بوابة الحركات الاسلامية : نتيجة للضربات الأمنية.. "داعش" تجمد عملياتها في سيناء وتتجه إلى غزة (طباعة)
نتيجة للضربات الأمنية.. "داعش" تجمد عملياتها في سيناء وتتجه إلى غزة
آخر تحديث: الإثنين 28/09/2015 05:55 م
نتيجة للضربات الأمنية..
قالت مصادر جهادية، إن تعليمات صدرت لفلول تنظيم داعش الإرهابي في سيناء، الذين أطلقوا على أنفسهم ولاية سيناء، بتجميد عملياتهم في سيناء، وحل التنظيم مؤقتاً نتيجة الضربات الأمنية القوية التي تعرض لها التنظيم وألحقت به خسائر فادحة.
نتيجة للضربات الأمنية..
وأضافت المصادر، أن عملية حق الشهيد في سيناء وقبلها العمليات العسكرية المستمرة، واتباع سياسة تمشيط شمال سيناء بدءًا من العريش مرورًا بالشيخ زويد، والقرى المحيطة بها، وانتهاءً بالمنطقة الحدودية مع غزة في رفح المصرية، تسببت في خسائر فادحة قضت أو كادت أن تقضى بالكامل على عناصر داعش في سيناء، مع عدم القدرة على تجديد دماء التنظيم بعناصر شابة، لما يفرضه الجيش من حصار قوى يمنع تسلل العناصر الإرهابية للانضمام إلى أنصار بيت المقدس، مشيرة إلى أن التعليمات الجديدة نُقلت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مشفرة، لعجز القيادة المركزية لـ"داعش" على التواصل مع عناصرها في سيناء باستخدام أجهزة الاتصالات الحديثة وأجهزة الثريا التي أحبط الجيش المصري عملها وعطلها.
وتابعت: "تمكن الجيش المصري، من ضرب شبكة الاتصالات الداعشية في سيناء، وسيطر على قنواتهم، واستطاع أن يصل إلى عدد كبير من العناصر الإرهابية عبر تتبع تلك الشبكات، ما تسبب في انقطاع التواصل بينهم، ووقوعهم في حالة من "العمى" ما تسبب في إرباكهم وخسائرهم الكبيرة، لافتة إلى أن تعليمات صدرت من القيادة المركزية لـ"داعش" في العراق بتجميد أعمال العناصر الإرهابية، واستخدام آلية للتخفي للحفاظ على حياة ما بقى من تلك العناصر.
وأوضحت المصادر، أن ما يثبت فشل تنظيم داعش، عدم استغلاله للانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى وتوجيه ضربات صاروخية إلى إسرائيل، كما كان يستغل تلك المناسبات سابقًا، واستعاض التنظيم عن ذلك بتوجيه سلفيين جهاديين تابعين له في غزة بعض الصواريخ إلى إسرائيل لاستغلالها إعلامياً، لافتة إلى أن التواصل مع العناصر الجهادية في غزة انقطع نتيجة لسيطرة الجيش المصري، وبات عناصر تنظيم داعش تحت حصار الجيش المصري.
نتيجة للضربات الأمنية..
وأكدت أن "داعش" استعاض عن فشله في سيناء بمحاولة الانتشار في صعيد مصر وبعض محافظات الصحراء الغربية، لتخفيف الضغط على "ولاية سيناء" إلا أن ذلك لم ينجح، وتسبب في كشف خلية جهادية في صعيد مصر بالقرب من أسيوط في الصحراء الغربية، تمكن الجيش من تدمير عناصرها وعربات الدفع الرباعي والمعدات التي يستخدمها مؤخراً، ما يؤكد فشل محاولات التنظيم في تمرير عناصر من ليبيا إلى مصر، ليقظة عناصر حرس الحدود والجيش المصري.
واستطردت: "حاول داعش إيقاظ بعض الخلايا النائمة في محافظات مصر تخفيفاً عن عناصره في سيناء مما تلاقيه من الجيش المصري، إلا أنه فشل في ذلك لتيقظ قوات الأمن التي أعلنت عن ضبطها أكثر من خلية وكمية كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة التي صنعوها ووصلت لـ30 طن متفجرات سيطر عليها الأمن المصري وصادرها، وألقى القبض على أعضاء الخلية في إحدى مناطق الجيزة".
من جانبه قال المهندس ياسر سعد، الجهادى السابق في تنظيم "الفنية العسكرية"، إن "داعش" سيناء، انتهت حركيًا وتنظيميًا في سيناء للسيطرة القوية من الجيش المصري، وعزمه الذى أظهره في عملياته العسكرية المتتابعة وآخرها "حق الشهيد".
