بوابة الحركات الاسلامية : "آسيا الوسطى" و"القوقاز".. مصدر "داعش" لاستقطاب المزيد من العناصر الإرهابية (طباعة)
"آسيا الوسطى" و"القوقاز".. مصدر "داعش" لاستقطاب المزيد من العناصر الإرهابية
آخر تحديث: الأربعاء 12/08/2015 09:15 م
آسيا الوسطى والقوقاز..
جاء في تقرير مرصد الإفتاء السادس والعشرين، الصادر اليوم الأربعاء 12 اغسطس 2015، أنه  بعد فشل "داعش"  في استقطاب أنصار لها من العرب تتجه إلى آسيا الوسطى والقوقاز وإندونيسيا، حيث أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن الضربات الأمنية المتلاحقة لتنظيم "داعش"، والمواجهات الفكرية ألجأته إلى التغيير- بعض الشيء- في استراتيجيته على أرض الواقع، والبحث عن مورد بشري جديد يضمن له انضمام أعضاء جدد إلى التنظيم، فمن خلال المتابعة الدؤوبة لتنظيم داعش الإرهابي، رصد مرصد التكفير لدار الإفتاء تحولاً جديدًا لتنظيم "داعش" الإرهابي حيث بدء يولي وجهه نحو دول آسيا الوسطي والقوقاز وشرق آسيا.
وأضاف المرصد في تقريره السادس والعشرين أنه منذ ثلاثة أيام أنشأ التنظيم الإرهابي ولاية جديدة له في القوقاز وبدأ يتلقى البيعة لأميرها المزعوم البغدادي، مستغلاًّ الكثرة العددية للمسلمين في تلك المناطق، وحماس أهلها للإسلام، وذلك للقيام بأعمال تخريبية وعدائية في ربوع العالم الإسلامي وخاصة مصر.
آسيا الوسطى والقوقاز..
وبيَّن المرصد في تقريره أنه بعد الضربات الفكرية والأمنية التي تلقاها التنظيم وأنصاره والموالون له، بالإضافة للحصار الفكري الذي تقوم به المؤسسات الدينية والثقافية في العالم العربي، بدأ التنظيم يتبع استراتيجية جديدة في تجنيد أتباع له من خارج منطقة الشرق الأوسط، والتوجه إلى مناطق أخرى أكثر أمانًا بالنسبة له يستطيع من خلالها استقطاب عدد آخر من الأتباع يوجههم كيفما يشاء باسم الدين والحمية للإسلام والمسلمين. 
تابع المرصد أن تلك الأجزاء من العالم تتميز ببعض الخصوصية التي يستطيع التنظيم بسهولة استقطاب أعضاء جدد يقاتلون تحت لوائه، نتيجة لغياب فكرة التنظيم عنها، ونتيجة لتقدير مسلمي تلك المناطق للعرب، بالإضافة إلى كثرة عدد المسلمين في هذه الدول، كل هذا العناصر مجتمعة تضمن محضنًا جيدًا لتفريخ أعضاء جدد للتنظيم الإرهابي، مع العلم أن توجه التنظيم إلى تلك المناطق ليس الغرض منه إعلان الخلافة وإنما ضمان الكثرة العددية؛ لأن وجهته بالأساس إلى المنطقة العربية.
رصد مرصد الإفتاء بيعة بعض الإندونيسيين وكذلك بيعة بعض القوقازيين وتأسيس إمارة وهمية لهم لا تدار إلا من خلال الشبكات العنكبوتية أو من خلال مواقع يتم رصدها وقنصها من أجهزة الاستخبارات العالمية تحاول أن تنال من دولنا وثقافتنا ومحيطنا الفكري والعقائدي.
نبه المرصد في تقريره المتخصصين والمسئولين على ضرورة مواجهة أفكار التنظيمات التكفيرية والإرهابية في منطقة آسيا الوسطي والقوقاز عبر القوافل الدعوية المتواصلة، واستخدام وسائل التواصل مع الرموز الآسيوية والشعبية بما يمنع تلك الامتدادات التوسعية لهذا الفكر الضال.
