بوابة الحركات الاسلامية : الشعب المصري يستخدم حق الفيتو ضد النظام السياسي (طباعة)
الشعب المصري يستخدم حق الفيتو ضد النظام السياسي
آخر تحديث: الخميس 29/10/2015 10:02 م
احمد يوسف احمد يوسف
مازال الشعب المصري يدهش العالم بإصراره وعزيمته على صنع مستقبله .لقد احترمت شعوب العالم بأسره الشعب المصري ابان ثورة 25 يناير 2011. فقد ثار الشعب على قوى الاستغلال والاحتكار السياسي والاقتصادي وواجه سلطة تتسم بالرجعية الشديدة معتمدة على جهاز أمنى قمعي تعامل الشعب على انه قطيع من الاغنام.وأجمل المعاني في ثورة الشعب المصري في 25 يناير هي وحدته وتماسكه والتفافه حول هدف واحد هو اسقاط النظام. وبمجرد سقوط رأس النظام عن الحكم عندما تنحى مبارك وأسند السلطة للمجلس العسكري. تعاونت القوى الظلامية ووضعت يدها في يد المجلس العسكري وخططا سويا للالتفاف حول مطالب ثورة الشعب المصري (عيش- حرية-عدالة اجتماعية - كرامة انسانية).أن القوى الظلامية المتمثلة في جماعات الاسلام السياسي تحت قيادة الاخوان المسلمين قد أحكمت خطتها بالتعاون مع المجلس العسكري .وقامت بالترويج لخارطة طريق تخالف المسار الثوري لقوى الشباب الصاعدة والشعب المصري بأسره. وقد كان لهم ما أرادوا بالإعلان عن الاستفتاء الطائفي في مارس 2011 وهو ما عرف فيما بعد بغزوة الصناديق وهو أول مسمار دق في نعش الثورة. حيث عجل بانتخابات برلمانية اولا وما تلاها من تشكيل لجنة المائة وصياغة الدستور الرجعى في 2012 واخيرا انتخابات الرئاسة في 2013 أن المسار الرجعى الذى سلكه الاخوان المسلمين وحلفاؤهم السلفيين والجماعات الاسلامية والتنظيمات المسلحة ....الخ  قد افضى الى شكل من اشكال الحكم والثقافة والتوجه العام مغايرة لإرادة وطبيعة الشعب المصري وقد دخلت مصر في متاهة الانشقاق الداخلي الذى لم نعرفه طوال التاريخ وسادت حالة من الفوضى والفساد والمحسوبية واستبيحت الوظائف العامة من حق أهل العشيرة. وعمد نظام الاخوان وحلفاؤه الى  العبث بأجهزة الدولة خاصة الجيش والشرطة والقضاء والاعلام ولاحت في الافق مشاريع بيع الوطن علني . سيناء ستصبح وطنا للفلسطينيين لتخفيف الضغط عن غزة وهو حلم إسرائيلي قديم . وحلايب وشلاتين ستكون من نصيب السودان وفتحت الحدود من جميع الجهات الغرب والشرق والجنوب ودخلت الجماعات المسلحة واستوطنت في سيناء وعلى الحدود الليبية . وفى الداخل مطاردة وملاحقة شباب الثورة سواء بالقتل العلني أو الاختفاء القسري لقد عاش الشعب المصري فترة حكم الاخوان حالة من الرعب  في كل مشاريع بيع الوطن علنا وتنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة الذى يعرف بالفوضى الخلاقة .لقد استجمع الشعب المصري قوته وقرر أن يواجه هذه العصابة التي تعبث بمقدرات الوطن وأمنه القومي ومؤسساته خاصة الشرطة والجيش. وكالعادة كانت هناك قيادة لثورة الشعب المصري وهى (حركة تمرد) ولكن سريعا ما أصبح الشعب المصري كله متمردا ضد مشروع الاخوان وحلفاؤهم بالداخل والخارج واصطف الجميع و انحاز مؤسسات الجيش والشرطة الى جانب الشعب المصري حتى جاء يوم 30 يونيو 2013 و أذهل الشعب المصري العالم بأسره في أكبر تظاهرة في التاريخ (35 مليون) ونجح  شعبنا العظيم بثورته الثانية خلال عامين وهز مشروع الاخوان الأمريكاني ومع انحياز القوات المسلحة والشرطة بجانب الشعب المصري فقد دخلت في معارك عنيفة وطويلة مع ارهاب الجماعة وحلفاؤها خاصة في سيناء. وبدأت خارطة طريق جديدة( دستور – انتخابات رئاسية – انتخابات برلمانية) وتعهد القائمين على الحكم بإنجاز الاستحقاقات الثلاثة مع الوعد بتنفيذ شعارات الثورة (عيش- حرية-عدالة اجتماعية - كرامة انسانية) وتعهد الشعب المصري بمساندة قياداته السياسية على أمل تحسيت الاوضاع المعيشية والسياسية وجاء دستور 2013 ليؤكد حقوق الشعب المصري وشرعية ثورتي 25 يناير و 30 يونيو وعلى تطبيق العدالة الانتقالية أم عن الاستحقاق الثاني فقد التف المصريون بأغلبية ساحقة حول اختيار السيسي رئيسا للبلاد ومن جانبه وقد أكد رئيس الجمهورية على تلبية مطالب الشعب المصرى.