بوابة الحركات الاسلامية : بعد الإعلان عن انتهاء "العاصفة".. هل يتمدد تنظيم القاعدة في اليمن؟ (طباعة)
بعد الإعلان عن انتهاء "العاصفة".. هل يتمدد تنظيم القاعدة في اليمن؟
آخر تحديث: الأربعاء 22/04/2015 07:18 م
بعد الإعلان عن انتهاء
منذ عام 1998 يستغل تنظيم القاعدة اليمن كملاذ له ومنطقة لتجنيد المقاتلين، ولم تتمكن الحكومة اليمنية من السيطرة على التنظيم، بل بالعكس فإن الجهاديين استمروا في توسيع نفوذهم مقابل تراجع نفوذ الحكومة ويقومون بعمليات ضد الجيش اليمني، فمثلا في أغسطس 2014 اختطف عناصر تنظيم القاعدة 14 جنديا قتلوهم فيما بعد، مبررين المجزرة بالعمليات الأمريكية ضده في المنطقة بتعاون مع الحكومة اليمنية.
أما الانتصارات الأخيرة التي حققها التنظيم بعد انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" مثل السيطرة على الميناء النفطي في حضرموت، فإنها ليست مهمة له لاستغلالها إعلاميا ودعائيا، وإنما استراتيجيا أيضا لتحقيق بعض التوازن مع خصمه ومنافسه الأقوى تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أعلن العام الماضي إقامة "خلافته- الدولة الإسلامية" في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، فمنذ ذلك الحين سرق من القاعدة الأضواء والتركيز الإعلامي والدولي عليه، ويجند المزيد والمزيد من المقاتلين، على عكس تنظيم القاعدة الذي لم يعد جذابا ويستقطب الشباب مثلما كان سابقا.
بعد الإعلان عن انتهاء
ومن هنا يعتبر اليمن منطقة مهمة جدا واستراتيجية لتنظيم القاعدة، لتجنيد المقاتلين واستقطاب الشباب، الذين يتهددهم الفقر واليأس وغياب أي آفاق مستقبلية، وتقول خبيرة الشؤون اليمنية هيلين لاكنر، الباحثة السياسية في جامعة أوكسفورد، إن اليمن يواجه تحديات كثيرة منها "زيادة نسبة الشباب الذين ليس لديهم تأهيل علمي أو مهني جيد، وقلة فرص العمل وزيادة نسبة الفقر. إلى جانب شح المياه، والتوجه الانفصالي في الجنوب والتعصب المذهبي في الشمال والصراع القبلي في عموم البلاد" وهذه المشاكل والمصاعب التي تواجهها البلاد يستغلها تنظيم القاعدة لاستقطاب وتجنيد الشباب وتوسيع نفوذه اجتماعيا وزيادة رقعة المناطق التي ينشط فيها ويسطر عليها.

الاستيلاء على البنك المركزي:

الاستيلاء على البنك
كشفت مصادر مقربة من تنظيم القاعدة بالمكلا عن إتلاف 9 مليارات ريال يمني من اجمالي 17 مليار التي نهبها مسلحون مفترضون من تنظيم القاعدة من البنك المركزي منذ اكثر من عشرين يوما.
واكدت المصادر لـ"شبكة مراقبون الاخبارية المستقلة" ان طائرة بدون طيار يعتقد انها امريكية استهدفت موقعا لتنظيم القاعدة بمنطقة بروم ميفع غرب المكلا الأسبوع الماضي وتسببت في احتراق كمية من المبالغ قدرة بتسعة مليارات ريال يقول مسلحو التنظيم ان اثارها ماتزال موجودة في المنطقة التي استهدفها القصف .
وإلى ذلك أكد المجلس الأهلي الحضرمي في بيان صادر عنه امس الثلاثاء عن تلقيه اعتذارا من التنظيم ب"عدم قدرتهم على إرجاع الأموال التي أخذت من البنك المركزي بحجة أنها أتلفت في القصف الذي تعرضوا له في منطقة المسيني بمديرية بروم وميفع".
وهو ما يؤكد صحة مصادر مراقبون برس عن مصير 9 مليارات ريال يمني من الاموال المنهوبة من البنك المركزي اليمني بالمكلا وسط عجز حكومي مزر عن دفع مرتبات الموظفين للشهر الجاري حتى اللحظة، وخاصة بعد اعتذار المجلس الاهلي الحضرمي عن استلام المؤسسات الحكومية من مسلحي مفترضين من القاعدة ، بسبب عدم تفاعل السلطة المحلية ومحافظ حضرموت عادل باحميد مع المجلس الحضرمي رغم تفاعله مع فكرة انشاءه كبديل مؤقت للسلطات المحلية والامنية الغائبة تماما بالمكلا، منذ اختفاءه المثير للجدل عشية سيطرة القاعدة على المكلا وقصر الرئاسة المجاور لمسكنه بفوة غرب المكلا .

