بوابة الحركات الاسلامية : قطاع غزة يشتعل وحماس تبحث عن بطولة زائفة لاستعادة شعبيتها (طباعة)
قطاع غزة يشتعل وحماس تبحث عن بطولة زائفة لاستعادة شعبيتها
آخر تحديث: السبت 05/07/2014 03:51 م
قطاع غزة يشتعل  وحماس
في تطور جديد للوضع داخل الأراضي المحتلة في فلسطين، شن سلاح الجو الإسرائيلى مساء الجمعة سلسلة غارات عنيفة على مطار غزة جنوبي القطاع، وذلك عقب إطلاق مسلحين صواريخ عدة من القطاع على جنوبي إسرائيل، فيما وقعت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وآلاف المحتجين الفلسطينيين في القدس الشرقية أثناء جنازة الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير الذي عثر على جثته محترقة بعد اختطافه قبل أيام انتقاماً للشبان الثلاثة.
جاء ذلك بعد العثور على جثث الثلاثة طلاب الإسرائيليين الذين تم اختطافهم منذ أسبوعين، فضلا عن متابعة اتفاق الوحدة بين حركتي حماس وفتح.
وتأتي الغارات الإسرائيلية حسب إعلان متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخين، أطلقا من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.
 وأوضحت المتحدثة أن نظام الدفاع المضاد للصواريخ «القبة الحديدية» اعترض الصاروخين اللذين لم يسفرا عن أضرار.
 وبحسب إحصاءات الجيش، فإن أكثر من 200 صاروخ، أطلق منذ بداية العام من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.
قطاع غزة يشتعل  وحماس
وقد جاءت هذه الغارات ضمن عملية واسعة أطلقها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، أطلق عليها اسم «استعادة الإخوة»، وشملت استدعاء مزيد من النخب العسكرية إلى منطقة الخليل واستدعاء جنود احتياط، وفرض حصار محكم على جنوب الضفة الغربية، وإعلان الخليل منطقة عسكرية مغلقة، إضافة إلى إغلاق جميع معابر قطاع غزة، وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 100 حتى الآن من عناصر الصف الأول والثاني والثالث في حماس بالضفة.
 ومن بين الإجراءات التي أوصى بها الشاباك (جهاز الأمن العام)، ونفذت بالفعل، وقف الزيارات العائلية للأسرى الفلسطينيين، ومنع دخول عمال فلسطينيين إلى بعض المستوطنات، وتجميد مشروع القرار الذي كان سيطرح على مجلس الوزراء بشأن منح تصاريح عمل إضافية في إسرائيل لخمسة آلاف عامل بناء فلسطيني.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: إن «الجيش بدأ باستدعاء عدد محدود من قوات الاحتياط في إطار حشد قوات كبيرة في الضفة الغربية، كما تقرر زج كتيبة أخرى تابعة للقوات البرية النظامية في منطقة الخليل من كتيبتي (شمشون) ولواء (كفير).
وبلغ عدد الجنود الإسرائيليين في منطقة الخليل ومحيطها أكثر من 2500 عنصر، يشاركون في عمليات بحث واعتقالات واستجوابات من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع في حارات وبلدات ومناطق مستهدفه في الخليل. وتركز البحث في مناطق نائية وفق معلومات استخباراتية لكن دون الوصول إلى طرف خيط.
ومنع الجيش الإسرائيلي، أمس، الفلسطينيين من مغادرة الخليل أو التوجه إليها، وشوهد مئات من الشرطة الإسرائيلية ينتشرون على طول الشوارع الالتفافية الواصلة بين جنوب الضفة وشمالها، ووضعوا مكعبات إسمنتية وحواجز متحركة، وأعادوا السيارات المتجهة إلى الخليل، كما منعوا أي شخص من مغادرة المدينة في إطار الطوق الأمني الذي تقرر فرضه فجر أمس.. وتحولت الخليل إلى ثكنة عسكرية، ودب القلق في أواسط السكان الذين بدت حركتهم محدودة للغاية داخل المدينة.
قطاع غزة يشتعل  وحماس
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان: «فرضت قوات جيش الدفاع طوقا أمنيا على منطقة الخليل بناء على تعليمات وزير الدفاع موشيه يعالون، وذلك في إطار الجهود المبذولة للعثور على الشبان الثلاثة الذين اختطفوا مساء الخميس الماضي في هذه المنطقة. كما أغلقت قوات الجيش جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة بحيث لن يسمح بالمرور إلا في الحالات الإنسانية والاستثنائية. وتواصل قوات الجيش أعمال البحث المكثفة عن الشبان المخطوفين، وأجرت في هذا الإطار حملة اعتقالات في أنحاء الضفة الغربية شملت عشرات الفلسطينيين الذين أحيلوا إلى أجهزة الأمن للتحقيق معهم».
وجاءت هذه الحملة عقب اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حركة حماس الفلسطينية بالمسئولية عما وصفه «عملية اختطاف» ثلاثة شبان إسرائيليين، اختفت آثارهم الخميس الماضي قرب منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية. وجاء ذلك بينما واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة بحثا عنهم، معلنا اعتقال 80 فلسطينيا بينهم نواب في المجلس التشريعي وأسرى سابقون.
وفي غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجود «مؤشرات عدة» على أن حركة حماس ضالعة في خطف الفتية الإسرائيليين الثلاثة.. وقال في بيان: «لا نزال نبحث عن تفاصيل بشأن المسئولين عن هذا العمل الإرهابي البشع، رغم أن مؤشرات عدة تقود إلى ضلوع حركة حماس، مذكرا بأن واشنطن لا تزال تعد هذه الحركة "منظمة إرهابية"».
 والأمر هنا معقد، فالأمر ليس مجرد احتلال، فحماس علاقتها بإسرائيل معقدة وممتدة، ولفهم هذه العلاقة لا بد من التطرق لعلاقة إسرائيل بجماعة الإخوان الأم في مصر، والتي تعتبر حماس فرعا منها.

