بوابة الحركات الاسلامية : حزب الرابطة الإسلامية في باكستان.. قرن من الحكم والمعارضة والانشقاقات (طباعة)
حزب الرابطة الإسلامية في باكستان.. قرن من الحكم والمعارضة والانشقاقات
آخر تحديث: الأربعاء 11/11/2015 06:13 م
حزب الرابطة الإسلامية
ارتبطت نشأة الرابطة الإسلامية، بالدعوة إلى استقلال باكستان عن الهند في بداية القرن الماضي، وتأسيس الدولة الإسلامية،  مع استمرار مواجهات بين الهندوس والمسلمين، قرر المسلمون في شبه القارة الهندية الباكستانية أنه لا أمل في بقائهم مع الهندوس، ولا أمل في اتحادهم معهم، ثم لا أمل في حياة يشتركون وإياهم فيها تحت هيمنة حكومة واحدة، وكان أن قرر شعب هذه البقعة من الأرض التي كانت واقعة تحت حكم البريطانيين أن يعيش مستقلاً، وكان هذا هو الشعور الذي دفع المسلمين إلى تأسيس دولة باكستان.

النشأة:

النشأة:
و سعى السيد أحمد خان، وهو من أكبر رجال الإصلاح الإسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي، ومؤسس جامعة عليكرة بالهند، إلى تأسيس المسلمين في الهند لكيان سياسي يجمعهم بعيدا عـن حزب المـؤتمـر الهندي، وأن يسعوا في سبيل مصالحهم الخاصة، ومن ثم تمخض عن ذلك قيام حزب الرابطة الإسلامية 1906 ومنح المسلمين قوائم انتخابية منفصلة، وكان ذلك تأكيداً بأن المسلمين من الهنود يتميزون سياسياً فضلاً عن اختلافهم اجتماعياً ودينياً وحضارياً، وأخذت القومية الإسلامية تتطور منفصلة عن الحركة القومية منذ عشرينيات القرن العشرين.

المرتكزات الفكرية:

المرتكزات الفكرية:
قام حزب الرابطة الإسلامية على عدد من المرتكزات الفكرية تمثلت فيما يلي:
1-إقامة نظام إسلامي ديمقراطي في الحكم
2- بناء وتكوين الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم 
3- بناء الدولة المسلمة القوية
4-  و تعزيز الصداقة والاتحاد بين المسلمين والطوائف الأخرى، وضمان المواطنة وسيادة القانون وحفظ الحريات والديمقراطية مع التأكيد على الثوابت التي قامت عليها باكستان

المرحلة التاريخية:

المرحلة التاريخية:
مع اعلان تأسس حزب الرابطة الإسلامية لعموم الهند عام 1906 في داكا (عاصمة بنجلاديش حاليا) على يد الآغا خان الثالث - جد الآغا خان الحالي - الزعيم الروحي للطائفة الشيعة الإسماعيلية. كان الآغا خان هذا الذي أسس حزب رابطة المسلمين شخصية معروفة في السياسة الدولية حيث كان رئيساً لعصبة الأمم، في الأربعينيات. وكان من ابرز قادة الحزب مؤسس دولة باكستان محمد علي جناح والذي انتسب الي الحزب في عام 1913.
لعب الشاعر الباكستاني الكبير محمد إقبال، دورا في وصول حزب الرابطة الإسلامية، الي اهدافه بتأسيس دولة لمسلمي باكستان، مع خطبته القوية في دورة الحزب عام 1930، والتي رسم فيها ملامح الدولة الاسلامية في الهند "باكستان  الكبري لاحقا"، قائلا بأنه يود أن يرى البنجاب وولاية الحدود الشمالية الغربية والسند وبلوشستان، تتحد في دولة واحدة يكون لها حكم ذاتي، وأنه يبدو أن تكوين دولة إسلامية متحدة في شمال غربي الهند هو المصير النهائي للمسلمين في شمال غربي الهند على الأقل، غير أن إقبال لم يتقدم إقبال باقتراحات بشأن أجزاء البنغال التي تحتوي على أغلبيـة المسـلميـن، ومن ذلك الحين كان تبني حـزب الـرابطة الإسلامية لفكـرة إنشـاء دولـة خاصـة للمسلميـن ووضـع شكـل لهـا " تصور مبدأي ".
ساهمت سياسية حزب المؤتمر الهندي الحاكم في وصل حزب  الرابطة الاسلامية الي أهدافه ، ففي عام1937 أدى قيـام حكـومـات للأقاليم في معظـم الـولايـات  دوراً فـي تقـويـة الـرابطةـ ورفعهـا لتطالـب بـدولـة إسلاميـة منفصلـة؛ ومـن ثـم كـان قـرار لاهـور 1940 الـذي أوضـح مـوافقـة الـرابطـة علـى إقـامة دولـة منفصلـة، علـي الـرغـم مـن أن حـدود الـدولـة الجـديـدة المقتـرحـة لـم تحـدد بعـد.
ومع تولي الجنرال محمد علي جناح، زعامة الحزب، استطاع أن يقوده في الأربعينيات نحو المطالبة بالتمييز بين أمة الهندوس وأمة المسلمين، وهو الطرح الذي انتهى به بإعلان دولة للمسلمين الهنود على أرض باكستان.
مع إعلان قيام دولة باكستان في 28 من أغسطس 1947م، كان لحزب الرابطة الإسلامية الدور الكبير في سياسية الدولة الجديدة، فقد كان رؤساء حكومة باكستان من الاستقلال في أغسطس 1947 حتي سبتمبر 1952،  فقد كان أول رئيس للوزراء في بكستان بعد الاستقلال من الحزب وهوي "لياقت علي خان" رئاسة الحكومة من اغسطس 1947 حتي 16 اكتوبر 1951،  ثم أتي "خواجة ناظم الدين"، من 17أكتوبر 1953 حتي 17 أبريل 1953، ثم اتي من بعده في قيادة الحزب والحكومة محمد علي بوغرا، 17 ابريل 1953 حتي 12 اغسطس 1955، وفي 12 أغسطس 1955 اختير تشودري محمد علي رئيسا للحزب والحكومة حتي 12 سبتمبر 1956، وهي المرحلة التي بدأ تشهدت تراجع لحزب الرابطة الاسلامية، حتي  مرحلة الانقلاب العسكري التي ادت الي ضعف وتشتت قادة الحزب في عهد الجنرال أيوب خان والذي حكم باكستان في عام 1958 حيث إن الأخير أعلن الحكم العسكري وحل الأحزاب.
وفي 1962عقب العودة عن قرار حل الاحزاب تولت فاطمة جناح، ابنة مؤسس دولة باكستان، رئاسة الحزب وشاركت في الانتخابات الرئاسية في مواجهة ايوب خان عام 1965.
وعقب وفاة فاطمة جناح، ترأس حزب  الرابطة الاسلامية " نور أمين"، وهو زعيم  بباكستان الشرقية "بنجلاديش حاليا" وكان الحزب من مؤيدي الفكر القومي والجيش الباكستاني.
ساهم حزب الرابطة الاسلامية في عهد نور أمين، في مواجهة القوة والشعبية الصاعدة للحزب الشعب اليساري الباكستاني،  ضد توجهات الحزب اليسارية.
مع اجراء انتخابات التشريعية في 1970 لم يحقق الحزب النتائج المتوقعة ولم يؤمن له سوي م 10 مقاعد في الجمعية الوطنية الباكستانية(البرلمان)، ولكن مع اندلاع الحرب الاهلية الباكستانية والتي انتهت باستقلال بنجلاديش "باكستان الشرقية" الي مزيد من انتهاء الحزب سياسيا في باكستان بعد وفاة نور أمين وخلال حكومة حزب الشعب الباكستاني الأولى من رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو.
مع صعود ذو الفقار علي بوتو، مؤسس حزب الشعب، والتي حقق نجاحات كبيرة في السياسة الباكستانية، ادي الي  تراجع مكانة حزب الرابطة الاسلامية بين مواطني باكستان،  وذلك لما حظي ذو الفقار علي بوتو من شعبية غير عادية وسط الشعب الباكستاني لرفعه شعارات العدالة الاجتماعية ودعم الفقراء.
تصاعد شعبية حزب الشعب الباكستاني، كادت ان تنهي علي مكانة حزب الرابطة الاسلامية في الساحة السياسة الباكستانية ، حتي وصول نواز شريف الي منصب الامين العام لحزب الرابطة وتولي الجنرال ضياء الحق رئاسة البلاد ليتحدا في مواجهة شعبية ونفوذ حزب الشعب في البلاد، ومعها تبدأ رحلة الصعود السياسية لحزب الرابطة من جديد في باكستان، والتي بدأت مع تنفيذ قائد الجيش الباكستاني الجنرال ضياء الحق، بانقلاب عسكري أبيض ضد  ذو الفقار بوتو في العام 1977 م، وأعلن أن الجيش قام لوضع حد لحالة التدهور التي تجتاح البلاد، والتي عجز الرئيس بوتو عن حلها، فكان ذلك طعنة لمخططات بوتو .

