بوابة الحركات الاسلامية : جورج حاوي .. 14 عاما على اغتياله (طباعة)
جورج حاوي .. 14 عاما على اغتياله
آخر تحديث: الإثنين 21/06/2021 10:32 ص روبير الفارس
جورج حاوي .. 14 عاما
مثل كل السياسيين اللبنانيين الذين يتم اغتيالهم في حوادث غامضة تمر ذكراهم عام بعد عام ويظل مقتلهم سرًا غامضًا لا يعرف أحد على وجه اليقين من قتلهم وتظل الاشاعات دائرة في الافلاك دوران لا يقف دائما يتردد اسم نظام الأسد ودائمًا لا يوجد دليل اليوم تمر عشر سنوات على مقتل السياسي اللبناني اليساري جورج حاوي
و جورج حاوي (ولد 1938 – وتم اغتياله في 21 يونيو 2005). هو سياسي لبناني مسيحي أرثوذكسي يعتبر من أهم وجوه اليسار اللبناني منذ السبعينات، تولى منصب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ورئيس للمجلس الوطني للحزب كما أنه كان نائب رئيس المجلس الرئاسي للحركة الوطنية اللبنانية.

سيرة حياته:

سيرة حياته:
ولد في بتغرين في المتن الشمالي شرق بيروت، والده أنيس حاوي وينتمى إلى عائلة حاوي الشهيرة والدته نور نوفل، متزوج من الدكتورة سوسي مادايان ابنة ارتين مادايان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني في مطلع العشرينات، في بداية حياته تأثر بأفكار أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي قبل أن ينتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني في 1 يناير 1955، اتبع دورة داخلية على الصعيد الحزبي في لبنان، وكان من أبرز أساتذته نقولا الشاوي وحسن قريطم ويوسف فيصل وأرتين مادويان. كان أحد قادة الاتحاد الطلابي العام في أواخر الخمسينيات، وقد شارك في كل التحركات الجماهيرية والمظاهرات والإضرابات وكان يقود معظمها بعد انتخابه كعضو في قيادة الاتحاد الطلابي عام 1957. وكان لفترة طويلة مسؤولاً للجنة العمالية ـ النقابية، سجن عام 1964 لمدة 14 يوماً لدوره في إضراب عمال الريجي مع رفيقه جورج البطل وبعض قادة نقابة عمال الريجي، ثم اعتقل مع آخرين من قادة الأحزاب والقوى الوطنية اثر مظاهرة 23 أبريل 1969 الشهيرة تأييداً للمقاومة الفلسطينية، كما اعتقل عام 1970 بتهمة التعرض للجيش.
انتخب أواخر العام 1964 عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني وكان أصغر أعضائها سناً، كما انتخب في عام 1968 كعضو في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ثم انتُخب أمينًا عاماً مساعداً في اواسط السبعينات ثم أميناً عاماً للحزب في عام 1979 وأعيد انتخابه في عامي 1987 و1992 قبل أن يقدم استقالته عام 1993.
انتخب رئيساً للمجلس الوطني للحزب في العام 1999. واستقال منه اواخر العام 2000 وكان أحد ابرز قادة الحركة الوطنية إلى جانب الزعيم الراحل كمال جنبلاط، وانتخب نائبًا لرئيس المجلس السياسي للحركة الوطنية. وفي مواجهة احتلال الجيش الإسرائيلي لبيروت صيف العام 1982 أعلن مع محسن إبراهيم الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. اغتيل بتفجير عبوة ناسفة بسيارته في منطقة وطى المصيطبة في بيروت بتاريخ 21 يونيو 2005.

مبادراته السياسية:

مبادراته السياسية:
أطلق عام 1991 مبادرته الشهيرة للمصالحة الوطنية عبر زيارات لكافة الأقطاب السياسية آنذاك وكان أبرز هذه الزيارات الزيارة التي قام بها لسمير جعجع في غدراس، وعمل بعد ذلك بتصميم على إقامة مؤتمر وطني للحوار فكانت له زيارات لمختلف المرجعيات الدينية والسياسية.
كانت آخر مبادراته السياسية في أبريل 2004 وهي إطلاق حركة سياسية جديدة تحت اسم "التجمع اليساري للاستقلال والتقدم".
أسس مؤخرًا ما يعرف بالتجمع الاستشاري الوطني المدعوم من قبل الساسة المسيحيين المحافظين أمثال أمين الجميل ونائله معوض، وذلك بهدف الضغط على الرئيس إميل لحود لتناول بعض القضايا مثل العلاقات الثنائية اللبنانية السورية، عرف بمعارضته لسياسات الحكومة اللبنانية وبعض سياسات سوريا لكنه عرف بخطاب معتدل يدعو لإيجاد مرحلة جديدة من الاحترام المتبادل بين البلدين.