إسرائيل والجماعة

إسرائيل والجماعة
تعامل خطاب جماعة الإخوان المسلمين مع إسرائيل طوال الوقت بحسبانها العدو الصهيوني، مغتصب أرض فلسطين، ولا مجال لأي نوع من العلاقة معه، مطلقين عليه: الكيان الغريب الذي زرعه الغرب الإمبريالي في قلب الوطن العربي، وأخذوا على السادات أنه أبرم معاهدة صلح مع إسرائيل، وعابوا على مبارك أنه واصل الحفاظ على هذه المعاهدة، وأبقى على سفير إسرائيل بالقاهرة، وطالبوا بفتح أبواب الجهاد؛ كي يقوم الشباب بمقاتلة إسرائيل، وتحرير أرض فلسطين. وللمفارقة فإن أول كلمات نطق بها مرسي، بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، إعلان احترامه لكافة الاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية والدولية، في رسالة واضحة للولايات المتحدة وإسرائيل، مؤداها أنه يحترم معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، وسوف يحافظ عليها.
 وبعد تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية، توقفت عمليات تفجير خط أنابيب الغاز الطبيعي إلى إسرائيل فورا، رغم أن ذلك الخط تم تفجيره سبع عشرة مرة خلال حكم المجلس العسكري الذي دام سبعة عشر شهرا.
 وبعد أسابيع قليلة من وجود مرسي على كرسي الرئاسة، تبادل خطابات الود الحميمة مع الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، وتمنى في رسائله إلى بيريز تطوير علاقات البلدين.
وتوقف الحديث عن الجهاد، وعن الرغبة في الاستشهاد لتحرير القدس، وتدخل مرسي ومارس دور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، بل تعهد بلجم الحركة، ومنعها من مواصلة قصف الأراضي الإسرائيلية، وقبل بما لم يقبل به مبارك في العلاقة مع إسرائيل، ووافق مرسي لإسرائيل على تركيب "حساسات" على الحدود، تتمكن من خلالها من متابعة ما يجري على أراضينا. 
مع مرسي وحكم الجماعة، عاد الهدوء إلى العلاقات المصرية- الإسرائيلية، ولم يعد أحد في مصر يسمع في نشرات الأخبار انتقادا حادا لإسرائيل، ولا عاد أحد يتابع عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة.
 أكثر من ذلك، أدى تبني الجماعة لحركة حماس، وترك الأنفاق تعمل لتهريب المواد المصرية المدعومة، إضافة إلى استباحة ميليشيات حماس والتنظيمات الجهادية للأراضي المصرية، إلى تصاعد الغضب في الشارع المصري تجاه حماس بصفة خاصة، والقضية الفلسطينية بصفة عامة.
ومن جانبها، أشادت مصادر عسكرية إسرائيلية بدرجة التعاون الأمني مع مصر في عهد الدكتور محمد مرسي، حيث قالت هذه المصادر: إن التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل في عهد مرسي أفضل مما كان سابقا، وإن الأجهزة الأمنية من الجانبين تتعاون على نحو أفضل، وإن مصر قامت بزيادة عدد قواتها على الحدود بتنسيق كامل مع إسرائيل، وإن الجانب المصري يتعاون مع إسرائيل في كل ما له علاقة بالأمن في شبه جزيرة سيناء.