الرابطة الإسلامية "ن":

الرابطة الإسلامية
وفي ظل الحكم العسكري للجنرال ضياء الحق الذي وجد فرصة لإعادة إحياء دور هذا الحزب عقب انتخابات (1985م) التي قاطعها حزب الشعب لوجود قيادته المتمثلة في عائلة بوتو في المنفى، وبحث الرئيس الباكستاني حينذاك ضياء الحق، مع رئيس الوزراء حينذاك محمد خان جونيجو ونواز شريف لتأسيس حزب الرابطة الإسلامية بقيادة في 13 نوفمبر 1988، وتولي نواز الشريف الأمين العام للحزب.
وعقب ذلك ثارت خلافات بين جونيجو وضياء الحق في عام (1988م) أدت إلى إقالة حكومة جونيجو، وعقب اغتيال الجنرال ضياء الحق، وشعور مراكز القوي (الجيش- الطبقة الغنية) بالخطر القادم المتمثل في إحياء دور حزب الشعب برئاسة نظر بوتو ابن مؤسس الحزب ذو الفقار علي بوتو.
تم دعم نواز شريف حزب الرابطة الإسلامية مع استمرار الأخير رئيساً شكلياً للحزب، لتولي القيادة الفعلية للحزب إلى الأمين العام نواز شريف الذي تجمعت حوله أكثر الجماعات الإسلامية والأحزاب ذات الأفكار المتوافقة مع الجيش لمواجهة الخطر المشترك وهو حكم بي نظير. 
الخلافات بين نواز شريف وجونجيو أدى إلى انشقاقات في حزب الرابطة الإسلامية، فأسس نواز شريف حزب الرابطة الإسلامية  (N) واسس رئيس الوزراء الباكستاني الاسبق محمد خان جونيجو حوب الرابطة الإسلامية (F). 
ويعتبر حزب الرابطة الإسلامية "ن" وريث الارث التاريخي للرابطة الإسلامية الذي تأسس منذ 1906،

أهداف الحزب:

أهداف الحزب:
ووضع الحزب العديد من الاهداف من خلال تحقيق أحلام المؤسسين لدولة باكستان:
1-أن تكون باكستان  مثال للدولة الإسلامية الديمقراطية دولة تقوم على العدالة الاجتماعية.
2- حماية والحفاظ على سيادة ووحدة والتمسك بباكستان الإسلامية
3- حماية ودعم دستور باكستان الإسلامية، ليضمن مبادئ الديمقراطية والحرية، ومؤيدا لحرية الإنسان والسلام العالمي، فيها جميع المواطنين ويتمتعون بحقوق متساوية وتكون خالية من العوز والجهل والخوف.
وكذلك أن يتم تمكين مسلمي باكستان، من أجل حياتهم في المجالات الفردية والجماعية وفقا لتعاليم ومتطلبات الإسلام على النحو المبين في القرآن الكريم والسنة.
4- ضمان أن الحقوق الأساسية بما في ذلك، المساواة في الفرص وأمام القانون، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحرية "الفكر والتعبير والاعتقاد والإيمان والعبادة وتكوين الجمعيات، مكفولة لجميع المواطنين في باكستان.
5- تصان المصالح المشروعة للأقليات بشكل كامل وأنهم أحرار في اعتناق وممارسة شعائر دينهم.
6-دعم التقدم العملي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي لشعب باكستان.
7- ضمان استقلال ونزاهة القضاء.
8- إنشاء والحفاظ على علاقات ودية مع دول العالم المحبة للسلام، وتعزيز العلاقات الأخوية والتضامن مع الدول الإسلامية.
9- علي أعضاء حزب الرابطة الإسلامية"N" التمسك بدستور جمهورية باكستان الإسلامية، وعدم تقوض سيادة وسلامة النظام العام باكستان، وضمان الأخلاق العامة وعدم الانغماس في ممارسات فاسدة أو الإرهاب ولا تشجع الكراهية الإقليمية أو الإقليمية الطائفية أو العداء .

