بوابة الحركات الاسلامية : تصديق بإعدام الشيعي "باقر النمر".. هل يؤجج الأوضاع في السعودية؟ (طباعة)
تصديق بإعدام الشيعي "باقر النمر".. هل يؤجج الأوضاع في السعودية؟
آخر تحديث: الإثنين 26/10/2015 01:59 م
تصديق بإعدام الشيعي
عادت قضية إعدام رجل الدين الشيعي السعودي آية الله نمر باقر النمر، إلى المشهد السياسي العربي والإقليمي، مع مصادقة المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف بالمملكة العربية السعودية، أمس الأحد على إعدام "النمر باقر النمر"، وتبقي لتنفيذ الإعدام التصديق الملكي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

حكم المحكمة

حكم المحكمة
وانتهت فصول محاكمة الرجل الشيعي نمر النمر، أمس الأحد، بمصادقة المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف بالمملكة العربية السعودية بإعدامه، وسبقه إصدار المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، في 15 أكتوبر 2014، حكماً بالقتل تعزيراً، بعد أن سبق ذلك مطالبة الادعاء العام بتطبيق حد الحرابة على الشيخ.

شيعة السعودية

شيعة السعودية
الشيعة المنتشرون داخل بلدان عربية، وخاصة في السعودية، قد لا يتخذون موقف المتفرج على قضية النمر وقرار إعدامه، وهم الذين ينشطون بشكل معارض لسياسات الحكومات العربية التي ينتمون إلى بلدانها.
وقد أكد محمد النمر، شقيق رجل الدين الشيعي آية الله الشيخ باقر النمر، إن تنفيذ الحكم الخاص بإعدام شقيقه ينتظر إيعاز الملك سلمان بن عبد العزيز.
وشدد شقيق النمر، أن تنفيذ هذا الحكم سيؤدي إلى انفلات أمني واضطرابات ليس في منطقة القطيف ذات الأغلبية الشيعية فحسب، بل إنها ستمتد إلى كل المناطق في الأراضي السعودية، كما سيؤجج نار الغضب لدى المسلمين الذين يحبونه بشكل لا يوصف.
وحذر محمد النمر، في تصريح لوكالة «تسنيم» الإيرانية، النظام السعودي من تبعات تنفيذ حكم الإعدام ضد هذا العالم الديني المجاهد، مؤكدًا وجود الحلول لتسوية هذه المشكلة؛ حيث إن توقيع الملك على الحكم سيؤدي إلى تداعيات لن تحمد عقباها.
وشدد على أن تنفيذ حكم الإعدام ضد العالِم الديني الذي يتبوأ مكانة خاصة في العالم الإسلامي وفي داخل السعودية سيؤدي إلى انفلات الأمن في البلاد، معربًا عن أمله بأن تتم إعادة النظر في إصدار الحكم.
وأعرب النمر عن أمله بأن ينظر الملك السعودي إلى الموضوع من نظرة أخرى، ويتخذ القرار المناسب الذي يحول دون اندلاع اضطرابات ليس في القطيف فحسب، بل ستمتد إلى كل المناطق الإسلامية.
للمزيد عن باقر النمر اضغط هنا

شيعة الخليج

شيعة الخليج
وفي وقت سابق طالبت حركة أنصار ثورة 14 فبراير البحرينیة، مراجع الشيعة في النجف وكربلاء بالعراق، التدخل لإيقاف تنفیذ حكم الإعدام بحق الشیخ نمر، محذرة السلطات السعودية من التبعات والتداعیات الخطیرة التي ستتبع تنفیذ الحكم الجائر.
وعبرت الحركة، في بیان لها، عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ لحكم الإعدام، قائلة: "نحذر السلطات السعودية من مغبة الإقدام على تنفیذ حكم الإعدام بحق الفقیه المجاهد آية الله الشیخ نمر النمر، والذي سیكون له تداعیات وتبعات خطیرة، حیث إن جماهیرنا في المنطقة الشرقیة (القطیف والأحساء) وكذلك البحرين، وسائر جماهیر الأمة الإسلامیة ستخرج غاضبة، وستجلجل الأرض تحت أقدام النظام السعودي الديكتاتوري والفاسد والراعي للإرهاب الدولي في العالم"، على حد قول الحركة.
وناشدت الحركة "القوى الثورية، وخصوصاً تیار الممانعة وحركة المقاومة في لبنان، وبالتحديد حزب الله، وكذلك حركة أنصار الله الحوثیین، وسائر الشخصیات والقوى الوطنیة، ومنظمات المجتمع المدني في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى وسائل الإعلام المسموعة والمرئیة، وخصوصاً الفضائیات، بالاضطلاع بدور فاعل ومؤثر".

