بوابة الحركات الاسلامية : انقسامات جديدة داخل حزب النور.. وخلافات بسبب النقاب (طباعة)
انقسامات جديدة داخل حزب النور.. وخلافات بسبب النقاب
آخر تحديث: الأحد 15/11/2015 09:16 م
الخبير في شئون الجماعات
الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، سامح عيد
في سبتمبر 2012، تصاعدت حدة الانشقاقات داخل حزب النور السلفي، ووصف سعيد عبدالعظيم، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية حينها، الحزب بأنه أصبح «ابناً عاقاً» للدعوة، الأمر الذى رد عليه يونس مخيون، عضو الهيئة العليا، بأن «المنشقين» هم «الابن العاق»، وأن «النور»، هو الذراع السياسية الوحيدة للدعوة السلفية. وقال «عبدالعظيم»: «إن حزب النور أصبح ابنا عاقا للدعوة السلفية، ولم يعد يعبر عنها». وشدد على أن حزب «الوطن» الذى يسعى المستقيلون عن «النور» لتأسيسه هو المعبر عن كيان الدعوة والتيار السلفي بشكل عام. وأقر القيادي السلفي بفشل مجلس أمناء الدعوة السلفية في حل أزمة «النور»، وأرجع المشاكل والانشقاقات لضعف الأفراد، واتهم جبهة الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأنها لم تساعد في حل الأزمة. 
وحول الازمات الحالية والانقسامات التي يواجهها حزب النور أكد الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، سامح عيد، وجود حالة من الإحباط بين قواعد حزب النور السلفي، بعد الهزيمة الساحقة التي تعرض لها مرشحوه في المرحلة الأولى من الانتخابات، ما أثر على أنشطة مرشحيه في المرحلة الثانية، الذين كادت مؤتمراتهم الانتخابية تختفى تماما، حتى عقد الحزب أول مؤتمراته، مساء الجمعة الماضي 13 نوفمبر 2015، للترويج لمرشحي الحزب في المنوفية، وعلى رأسهم عضو المجلس الرئاسي للحزب، المهندس صلاح عبد المعبود، المرشح عن دائرة بندر شبين الكوم.
كما أشار عيد إلى أن شماتة «الإخوان» في نتائج «النور» دفعت الكثير من قواعد الحزب السلفي إلى التفكير في الابتعاد عن السياسة، مضيفا أن «الحزب يواجه أزمة كبيرة بسبب الانشقاقات التي تضرب جذوره، وانسحاب مرشحين له من الانتخابات، ومن المشهد السياسي كله، مثل مرشحين للحزب في سوهاج وبنى سويف».
الدكتور يونس مخيون
الدكتور يونس مخيون
واعتبر خبير الجماعات الإسلامية أن «عودة مؤتمرات دعم مرشحي الحزب جاءت على استحياء، ليوصل الحزب رسالة إلى النظام أنه ما زال موجودا على الأرض، خاصة بعد تصريحات رئيس الحزب يونس مخيون، التي قال فيها إن باستطاعة أي رجل أعمال أن يشترى برلمانا بـ٢٠٠ مليون جنيه، وإشارته إلى استخدام المال السياسي بكل صوره في المرحلة الأولى للانتخابات، وفى ظل نظام انتخابي عقيم، يمكن استغلال العوز والفقر، ليشتري أي رجل أعمال أو صاحب مال البرلمان لنفسه».
ومن جهته، قال القيادي السابق في حزب النور، محمود عباس، إن «الحزب تلقى أكبر صدمة له في المرحلة الأولى من الانتخابات، حيث ترشح أغلب قياداته البارزون فيها، عكس المرحلة الثانية، التي تغيب عنها القيادات الكبيرة للحزب، ما تسبب في حالة من الإحباط داخل الحزب، الذى أخطأ بترشيح قياداته البارزة على القائمة، لأن سقوطها أسقطتهم جميعا، حيث خاضت المنافسة على قوائم المرحلة الأولى، أسماء كبيرة، مثل أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب السابق، وطلعت مرزوق رئيس لجنة الشكاوى في المجلس السابق، ونادر بكار المتحدث الرسمي للحزب، ومحمد إبراهيم عضو لجنة الخمسين للدستور».