الهيكل التنفيذي:

الهيكل التنفيذي:
يتكون الهيكل التنفيذي لحزب الرابطة الإسلامية "ن" من المجلس التنفيذي للحزب، و الهيئة العليا للحزب برئاسة رئيس الحزب، لجنة العمل المركزي، لجنة الاقاليم، المكتب السياسي للحزب، لجنة العاصمة الاتحادية "اسلام اباد"، فرع الحزب في" جامو وكشمير".
وعضوية أعلن الحزب لجميع مواطني باكستان، وفق السن القانوني، علي الا يكونوا أعضاء في أي منظمة أو حزب سياسي آخر، وأن تكون لجنة العمل المركزي المعنية بمنح العضوية وفقا لثلاثة شروط: أولا أن يوقع على طلب العضوية، ثانيا أن يكون متفقًا مع مبادئ وأفكار الحزب وأن يلتزم بقواعد ودستور الحزب، ثالثا أن يدفع قيمة الاشتراك المنصوص عليه في وقتها وهي 20 روبية في العام .
أما عن تشكيل المكتب السياسي للحزب فيتكون من زعيم الحزب "نواز شريف" ورئيس الحزب، ونائب الرئيس، و الأمين العام للحزب، ونائب الأمين العام، ومساعد الأمين العام للحزب، ورئيس لجنة المالية "الاقتصادية"، وأمين الإعلام، وأمين التنظيم في الخارج.
ويتألف المجلس للحزب من  ويمثل اقليم "البنجاب" بـ680 عضوا ينتخبون من أعضاء الرابطة الإسلامية في البنجاب والتي تعتبر معقل الحزب الرئيسي في باكستان، ويمثل إقليم السند بالمجلس التنفيذي بـ 270 عضوا ينتخبهم اعضاء الرابطة الإسلامية في اقليم "السند"، و220 عضوا ينتخبون من قبل مجلس خيبر بختونخوا " KPK"، ويمثل اقليم "بلوشيتان" بـ 80 عضوا ينتخبهم اعضاء الحوب في اقليم بلوشستان الباكستاني، وتمثل العاصمة الاتحادية ب30 عضوا ينتخبهم اعضاء الحزب في  إسلام اباد، ويمثل اقليم" جلجت- بلتستان" بـ20 عضوًا ينتخبهم أعضاء الحزب الإقليم، ويمثل اقليم "جامو وكشمير" بـ80 شخصًا في المجلس التنفيذي للحزب الرابطة ينتخبون من قبل أعضاء الحزب بالإقليم، بالإضافة إلى تمثيل مناطق القبائل.
ويضم الحزب العديد من اللجان منها، لجنة الشباب، ولجنة المرأة، ولجنة العمال، ولجنة التجارة والصناعة ولجنة الانتخابات والتي تختار المرشحين للحزب في المجالس المحلية ومجلي الشيوخ والبرلمان الاتحادي.

في السلطة:

في السلطة:
كان نواز شريف رئيس وزراء ولاية بنجاب أيام حكم ضياء الحق وجونيجو (فترة 85- 1988م) واستطاع التغلب على حزب بي نظير في انتخابات (1988م) على مستوى ولاية بنجاب فكان رئيس وزراء بنجاب وزعيم المعارضة لبي نظير رئيسة وزراء الباكستانية في فترة(1988 -1990م)، ومن ثم أصبح الصراع على السلطة يدور بين الحزبين - حزب الرابطة الإسلامية وحزب الشعب - ولا يزال الحكم دولة بينهما لحد الآن.
أصبح نواز شريف أول رئيس وزراء في عام 1990، وقتما كان يقود تحالفا من الجناح اليميني «إسلامي – جمهوري - اتحاد» (التحالف الديمقراطي الإسلامي) الذي هزم بينظير بوتو وحزبها حزب الشعب الباكستاني في الانتخابات. وثمة دليل مقنع متوفر الآن على أن التحالف الديمقراطي الإسلامي تأسس من قبل المخابرات الباكستانية لمواجهة الشعبية الهائلة لبينظير بوتو، التي كانت تعد في تلك الفترة أشهر الزعماء شعبية في البلاد.
وعقب انتصار حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف في انتخابات (1990) ظل في الحكم ثلاث سنوات حتى سقطت حكومته نتيجة الخلافات مع رئيس باكستان حينذاك غلام إسحاق خان عام (1993م).
وبعد اقالة الرئيس  الباكستاني "غلام خان" حكومة نواز شريف ، فقد حزب الرابطة الإسلامية ابرز حلفائه وهو "الجماعة الإسلامية" فرع جماعة الاخوان المسلمين في باكستان، ومعها خسر الحزب انتخابات 1993 امام غريمع ومنافسه حزب الشعب برئاسة نظير بوتو.
وقد تعرض نواز شريف أثناء فترة حكمه لاتهامات من خصومه بالفساد والرشوة سواء في الولاية الأولى (1990-1993) التي خاضها تحت راية تحالف من مجموعة أحزاب، أو الفترة الثانية (1997-1999) التي خاضها باسم الرابطة، وقد جمعها له خصومه كأوزار لحزبه.