نتيجة للضربات الأمنية..
وأضاف: "الوجود الفعلي انتهى، إلا أن الوجود الفكري، ما زال قائماً، ما يوجب على الدولة تتبع الأفكار الجهادية في سيناء بدءًا من جماعة التوحيد والجهاد التي أنشأها الدكتور خالد مساعد في التسعينات، لتتطور إلى فكر داعش، وذلك عبر مؤسسات الدولة الرسمية، مثل الأزهر الشريف ووزارة الثقافة، لاجتثاث جذور الإرهاب فعلياً وفكرياً".
في سياق متصل انتشر على مواقع جهادية، ومواقع التواصل الاجتماعي لحسابات تابعة لأعضاء تابعين لـ"داعش" في العراق وسوريا، مطالبات بالدعاء لـ"إخوانهم" في سيناء، لتعرضهم لحملات شرسة من الجيش المصري، قد تؤدى إلى القضاء عليهم بالكامل.
نتيجة للضربات الأمنية..
وفي المقابل أعلن تنظيم محلى في قطاع غزة تابع لتنظيم «داعش» مسئوليته عن إطلاق دفعة من الصواريخ نحو جنوب إسرائيل، مساء الجمعة الماضية، حيث تبنى تنظيم «سرية الشهيد عمر حديد - بيت المقدس» المسئولية عن إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، وقال التنظيم في تصريح مقتضب نشر الأسبوع الماضي في مواقع إلكترونية مقربة من التنظيمات السلفية الجهادية في غزة: «بفضل الله ومنته، سرية الشيخ عمر حديد تقصف اليهود، بصواريخ من نوع غراد.. التفاصيل لاحقا»، ومن المعلوم أن ذات الجماعة قد أطلقت عددا من الصواريخ على جنوب إسرائيل خلال الشهرين الماضيين من دون أن تخلف إصابات، هل نحن إذن أمام فرع داعشى جديد يتشكل داخل قطاع غزة من تيارات السلفية الجهادية التي تناصب حركة حماس العداء الدفين منذ سنوات؟ حيث لم تكن تلك التيارات تستطيع أن تجاهر بالعداء. وفق موازين القوى بداخل القطاع، فحماس تمتلك ما يزيد على 20 ألف مسلح يعملون فقط في جهاز الأمن الداخلي، أي المتواجدين بشوارع قطاع غزة على مدار الساعة، وهم غير الكتائب المسلحة «القسام»، وهم المسيطرون على شوارع مدن القطاع بكامله، وجاهزون لكافة أشكال القمع المتصورة، بداية من الاعتقال حتى تفجير المنازل والمساجد على رؤوس من فيها إذا استلزم الأمر!! 
نتيجة للضربات الأمنية..
حماس اتخذت قرارا غريبا لمواجهة فرضية تواجد فرع لداعش تحت جلدها داخل القطاع الخانق، فقد قررت أن تنفى وتكذب كذبا مفضوحا غير معلوم من هو المستهدف بتصديقه، فقد اتهم القيادي في «حماس» صلاح البردويل جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بالوقوف وراء قصة رسائل عناصر «تنظيم الدولة الإسلامية» التي تكفر «حماس» وتتوعدها، وأكد أن ذلك يتم بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية مباشرة، وقلل البردويل، في تصريحات لـ«قدس برس»، من أهمية الرسائل المصورة التي يتم توزيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من طرف نشطاء ينتمون إلى «تنظيم الدولة الإسلامية»، وأشار إلى أنها صناعة من طرف مخابرات السلطة والاحتلال لإرباك «حماس» وتمرير مشاريع سياسية وصفها بـ «الإجرامية» بحق القضية الفلسطينية، وكشف عن أن كل التحقيقات التي انتهت إليها وزارة الداخلية في غزة مع العناصر المتورطة في هذه الظاهرة، تؤكد بالصوت والصورة أنها صناعة استخباراتية الهدف منها استثمار اسم داعش للطعن في حماس، وكان إصدار مصور جديد منسوب لـ«تنظيم الدولة الإسلامية» نشره باسم «ولاية دمشق» وظهر فيه ملثمان أكد أن «تنظيم الدولة، لا يفرق في قتاله بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبين الاحتلال الإسرائيلي»، لماذا إذن تكذب حماس بهذا الشكل المباشر على لسان أحد متحدثيها الرسميين؟ فالكل بالقطاع والضفة يعلم أنه لا علاقة للسلطة الفلسطينية بأي من التيارات السلفية التي انحرفت تجاه داعش، والكذب يوصف بالمباشر لأن المشاريع السياسية التي يصفها البردويل بالإجرامية هي حديث الساعة الآن في بيوت القطاع وأطرافها إسرائيل وحماس ورعاتها تركيا وقطر، وتفصيلاتها وبنودها محل متابعة يومية داخل كل منازل القطاع، وهى إجرامية بالفعل لأن عنوانها قتل القضية الفلسطينية بالاتفاق على إقامة الإمارة الإسلامية بغزة بحكم حماس وموافقة إسرائيل، فعلى من تكذب حماس والكل يعلم في رام الله وتل أبيب والقاهرة؟ أم أن الارتباك وتصاعد حدة المأزق الداعشى الذى تواجهه هو ما دفعها لمثل تلك البضاعة البائرة؟
في مطلع مايو الماضي، تبنت مجموعة تطلق على نفسها «أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس» قصف مواقع تابعة للجناح العسكري لحماس بقذائف الهاون، بعد رفض الأخيرة إطلاق سراح معتقلين سلفيين، وبعدها وصل الهجوم الإعلامي إلى ذروته حين بثت ولاية حلب التابعة لتنظيم الدولة في سوريا تسجيلا مصورا لمسلحين فلسطينيين ينتمون لما يسمى «سرية أبى النور المقدسي» وصفوا فيه حماس بالـ «طواغيت»، وتوعدوها بجعل قطاع غزة منطقة نفوذ للتنظيم قائلين: «أنتم في حساباتنا لا شيء.. زبد يذهب مع زحفنا.. وستحكم الشريعة في غزة رغما عنكم»، وأشاروا إلى مقتل «يونس الحنر»، وهو عضو سابق في القسام قبل أن يغادره لينضم إلى تنظيمات جهادية سلفية، وادعت حماس أن الحنر قتل في تبادل لإطلاق النار أثناء محاولة اعتقاله من منزله بحي الشيخ رضوان، فيما اتهمت عائلته قوات الأمن الداخلي بتصفيته بدم بارد.
غير بعيد عن منزل الحنر في حي الشيخ رضوان، وفى صباح الأحد 20 يوليو 2015، انفجرت بشكل متزامن خمس سيارات تابعة لقيادات في كتائب القسام وسرايا القدس، ورغم أن الحركتين في بيانهما المشترك لم يتهما أيا من تنظيمات السلفية الجهادية صراحة، بل أشارتا بشكل غامض إلى «عناصر إجرامية» ستتم ملاحقتها، إلا أن منشورات للقسام وزعت على مساجد غزة تضمنت صورا لمطلوبين جهاديين وصفتهم بـ «خفافيش الظلام» أشارت بشكل واضح إلى طبيعة تلك العناصر الإجرامية التي قصدها البيان، وهم عناصر يعلم أهالي غزة بأنهم تابعون للسلفية الجهادية، وسجلت تلك الواقعة بأنها الأولى التي تتم بهذه الطريقة الاحترافية، وتوجه إلى قياديين بكتائب القسام التابعة لحماس ولسرايا القدس التابعة لتنظيم الجهاد الإسلامي في آن واحد وبطريقة اعتاد قطاع غزة على تبادل رسائله بها، فهو يقدم نفسه كلاعب ثالث مع اللاعبين الرئيسين الذين طالما تقاسما القيادة في داخل القطاع وإعلان من المجموعات الجديدة بأنها غير تابعة لأى من التنظيمين من قريب أو بعيد.
نتيجة للضربات الأمنية..
وليس كل ما تحمله حماس إزاء هذا التصعيد هو فقط الكذب الصريح فهناك أيضا مساحة كبيرة من الخوف تهدد كل قياديها، فحماس تخشى من تلك الحركات السلفية للعديد من الأسباب، فهي من الناحية الاستراتيجية تهدد استقرار سلطتها في القطاع التي بنت عليه كافة طموحاتها وتخطيطها المستقبلي، الذى لن يكون أقله سرقة أو اغتيال القضية الفلسطينية لصالح الأجندة الإخوانية بالمنطقة، فحماس الذراع الفاعلة والمدللة داخل المنظومة الإخوانية، ومزايدة التنظيم السلفي على نهجها الإسلامي الزائف يضعها في ركن ضيق ويزلزل طرحها من جذوره أمام الخطاب العقائدي الصلب للسلفية الجهادية، خاصة أن الأخيرة تستهدف استقطاب الجيل الثالث من المنتسبين لحماس ولغيرها من التنظيمات، وهو ما شهد خروجا فعليا لهذه العناصر الشابة واستقرارها في موقعها الجديد ذي الخطاب الداعشى البراق. 
