أحال النائب العام المصري 58 متهماً بـ «الإرهاب» على القضاء العسكري لمحاكمتهم بتهم بينها «استهداف منشآت عامة»، فيما كشفت التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الهجوم الذي استهدف معبد الكرنك في الأقصر (جنوب مصر) الأسبوع الماضي، أن الانتحاري الذي فجر نفسه استخدم قنبلة يدوية بعدما فشل في تفجير حزام ناسف.
وأظهرت كاميرات المراقبة في موقع الهجوم أن «الانتحاري فشل في تفجير نفسه بحزام ناسف، فاستعان بقنبلة يدوية في تفجير نفسه، لكنه كان أصيب بطلق ناري قبل الوصول إلى المكمن الأمني، فيما ظهر أن بندقية آلية في حوزة الإرهابي الذي قُتل تعطلت أثناء تصويبها نحو حافلة تُقل سياحاً، ما منع خروج الطلقات نحوهم ومنح قوات الشرطة فرصة لتأمينهم وإدخالهم بهو المعبد وقتل المهاجم».
وقالت وكيلة وزارة الصحة في الأقصر ناهد محمد أحمد إن «تحسناً بسيطاً طرأ على الحالة الصحية للإرهابي الثالث الذي أصيب بطلقة في رأسه، ويرقد داخل قسم العناية المركزة في مستشفى الأقصر الدولي». وأضافت أنه «بدأ يشعر بالألم بعد استقرار معدل ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، ما يُحيي الآمال بإمكان خروجه من غيبوبته في شكل تدرجي، وإمكان استجوابه من قبل فريق النيابة العامة». وقررت الشرطة منع دخول أي سيارات إلى المناطق الأثرية كافة.
من جهة أخرى، أمر النائب العام بإحالة 58 متهماً بالانتماء إلى تنظيم مسلح اسمه «مجهولون» على المدعي العام العسكري لإحالتهم على القضاء العسكري «لارتكابهم أعمالاً إرهابية في نطاق محافظة الجيزة خلال الفترة من آب (أغسطس) 2013 وحتى تشرين الأول (أكتوبر) 2014»، لافتاً في بيان إلى أن التنظيم «يُعد إحدى لجان العمليات النوعية التابعة لجماعة الإخوان». وأمر «بسرعة ضبط وإحضار بقية عناصر التنظيم وعرضهم على جهة الاختصاص».
وجاء قرار النائب العام بإحالة القضية على المدعي العام العسكري تنفيذاً لأحكام القانون الخاص بتأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل شهور وحدد فيه عدداً من الجرائم للنظر فيها أمام القضاء العسكري.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم «جرائم إنشاء وتأسيس وتولي زعامة وقيادة وإدارة وتمويل جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والانضمام إليها، وكان الإرهاب وسيلتها في تنفيذ أغراضها غير المشروعة، والتخابر مع من يعملون لمصلحة جماعة إرهابية مقرها خارج البلاد (التحالف الدولي لدعم الشرعية) للقيام بأعمال إرهابية داخل القطر المصري، والشروع في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والتخريب العمد للمباني والأملاك العامة والشروع فيه، ومقاومة السلطات، والبلطجة والقبض والاحتجاز والإتلاف العمد للممتلكات تنفيذاً لغرض إرهابي وبقصد الإضرار بالاقتصاد القومي وإحداث الرعب بين الناس».
وقالت النيابة إن «بعض قادة جماعة الإخوان الإرهابية الفارين خارج البلاد في دولتي قطر وتركيا والمشكلين لما يسمى تحالف دعم الشرعية قاموا عقب فض التجمهرين المسلحين في رابعة العدوية والنهضة (تظاهرات أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في آب (أغسطس) 2013) بالتنسيق مع القيادات الوسطى للجماعة في محافظة الجيزة، واتفقوا على تصعيد نشاطهم الإرهابي داخل البلاد، بتنفيذ وقائع اغتيالات عدة لرجال الشرطة والجيش والقضاء وغيرهم ممن يعارض فكر الجماعة الإرهابية، واستهداف المنشآت العامة والخاصة وذات الطابع الاقتصادي، بقصد زعزعة الاستقرار في الدولة وإفقاد المواطنين الأمان واستنزاف الدولة اقتصادياً سعياً إلى إسقاطها».
وذكرت التحقيقات أن أعضاء التنظيم «عقدوا اجتماعات تنسيقية بهدف توحيد الجهود والعمليات النوعية الإرهابية، والعمل في شكل جماعي متزامن ضد أهدافهم المحددة سلفاً». وأوضحت التحقيقات أن «خلايا التنظيم ارتكبت عدداً من الجرائم، وهي الشروع في تخريب أحد أبراج الضغط العالي للكهرباء في منطقة محولات الطالبية باستخدام 9 أسطوانات غاز تم توصيلها بالهواتف المحمولة بعد تعديل دوائرها الإلكترونية للتفجير من بعد، وزرعوها في المكان المستهدف لكن الانفجار لم يتم لخطأ في عملية التوصيل، كما حاولوا قتل بعض ضباط ومجندي الشرطة، وهاجموا مبنى الشركة المصرية لتوزيع الغاز الطبيعي وبنك الاتحاد الوطني وموزع كهرباء في الجيزة، وممتلكات للهيئة العامة للنظافة والتجميل، كما خططوا لاستهداف نجل أحد قادة الجيش». وأوضحت النيابة أن 17 متهماً من بين 37 متهماً تم ضبطهم «أقروا بارتكاب تلك الجرائم».
من جهة أخرى (أ ف ب) قُتل 25 شخصاً وجُرح 29 آخرون في حادثي سير على طريق الغردقة - القاهرة (جنوب) ووادي النطرون - القاهرة (شمال). وقُتل 12 شخصاً وجُرح 25 عندما فقد سائق الحافلة التي كانت تقلهم السيطرة على عجلة القيادة فانقلبت قرب منتجع الغردقة السياحي على البحر الأحمر (500 كيلومتر جنوب القاهرة)، بحسب وزارة الصحة ومسؤول أمني.
وكانت الحافلة تقل عاملين في أحد فنادق الغردقة عائدين إلى القاهرة لقضاء عطلتهم الشهرية مع أسرهم. وقال المسؤول الأمني إن السائق كان يقود بسرعة كبيرة وفقد السيطرة على الحافلة قرب الغردقة.
وعلى طريق وادي النطرون - القاهرة الصحراوي الذي يربط الساحل الشمالي الغربي لمصر بالعاصمة، قُتل 13 شخصاً وجُرح أربعة عندما حاول سائق حافلة صغيرة تجاوز سيارة نقل فاصطدم بها، وفق المصدرين.
(الحياة اللندنية)