انشقاقات الحزب:

انشقاقات الحزب:
كثيرًا ما يتحدث شريف إلى المقربين منه عن ذكرياته السيئة في هذا المكان، لم يكن من السهل عليه أن ينسى اليوم الذي تعرض فيه للاعتقال من قبل الجيش ليلة الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1999، بينما كان يجري محادثة هاتفية في قاعة الاستقبال بمقر مجلس الوزراء، حيث دخل 5 جنرالات من الجيش قاعة الاستقبال وطالبوا شريف، الذي كان في ولايته الثانية، بإلغاء القرار الذي كان قد اتخذه في صباح ذلك اليوم بإقالة رئيس أركان الجيش آنذاك برويز مشرف، وعندما رفض شريف الانصياع، قام الجنرالات بإلقاء القبض عليه ونقله إلى سجن أتوك فورت في ضواحي إسلام آباد، حيث قضى عاما في الحبس الانفرادي.
وبسبب الضغوط التي يتعرض لها حزب نواز شريف من السلطة القائمة فقد تركه بعض أصدقائه القدامى ولا يستبعد أن يستمر في خسارة بعض مؤيديه خاصة أن الجنرال برويز مشرف  دعم عام 2001 إنشاء حزب باسم "الرابطة الإسلامية جناح قائد أعظم" ، نسبة لمؤسس دولة باكستان ومؤسس الرابطة في باكستان محمد علي جناح، وحزب الرابطة الإسلامية "ق" بزعامة تشودري شجاعت حسين، وهو سياسي محافظ ورجل أعمال ينحدر من "قجرات" ،كان رئيس وزراء باكستان المؤقت في 2004، ويعد من أغنى رجال أعمال باكستان، ومن أغنى المستثمرين في الصناعات الدفاعية .
واستعان مشرف بهذا الحزب ليضعف نواز شريف. وقد أيد الحزب الجديد الجنرال مشرف في انتخابات عام 2002 التي أضفت الشرعية على حكمه. كما ان هناك حزب الرابطة الإسلامية(f) بزعامة بير باجاور.

الصراع مع برويز مشرف:

الصراع مع برويز مشرف:
وفي نوفمبر 2000 انضم حزب الرابطة الإسلامية بزعامة شريف إلى التحالف الديمقراطي لأحزاب المعارضة مع حزب الشعب بقيادة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو ألد أعداء شريف السياسيين، مما أدى إلى انشقاق في حزب الرابطة بسبب انضمام حزب الشعب.
وفي عام 2000، تم نفي نواز شريف في المملكة العربية السعودية من قبل الحكومة العسكرية بقيادة برويز مشرف، واعتقد الجميع أن المستقبل السياسي لشريف قد انتهى إلى الأبد، ولكنه أثبت أن الجميع كانوا على خطأ.
وعقب نفي نواز شريف تولت الدكتور كلثوم شريف زوجة نواز الشريف رئاسة الحزب، حتي انتخاب جاويد هاشمي قبيل تركه الحزب عقب عودة نواز شريف من المنفي.
وفي يوليو 2002 أصدر الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف مرسوما استهدف فيه نواز شريف وبينظير بوتو اللذين وصلا إلى منصب رئيس الوزراء مرتين، ويمنع المرسوم رؤساء الوزراء السابقين الذين قضوا فترتين في المنصب من الترشح لفترة ثالثة.
وعقب إصدار برويز مشرف المرسوم بعدم الترشح للمنصب رئيس الوزراء لمرة الثالثة، أعلن شريف، في 12 سبتمبر 2002 رسميا انسحابه من خوض الانتخابات التشريعية قبل شهر من إجرائها رغم موافقة المحكمة الابتدائية على ترشيحه، وجاء قرار شريف احتجاجا على ما وصفه بـ"الإجراء العسكري" تجاه منافسته التقليدية بينظير بوتو. وكان شريف قرر خوض الانتخابات رغم القوانين التي تمنعه من ذلك.
وفي أغسطس 2004 انتقد نواز شريف الرئيس مشرف برسالة بعثها إلى حزبه قال فيها "إن باكستان لم تعد آمنة في الداخل ولا في الخارج".
صعّد الإخوة الاعداء "نواز شريف- بينظير بوتو" من تحديهما للرئيس الباكستاني، برويز مشرف، وفي مايو 2006 التقى بينظير بوتو ونواز شريف في العاصمة البريطانية لندن، ووقعا اتفاقا باسم "ميثاق الديمقراطية"، وتعهدا بالعودة إلى البلاد للمشاركة في الانتخابات العامة لعام 2007 وإنهاء حكم مشرف واستعادة  التحالف الديمقراطي.
وفي مايو 2007 تحدى شريف وبوتو قرار السلطات بمنعهما من المشاركة في الانتخابات العامة، وتعهدا بالعودة إلى البلاد قبل إجرائها.
مع طلب نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية، من المحكمة العليا بإسلام آباد في 2 أغسطس 2007 إصدار قرار يسمح بعودته وأسرته للبلاد. وقد اصدرت المحكمة ذلك القرار في 23 من نفس الشهر.
وفي شهر سبتمبر 2007 عاد نواز إلى إسلام آباد غير أن السلطات الباكستانية قامت ترحيله إلى جدة بعد ساعات قليلة من وصوله، غير أنه عاد إلى باكستان منهيا منفاه في السعودية في 25 نوفمبر 2007.
ومع عودة نواز شريف الي باكستان، عادة حزب الرابطة الإسلامية "ن" لحصد المقاعد البرلمانية، فقد جاءت النجاحات السياسية على دفعات واحدة تلو الأخرى، حيث نجح في العودة إلى السياسة الباكستانية، في الانتخابات البرلمانية عام 2008 عندما اضطر للانضمام لصفوف المعارضة في البرلمان بعد الانتخابات.، عقب فوز الشعب الباكستاني بقيادة الرئيس آصف علي زرداري بالأغلبية، وتشكيل حكومة استمرت خمس سنوات حتي 16 مارس 2013م، والتي تلقي هزيمة كبيرة وفاز حزب الرابطة الإسلامية "نون" في الانتخابات البرلمانية عام 2013، فقد نجح حزب نواز شريف في الحصول على نحو 173 مقعدا في البرلمان الاتحادي الباكستاني عبر الانتخابات التشريعية، مقابل حصول حزب الشعب الباكستاني على 39 مقعدا، وحزب الإنصاف على 35 مقعدا.
اللافت في هذه الانتخابات أن الليبراليين والعلمانيين، شركاء الحكم سابقًا، وهم حزب الشعب وحركة المهاجرين القومية وحزب العوام القومي يساري التوجه، تراجعت نسبة مقاعدهم في الجمعية الوطنية إلى 25% بعد أن كانت نسبتهم في انتخابات 2008 حوالي 75%، وقفزت نسبة المحافظين من جماعات شريف وعمران خان وأحزاب إسلامية إلى نسبة 75%، في حين ذهبت نسبة مقاعد إقليمي البنجاب وبختون خواه وعاصمته بيشاور بالإضافة إلى مناطق القبائل وإسلام آباد في 90% منها للمحافظين، بينما سيطر الليبراليون على 80% من مقاعد بلوشستان والسند وهو ما يعكس انقسامًا أيديولوجيًا جغرافيًا في البلد يراه البعض مؤقتًا في ظل تراجع الأحزاب اليسارية واختراق الأحزاب المحافظة لمعاقلها.
وبعد نتائج انتخابات 2013، أصبح نواز شريف بذلك أول رجل في تاريخ باكستان يتولى هذا المنصب للمرة الثالثة. وكان شريف قد ترأس الحكومة الباكستانية في المرة الأولى من 1 نوفمبر1990 إلى 18 يوليو 1993، والثانية من 17 فبراير 1997 إلى 12 أكتوبر 1999.

