بوابة الحركات الاسلامية : دويتشه فيله: عالمة آثار ألمانية: داعش تدمر التراث الإنساني (طباعة)
دويتشه فيله: عالمة آثار ألمانية: داعش تدمر التراث الإنساني
آخر تحديث: السبت 26/07/2014 03:36 م
 جزء من التراث الثقافي
جزء من التراث الثقافي العالمي مهدد
في الإنترنت يمكن مشاهدة عشرات الصور لمساجد شيعية وغيرها من الأضرحة الصوفية المدمرة بمنطقة الموصل. ويتحمل تنظيم داعش المسئولية لما يحدث هناك من دمار تجاه الإرث الثقافي في العراق.
عبرت عالمة الآثار الألمانية زيمونه مول، التي عملت على مدى سنوات طويلة في العراق عن خشيتها من أن ما يقع الآن في العراق لا يشكل إلا بداية لأحداث محزنة في المستقبل؛ ولذلك فهي تنشر في صفحتها على موقع فيسبوك معلومات عن الآثار المهددة في العراق، خصوصا مع إعلان تنظيم داعش بالعمل على تدمير 18 كنزا أثريا في البلاد. وبغض النظر عن ذلك، فهناك مجموعة أخرى من الكنوز الثقافية المهددة بالدمار بسبب الاشتباكات المسلحة القائمة.
ومن خلفية موقفها المنطلق من فكرة صراع الثقافات، أقدمت ميليشيات داعش بعد أسبوع من استيلائها على مدينة الموصل على تدمير تماثيل لشعراء وشخصيات تاريخية مشهورة من خلال استخدام الجرافات، وذلك بأمر من قيادات التنظيم التي اعتبرت ذلك "أصناما كاذبة". وبعد ذلك بفترة قصيرة انتقلت تلك القوات إلى تدمير عدد من الأضرحة الصوفية أيضا.
ويتخوف علماء الآثار من أن يقوم مقاتلو تنظيم داعش بتكرار ما قاموا به في سوريا سابقا، حيث دمروا جزءا من الآثار الآشورية، حسب الخبيرة زيمونه مول، التي صرحت أن التنظيم "يوظف أعمال التدمير لأهداف إعلامية".
في منطقة الموصل مواقع أثرية كثيرة يقدر عددها بحوالي 1800 موقع أثري. بعضها يعود الى سبعة آلاف عام مضت. ومن أبرز المناطق الأثرية هناك نينوي القريبة من الموصل. وتعود بقايا أحد القصور فيها إلى عهد الملك سنحاريب، حيث يعتبر من أشهر الحكام الآشوريين. ويقال إنه هناك تم إنشاء حدائق بابل المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا السبع. ويوجد قرب نينوي مسجد دفنت فيه بقايا عظام أحد الأنبياء وأنه تم تدمير المسجد من طرف مقاتلي داعش.
وعبرت الباحثة في علم الآثار زيمونه مول عن اعتقادها أن أعمال التدمير هذه تشكل جزءا من إستراتيجية شاملة، حيث إن تنظيم داعش "لا يريد إبادة أديان أخرى فقط، بل أيضا القضاء على الهوية الثقافية للناس. وأفادت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وجود دوافع أخرى خلف ما يقوم به تنظيم داعش من خلال التدمير، كما اتضح ذلك في سوريا، حيث إن التنظيم استفاد مما نهبه هناك عبر بيع التحف المسروقة. فبعد الاستيلاء على مدينة الرقة مثلا قام مقاتلو التنظيم بسرقة التحف المعروضة في متحف المدينة. ورغم ظهور بعض هذه التحف الثمينة في الأسواق السوداء، فلا زالت أكثر القطع الأثرية مختفية. ونشرت صحيفة جارديان البريطانية تقريرا جاء فيه أن تنظيم داعش حصل على حوالي 36 مليون دولار أمريكي من مبيعات الكنوز الأثرية التي سرقها مقاتلوها في منطقة جبل القلمون وحدها.