حماس على خطى الجماعة

حماس على خطى الجماعة
تمثل حركة المقاومة الإسلامية حماس- جزءا من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، هكذا تعرف نفسها، وهكذا تقول في المادة الثانية من ميثاقها الصادر في عام 1988.
والجماعة موجودة في فلسطين منذ أربعينيات القرن الماضي، حين ذهبت عناصر من الجماعة إلى فلسطين في ذلك الوقت تضامنا مع القضية الفلسطينية.
وكما يقول دكتور عماد جاد في تقرير أعده لمجلة السياسة الدولية بعنوان "الفرصة الضائعة: حسابات إسرائيل وحماس في مرحلة ما بعد الإخوان" فإنه ومع قيام إسرائيل، والسيطرة على نصف المساحة التي خصصها قرار التقسيم (181 لعام 1947)، ثم احتلال ما تبقي من أرض فلسطين في عدوان يونيو 1967- بدأت الجماعة هناك في التركيز على قضية التغلغل في المجتمع من أسفل، فركزت على بناء المجتمع، والسيطرة عليه، قبل التفكير في مقاومة الاحتلال، أو طرح فكرة تحرير الأرض.
وتشير أدبيات الجماعة في ذلك الوقت إلى أنها من الضعف بحيث لا يمكنها مقاومة العدو وتحرير فلسطين، فلم تشارك مع منظمات المقاومة الفلسطينية التي نشطت في مقاومة الاحتلال، بل استفادت من نفي أي علاقة لها بالمقاومة المسلحة في بناء مؤسساتها على الأرض، وهو ما تلقفته قوات الاحتلال، وغذته بقوة، واستغلته في ضرب فصائل المقاومة الفلسطينية، ممثلة في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
وغذت إسرائيل حالة العداء الشديد من جانب فرع الجماعة في الأراضي الفلسطينية تجاه فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة التي وصفتها الجماعة بالعلمانية.
وطوال الفترة من قيام إسرائيل، واحتلال الضفة الغربية والقطاع عام 1967، وحتى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى في الثامن من ديسمبر 1987، لم يشارك أعضاء الجماعة في أي عمل مقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كانت الجماعة تردد أنها في مرحلة استضعاف، وأن إقدامها على المشاركة في عمليات المقاومة المسلحة سوف يعطي للعدو المبرر للقضاء على الجماعة ومشروعها في فلسطين. واستمر الأمر كذلك حتى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى التي شاركت فيها كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع. هنا، تعرضت الجماعة لضغوط شديدة من شبابها وكوادرها الذين رأوا أن صورة الجماعة باتت سلبية للغاية بسبب عدم مشاركتها في الانتفاضة الوطنية الكبرى، وبدأت الجماعة تتعرض لانقسامات حادة، نتيجة رغبة شبابها في مشاركة فصائل منظمة التحرير في عمليات المقاومة.
 لذلك قررت الجماعة تشكيل جناح مسلح للمشاركة في عمليات المقاومة، فتشكلت حركة المقاومة الإسلامية- حماس- بعد اندلاع الانتفاضة بأسبوعين، وبدأت تطلق بياناتها التي ادعت فيها أنها مفجر الانتفاضة التي تقف وراءها.
وبات واضحا أن ظهور الحركة مثل عبئا شديدا على الشعب الفلسطيني، فالحركة رفضت الانضمام للقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، وعملت بشكل منفصل دون تنسيق، بل إنها أنهكت المواطن الفلسطيني، حيث كانت تدعو للإضراب في أيام مختلفة عن تلك التي تحددها القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، بل كانت تدعو أتباعها لعدم الإضراب في الأيام التي تحددها القيادة الوطنية، وهو الأمر الذي أضعف كثيرا من زخم الفعل المقاوم.
وعندما بدأت اجتماعات مدريد، وجرى توقيع اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993، رفضته الحركة، مؤكدة أن فلسطين أرض وقف إسلامي، لا يجوز التفريط في شبر واحد منها، وشنت عمليات تفجيرية واسعة النطاق لتخريب الاتفاق، ووقف تنفيذه، ورفضت خوض الانتخابات التشريعية التي جرت عام 1996، على أساس أنها تمثل استحقاقا مترتبا على اتفاق أوسلو المرفوض، ثم خاضت الانتخابات التشريعية الثانية التي جرت في عام 2006، وحصلت على الأغلبية، ثم سيطرت على قطاع غزة، وسلخته عن الضفة الغربية، وعندها أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة في يوليو 2008 استعداده للقبول بحل الدولتين الذي سبق أن رفضته وهاجمته، وقامت بعشرات العمليات التفجيرية لتخريبه، وتسببت في إعادة احتلال ما سبق أن انسحبت منه إسرائيل. 
وعندما تمت مواجهة الحركة بهذا التناقض، ردت بالقول: إنه موقف مؤقت مرتبط بعدم القدرة على تدمير إسرائيل اليوم. وعندما تمتلك الجماعة القوة اللازمة، سوف تبدأ معركة تدمير إسرائيل.
لقد سلخت الحركة قطاع غزة، وتعاملت معه بحسبانه نقطة الانطلاق لإقامة مشروع الجماعة، وحفرت الأنفاق على الحدود مع مصر للحصول على ما تريد، وسبق أن دفعت أنصارها إلى اقتحام الأراضي المصرية، وقنص عدد من الجنود المصريين.
وهناك شكوك كبيرة في الدور الذي قامت به الحركة في اقتحام السجون المصرية، إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، وحرق مقار أمن الدولة، وإمداد الجماعة الأم بالكوادر لدعم نظام مرسي وتثبيته.. وهناك أيضا شكوك كثيرة تحيط بدور الحركة في قتل ستة عشر ضابطا وجندي مصري.