الأصدقاء والخصوم.. حزب الشعب:

الأصدقاء والخصوم..
في باكستان تمثل تعددية حزبية ولكنها تدور في فلك تيارين اساسيين وهما التيار العلماني بقيادة حزب الشعب والتيار الاسلامي بقيادة حزب الرابطة الإسلامية في باكستان الحزبان الرئيسيان اللذان يتمتعان بحضور على مستوى وطني تاريخيا، ويلقى برنامجهما صدى لدى الناخب الباكستاني، وهما على الاغلب يمثلان التوجهات التقليدية الرئيسية للسياسة الباكستانية، وبينما يتميز حزب الشعب باعتداله ويمثل يسار الوسط في فلسفته، فإن الرابطة الإسلامية تحمل برنامجا اكثر محافظة، وتلقى دعم الجيش والارستقراطيين وحتى الاقطاعيين في البلاد، واما مجلس العمل المتحد، فيعد مظلة لتحالف الاحزاب الدينية.
واتسمت علاقة حزب الرابطة الإسلامية "ن" وحزب الشعب الباكستاني، بحالة  من التنافس والعداء، في إطار سعي قادة الحزب في السيطرة علي السلطة، والتي كانوا يتحالفوا من وقت لأخر مع المؤسسة الاهم  مؤسسة الجيش، وكان الجنرالات يلعبوا يجيدون استخدام التنافس بين الحزبين الكبرين في السيطرة  علي مقاليد الأمور داخل الدولة.
ولكن كان من وقت لآخر يتحدث تحالف بين الحزبين، فقد انضم حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه شريف إلى التحالف الديمقراطي لأحزاب المعارضة، وفي نوفمبر 2000 مما أدى إلى انشقاق في حزب الرابطة بسبب انضمام حزب الشعب بقيادة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو ألد أعداء شريف السياسيين.
وعقب قرار الرئيس برويز مشرف في يوليو 2002، والذي استهدف فيه نواز شريف وبينظير بوتو بمنع المرسوم رؤساء الوزراء السابقين الذين قضوا فترتين في المنصب من الترشح لفترة ثالثة، تحالف قائدا الحزبين اللدودين من أجل مواجهة نفوذ وحكم برويز مشرف.
وفي مايو 2006 التقى بينظير بوتو ونواز شريف في العاصمة البريطانية لندن، ووقعا اتفاقا باسم "ميثاق الديمقراطية"، وتعهدا بالعودة إلى البلاد للمشاركة في الانتخابات العامة لعام 2007 وإنهاء حكم مشرف واستعادة الديمقراطي.

حزب عوامي تحريك باكستان:

حزب عوامي تحريك باكستان:
حزب عوامي تحريك باكستان (حركة عوامي الباكستانية) بقيادة طاهر القادري، وهو حزب مبني علي تراث جمعية علماء باكستان البريلوية، وهي جماعة صوفية أسسها شاه أحمد نوراني ويقودها نجله أنس ثم أويس، وتملك سلسلة مدارس دينية (المدرسة البريلوية)، تراجعت قوتها بعد وفاة أويس ولم يعد لها حضور سياسي، ولكن برز منها مؤخرًا طاهر القادري على حساب القيادة التقليدية التاريخية، فأسس منهاج القرآن، وهو أقرب ما يكون إلى فتح الله كولن التركي.
وشهدت باكستان ازمة سياسية بعد إعلان طاهر القادري زعيم الحركة الشعبية والأحزاب المتحالفة اعتصام في قلب العاصمة إسلام آباد في 14 أغسطس 2014 انتهي في 24 اكتوبر من نفس العام، بعد نحو 70 يوماً من الاعتصام.
أعلن القادري عن نجاح المرحلة الأولى مما وصفه بالثورة وتدشين المرحلة الثانية منها عبر سلسلة تظاهرات واعتصامات ستزداد وتيرتها بعد إحياء ذكرى عاشوراء وتشمل كافة مدن وقرى البلاد ولعل من أبرزها في مدينة كراتشي في 25 ديسمبر المقبل.
وأشاد القادري باعتصام أنصاره وأنصار حركة الإنصاف بزعامة عمران خان، وقال إنها ساهمت في توعية الشعب بحقوقه، ورسم القادري تصور حركته بالمشاركة في أي انتخابات مقبلة، مؤكداً أن التغيير قادم لا محالة.
للمزيد عن مظاهرات طاهر قادري اضغط هنا 

حركة الإنصاف الباكستانية:

