الحال التي كان عليها العرب قبل الإسلام، حيث الجهل بالله وشرائع الدين، والمفاخرة والكبر والتجبر، وغير ذلك من الملامح والسمات السلبية المرذولة.

ذُكرت مفردة الجاهلية في القرآن الكريم أربع مرات: "آل عمران: 154"، "المائدة: 50"، "الأحزاب: 33"، "الفتح: 26"؛ وتقترن الكلمة في المواضع القرآنية المشار إليها باستنكار ما كان عليه العرب قبل الإسلام من العنجهية والغطرسة والعصبية والقبلية، وما كانوا عليه في العبادات والعادات من الثأر والوثنية والسفه وانتشار العداوات وسفك الدماء.

يختلف الباحثون في تحديد زمن الجاهلية، فيرى بعضهم أنه يمتد إلى ما قبل فجر الإسلام بنحو قرن ونصف أو قرنين، ويذهب آخرون إلى أن مفهوم الجاهلية يعني جملة المراحل التاريخية التي سبقت ظهور الأديان السماوية الثلاثة.

كانت حياة العرب في الجاهلية موزعة على رقعة واسعة من الأرض، يسودها المناخ الصحراوي والجفاف، ولم تعرف هذه الحياة قدرًا من الاستقرار إلا في اليمن والحجاز واليمامة، حيث كانت تعيش قبائل عربية حياة أقرب إلى التحضر.

لم تخل الحياة الجاهلية من تكوينات سياسية بسيطة، كما شهد المجتمع الجاهلي ظاهرة الانقسام الطبقي بين السادة والعبيد والسوقة، أما العبادات فكانت مزيجًا من الحسية والنفعية والخيال.

اعتمد الاقتصاد الجاهلي على الرعي والقليل من الزراعة، مع الانصراف عن العمل اليدوي والصناعات، وازدهرت التجارة مع مصر وبلاد الشام، وعلى الصعيد الإبداعي كان الشعر هو الأكثر تعبيرًا عن الخطوط العريضة للحياة اليومية، بينما انشغل النثر بتسجيل الحياة الدينية.