بالرغم من استهداف القيادي البارز بتنظيم القاعدة في ليبيا مختار بلمختار مساء السبت، إلا أن الولايات المتحدة لم تكشف عن هذا الأمر سوى مساء الأحد، بعد الكشف عن قيام طائرات أمريكية باستهداف عناصر لتنظيم القاعدة في ليبيا ومنهم بلمختار، وهو ما أكدته الحكومة الليبية المؤقتة، والإشارة إلى أن الغارة الأمريكية التي استهدفت بلمختار ومجموعة من أتباعه، تمت بالتشاور مع الحكومة الليبية المؤقتة، وهذه العملية جزء من الدعم الدولي الذي طالما طالبت به الحكومة الليبية لمحاربة الإرهاب الذي بات يشكل هاجسًا على الوضع الإقليمي والدولي.

من جانبها أكدت الحكومة الليبية على أهمية مزيد من التشاور والتنسيق لمحاربة الإرهاب سيما تهديد تنظيم "داعش" وسيطرته على مدينة سرت وقيامة بالتحرك غربا تجاه مدينة مصراته وجنوبا في اتجاه قاعدة الجفرة العسكرية.

وعاد الحديث مجددًا حول مختار بلمختار الاسم الأكثر رواجا للقيادي الكبير في تنظيم القاعدة، والذي يتم تداول عدد من الأسماء الأخرى له، ومنها مسعود عبد القادر، خالد أبو العباس، الأعور، وكان يوصف بأنه عراب للتنظيمات الإرهابية وكان من أبرز الشخصيات بقائمة أخطر المطلوبين دوليا، ورصدت الولايات المتحدة من قبل خمسة ملايين دولار لمن يعثر أو يقدم معلومات عنه.

ونتيجة تورطه في عدد من الجرائم الإرهابية تم وضع بلمختار على قائمة المطلوبين، حيث قاد وشارك في عدة هجمات في موريتانيا، منها الهجوم على ثكنة لمغيطي بولاية تيرس زمور في يونيو 2005، وفي ديسمبر 2008 قام باختطاف دبلوماسيين كنديين يعملان في الأمم المتحدة بالنيجر، ثم أطلق سراحهما بعد وساطة، كذلك قام بنشاط واسع في منطقة تينبكتو شمال مالي قبل أن يهرب أمام القوات الفرنسية التي حررت المدينة، وفي مايو 2013، استهدفت كتيبة الموقعون بالدماء بالتنسيق مع "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" في عمليتين متزامنتين قاعدة عسكرية في منطقة أغاديس، في النيجر، كما شن هجوما على شركة اليورانيوم الفرنسية آريفا بمنطقة أورليت.

إلا انه بعد اتهامه في عملية اختطاف الرهائن والهجوم على موقع للغاز في عين أميناس جنوبي الجزائر، ومقتل جميع الرهائن، والذين كان يقدر عددهم حوالى 32 فردًا، تم تسليط الضوء عليها وتعاونت أجهزة استخباراتية من أجل التوصل إلى معلومات حقيقية بشأنه من اجل تصفيته.

وأشارت مصادر إلى أن  بلمختار استقر منذ نحو عامين في مدينة درنة، ثم انتقل منها إلى أجدابيا، بعد اشتباكات بين ما يعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة وداعش، وبعد توصل وزارة الدفاع الأمريكية لمعلومات واضحة ومؤكدة عنه تم تنفيذ عملية تصفيته ومعه آخرون.

وبالرغم من انتماء بلمختار إلى القاعدة ، إلا أن هناك مصادر قريبة من  جماعة "المرابطون" المسلحة بزعامة الجزائري مختار بلمختار، أعلنت عن مبايعتها  لتنظيم داعش في تسجيل صوتي بثته مواقع في الإنترنت، وفيه كد عدنان أبو الوليد الصحراوي، "تعلن جماعة المرابطون بيعتها لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبوبكر البغدادي، لزوم الجماعة ونبذ الفرقة والاختلاف".

ودعا الصحراوي "كل الجماعات الجهادية إلى مبايعة الخليفة لتوحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم أمام أعداء الدين"، كما دعا "كافة المسلمين إلى الالتفاف حول دولة الإسلام والدفاع عن الخلافة".