بعد 30 يونيو

بعد 30 يونيو
بعد سقوط نظام الإخوان في مصر في 30 يونيو، وجدت حماس نفسها في مأزق كبير، ولم يكن لديها خيار سوى استعادة الخصوصية الفلسطينية مرة ثانية، وذلك عبر التقليل من اعتمادها على الإخوان المسلمين دوليًا، واتباعها سياسة معتدلة تجاه المصالحة، ودخول الاستحقاقات المؤجلة حيز التنفيذ على أساس أن الأجندة الوطنية الفلسطينية لحماس هي الأفضل حاليًا من أي وقت مضى، وهو ما حدث بالفعل من خلال الوفاق الوطني الذي عقدته حماس مع حكومة فتح. 
 وتجدر الإشارة إلى أن "حماس" قد بدأت استئناف اتصالاتها مع إيران- لحظة إعداد هذه الورقة- بما يعني بحثها عن حلفاء جدد عوضًا عن مصر.
ومع وجود المعطيات الحالية على الأرض من إغلاق لمعبر رفح، وشعور الحركة بأنها ستكون معزولة، قد تستطيع "حماس" إقناع التيارات المتشددة فيها بالموافقة على إنهاء الانقسام والعودة إلى الصف الفلسطيني، وتنفيذ اتفاقياتها مع فتح، حيث لا يوجد أمام حركة "حماس" سوى خيارين؛ أولهما: افتعال حرب مع إسرائيل لكسب التأييد الشعبي في الشارع الفلسطيني، حيث تعاني حماس من فقدان شعبيتها؛ نتيجة مواقفها من الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة العربية. 
أما الخيار الثاني فهو توجه حماس نحو تكتيك المصالحة مع حركة فتح للخروج من أزمتها، وبالتالي فإن توجه حماس نحو المصالحة لن يكون منهجياً بل لهدف إخراج الحركة من أزمتها الخانقة التي تعيشها في هذا التوقيت.

مستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

مستقبل المفاوضات
على جانب آخر، كانت المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية لبحث مستقبل التسوية، أو بالأحرى مستقبل الفلسطينيين- قد بدأت برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تمهيدًا لمحادثات مغلقة يفترض أن تقود إلى تنازلات فلسطينية جديدة، من خلال ما يسمى تعديل حدود العام 1967، التي وافقت عليها السلطة الفلسطينية، وباركتها لجنة "مبادرة السلام العربية"، في لحظة تشتت عربي متزايد، وانقسام فلسطيني.
وبدأت اللقاءات الرسمية بين الطرفين بعد إعلان إسرائيل قرار الإفراج عن 104 معتقلين فلسطينيين، ولكن على أربع مراحل مرتبطة بتطور المفاوضات؛ ما يعني أن الطاقمين الإسرائيلي والفلسطيني ينطلقان من زوايا متناقضة في المفاوضات. فالفلسطينيون يريدون حدودًا وخرائط، وإسرائيل تتحدث عن ترتيبات أمنية، وخصوصاً في غور الأردن.
لكن يبدو أن هذه المفاوضات قد انهارت بعد أن رفضت إسرائيل اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وقد حاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التوسط للوصول إلى حلول مرضية للطرفين، لكن يبدو أنها باءت بالفشل لتصل بنا إلى الوضع الحالي وقصف غزة.