قسم الطلبة  الذى قتل احد أعضائه الخازندار غير أنه أفرج عنه بعد فترة لعدم  ثبوت التهمة عليه وفى عام  1948م  تم اختياره عضوا في الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان ومكتب الارشاد  عام 1943 وشارك في كافة قرارات الجماعة المصيرية حتى صدور قرار حلِّها عام 1952م  ثم أعتقل  مرة أخرى بعد حل الجماعة في 8 ديسمبر من عام 1948م   في حكومة  إبراهيم عبدالهادي رئيس الوزراء آنذاك ولم يخرج إلا بعد  إقالة إبراهيم عبدالهادى  عام 1952م وعقب مقتل حسن البنا كان  أحد القيادات "عضو بمكتب الإرشاد " التي اختارت المرشد الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي عام 1951، والذين تفاوضوا مع جمال عبد الناصر قبل وبعد قيام ثورة يوليو عام 1952م ويقال أنه كان صديقًا للرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، كما أنه هو الذي أبلغ المستشار "حسن الهضيبي"- المرشد العام للإخوان المسلمين وقتها- بموعد الثورة وحصل على تأييده وتأييد الإخوان للضباط الثوار ثم أعتقل بعد  حلِّ الجماعة  في كان أحد القيادات التي اختارت المرشد الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي عام 51، كما كان أحد قيادات الإخوان التي تفاوضت مع جمال عبد الناصر قبل وبعد قيام ثورة يوليو ثم اعتُقل في يناير عام 1954م مع جميع قيادات الإخوان، ثم أُفرج عنه في مارس واعتُقل في أكتوبر عام 1954م بعد حادث المنشية الذي وقع في 26 أكتوبر 1954م، وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات  بتهمة محاولة قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبدالناصر، ثم أُفرج عنه عام 1958م بسبب ظروفه الصحية كان على علاقة خاصة مع  سيد قطب، حيث راجع له بعض كتبه قبيل طباعتها، ثم اعتُقل معه ومع  العديد من الإخوان  في عام 1965م ، وبقي في السجن  حتى عام1971م .
الاخوان والتكفير 
يناقش محمد فريد عبد الخالق في كتابه "الإخوان المسلمون في میزان الحق"، الفكر التكفيري لدى جماعة الإخوان فيقول: "ألمحنا فیما سبق إلى أن نشأة فكر التكفیر بدأت بین شباب بعض الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وأنهم تأثروا بفكر الشهید (هكذا كتب) سید قطب وكتاباته، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلیة، وأنه قد كفَّر حكامه الذین تنكروا لحاكمیة االله بعدم الحكم بما أنزل الله، ومحكومیه إذا رضوا بذلك" صفحة 115
ویقول أیضا فى نفس الكتاب صفحة 118: "ان تعددت جماعاتهم، یعتقدون بكفر المجتمعات الإسلامية القائمة، وجاهلیتها إن أصحاب هذا الفكر وجاهلیة الكفار، قبل أن یدخلوا في الإسلام في عهد الرسول، ورتبوا الأحكام الشرعیة بالنسبة لهم على هذا الأساس، وحددوا علاقاتهم مع أفراد هذه المجتمعات طبقاً لذلك، وقد حكموا بكفر المجتمع لأنه لا یطبق شرع الله، ولا یلتزم بأوامره ونواهیه، ومنهم من قال بعدم كفر مخالفیهم ظاهریاً، وقالوا بنظریة (المفاصلة الشعوریة)، فأجاز هذا الفریق الصلاة خلف الإمام الذي یؤم المصلین المسلمین في سجونهم ومتابعته في الحركات دون النیة، وقالوا بعدم تكفیر زوجاتهم، و أجلوا كفرهم على أساس نظریة (مرحلیة الأحكام)، وأنهم في عصر الاستضعاف – أي: العهد المكي – بأحكامه التي نزلت إبانه، فلا تحرم المشركات ولا الذبائح ولا تجب صلاة الجمعة ولا العیدین ولا یجوز الجهاد، ویكفرون من لم یؤمن بفكرهم، وأخذوا ببعض أسالیب اعتراف قادة الإخوان بفكر سید قطب التكفيري"

المؤلفات

له العديد من المؤلفات منها 
1- أساسيات في موضوع "الإسلام والحضارة" 
2- "الإخوان المسلمون.. فكرة وحركة" عام 1984م
3- "الإخوان المسلمون في ميزان الحق" صدر عام 1987م
4- "مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك" ملحمة شعرية عام 1993م
5- "ديوان المقاومة" تقديم فهمي هويدي عام 2003م
6- "تأملات في الدين والحياة" عام 2003م
7- "في الفقه السياسي الإسلامي" عام 2007م.
8-  حصل على رسالة الدكتوراه من قسم الشريعة بكلية حقوق جامعة القاهرة عام 2009، وكان عنوانها "الاحتساب على ذوى الجاه والسلطان"  وكان عمره  تجاوز 94 عاما

وفاته

توفي يوم الجمعة الموافق 12 أبريل عام 2013م وتم تشييع جثمانه من مسجد الحصري، يوم السبت الموافق 13 أبريل 2013