حركة الإنصاف الباكستانية:
حركة الانصاف الباكستانية بقيادة عمران خان،  تعد ابرز خصوم السياسيين لحزب الرابطة الإسلامية ولنواز شريف، فقد شارك الحزب وقاد مظاهرات ضد نتائج الانتخابات الباكستانية، مع حزب عوامي تحريك الباكستانية.
واتهم عمران خان الحزب الحاكم "الرابطة الإسلامية" بتزوير الانتخابات السابقة، كما دافع القيادي في الحركة أسد عمر عن جدوى الاعتصام والمظاهرات، معتبرا أن حركة الإنصاف زادت من وعي الشارع ورصيدها الشعبي.
وقادت الحركة  سلسلة تظاهرات في مختلف المدن، شملت لاهور وكراتشي وفيصل آباد وملتان، ومدينة لاركانة في إقليم السند معقل حزب الشعب ثاني أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان ومسقط رأس مؤسسة "ذو الفقار بوتو" .
وينتقد حزب العدالة الذي يقوده عمران خان الذي حل في المرتبة الثالثة في ذلك الاقتراع، عمليات تزوير مكثفة قال إنها حصلت خلال الانتخابات. فيما قاطع محمد طاهر القادري الكندي الباكستاني وحزبه الحركة الشعبية في باكستان الانتخابات بعد ان قاد اعتصاما حاشدا في قلب إسلام آباد مطالبا بإصلاحات انتخابية.
وتحوّل حزب حركة إنصاف الباكستان (واسمه بالأردية تحريك إنصاف) الذي يعرف أيضا باسم "الحركة الوطنية من أجل العدالة في باكستان", إلى إحدى أكبر ثلاث قوى سياسية في البلاد مع أنه نسبيا حديث النشأة.
فالحزب الذي تأسس عام 1996 على يد نجم الكريكيت السابق عمران خان, كان منافسا أساسيا في انتخابات 11 مايو 2013 التشريعية التي وصفت بالتاريخية، وحصد حزب حركة الانصاف الى المركز الثالث برصيد 26 مقعدا.

الجماعة الإسلامية:

الجماعة الإسلامية:
اتسمت العلاقة بين حزب الرابطة الإسلامية "ن" والجماعة الإسلامية- فرع جماعة الاخوان المسلمين في باكستان- بالتقارب الا من بعض الاختلافات والصراعات وخاصة عقب تأييد الجماعة الإسلامية انقلاب برويز مشرف والإطاحة بحكومة نواز شريف في 1999، فالجماعات الإسلامية تحقيق اهدافها وتزدهر أنشتطها في ظل الحكومات العسكرية حيث انها يتم استخدامهم في الحكم الي اضفاء الشرعية علي الحكم من الاستمرار والصمود للتغيرات التي تحدث مثل الانقلابات وايضا تحاول الاستفادة من الحكم القائم ومحالة استخدام التحالفات لتحقيق اهدافهم واذا رفضت السلطة التعاون وتصطدم معها تتحول الي أداة ضغط علي النظام الحاكم.
وفي الانتخابات العامة التي شهدتها باكستان في 24 أكتوبر 1990 لانتخاب 217 نائبا للبرلمان، قاد نواز شريف تحالفا اسلاميا كان من ضمنه الجماعة الإسلامية " اخوان باكستان" وأسفرت عن فوز م التحالف الإسلامي الديمقراطي (IDA) بـ106 من 217 مقعدا، وهو التحالف الأبرز بيمن الرابطة الإسلامية "ن" والجماعة الإسلامية. وفي انتخابات 2013 فازت الجماعة الإسلامية بـ3 مقاعد في البرلمان.

القوى الشيعية:

القوى الشيعية:
ويتمتع ايضا بعلاقات جيدة، مع القوي الشيعية في باكستان، حيث هناك أحزاب شيعية صغيرة تنضوي تحت عنوان "مجلس وحدة المسلمين" الذي تشكَّل من عدة أحزاب شيعية صغيرة بقيادة راجا ناصر عباس في أغسطس من عام 2009، ويحظى بتمثيل ضئيل في البرلمان.
واتسمت علاقة بين حزب الرابطة الإسلامية و"مجلس وحدة المسلمين" الشيعي، بالتوافق في مجمل السياسية العامة لحزب نواز شريف، لكن كان هناك لفترات صراع دائم ومعارضة لسياسية حكومة نواز شريف وخاصة في الملف اليمني، والذي اتي متوافق مع الرؤية الايرانية مما ادي الي جنوح حكومة نواز شريف للحياد في الموقف وارجاء التدخل العسكري في اليمن الي جانب السعودية.
كما حدث الأمر نفسه مع حزب "حركة قومي متحدة" بقيادة ألطاف حسين؛ حيث باتت رهينة لحسابات وأفكار "مجموعة سباه محمد" التي ظهرت داخلها في عام 2012م وسيطرت على أهم مفاصل الحركة بقيادة طاهر مشهدي، وحيدر رضا عباس، وهما قياديان فاعلان اليوم ومؤثران على قرارات الحركة، وينتميان إلى المذهب الشيعي وعلى علاقة قوية مع السفير الإيراني.

القوى السلفية:

القوى السلفية:
تعتبر علاقة جزب الرابطة الإسلامية والقوي الأحزاب السلفية في باكستان، علاقات مد وجزر، وفقا لمصالح السياسية للأطراف، وما يتناسب مع الموقف الوطني لباكستان.
فهناك العديد من الأحزاب السلفية، في باكستان، من أبرزها أهل الحديث بزعامة "ساجد مير"، تراجع دورها في السياسة والبرلمان، لكن لا يزال "مير" نفسه عضوًا في البرلمان، وجاء تراجع القوى السلفية في الشارع لصالح قوى سلفية مسلحة تتمثل في جماعة عسكر طيبة، والتي غيّرت اسمها لاحقًا إلى جماعة الدعوة بزعامة حافظ سعيد المتهمة بتنفيذ هجمات مومباي 2008. 
واتسم علاقة حزب الرابطة الإسلامية بجماعة "اهل الحديث" بالتوافق النسبي، فيما كانت اتسمت علاقته مع جماعة الدعوة "عسكر طيبة" بالمد والجزر مع اعلان حكومة نواز شريف الحرب علي الارهاب ومواجهة الجماعات المتشددة.