الاغتيال:

الاغتيال:
جورج حاوي الزعيم السابق للحزب الشيوعي اللبناني توفي في الحال اثر الانفجار الذي وقع في حي وطى المصيطبة بالعاصمة بيروت 
وقال رامي ابو ضرغم الذي يملك محلا لبيع الشطائر بجانب مكان الانفجار "كنت واقفا امام المحل ولم نشعر إلا بالانفجار وبقيت السيارة تسير، سمعنا السائق يصرخ وسرعان ما رأيناه وهو يقفز من النافذة، ركضنا على السيارة فشاهدنا جورج حاوي في الداخل وأمعاءه قد تناثرت إلى خارج السيارة."
وقال عدنان خليل الذي يعمل في محل لبيع الفلافل "انفجرت السيارة على بعد نحو 300 متر وأكملت سيرها، إلى هنا نزل السائق ولم يمت ولكن جورج حاوي تناثر شقفا."
وسارع رجال الأمن إلى جمع أشلاء حاوي التي تناثرت في الشارع.
ولم يترك الانفجار الذي نجم فيما يبدو عن قنبلة وضعت تحت الكرسي بجانب السائق أي حفرة في الطريق.
وظهرت الجهة التي كان يجلس فيها حاوي وقد تهشمت فيما بقي الجانب الآخر سليما.
وتناثرت قطع السيارة الحديدية والزجاجية في المكان فيما تجمع الناس حول الأشلاء متفقدين هذه الشخصية العامة التي يعرفها أهالي منطقة وطى المصيطبة جيدا.
وهذا ثاني انفجار يستهدف شخصية معارضة لسوريا في بيروت هذا الشهر، وكان الصحفي سمير قصير قد قتل في الثاني من يونيو حزيران عندما وقع انفجار مماثل في سيارته.
وقالت الولايات المتحدة عقب اغتيال قصير ان لديها معلومات تشير الى ان دمشق اعدت قائمة اغتيالات تستهدف زعماء سياسيين لبنانيين.
وأشار خالد حدادة أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الحالي بأصبع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية الموالية لسوريا، وكان معظم قادة الأجهزة الأمنية استقالوا في الأشهر الأخيرة، ولم يُعين بعد خلفٌ لقائد الأمن العام.
وقال حدادة للصحفيين "نتهم كل المستفيدين من غياب جورج حاوي من انظمة المخابرات جميعها واسرائيل وامراء الطوائف الذين لا يريدون لبنان كما يريده جورج حاوي."
ويجيء مقتل حاوي (68 عاما) بعد يومين من انتهاء الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي فاز فيها تحالف معارض لسوريا يقوده سعد الحريري نجل رفيق الحريري.
وقال رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي "أصبنا بالذهول، عند كل إنجاز تقوم به الدولة اللبنانية نرى من يريد التربص بالأمن وارسال الرسائل من هذا النوع، ولكن أنا متأكد أن جميع اللبنانيين متمسكون بوحدتهم.. بوطنهم.. متمسكون بالدولة اللبنانية وعلى هذا الأساس أُجريت بعض الاتصالات الآن مع الأجهزة للقيام بالتحقيقات وآمل أن تؤدي إلى نوع من الاطمئنان للمواطن."
 وقد عارض حاوي دخول القوات السورية للبنان في أوائل الحرب الاهلية التي اندلعت من عام 1975 الى عام 1990 لكنه تحالف معها فيما بعد في مواجهة الميليشيات المسيحية المؤيدة لإسرائيل.
وفي عهد حاوي كان الحزب الشيوعي في مقدمة حركة مقاومة وطنية يسارية قاتلت مع الفدائيين الفلسطينيين ضد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 .
لكن حاوي اختلف مع السوريين الذين هيمنوا على الساحة السياسية بلبنان بعد الحرب وبات معارضا للنفوذ السوري منذ ذلك الحين.
غير أن حاوي وهو من مواليد بتغرين في المتن الشمالي بقي على هامش المعارضة للنفوذ السوري والتي زادت قوة بعد مقتل رفيق الحريري.
هناك عدد من الأسئلة التي طرحتها عملية اغتيال جورج حاوي مازالت بلا اجابة منها من قتل جورج حاوي؟ لماذا قُتِلَ جورج حاوي بعد أسابيع قليلة من اغتيال صحفي يساري بارز هو سمير قصير؟ الرئيس الأمريكي جورج بوش كان قبل أيام قد تحدّث عن "قائمة اغتيالات" سورية، فهل كان جورج حاوي على هذه القائمة؟
مصادر الشيوعيين تقول إن جورج حاوي كان قد أصبح مناوئاً للسوريين، وقد عمل ضد المرشّحين المتحالفين مع سوريا، في المتن والشمال، أثناء الانتخابات النيابية، بعكس القيادة الرسمية للحزب التي استقبلها الرئيس بشّار الأسد، في شهر ديسمبر 2004،  لمدة ساعتين وهي مدة قياسية لحزب كان السوريون قد وضعوا عليه "فيتو" لمدة 14 سنة،  و"اعترف" الرئيس الاسد بأن الحزب الشيوعي "كان قد تعرّض للإجحاف منذ العام 1992".
 وتضيف مصادر الشيوعيين، أن جورج حاوي كان يشكّل حالة معارضة داخل الحزب الشيوعي، وأنه كان يعمل لبناء جبهة يسارية واسعة ومفتوحة لا يكون الحزب الشيوعي محورها. وفي معركة انتخابات شمال لبنان مثلاً، عمل جماعة جورج حاوي لدعم مرشّح "اليسار الديمقراطي" (الشهيد سمير قصير كان أحد أبرز قيادات "اليسار الديمقراطي") الذي يضمّ منشقّين عن الحزب الشيوعي وعناصر أخرى، أي أنه كان ينشط ضد الخط الرسمي للحزب الشيوعي المحسوب على سوريا.وهناك أيضا سؤال مهم: هل "أخطأ" جورج حاوي لأنه فتح على النظام السوري-اللبناني جبهة "من اليسار"، علماً بأن حزب البعث ("الاشتراكي" و"المناوئ للإمبريالية". إلى آخر هذه السيمفونية) يحرص على الاحتفاظ بـ"واجهة تقدّمية" لأن هذه "الواجهة" تمثّل جزءاً أساسياً من "شرعيّته" السياسية؟