بوابة الحركات الاسلامية : أمريكا و"داعش".. "اللعب على المكشوف" (طباعة)
أمريكا و"داعش".. "اللعب على المكشوف"
آخر تحديث: السبت 09/08/2014 11:49 ص
عمرو عبد الفتاح عمرو عبد الفتاح
بدأت أمريكا تكشف عن نواياها الحقيقية بعدما أعلن أوباما هذين اليومين احتمال تدخل أمريكا في العراق للقضاء على داعش بحجة أمن الولايات المتحدة الأمريكية.
فنقرأ تحت عنوان "أوباما يقر بتعاظم تنظيم داعش" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقر بتزايد قدرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومن احتمال تهديده لأمن الولايات المتحدة، ولم يستبعد توجيه ضربة عسكرية له.
وقال أوباما في لقاء مع شبكة إيه بي سي الأمريكية: إن تنظيم الدولة يضم في عضويته أعضاء يحملون جوازات سفر أوروبية، و"هؤلاء لا يحتاجون لتأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة".
وتابع أوباما أن هذه المخاطر تستلزم تعزيز السياسات الأمريكية في مجال المراقبة وجمع المعلومات على الأرض، مضيفا أن الأمر يستلزم في بعض الأوقات ضرب المنظمات التي تشكل تهديدا للولايات المتحدة.
ويدور نقاش حاليا في الولايات المتحدة حول إمكانية توجيه ضربات جوية إلى مسلحي تنظيم الدولة في العراق، وإذا كانت الإدارة الأمريكية لا تزال تستبعد هذا الخيار فإن وزارة الدفاع قررت قبل أيام إرسال طائرات من دون طيار للتحليق فوق بغداد لحماية العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين هناك.

داعش.. داعش.. داعش

نجد أنفسنا في حيرة من معرفة ما يحدث حولنا، تتعاظم الصحف وتنهال كتابة عن داعش، وتتصدر داعش عناوين الصحف الرئيسية، وأصبح رجل الشارع البسيط وحتى المثقف صباح مساء لا يسمع أخبارا إلا عن داعش وما تفعله داعش، ويتمنى البعض لو ذهب بنفسه لمعرفة الحقيقة رأي عين، خاصة عندما أذاعت معظم الصحف والمواقع الإلكترونية صورة البنت السورية "فطوم الجاسم" تحت عنوان "داعش ترجم فتاة سورية بتهمة إنشاء حساب على الفيس بوك"، وتطالعنا الحقيقة بعد البحث عن مصدر الصورة بأن الصورة من فيلم إيراني بعنوان "رشقوا الحجارة"، ليس معنى ذلك نفي الرجم الذي أُعلن عن داعش، ولكن إثبات أن هذه الصورة ليست صورة البنت الحقيقية.
وقد أظهر شريط فيديو بثه التلفزيون السوري عن الفظائع التي ارتكبها مسلحو القاعدة في مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق- قيام عناصر من "داعش" بلعب كرة القدم برءوس مدنيين قاموا بقطعها عن الأجساد بحجة "الكفر والتابعية للنظام السوري" في المدينة التي غزوها منذ أسابيع.
وقد تداول ناشطون، بحسب ما رصدت "الحدث نيوز"، مشاهد فيديو لهذا العمل يصعب نشرها لما فيها من مشاهد مؤثرة، حيث يَظهر هؤلاء الإرهابيون وهم يركلون رءوس مدنيين وجنود بالجيش السوري قاموا بقطعها بعد إعدامهم وكأنهم يلعبون بها كرة قدم وتظهر عليهم سعادة بالغة.
ويظهر هذا الفيديو أيضاً أن هؤلاء الإرهابيين يرتدون العباءة الأفغانية كدليل على أنهم ليسوا من السوريين.. الجدير بالذكر أن هذا التنظيم التابع للقاعدة معظم عناصره ينتمون لتكفيريين من دول آسيا والبلقان وإفريقيا ودول الخليج.

داعش بين الحقيقة والتشنيع

ليس معنى كلامنا أننا نبرئ داعش مما ينسب إليها، ولكننا ننظر لداعش من ثلاث زوايا:
الأولى: إما أن داعش هذه جماعة صغيرة لا تستطيع أن تواجه جيشا ميدانيا منظما وتتبع أسلوب إثارة الرمال ليظهر الغبار أمام أعدائها كي يخافوا.
الثانية: أو تكون جماعة مسالمة لم تضطهد الأقليات من المسيحيين والإيزيديين، وكل ما ينسب لها مجرد إشاعات، وحتى الفيديوهات التي نسبت لها قد تكون خدع تصويرية من محترفين، ولكن لماذا لا تخرج داعش إلى العالم لتنكر أو لتوضح الحقيقة؟ لماذا لم تدافع عن نفسها؟ أم هي سعيدة بما يقال عنها؛ لأن ذلك يقوي شوكتها، ولكنها بصمتها تكون بالفعل شريكا حقيقيا فيما يحدث.
الثالثة: أو داعش هذه إرادة أمريكية وإسرائيلية بأن تركت لها أمريكا المجال لتكبر وتلعب وتتجبر، لعدة أسباب أهمها:
1-  دخول العراق لأسباب أخرى في نفسها، وهي تعلم أن داعش والجماعات الدينية المتشددة هي مفتاح تدخلها في الدول العربية والشأن العربي في أي وقت.
2- جمع أكبر عدد من المتشددين المسلحين في مكان واحد لكي تراهم رأي العين، وكأنها تضع البيض كله في سلة واحدة.
3- إبعاد النظر عن المخطط الإسرائيلي في غزة، من مجازر وحشية كبدت فلسطين أكثر من 1500 شهيد هذه الأيام.
4- زعزعة الأمن في الدول العربية بين الجماعات والحكومات. 

"داعش" تغير من إستراتيجيتها

يبدو أن داعش تحاول تغيير إستراتيجيتها لكسب الكثيرين- من وجهة نظرها- من المؤيدين، أو للتقرب من المناطق التي تسيطر عليها، فبعد أن وجدت أن الناس أنفسهم طفح بهم الكيل من سياسات داعش تجاههم، قامت بالإعلان عن إنشاء فرق لكرة القدم، فنقرأ تحت عنوان "داعش تنشئ فرقا لكرة القدم.. وتصدر لائحة شرعية للعب"، أن داعش سيرت مكبرات صوت في محافظة نينوي شمال العراق، لتؤكد أن زعيم التنظيم "أمير المؤمنين" لا يمانع بتأسيس فرق لكرة القدم وفرق أخرى تتنافس وفق الضوابط الشرعية. 
وأكدت المصادر أن عشرات من مقاتلي التنظيم، أقاموا مباراة في كرة القدم بشوارع نينوي، وأن بعضهم كانوا لاعبي كرة القدم، وطلبوا منأبي بكر البغدادي السماح لهم باللعب فوافق على ذلك.
ومن المرجح إنشاء فرق لكرة القدم في كل الولايات التي تسيطر عليها داعش، ويأتي ذلك على ما يبدو وسط حملة يقودها التنظيم لاستمالة الأهالي والشباب في المناطق المواسعة التي سيطر عليها في العراق وسوريا.
وأضافت الشبكة، أن داعش ستصدر ضوابط ولائحة شرعية يجب الالتزام بها، أثناء لعب كرة القدم.