ووفق ما أوضحت المصادر أن هناك تعزيزات عسكرية للجيش الكاميروني وصلت إلى المكان، ويبلغ عدد سكان كيراوا خمسين ألف نسمة، وتقع في منطقة كولوفاتا شمال الكاميرون التي تتعرض بانتظام لهجمات بوكو حرام.
من جانب آخر، قُتِلَ 28 شخصًا على الأقل في هجوم "انتحاري" استهدف مسجدًا خلال أداء صلاة الفجر في مدينة مايدوجوري في ولاية بورنو بشمال شرق نيجيريا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية نقلًا عن شهود.
ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم، لكن المتحدث باسم وكالة الإغاثة الوطنية عبد القادر إبراهيم وجه الاتهام إلى بوكو حرام.
ويقول محللون: إن التفجيرات التي وقعت، أول أمس الجمعة 23 أكتوبر، وهزت ضاحية مولاي بمدينة مايدوجوري، شمال شرقي نيجيريا، تعيد إلى المشهد استغلال الجماعة الإرهابية للانتحاريات والدفع بهن كورقة لمواجهة الجيش النيجيري.
ويشير المحللون إلى أن التنظيمات الجهادية تجد في "الأرامل السوداء" تكتيكًا فعالًا في عملياتها؛ لما يتمتعن به من ميزات لا تتوفر لدى الانتحاريين الذكور.
وتعتبر الانتحاريات، هي وسيلة "سرية" لارتكاب بوكوحرام المزيد من العمليات التفجيرية.
وتتجه الأرامل وفق ما أكد مراقبون إلى وسيلة الانتحار كنوع من الهروب من حياتهن البائسة، وهذا ما تستغله الجماعة للقيام بالمزيد من العمليات الإرهابية.
الجدير بالذكر أنه على مدار الشهر الجاري، لقي أكثر من عشرين شخصًا مصرعهم في تفجير استهدف مسجد بضاحية مولاي، ووفق التقارير تم نسبة التفجيرات إلى ثلاث نساء نجحن في اختراق المصلين ودخلن المسجد محملات بعبوات ناسفة تحت ملابسهن سرعان ما انفجرت في ثاني هجوم من نوعه يطال مدينة مايدوجوري في أقل من ثلاثة أيام.
التقارير أوضحت أن الانتحاريات ينتمين لجماعة بوكوحرام، التي تسيطر على المدينة والمعروفة باستخدامها للنساء بشن الهجمات الإرهابية.
وتتبع جماعة بوكوحرام نفس نهج التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث إنها قامت بمبايعة الأخير من قبل، ولكن بوكوحرام فاقت العمليات الانتحارية التي يرتكبها داعش بمراحل.
وعلى عكس استخدام داعش للانتحاريين الذكور، تستخدم بوكوحرام، الانتحاريات، ويعتبر حوالي نصف الانتحاريين الذين اعتمدت عليهم جماعة بوكوحرام، والتي عرفت نفسها باسم "ولاية السودان الغربي"، من النساء.
وتعود بداية استخدام الانتحاريات إلى ما يعرف بالجماعات الـ"ماركسية" والتي بدأت في استخدام النساء كانتحاريات، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ففي لبنان، في منتصف الثمانينيات، قامت ناشطات في الحزب السوري القومي الاجتماعي بهجمات عن طريق سيارات مفخخة استهدفت الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي لأنطوان لحد.
كذلك كانت أبرز الحركات الثورية التي استخدمت النساء في عملياتها المسلحة فكانت حركة "نمور التأميل السريلانكية الانفصالية"؛ حيث تمكنت إحدى الانتحاريات التابعة للحركة من اغتيال رئيس الوزراء الهندي السابق راجيف غاندي في عام 1991، بعد أن وضعت إكليلًا حول عنقه في اجتماع سياسي حاشد.