بوابة الحركات الاسلامية : السيسي ومعارك الإعلام المصري (طباعة)
السيسي ومعارك الإعلام المصري
آخر تحديث: الإثنين 11/05/2015 08:09 م
احمد يوسف احمد يوسف
في "مقال" السبت الماضي اشرنا لأبرز التحديات والسلبيات التي تواجهنا حاليا( الارهاب والاهمال والعجز الحكومي) .وفى الحقيقة ليست تلك هي التحديات الوحيدة التي تواجه الشعب المصري في المرحلة الانتقالية بل أن هناك تحديا أكثر خطورة من العناصر سابقة الذكر وهو الإعلام .
 والمعروف أن الإعلام له شقين أو مصدرين :الاعلام الحكومي والإعلام الخاص ...الإعلام الحكومي يصدر بتعليمات أوتوجيهات حكومية . هذا الاعلام لا يستطيع الخروج عن النص و خلال المرحلة الانتقالية الحالية فقد تراجع اداء هذا الاعلام حتى وصل به الحد أن يعيدنا الى الاداء النمطي للأعلام الرسمي. وقد غاب الاعلام الحكومي عن الدخول في القضايا الشائكة أو الكشف عن السلبيات في المرحلة الانتقالية ،كما ابتعد الاعلام الرسمي-في اغلبه- عن متابعة المعاناة اليومي للشعب الرسمي  .وانعدمت البرامج التي تتفاعل مع الجماهير لحل المشكلات اليومية أو حتى القيام بدور الوسيط بين الشعب والحكومة في متابعة القضايا اليومية، وهذا ما يفسر عجز الاعلام الحكومي الرسمي على التواصل مع المواطنين، وهذا لن يتحقق إلا بالانحياز لمصالح الشعب المصري، 
أما عن الإعلام الخاص فهو الأكثر إثارة للجدل، وهو الأكثر تأثيرا في التواصل مع المصريين و مبدئيا فإن الإعلام الخاص يعبر عن مصالح من يمتلكونه وهم حفنة من كبار رجال الاعمال والمستثمرين وأيا كان حجم الخلاف بين وسائل الاعلام الخاصة المختلفة الا انها تتشارك في مساحة واحدة  و تجتمع على هدف واحد هو دعم كبار رجال الاعمال والدعاية للقوانين واللوائح التي تتناسب مع طموحات هذه الطبقة ولا مانع من توجيه النقد الشديد لمؤسسات الدولة والحكومة
. وفى الآونة الاخيرة اندلعت معارك حامية بين فريقين داخل الميديا الاعلامية الخاصة فريق يهاجم الاداء الحكومي  ويحمل حكومة محلب السبب في تردى الاداء على جميع المستويات في المرحلة الانتقالية الا أن هذا الفريق يدعم الفريق السيسي ويعتبر  أن حكومة محلب هي السبب في التقاعس عن تنفيذ استحقاقات الشعب المصري في المرحلة الانتقالية , أما الفريق الاخر فيعتبر أن الفريق السيسي مسئولا مسئولية مباشرة عن تردى حكومة محلب وأن الرئيس السيسي بإمكانه حسم الكثير من القضايا بالضغط على حكومة محلب وقد شهدت الآونة الاخيرة أن البسطاء من الشعب المصري سواء في القضايا العامة أو القضايا الخاصة يناشدون الرئيس السيسي لنجدتهم والاستماع الى قضاياهم و حتما أن هؤلاء البسطاء لم يجدوا من المسئولين الحكوميين أو مؤسسات الدولة أي اذان صاغية لقضاياهم و مطالبهم وهناك مثلا العديد من الاضرابات العمالية تراهن على دعم الرئيس السيسي لقضاياهم شرطا لإنهاء الاضراب بل لقد وصل الامر أن حالات خاصة من المواطنين تطالب بلقاء الرئيس شخصيا لعرض مشاكله .
أن مصر تعيش المرحلة الانتقالية والتي بموجبها يحظى رئيس الجمهورية بالسلطة التشريعية الى جانب رئاسة السلطة التنفيذية وذلك نظرا لغياب مجلس النواب و اذا كانت مؤسسات الدولة عادت الى سابق عهدها فأن الارادة السياسية والديمقراطية عوامل مهمة لإعادة هيكلة هذه المؤسسات فعلى سبيل المثال الرئيس السيسي عندما شعر بتجاوزات وزارة الداخلية خاصة في قضية الشهيدة شيماء وأحداث جماهير نادى الزمالك فقد تدخل لحسم الامر بإقالة وزير الداخلية  اذا رئيس الجمهورية قادر على حسم الكثير من القضايا خاصة قضايا العادلة الانتقالية ولكن تظل الارادة السياسية والانحياز الاجتماعي هي الدافع الاول في مسيرة المرحلة الانتقالية أما عن ضعف الأداء الحكومي فأن أهم اسبابه الاعتماد على اليات مؤسسات الدولة العقيمة، وعلى رئيس الجمهورية أن يعمل على تطهير هذه المؤسسات و إعادة هيكلتها على أسس ديمقراطية تساهم في بناء الدولة المدنية الحديثة