وطالت الفترة الانتقالية وحملت الكثير من الصعوبات في حياة الشعب المصري  وتحت دعاوى مكافحة الارهاب ضاعت احلام المصريين خوفا من أن يؤول شأنهم كشعوب سوريا والعراق واليمن .وعمد النظام على ترويج فكرة أن الحرب على الارهاب يضمن لهم الامن والامان وكم دفع الشعب المصري من ابنائه سواء في الشرطة أو في الجيش شهداء فأبناء هذا الشعب من رجال الشرطة والجيش قد ضحوا بأرواحهم ورسموا أجمل صور التضحيات وواكب ذلك ارتفاع معدل البطالة وسوء الاحوال المعيشية وسوء الخدمات وارتفاع معدل الفساد في كل مؤسسات الدولة وكلما زادت طول الفترة الانتقالية تراجعت أحوال الشعب المصري وتراجع الحراك السياسي واختفى من المشهد شباب الثورة والتيارات الوطنية التي تحلم بإقامة دولة مدنية حديثة على الجانب الاخر مع تبرئة جميع رجال نظام حسنى مبارك وعودة أعضاء الحزب الوطني للمشهد الإعلامي وسيطرة كبار رجال الاعمال على الاقتصاد والاعلام وصاحبه سن قوانين مقيدة للحريات مثل قانون التظاهر الذى لو طبق في الماضي القريب ما كانت هناك ثورة 25 يناير أو ثورة 30 يونيو .ثم جاءت قوانين معيبة مثل قانون الخدمة العامة الذى لم تتوافق عليه القوى الاجتماعية ولم يحظى مناقشة جادة  و ترفضه طوائف كثيرة  واخيرا جاء قانون الانتخابات وبنفس الاسلوب لم يحظى بمناقشة جادة أو بتوافق من القوى السياسية وقد يكون من أسباب حل البرلمان القادم . وفى هذه الاجواء يحاول النظام الانتهاء من الاستحقاق الاخير لخارطة الطريق بالانتخابات البرلمانية ولكن الشعب المصري الذى لم يجد من يحنو عليه بل انه تجاوز مرحلة الطفولة وقرر أن يوجه رسالة قوية للنظام الحاكم بإعادة النظر في مطالب الشعب وكان أسلوب الشعب المصري هو مقاطعة الانتخابات البرلمانية فبينما حظى الاستحقاق الاول (الدستور) بنسبة حضور تزيد عن 50% وبنفس النسبة كان حضور الشعب المصري في انتخابات الرئاسة بينما في المرحلة الاولى للانتخابات البرلمانية لم تزد النسبة عن 20% من الحضور. انتبهوا ايها السادة أن أسباب عزوف الشعب المصري كثيرة ومعقدة و عليكم أن تعودوا للخلف خطوات كثيرة للاصطفاف و الانحياز الى الشعب المصري وكفاكم انحياز لطبقة رجال الاعمال وكبار رجال الدولة وهم يملكون قدرتهم وإرادتهم ولا يحتاجون الى من يرعاهم بينما الشعب المصري يستحق حياة أفضل من ذلك بكثير .
دائرة الدقي والعجوزة.... والدكتور عبد الرحيم على 
وتأكيدا لما كتبته سابقا فهناك شخصيات لها كل الاحترام والتقدير من قبل الشعب المصري وليس أدل على ذلك هذه الثقة التي منحها الناخبين  في دائرة الدقي والعجوزة للدكتور عبد الرحيم على وبأغلبية ساحقة ما يقرب من 48 ألف صوت والكل يعرف من هو عبد الرحيم على ويثق في خطاب عبد الرحيم على في مواجهة قوى الظلام منذ منتصف الثمانينات وكيف كان يحارب مشاريع الاخوان المسلمين وهو أعزل الا من كلمة الحق والحقيقة والبيان والقلم . أن حرص عبد الرحيم على عن قضايا الامن القومي لمصر دفع الالاف لمساندته في معركته الانتخابية . وهذا ما تؤكد رسالتي بأن الشعب المصري يمتلك وعيا حقيقيا وقادرا على التمييز بين القادة والعملاء ولمعرفتي الشخصية بالدكتور عبد الرحيم على انه سيكون نموذجا مختلفا كنائب بالبرلمان وسيؤدى اداءً مميزا وقد يكون ايقونة هذا المجلس القادم . وفقكم الله للخير والصلاح.