وأكد عباس أن «الحزب كان يرى أنه سيفوز بـ٢٠ مقعدا على الأقل في انتخابات الفردي، لكن خاب ظنه، ولم يحصل على نصف الرقم، ما تسبب في صدمة كبيرة له»، مضيفا أن «مقاعد النور لن تزيد كثيرا في المرحلة الثانية، والرئيس عبدالفتاح السيسي لن يعين لهم أحدا، ولن تكمل نسبتهم ٥٪ في البرلمان المقبل، لذلك لم يكثف الحزب نشاطاته الانتخابية، مثلما فعل في المرحلة الأولى».
وشهدت المرحلة الأولى من الانتخابات تنظيم ٤٠ مؤتمرا انتخابيا، حضر معظمها نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي، الذى اختفى عن الساحة تماما في المرحلة الثانية، بعد موجة الغضب التي واجهها من قواعد الدعوة السلفية وحزب النور، بعد النتائج المخيبة للآمال في المرحلة الأولى، والناتجة عن سياسات برهامي داخل الحزب، وترشيحه لمن يرضى عنهم، مثل نادر بكار، وزوجته مريم بسام الزرقا، ووالدها القيادي السلفي بسام الزرقا.
ليست الانقسامات تقف عند هذا الحد بل هناك خلافات بين نساء الحزب وقياداته حول مشكلة نزع النقاب حال التصويت فقد كشفت مصادر بحزب النور أن جلسات جمعت قيادات الحزب والدعوة السلفية، بالقواعد النسائية، لإقناعهن بضرورة المشاركة في المرحلة الثانية، بعد عزوفهن عن المشاركة في الأولى لرفضهن كشف وجوههن أمام القضاة في اللجان التي لا يوجد بها سيدات، للتأكد من هويتهن.
الدكتور ياسر برهامي
الدكتور ياسر برهامي
وأوضحت المصادر أن القيادات طالبت بذلك، وأنهم وصفوا الانتخابات بأنها مثل الشهادة أمام المحاكم، يجب النظر لمن ينتخب لمعرفة هويته، مؤكدين ضرورة المشاركة، للحفاظ على الهوية والبقاء. وأكدت المصادر أن بعض القواعد النسائية رفضن حديث قيادات «النور»، واعتبرن ذلك تنازلاً عن جزء من الشريعة لصالح السياسة، إلا أن القيادات أكدوا لهن أن الضرورات تبيح المحظورات.
وقال جمال متولى، عضو اللجنة القانونية لحزب النور: «إن النقاب لن يكون عائقاً أمام المشاركة السياسية والانتخابية بالنسبة لكثيرات من قواعد الحزب، إلا أن هناك قطاعاً كبيراً من القطاع السلفي من غير المنتظمين في الحزب، متأثرين بالإخوان وغير مقتنعين بالانتخابات». وتابع: «هناك شريحة كبيرة من السلفيين لن تشارك في الانتخابات، لأنهم غاضبون بشكل عام، ونحن نعمل على إقناعهم بالمشاركة»، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المشاركة النسائية في أوساط «الإسلاميين» ضعيفة بشكل عام، لا سيما أن علاقة السلفيين بالسياسة بدأت منذ 4 سنوات فقط.
وفى سياق متصل، قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية والقيادي بالحزب، إن الوجود في المجتمع هدفه الإصلاح لله تعالى، فالنجاة حاصلة بالنهى عن الفساد وقول كلمة الحق ولو لم يتغير الباطل. وفى رسالة إلى القواعد قال «برهامي»: «أمامكم عمل طويل وبناء مستمر وإصلاح لعيوب الداخل في النفس والفئة المؤمنة، وتواصل مع الناس، وحذر من التحوصل خارج المجتمع أو ضده وتآخٍ في الله، وذكر وعبادة لله تعالى، وإصلاح لذات البين، وتنافس على الآخرة وترك التنافس على الدنيا بجاهها ومالها ورئاستها».