تهديدات إيرانية

تهديدات إيرانية
فيما لم تفوت إيران الفرصة لانتقاد ومهاجمة السعودية، من خلال تصريحات أدلى بها نائب وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، بقوله: "في حال اتخاذ المملكة العربية السعودية هكذا قرار، فإن تأثير ذلك سيكون شديداً وعميقاً، على علاقاتها بالعالم الإسلامي بأسره"، وهو يشير إلى قرار إعدام الشيخ النمر.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الإيراني، أن الأنباء عن تأييد حكم إعدام الشيخ نمر باقر النمر تبعث على القلق.
وزعم مساعد وزير الخارجية الإيراني، في تصريح لقناة "العالم"، أن إعدام الشيخ نمر النمر سيكلف السعودية ثمنًا باهظًا.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، قد هدد السعودية، في وقت سابق، بدفع الثمن باهظاً إذا أقدمت على إعدام الشيخ النمر، وقال: "يبدو بعيداً للغاية بالنسبة لبلد كالسعودية التي تحظى بحكام ذوي نظرة بعيدة، أن تصدر حكماً بإعدام العالم الشيعي البارز، النمر، وهذا أمر يثير قلقنا كثيراً، وليس مقبولاً من حكام هذا البلد المسلم الشقيق إراقة دم عالم دين شيعي بارز".
وأكد فيروز آبادي أن هذه الدماء ستفور في قلوب عشرات ملايين الشيعة وبين مسلمي العالم، وسيكون ثمنها باهظاً للغاية، معرباً عن أمله بأن تعيد المحكمة النظر بشكل جذري في هذا الحكم غير العادل والمثير للفرقة، وفق قوله.
ونهاية العام الماضي، بعث رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، هاشمي رفسنجاني، من جانبه، بعث برسالة إلى العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حينها، يدعوه فيها إلى وقف تنفيذ حكم إعدام النمر الذي أصدرته المحاكم السعودية، واصفاً إيقاف تنفيذ الحكم بأنه "يحبط مؤامرات الذين يعملون على بث الفرقة بين المسلمين، ويعزز الوحدة بين الشيعة والسنة في العالم الإسلامي".
للمزيد عن الدور الإيراني اضغط هنا

المشهد السعودي

المشهد السعودي
ما بين توقعات بإعدام الداعية آية الله الشيعي نمر باقر النمر، بأنه سيكون دافعاً لزيادة الحراك الشيعي في المنطقة بشكل عام والسعودية بشكل خاص، مع تصريحات الإيرانية المشعلة للمواقف، والتي تضع السعودية بين تنفيذ قرار الإعدام للتأكيد على سيادة قرارها، وعدم تأثرها بأي تصريحات خارجة من طهران ومراجع الشيعة، وبين الحفاظ على وضعها الأمني الداخلي وخاصة في المناطق الشرقية والتي شهدت ضبط أكثر من خلية إرهابية كانت تسعى إلى استهداف حسينيات الشيعة، يبقى القرار الملكي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالتصديق على الحكم، أمرًا دقيق ووفق حسابات أمنية واجتماعية وسياسية داخلية وخارجية، بما يضمن سلامة واستقرار الملكة وسيادتها ويضمن الحفاظ علي مواطنيها الشيعة.