غارة أمريكية تستهدف القاعدة:

غارة أمريكية تستهدف
وعلى صعيد آخر لقي 6 أشخاص من عناصر تنظيم القاعدة باليمن مصرعهم جراء غارة جوية لطائرة بدون طيار، استهدفتهم بعد منتصف الليل بمدينة تكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن. وقالت مصادر محلية بالمحافظة "إن الغارة استهدفت السيارة التي كان يستقلها الستة بعد خروجهم من أحد المطاعم في المدينة".
جدير بالذكر أن هذه هي الغارة الرابعة لطائرات بدون طيار، والتي يعتقد أنها أمريكية في أقل من 12 يومًا كان آخرها منذ يومين في محافظة شبوة الجنوبية وقتل في الغارات 22 من عناصر القاعدة .
وتأتي هذه الغارات على التنظيم لمنع تمدده على الاراضي اليمنية التي انسحب منها الحوثيون خلال عاصفة الحزم.

مكاسب القاعدة:

مكاسب القاعدة:
ما شهده اليمن من حرب وصراع يضر بالدرجة الأولى بمؤسسات الدولة فيضعفها ويعطلها، ومن يستفيد من ضعف الدولة هو تنظيم القاعدة، الذي يوسع مناطق نفوذه بشكل منهجي ومستمر مستغلا أزمة البلاد ومحنة السكان.
فقد سيطر في وقت سابق على ميناء نفطي وقواعد عسكرية وأسلحة ثقيلة، والتي ادت الى سلسلة انتصارات لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يوسع نفوذه في منطقة حضرموت التي يحاول مقاتلو قبائلها صده ومنعه من السيطرة على المزيد من المناطق الحيوية والاستراتيجية فيها من بينها مطار الريان.
ففي بداية شهر أبريل الجاري هاجم مقاتلو القاعدة سجن مدينة المكلا وحرروا 300 من أعضاء التنظيم الذين كانوا معتقلين في السجن. ومدينة المكلا التي هي عاصمة محافظة حضرموت، تعتبر معقلا ومركزا لنشاطاته ومنطلقا للكثير من عملياته الكبرى، وبالنسبة للحرب الدائرة بين الحوثيين وأنصار الرئيس هادي المدعوم من دول الخليج وتحالف الدول المشاركة في "عاصفة الحزم"، فإن تنظيم القاعدة استغلها لصالحه؛ إذ نأى بنفسها عنها وتابع سياسته وسعيه لتوسيع رقعة المناطق التي يسيطر عليها في اليمن، ويرى مراقبون أن تنظيم القاعدة حتى الآن هو المستفيد الأكبر من الحرب الدائرة في اليمن، وكلما طال أمدها كلما استفاد منها أكثر.
وعن مدى صحة هذا الاحتمال بتمدد التنظيم داخل اليمن سوف تجيبنا الايام القليلة القادمة وفق التحركات السياسية والعسكرية التي يقوم بها انصار هادي منصور وتحالف "عاصفة الحزم" من ناحية وكذلك تحركات القاعدة على الأرض من ناحية أخرى.