جماعة علماء الإسلام:

جماعة علماء الإسلام:
علاقة حزب الرابطة الإسلامية "ن"، وجماعة علماء الإسلام في باكستان بقيادة مولانا فضل الرحمن، لا تختلف كثيرا عن علاقة التيارات الإسلامية الاخرى بمختلف مشاربها بالرابطة الإسلامية، هي علاقة تتسم بالمصالح يغلب عليها التقارب، وتختلف وفقا للرؤية السياسية لـ"جماعة علماء الاسلام"، وموقف مولانا فضل الرحمن.
كانت جمعية علماء الإسلام، ضمن تحالف “مجلس العمل المتحد” المنفرط عقده، وهو تحالف انتخابي بين ستة أحزاب إسلامية، كان قد أدهش المراقبين السياسيين في انتخابات عام 2002 بفوزه الكاسح في ولاية خيبر بختونخواه، وحصوله على عدد ملحوظ من المقاعد في بقية أقاليم الدولة. وفي انتخابات 2013، حصدت جامعة علماء الاسلام 10 مقاعد في البرلمان الباكستاني.

حركة طالبان باكستان:

حركة طالبان باكستان:
فيما يتعلق بعلاقة حزب الرابطة الإسلامية، مع حركة طالبان باكستان، هي يغلب عليها التوتر والمواجهة، في ظل تبني الحركة لأسلوب العنف والارهاب ضد مؤسسات الدولة الباكستانية أو ضد مؤسسات واهداف لدول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.
وهناك العيديد من قادة حركة طالبان باكستان ، يقبعان في السجون الباكستانية، نظرا لقيامه بأعمال ارهابية ضد الدولة .
وفي 18 سبتمبر الماضي، قتل 29 شخصاً ، بهجوم شنه مسلحون من حركة «طالبان باكستان» على قاعدة لسلاح الجو في شمال غرب البلاد، في عملية هي الأكثر جرأة للمتشددين منذ هجومهم الدامي على مدرسة ببيشاور في ديسمبر الماضي.
كما شن مقاتلي طالبان، عمليات استهدفت عسكريين ومسلمين شيعة، في وقت كثف الجيش عملياته ضد معاقل المسلحين في شمال غرب البلاد وخصوصاً في منطقتي خيبر وشمال وزيرستان القبليتين.
و في 16 ديسمبر 2014، هاجم 6 مسلحين ينتمون لحركة طالبان باكستان مدرسة يديرها الجيش الباكستاني في بيشاور.[3] مما أدى إلى مقتل 141 شخص معظمهم أطفال من التلاميذ[3][2] التي تتراوح أعمارهم بين (10-18 عاماً). وأصيب العشرات من التلاميذ والعاملين بالمدرسة، تم نقلهم للمستشفيات المجاورة. واعتبر الحادث أسوأ هجوم إرهابي يحصل في تاريخ باكستان.

الجيش الباكستاني:

الجيش الباكستاني:
في كل مرة تسلم فيها "شريف" مقاليد السلطة في البلاد، كان يتطفل على القيادة العسكرية الباكستانية ويتدخل في عمليات الترقية ضمن المجلس العسكري - وهو الهيئة العسكرية المسؤولة عن ترقية ضباط الجيش -، وبناء عليه يرى الكثيرون أن للمملكة العربية السعودية دور هام في سلم الترقية ضمن الجيش الباكستاني، وذلك عن طريق ذراعها في باكستان شريف.
ولعل أهم ما يميز الحياة السياسية لنواز شريف هو التأرجح صعودا وهبوطا في علاقته بالمؤسسة العسكرية، حيث بدأ حياته محسوبا على الجيش، لكن سرعان ما تحول إلى نمط سياسي مستقل، ثم تمت محاكمته من قبل الجيش خلال نظام مشرف، ويحاول الآن إقامة علاقات سلسلة مع كبار قادة المؤسسة العسكرية.
حلت بينظير بوتو محل منافسها اللدود شريف في عام 1993، عندما تمت إقالته بموجب مرسوم رئاسي. وتولى شريف مجددا منصب رئيس الوزراء في عام 1997 بأغلبية مريحة. في واقع الأمر، دخل شريف وبوتو في سلسلة من المؤامرات والدسائس والمفاوضات وراء الكواليس مع جنرالات الجيش لضمان رجوعهما إلى السلطة من جديد. وبعد عودته من المنفى، أوضح نواز شريف جليا أنه تخلى عن التقليد السابق الممثل في الانحياز لصف الجيش والتآمر ضد خصومه السياسيين بدعم وكالات الاستخبارات الباكستانية.
وكثيرا ما يتحدث شريف إلى المقربين منه عن ذكرياته السيئة في هذا المكان، لم يكن من السهل عليه أن ينسى اليوم الذي تعرض فيه للاعتقال من قبل الجيش ليلة الثاني عشر من أكتوبر عام 1999، بينما كان يجري محادثة هاتفية في قاعة الاستقبال بمقر مجلس الوزراء، حيث دخل 5 جنرالات من الجيش قاعة الاستقبال وطالبوا شريف، الذي كان في ولايته الثانية، بإلغاء القرار الذي كان قد اتخذه في صباح ذلك اليوم بإقالة رئيس أركان الجيش آنذاك برويز مشرف. وعندما رفض شريف الانصياع، قام الجنرالات بإلقاء القبض عليه ونقله إلى سجن أتوك فورت في ضواحي إسلام آباد، حيث قضى عاما في الحبس الانفرادي.