ودعت صفحة «دعم حزب النور» التي تقودها اللجنة الإعلامية للحزب، القواعد لمساندة الحزب. وقالت الصفحة: «الطمع في التغيير الكلى، وعدم القناعة بالتدرُّج والإصلاح المرحلي، أو الجزئي مخالف للسنن الإلهية، ولذا يجب علينا أخذ هذه السنن بعين الاعتبار في رؤيتنا».
القيادي السابق في
القيادي السابق في حزب النور، محمود عباس
وقال الدكتور يونس مخيون، رئيس «النور»، إن الحزب يتخذ من الحفاظ على الدولة المصرية وحمايتها من عوامل التفكك والانهيار هدفاً أساسياً له، بعد أن استشعرنا الخطر الذى يُهدد مصر. وأضاف «مخيون» خلال مؤتمر عقده الحزب بالمنوفية، مساء أمس الأول، أن هناك مخططاً أن تقع جميع الدول العربية في الفوضى ويتم تفككها، وتبقى قوة واحدة في المنطقة هي الكيان الصهيوني. وأشار إلى أن هذا المخطط عبّرت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، وسمته بـ«الفوضى الخلاقة»، وأن كثيراً من الدول تم تطبيق هذا المخطط عليها، لكن علينا أن نتمسك جميعاً بأسباب الوحدة ونبذ الفرقة.
وأكد «مخيون» أن الأزهر كان له دور كبير في الحفاظ على وحدة مصر، قائلاً: «ونحن في حزب النور ندعم الأزهر، وعملنا على ذلك خلال مشاركتنا في وضع الدستور، كما أن الله حبانا بجيش وطني يسعى لاستقرار المنطقة، وأننا نعمل على وحدة هذا الجيش وتماسكه، مما يحافظ على الوطن ويحول بينه وبين التفكك».
وأوضح «مخيون» أن حزب النور انحاز إلى الشعب والحفاظ عليه وعلى مقدراته من التهديدات. وتابع: أن الإعلام هاجم «النور» حتى في فترة الصمت الانتخابي، بما فيه إعلام الدولة الذى يتقاضى راتبه من الشعب، وإن هذه الحملة الإعلامية جاءت على عكس توقعات من خطط لها.
أحمد الشريف، عضو
أحمد الشريف، عضو مجلس النواب عن الحزب
وقال أحمد الشريف، عضو مجلس النواب عن الحزب، إن «النور» يقف مع المصلحة العامة بعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية، مشيراً إلى أن الحزب يملك منهجاً إصلاحياً علنياً يرعى مصالح الناس ويحفظ حقوقهم. وأوضح «الشريف»، خلال مشاركته بالمؤتمر، أن نواب «النور» يتواصلون مع المواطنين من لحظة الفوز وما حدث في البحيرة والإسكندرية يؤكد ذلك، حيث قام نواب الحزب بالنزول للشوارع والاحتكاك بالمواطنين ومواساتهم، وحذر «الشريف» أبناء الحزب من الانصياع خلف الشائعات، خاصة في أيام الاقتراع، قائلاً إن أبناء الحزب لن يغيروا أخلاقهم في انتخابات أو غيرها، مشدداً على ضرورة التواصل الجيد مع المواطنين دون ارتباط بوقت أو مناسبة.
وهناك اسباب كثيرة لتلك الانقسامات التي يعاني منها حزب النور السلفي خاصة بين قواعده الحزبية وقياداته، فقد اتخذت قيادات الحزب قرارات سياسية تتنافى ما نشأت عليه قواعده ومن بين هذه القرارات وضع الاقباط على القوائم الانتخابية للحزب فلقد تربت معظم القواعد السلفية على ان الاقباط كفرة ومشركين ولديهم قاعدة فقهية تقول بان لا ولاية لكافر، فكيف تضع قياداتهم كفارا ومشركين على القوائم الانتخابية وتعطيهم الولاية؟ ونفس الشيء ينطبق على وضع المرأة بل ونفس القاعدة الفقهية، وسبب اخر وهو تخلى الحزب عن تطبيق الشريعة الاسلامية والمطالبة بتطبيقها من خلال وضعها في البرنامج الانتخابي، كل هذا وغيره يزيد من حدة الخلاف بل والانقسام بين قمة الحزب وقواعده.