تزلزل تلك الحركات الجهادية الجديدة أيضا الأوضاع السياسية والأمنية المستقرة ما بين حماس وإسرائيل، فهي ترفض قطعيا الالتزام بأي اتفاق للتهدئة ما بين الطرفين، وتستخدم إمكانياتها المحدودة حتى الآن في خرق هذه الترتيبات بإطلاق صواريخ تجاه المدن الإسرائيلية الجنوبية مما يستدعى ردا إسرائيليا، بالطبع ترغب حماس في تجنبه قدر الإمكان، وتقوم هذه التنظيمات باستخدام خطاب التشهير الذى طالما استخدمته حماس ضد منافسيها، كون الأخيرة من وجهة النظر السلفية قد طلقت خيار المقاومة المسلحة وارتكنت للسياسة، ولدى عناصرها إلمام بكل ما يتم ما بين حماس وإسرائيل، فقطاع غزة محدود المساحة لا يمكن فيه إخفاء أسرار وتوجهات ماثلة للعيان، وبدأت تعبر عن نفسها على الأرض.
تنظيم «جيش الإسلام» ذو المرجعية السلفية بقيادة ممتاز دغمش أحد أكبر تلك التنظيمات السابق الحديث عنها، أعلن بداية هذا الشهر مبايعة رسمية لتنظيم الدولة الإسلامية ولخليفة المسلمين أبوبكر البغدادي في خطاب معلن ومنشور على الحسابات الإلكترونية الخاصة بتنظيم داعش، وإعلان التنظيم في بيان لاحق بأن هذا الأمر غير دقيق إنما هو يعبر عن حالة انشقاق فعلية قد حدثت بالتنظيم، والجزء الذى بايع داعش هو موجود بالفعل، والاتفاق مع التنظيم الأم بالعراق وسوريا تم على خلفية وعد أعضاء جيش الإسلام بقدرته على توحيد الفصائل الجهادية السلفية تحت تلك الراية الجديدة، تماما كما حدث مع تنظيم أنصار بيت المقدس بسيناء الذى كلف بتوحيد كافة التنظيمات المسلحة تحت عباءته قبل قبول داعش اعتماده كفرع له على الأراضي المصرية، البيان المشار إليه صادر بتاريخ التاسع من شهر سبتمبر، وجاء به نصا: «نحن مجاهدي جيش الإسلام في قطاع غزة وأميرنا ممتاز دغمش حفظه الله، وباعتبارنا جزءا لا يتجزأ من ولاية سيناء، قد عقدنا العزم بعد التوكل على الله عز وجل واستخارته، على مبايعة أمير المؤمنين أبى بكر البغدادي القرشي الحسيني خليفة للمسلمين كافة في دار الإسلام، وفى كل مكان يتواجد فيه المسلمون»
نتيجة للضربات الأمنية..
قد نكون للمرة الأولى أمام اعتراف جاء متأخرا حول تبعية العمل الإرهابي في سيناء بقطاع غزة بعد طول نفى من حماس وغيرها، وممتاز دغمش الذى تتهمه أجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تدريب وتأهيل إرهابيي سيناء والتعاون معهم في عملياتهم الكبيرة، لم يكن هذا ليتم من دون توجيه وموافقة حماس، فدغمش وفق الترتيب الحركي للتنظيمات كان طفل حماس المدلل، وكان يعرف برجل الأعمال القذرة الذى يعمل لحساب حماس، فيما تتحسب له حماس أن تضبط وهى تمارسه، تماما كما ذكرنا أن تكون مهمته العمل كوكيل لحماس في دعم إرهاب سيناء، حتى تستطيع الأخيرة أن تخرج لتنفي وتتنصل من أي علاقة لها بهذا الأمر، وخروج دغمش مؤخرا من عباءة حماس قد يكون باتفاق هو الآخر حتى يبدو الأمر أمام مصر وإسرائيل وكلاهما في موقف مشتبك مع حماس، تحت نظرية أن الخيار الحمساوي أفضل بالتأكيد من الخيار الداعشى كمسيطر على مقاليد القطاع وممتد إلى سيناء، وهذه اللعبة الحمساوية كثيرا ما كانت تجدى نفعا مع إسرائيل التي دأبت على إعطاء حماس الكثير من قبل الحياة في مواقف مشابهة، لكن مصريا الأمر مختلف تماما، الحسابات المصرية تعلم أن الأجندة الإخوانية هي الحاكمة بالنسبة لحماس، وهناك ما يبدو كحالة أفول تعترى الربيع الحمساوي بقطاع غزة، فالقبضة المصرية الصارمة اليوم بسيناء إذا ما تمت بنجاح كفيلة بدخول حماس إلى مشاهد الخريف بأوراقه المتساقطة وليله الطويل.