بوابة الحركات الاسلامية : حزب النور.. بين محاربة الإرهاب والفتاوى الداعشية (طباعة)
حزب النور.. بين محاربة الإرهاب والفتاوى الداعشية
آخر تحديث: الثلاثاء 07/07/2015 02:02 م
حزب النور.. بين محاربة
حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية والذي أعلن عن إطلاق حملة بعنوان "مصر أقوى من الإرهاب"، لمواجهة الأفكار التكفيرية التي تهدف لهدم الدولة المصرية. 
وقالت أمانة الحزب، في بيان لها: إنه تم توزيع عدد كبير من البانرات والملصقات في الميادين الرئيسية والمناطق الحيوية، لتوعية المواطنين بخطورة الإرهاب والأفكار المنحرفة، التي تستهدف مصر وأمنها وتسعى لزعزعة استقرار الوطن.
 
حزب النور.. بين محاربة
وأضاف بيان الحزب، أن النور يسعى لوأد دعوات العنف والتخريب، ويدعو للمشاركة في بناء الوطن لا هدمه، لافتًا إلى أن الحزب على يقين وثقة بالله في أن شعب مصر سوف يتخطى هذه الأزمات بوعيه ووحدته وتماسكه ووقوفه خلف قواته المسلحة.
فيما تؤكد فتاوى الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور عكس هذه المبادرة تمامًا، فبالنظر إلى بعض الفتاوى والتصريحات التي أطلقها شيوخ الدعوة السلفية الذراع الديني لحزب النور ومرجعيته، والتي لاقت كثيرًا من الجدل في الشارع المصري، نجد فتوى الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بفرض الجزية على المسيحيين واليهود، رغم اختلاف الزمان وأسباب النزول، حيث قال "برهامي" في كتابه "فقه الجهاد" ص 29: "اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وصاغرون أي أذلاء". أما الداعية فوزي عبد الله فيقول في موقع صوت السلف الذي يخضع لإشراف الدعوة السلفية بالإسكندرية: "يجب عليهم أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون في كل عام".
وفي 21 يونيو 2013 أصدر الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية فتوى، بجواز قتل المسلم السني الذي يقاتل في صفوف الجيش السوري النظامي بسوريا.

حزب النور.. بين محاربة
وجاء السؤال عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية "أنا سلفي" كالآتي: ما حكم قتل سوري سني من الجيش الحر لسوري سني أيضًا مؤمن أن الشرعية مع بشار، وأن الحفاظ على ثبات الدولة واجب وطني؟ ما حكم القاتل والمقتول؟! وجزاكم الله خيرًا.
ورد الشيخ ياسر برهامي عليه كما هو مشار بالموقع قائلاً: "إذا كان الذي يرى شرعية بشار مقاتلاً أو معينًا برأيه على القتال شرع قتله؛ لأنه على أدنى الأحوال من الطائفة الممتنعة عن الشريعة (ما لم يكن مرتدًّا بالفعل لمناصرته المرتدين)، وإن لم يكن مقاتلاً ولا معينًا على القتال، وجب تعليمه والبيان له".
وفي أكتوبر 2010 أشاد برهامي عبر موقع "أنا السلفي" ببيان جبهة علماء الأزهر بخصوص مقاطعة المسيحيين، خاصة مصالحهم الاقتصادية، مثل الصيدليات والمستشفيات والعيادات الخاصة التي يمتلكونها أو يعملون بها، فلا يشتري المسلمون دواءهم منها، ولا يدخلون تلك المشافي، بالإضافة إلى محالِّ بيع المصوغات والحُلي من ذهب وغيره، ومحال الأثاث والموبيليات، ومكاتب المحاماة وأمثالها من المكاتب الهندسية والمحاسبية، علاوة على مقاطعة المدارس الخاصة التي يمتلكونها.
وكان السؤال الموجه لياسر برهامي: ما رأيكم في فتوى جبهة علماء الأزهر بخصوص مقاطعة النصارى؟
والجواب أن: بيان جبهة علماء الأزهر بيان ممتاز وقوى، وأتحفظ على بعض ما ذكره تحت "المقاطعة الاجتماعية"؛ حيث جعل منها عدم بدئهم بالسلام ونحوه، مشيراً إلى أن هذا النوع من المقاطعة لا يجوز إلا مع المحاربين، والصحيح أنها لكل كافر؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه". 

حزب النور.. بين محاربة
ويقول رفعت السيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات: إن رد "برهامي" على هذا السؤال بالتحديد يعني ببساطة أن الدعوة السلفية مثلها مثل سلفية داعش في العراق وسوريا تعتبر المسيحيين كفارًا، ويجب مقاطعتهم ليس فحسب اقتصاديًّا كما دعت جبهة علماء الأزهر بل واجتماعيًّا أيضاً، وهو الرد الذي أسس مع مئات الفتاوى لخلق بيئة وثقافة كراهية، جاهزة لإنتاج الانتحاريين والقتلة باسم الإسلام، وهو ما يتم عمليًّا الآن في العراق وسوريا من تنظيم داعش الإرهابي وفي مصر من تنظيم أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وغيرها من التنظيمات التي تخالف صحيح الدين وتتبنى ثقافة التكفير الذي هو مقدمة عملية للقتل باسم الدين والدين براء مما يعتقد هؤلاء.
وبتاريخ 14 ديسمبر 2013 استعرض برهامي، في إحدى دروسه بعنوان "بناء الكنائس" فكر شيخ الإسلام ابن تيمية حول هدم الكنائس وعدم حرمانية ذلك، مستندًا إلى وقائع من عهد الخلفاء والصحابة، وكتب ابن تيمية التي تؤكد ذلك.

حزب النور.. بين محاربة
وقال برهامي: إن هدم الكنائس غير حرام شرعًا، وسبب موافقتنا على بنائها من خلال مواد الدستور الخاصة بدور العبادة وعدم أخذ الجزية من النصارى، أن المسلمين في العصر الحالي معلوم حالهم بالنسبة لدول العالم بالضعف وتدهور المنزلة بين الناس.
وأضاف: "حين فتح المسلمون مصر، كان جميع الفلاحين نصارى، وكان المسلمون وقتها من الجيش والجنود فقط، ولم يكن هناك انتشار للإسلام بعد، فسمحوا للنصارى ببقاء كنائسهم كما سمح الرسول لليهود بالبقاء في خيبر عندما فتحها، وعندما كثر أعداد المسلمين، أخرجهم منها عمر بن الخطاب؛ لقول رسول الله: "أخرج اليهود والنصارى عن جزيرة العرب"، ووقتها لم يكن هناك يهودي واحد في خيبر".
وأوضح برهامي أن هدم الكنائس جائز شرعًا ما لم يكن هناك ضرر واقع على المسلمين من الهدم، كادعاء الخارج كذبًا أن المسلمين يضطهدون النصارى ويكون سببًا في الاحتلال.
كل تلك الفتاوى والتي تؤسس للكراهية والطائفية والتطرف صادرة من قيادات الدعوة السلفية، والتي تمثل القيادة الحقيقية لحزب النور المنوط به مواجهة الإرهاب والتكفير، فكيف نصدق هذا وكيف لهذا الحزب أن يهيمن على الحياة السياسية بمباركة من القيادة السياسية الحالية؟ وأين دور الأحزاب المدنية والجمعيات الثقافية والعلمية ومنظمات المجتمع المدني التي تنادي ليل نهار بالدولة المدنية؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير يتبادر إلى الذهن عجبًا من الفارق بين التصريحات المناهضة للإرهاب وبين تلك الفتاوى التي تحض عليه.