بوابة الحركات الاسلامية : تداعيات ما بعد مذابح باريس (طباعة)
تداعيات ما بعد مذابح باريس
آخر تحديث: الخميس 19/11/2015 07:20 م
احمد يوسف احمد يوسف
شهدت باريس سلسله من هجمات وعمليات قتل جماعي وقعت في مساء يوم 13 نوفمبر 2015 تحديدا في الدائرة العاشرة والحاديه عشر في مسرح ( باتا كلان ) والشارع بيتا وشارع دي شارون , ودوت عدة انفجارات في محيط ملعب فرنسا في ضواحي العاصمة تحديدا سان دوني. وقالت شرطه باريس ان عدد العمليات الهجومية في هذه الليلة كانت سبع هجمات في وقت متزامن وانها تمت على يد ثمان انتحاريين ينتمون الى تنظيم جهادي ونفذت على ثلاث محاور . حيث اقتحم مسلحين  مسرح ( باتا كلان ) وهو مسرح للرقص والغناء كان مكتظا بحوالي 1500 شخص. وقام المسلحون بأطلاق النار بشكل عشوائي, واحتجزوا رهائن . ومن ثم داهمت الشرطة المسرح وانهت عمليه الاحتجاز وقتل في المسرح اكثر من 100 شخص بعد تفجير ثلاثة من المهاجمين انفسهم وقتل الرابع. واطلق النار في باريس على مطاعم ومقاهي خلفت العشرات من الجرحى وفي نفس الوقت وقعت ثلاث انفجارات خارج ملعب فرنسا خلفت ثلاثة قتلى عندما كانت تقام مباراة وديه بين منتخبي المانيا وفرنسا بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند وزير الداخلية الفرنسي وتم اجلاء فرانسوا بأمان حيث توجه الى وزاره الداخلية وقام بإعلان حاله الطوارئ في كامل اجزاء فرنسا واغلاق الحدود بشكل مؤقت ونشر قوات الجيش في باريس . وكانت المحصلة النهائية للهجمات 129 قتيل واصابه 300 شخصا بينهم 99 في حاله حرجه وقتل ثمانية مهاجمين سبعه منهم قاموا بتفجير انفسهم . وقد اعتبرت هذه الهجمات في فرنسا هي الاعنف منذ الحرب العالمية الثانية وفي منتصف يوم 14 نوفمبر اعلن تنظيم الدولة الإسلامية تبنيه الهجوم وفيما بعد قام بنشر صور لاثنين  من عناصره المشاركة في الهجوم. وحسب بيان تنظيم الدولة الإسلامية فقد جاءت الهجمات على فرنسا عقابا لمشاركتها مع قوات التحالف في قصف مواقع للتنظيم تواجدت فيه عناصر جهاديه فرنسيه. وتأتي هذه الهجمات بعد حوالي عشره شهور من هجمات يناير 2015 في فرنسا وهو الهجوم على صحيفه شارلي ابيدو والتي ارتكبها شريف قواتسي وسعيد قواتسي واميدي كولوبالي المنتمين لتنظيم القاعدة وكانت فرنسا قد شاركت في عمليه الشمال في سوريا ضد داعش بداية من 20 سبتمبر 2015 وتبعتها ضربات جويه استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية 27 سبتمبر علما بأن فرنسا لا تؤيد التدخل البري في سوريا وترفض اي حل سياسي يكون بشار الاسد احد مكوناته. ولم تكن الضربات الجوية الفرنسية مؤثره بدرجه قويه. لكن لماذا اختارت داعش فرنسا مسرحا لتنفيذ عمليه نوعيه بهذا الحجم وفي هذا التوقيت. على الرغم من ان فرنسا تتبع  نظاما امنيا صارما خاصه في عمليات مراقبه الدخول الى الحدود او الخروج منها , الا ان قصور قوانين الامن الداخلي التي تمنع وزاره الداخلية من تنفيذ قواعد الاشتباه والاحتجاز والمراقبة... الخ يسمح للخلايا النائمة في فرنسا بالتحرك بحريه اكبر فضلا عن القصور في التعاون المخابارتي مع دول الاتحاد الاوروبي . وقد اظهرت التحقيقات الأولية ان هناك عناصر من منفذي العملية مدرجه على قوائم الامن , لقد اصبح تاريخ 14 نوفمبر 2015 تاريخا فاصلا بالنسبة لفرنسا ودول العالم التي تنوي مكافحه الارهاب