وحول دولة الخلافة المزعومة قال المرصد في تقريره إنه في الوقت الذي نبَّه فيه جميع فقهاء المسلمين قديمًا وحديثًا على أنه لا يجوز تنصيب إمام من آحاد المسلمين وطلب البيعة له، تخرج داعش تطالب ببيعة البغدادي بالخلافة والتي تُعد خلافة الوهم، وإعلان لا تمكين فيه ولا شورى، فهي على منهج الاستبداد لا على نهج النبوة.
شدد المرصد أن خلافة البغدادي خلافة على منهج القتل والتشريد لا خلافة الحضارة والبناء، وعليه فلا يجوز بيعة عمومُ المسلمين في شتَّى الأقطار واحدًا منهم، وتنصيبه على الجميع واعتبار ذلك خِلافة؛ فإنَّ الولايةَ التي لا تجتمع الأمةُ عليها، ليستْ ولايةً عامَّة، ولا يجوز أن تُسمَّى خلافة وإنْ أعلنها مَن أعلنها.
آسيا الوسطى والقوقاز..
ويأتي هذا التقرير بعدما تزايد عدد المنضمين لتنظيم "داعش" يوماً بعد يوم، فبجانب الأعداد المتزايدة للأوروبيين الذين يقاتلون في صفوف المتطرفين، أصبحت الدول الواقعة في آسيا الوسطى، ككازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان من أهم المصدرين للمقاتلين.
وصدر أخيراً تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أكد أن ما بين 2000 إلى أربعة آلاف مقاتل من آسيا الوسطى انضموا إلى "داعش". وتم تجنيد غالبية هؤلاء من قبل عصابات شيشانية في موسكو، حيث تستغل عصابات التجنيد ظروف العمال في روسيا، وتحديداً الذين ينحدرون من أصول مسلمة، لغسل أدمغتهم وإغرائهم بالمال.
ومن المنضمين أقارب عائلة طاجكستانية أكدوا للغارديان أن عائلتهم حصلت على 30 ألف دولار إلى جانب منزل بأربع غرف للانتقال للعيش في سوريا، كما لفتوا إلى أن "داعش" يمنحهم أكثر من 30 دولاراً شهرياً كاستحقاق لكل طفل من أطفالهم.
بينما يحصل أعضاء عصابات التجنيد على مبالغ مالية تتراوح بين الخمسة والـ10 آلاف دولار.
ولا تقف الإغواءات التي يتبعها "داعش" عند حدود المال، فالتنظيم يمطر المنضمين الجدد بالوعود الكاذبة التي يفاجؤون بزيفها، لكن عند فوات الأوان.
وباتت ظاهرة تجنيد مقاتلين من آسيا الوسطى تشكل قلقاً متفاقماً وتهديداً على دول عدة، خاصة روسيا.
وفي حادثة أخيرة أثارت استنفار العالم، كشف رئيس القوات الخاصة بطاجيكستان المعروفة باسم أومون عن انضمامه إلى التنظيم، وكان غول موروف حاليموف قد تلقى تدريبات مكثفة لمكافحة الإرهاب في أميركا، ما زاد من المخاوف العالمية إزاء "داعش".
آسيا الوسطى والقوقاز..
وكان الكولونيل غول مراد حاليموف يتولى قيادة قوات المهمات الخاصة في الشرطة الطاجيكية التي كانت تنفذ عمليات ضد المجرمين والمتشددين، لكنه اختفى في أواخر أبريل الماضي مما دفع السلطات للبحث عنه.
وظهر حاليموف متعهدا بالقتال ضد روسيا والولايات المتحدة، بينما كان يلوّح بحزام من الذخيرة ويحمل بندقية، وذلك في تسجيل مصور على درجة عالية من الاحتراف مدته 10 دقائق تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال حاليموف، موجهًا حديثه إلى الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف والوزراء: "لو تعلمون فقط كم من أبنائنا وإخواننا هنا ينتظرون ويتوقون للعودة إلى طاجيكستان لإعادة حكم الشريعة".
وتابع حاليموف (40 عاماً): "قادمون إليكم بإذن الله.، قادمون إليكم بالنحر".