نواز الشريف.. المؤسس:

نواز الشريف.. المؤسس:
نواز شريف، رئيس وزراء باكستان، تقلد مناصب سياسية عديدة من أبرزها رئاسة الوزراء في بلاده قبل أن يطيح به الرئيس بروزير مشرف في انقلاب عسكري سنة 1999. وقد ظل في المنفى إلى أن عاد إلى بلاده في نوفمبر 2007، وتولي رئاسة الحكومة للمرة الثالثة عقب فوزه في الانتخابات التشريعية في 2013.
وقد ولد شريف في مدينة لاهور في الخامس والعشرين من ديسمبر 1949 لأسرة ثرية تضم الكثير من رجال الأعمال وهو الابن الأكبر لمحمد شريف أحد رجال الأعمال البارزين، وكان والده وأعمامه الستة يديران مسبك للحديد في إقليم البنجاب الهندي قبل أن ينتقلوا إلى باكستان وقت الاستقلال عن الحكم البريطاني.
 أتم نواز شريف دراسته في مدرسة سانت أنتوني الثانوية، ثم حصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق بجامعة بنجاب في لاهور. وساهم شريف في إنشاء أكاديمية اتفاق الإسلامية في لاهور، حيث يتلقى الطلاب تعاليم الدين، إضافة إلى التدريب الدنيوي العلماني. ويصفه أصدقاء عائلته بأنه مسلم متدين ملتزم بأداء الفروض الدينية، إذ إنه شب في بيئة شديدة الالتزام الديني.

حياته السياسية:

حياته السياسية:
وبدأ شريف حياته السياسة في الجيش وبزغ نجمه كبديل لقيادة بينظير بوتو المحبوبة، وذاع صيته لأول مرة عندما أصبح عضوا في حكومة إقليم البنجاب باختيار مباشر من آخر الجنرال ضياء الحق، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات المشتركة غلام جيلاني، ثم اختير وزيرا  للمالية في مجلس وزراء البنجاب عام 1981، ثم وزير الرياضة بنفس المجلس، ونائب في المجلس الوطني والمجلس الإقليمي سنة 1985، ثم انتخب كبير وزراء ولاية البنجاب في 9 أبريل 1985، كبير وزراء بالوكالة بعد قيام الجنرال ضياء الحق بحل المجلسين في 31 مايو 1988.
وانتخب رئيس وزراء باكستان في 6 نوفمبر 1990 بعد فوز تحالفه "آي جي آي" (IJI) في انتخابات 24 أكتوبر 1990، ثم أقاله رئيس الدولة فاروق ليغاري عام 1993، ثم أعادته المحكمة العليا إلى منصبه السابق، لكنه اضطر للاستقالة مع الرئيس في يوليو 1993.
أعيد انتخابه رئيسا للوزراء في فبراير 1997 أعيد بعد فوز رابطة مسلمي باكستان في الانتخابات، قبل الاطاحة به من قبل قائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز مشرف في أكتوبر 1999.

انقلاب مشرف:

انقلاب مشرف:
انضم حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه شريف إلى التحالف الديمقراطي لأحزاب المعارضة، وفي نوفمبر 2000 مما أدى إلى انشقاق في حزب الرابطة بسبب انضمام حزب الشعب بقيادة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو ألد أعداء شريف السياسيين.
نفى نواز شريف مع عائلته وفي ديسمبر 2000 نفي عائلته بقرار حكومي إلى السعودية، ثم انتقل لاحقا إلى لندن، لمدة عشر سنوات رغم نفي شريف ذلك، وعين قبل إبعاده وزير الصحة الأسبق جواد هاشمي رئيسا بالوكالة لحزب الرابطة حتى عودته من منفاه.
وفي يوليو 2002 أصدر الرئيس مشرف مرسوما استهدف فيه نواز شريف وبينظير بوتو اللذين وصلا إلى منصب رئيس الوزراء مرتين، ويمنع المرسوم رؤساء الوزراء السابقين الذين قضوا فترتين في المنصب من الترشح لفترة ثالثة.
وفي 12 سبتمبر 2002 أعلن شريف رسميا انسحابه من خوض الانتخابات التشريعية قبل شهر من إجرائها رغم موافقة المحكمة الابتدائية على ترشيحه، وجاء قرار شريف احتجاجا على ما وصفه بـ"الإجراء العسكري" تجاه منافسته التقليدية بينظير بوتو. وكان شريف قرر خوض الانتخابات رغم القوانين التي تمنعه من ذلك.
وفي أغسطس 2004 انتقد نواز شريف الرئيس مشرف برسالة بعثها إلى حزبه قال فيها "إن باكستان لم تعد آمنة في الداخل ولا في الخارج".
وفي مايو 2006 التقى بينظير بوتو ونواز شريف في العاصمة البريطانية لندن، ووقعا اتفاقا باسم "ميثاق الديمقراطية"، وتعهدا بالعودة إلى البلاد للمشاركة في الانتخابات العامة لعام 2007 وإنهاء حكم مشرف واستعادة الديمقراطية.
وفي مايو 2007 تحدى شريف وبوتو قرار السلطات بمنعهما من المشاركة في الانتخابات العامة، وتعهدا بالعودة إلى البلاد قبل إجرائها.
طلب نواز شريف من المحكمة العليا بإسلام آباد في 2 أغسطس 2007 إصدار قرار يسمح بعودته وأسرته للبلاد، وقد اصدرت المحكمة ذلك القرار في 23 من نفس الشهر.
وفي شهر سبتمبر 2007 عاد نواز إلى إسلام آباد غير أن السلطات الباكستانية قامت ترحيله إلى جدة بعد ساعات قليلة من وصوله، غير أنه عاد إلى باكستان منهيا منفاه في السعودية في 25 نوفمبر 2007، عندما بدأت الحظوظ السياسية لمشرف في التراجع، إلا أن شريف قد فشل في تحقيق النجاح بشكل كامل في الانتخابات البرلمانية عام 2008 عندما اضطر للانضمام لصفوف المعارضة في البرلمان بعد الانتخابات.
وكان الانتصار الأخير لنواز شريف في الانتخابات البرلمانية عام 2013، عندما برز حزبه السياسي بقوة ونجح في الحصول على أكثر من 126 مقعدا من مقاعد البرلمان الكلية البالغة 272 والمخصصة للاقتراع المباشر، ليكون حزب الرابطة الاسلامية هو الحزب الحاكم  في باكستان أكثر البلاد التي تشهد تغيرا في حكوماتها ولا تطيل لها عمرا طويا.