بجديه , اما بالنسبة لفرنسا فأن اعلان حاله الطوارئ والتجديد لها لمده ثلاثة شهور و ترحيب الفرنسيون بهذا القرار سيدعم موقف الحكومة في معالجه جميع اوجه القصور الأمنية حتى ولو جاءت على حساب يعد الحريات ولو مؤقتا. وبالتأكيد ستكون هناك معارضه من بعض المنظمات الحقوقية والمدنية لكن اغلبيه الشعب ستكون مع البحث عن الامن والاستقرار. وتأتي هذه الهجمات لتدعم موقف اليمين الفرنسي الذي يتبنى فكره ان الجاليات والاقليات الغير فرنسيه هي جزء من مشاكل فرنسا ومن المعروف ان هناك استحقاقا انتخابيا بعد ثلاثة اسابيع في فرنسا وهي فتره الصمت الانتخابي لكن الهجمات الأخيرة قد تدعم موقف اليمين الفرنسي في الانتخابات خاصه ان اليمين الفرنسي له موقف واضح من اللاجئين السوريين وغيرهم وهو يطالب بتحجيم مستوى اللاجئين. ان وجود عناصر فرنسيه وهي التي نفذت عمليات باريس يدل  على عدم قدره المجتمع الفرنسي من استيعاب الجاليات الإسلامية والافتقار الى خطاب موجه الي هذه الاقليات . وبالتأكيد ان هناك المئات وقد يكون الالف من العناصر الجهادية يعيش بحريه على الاراضي الفرنسية وفي نفس الوقت فأن الجاليات الإسلامية في فرنسا ليست لديها منظومه واحده مثل الاقليات اليهودية . وهناك العديد من المسميات الإسلامية من الصعب ان تكون منظومه واحده نظرا لشده الخلافات فيما بينها ونعود مره اخرى الى التأكيد على ان الارهاب هو بالأساس فكره عندما تجد حاضنه امنه لها فأنها تنمو وتترعرع وتنظيم الدولة الإسلامية حاليا يسيطر على مساحه من الارض تفوق مساحه انجلترا وقد استفاد من كل اشكال الدعم مقدمه من أمريكا والعراق وسوريا وتركيا واسرائيل وكل هذه الدول استفادت بشكل او باخر من ظهور داعش في الصراع الاقليمي والان تدخل في تحالفات لمواجهه التنظيم الذي انشأته ولكنها للأسف تستخدم اليات عاجزه على حسم المعارك فمهما كانت قوه الغارات الجوية لكنها تظل محدودة في تغيير الموقف على الارض ومن هنا ستضطر دول التحالف ومعها روسيا وايران في تغيير استراتيجيتها العسكرية واللجوء الى الحرب البريه حيث انه الحل الوحيد القادر على حسم المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية وعلى بعض الدول ان تعيد حسابتها في علاقاتها مع داعش مثل تركيا حيث تستفيد الشركات التركية من عمليه بيع النفط الداعشي وتحقق ارباحا خياليه من وراء ذلك , فهي تشتري البرميل بسعر 15 دولار وتبيعه بسعر 25 دولار كما ان الشركات التركية تورد كل احتياجات الدولة الإسلامية من سلع وسلاح عن طريق الحدود المفتوحة  ويجب على روسيا وايران التخلي عن دعمهما لنظام بشار الذي ساهم بشكل مباشر في دعم داعش بالتعاون مع النظام العراقي لمواجهه المعارضة السورية ومتى تكف الدول العظمى ومؤتمرات فيينا وغيرها عن الحديث عم الحل السلمي في سوريا في بلد 10 ملايين سوري لاجئ خارج البلاد وثلثي مساحته محتله وعلى ارضه ميليشيات من كل انحاء العالم واخيرا فأن مذبحه 14 نوفمبر 2015 في باريس جاءت لتدق جرس انذار ان جميع المسارات السابقة لم تعد تجدي وان داعش ارتكبت هذه المذبحة لرفع الروح المعنوية لعناصرها لإظهار قواتها بأنها قادره على مواجهه مع اعدائها خارج حدودها وان عقيده داعش وادبيتها تنطلق من ان اوروبا ستصبح ساحه قتال في المستقبل للقضاء على دول الكفر او الاذعان ودفع الجزية لدوله الخلافة الإسلامية