بوابة الحركات الاسلامية : أحداث باريس توحد جهود الغرب لملاحقة خطر داعش في عقر داره (طباعة)
أحداث باريس توحد جهود الغرب لملاحقة خطر داعش في عقر داره
آخر تحديث: السبت 21/11/2015 09:34 م
أحداث باريس توحد
أدت العمليات الارهابية الأخيرة التي ضربت باريس مؤخرا إلى ظهور دعوات بضرورة التنسيق الكامل وتوحيد الجهود الغربي لملاحقة عناصر داعش، واضعاف التنظيم في سوريا، في ظل استمرار غارات التحالف الدولي من جانب والضربات الروسية من جانب اخر دون تنسيق بينهم، مما يهدر الجهود الدولية لحصار داعش.
وهو ما برز من دعوات وزارة الخارجية الروسية بشأن استعداد موسكو لبحث أي مشروع قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي يتيح إشراك قوات جوية بريطانية في محاربة الإرهاب داخل سوريا.

أحداث باريس توحد
وأكدت  ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية أن توسيع الناتو بناه التحتية في أوروبا لم يسعفه في حماية الفرنسيين أو غيرهم في الاتحاد الأوروبي من الإرهاب، فالناتو كمنظمة يضع في مقدمة أهدافه الأمن، وأمان مواطني الدول الأعضاء فيه، السؤال، أين كانت هذه المنظمة حينما دوت الانفجارات وأصوات إطلاق النار في سبع مناطق في باريس؟ هذه مأساة".
أضافت: "لم تسعف الناتو أي من البنى التحتية التي يعكف في الوقت الراهن على نشرها في الفضاء الأوروبي، كما لم تفلح جهوده في تعزيز قواته هنا أو هناك في إنقاذ حياة الناس. والسؤال، فيما يكمن دفاعكم وضمان أمن المواطن، إذ عجزتم عن حماية أمن الناس في باريس؟".
ولفتت النظر في هذه المناسبة إلى ضرورة حشد الجهود بما يخدم صد خطر الإرهاب، وقالت: "مسألة استئناف عمل مجلس "روسيا- الناتو" يخص الزملاء في الأطلسي، إذ لم نوصد الأبواب، ولم نقطع أي قناة للاتصال. وكما يقال، فإذا أصبحت الآن بحاجتي فإنك ستجدني في المكان الذي كنت أنا فيه، حين لم تكن أنت بحاجتي. نواصل النظر إلى كل ذلك بمنظور فلسفي، ونتعامل مع الشركاء في جميع التفافاتهم بشكل متوازن، وحتى حينما انتابنا الغضب العارم حيال حالة الإجحاف الوحشية هذه، إدراكا منا أن التطورات تخضع لعامل التداور".
وشددت زاخاروفا كذلك على ضرورة "أن يدرك الجميع في الوقت الراهن، وببساطة حقيقة مثول خطر لا يمكن صده إلا بالعمل الجماعي".

أحداث باريس توحد
وحول احتمالية التدخل البريطانى في مواجهة داعش، قالت المسئولة الروسية " بوسعي التأكيد أنه ما من داع لتوجس بريطانيا من أي أمر على هذا الصعيد، وإذا ما توفرت لدى بريطانيا الرغبة في طرح بعض الأفكار عبر مجلس الأمن الدولي، فإنه يتعين عليها رفع السماعة والاتصال بمندوبها لدى مجلس الأمن وإبلاغه بالتكليف اللازم، مضيفة بقولها" نحن لم نقدم أبدا على تعطيل أي مبادرة تندرج في إطار المنطق، وتستند إلى القانون الدولي، موقفنا واضح بالمطلق، ويتمثل في ضرورة العمل المشترك بما لا يستهدف تدمير الدولة السورية".
يأتى ذلك في الوقت الذى قال فيه جيريمي كوربين رئيس حزب العمال المعارض في بريطانيا إن الحزب سيبحث اقتراحات تقدمت بها الحكومة للبدء في توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش في سوريا بعد عامين على عرقلته قيام بريطانيا بعمل عسكري هناك، موضحا إن حزب العمال سيدعم أي إجراء ضروري لحماية الشعب وسيبحث اقتراحات الحكومة التي يقودها المحافظون إثر هجمات باريس الأخيرة. 
أضاف خلال اجتماع حزبي في بريستول بجنوب غرب انجلترا "حزب العمال سيتصدى دائما لأي تهديد لهذا البلد ولشعبنا. لن نترك بريطانيا أبدا دون حماي، لكن كوربين دعا في الوقت عينه إلى نهج مختلف في السياسة الخارجية وتسوية شاملة.
ويسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى نيل موافقة البرلمان على التحرك عسكريا ضد الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن عارض حزب العمال هذا الإجراء عام 2013.
وقال المتحدث باسم كاميرون إن رئيس الوزراء سيلتقي بالرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند يوم الاثنين لمناقشة الحرب على المقاتلين المتشددين في سوريا والعراق.
ويري محللون أن أحداث باريس والطائرة الروسية في سيناء، عجلت من التعاون الغربي لملاحقة عناصر تنظيم داعش في سوريا والعراق، وتكثيف الجهود الغربية لمحاصرة طر هذه الجماعات، بعد ان نقلت عملياتها إلى قلب أوروبا، والبحث عن حلول دولية لمواجهة التنظيم الارهابي

أحداث باريس توحد
من جانبه قال بريت ماكجيرك المبعوث الأمريكي الخاص بالتحالف الدولي لمحاربة داعش " أن جماعات عربية وكردية تجهز في الوقت الحالي للتقدم بمساعدة القوات الخاصة الأمريكية لعزل منطقة الرقة شمالي سوريا، التي تعد أحد أهم معاقل "داعش"، موضحا أن هجمات باريس وحدت الرأي العام العالمي حول التهديد الذي يمثله الإرهاب، وسوف تتكثف الجهود العسكرية استجابة لهذا التهديد، مؤكدا في السياق الحاجة لمزيد من التعاون الاستخباراتي للتعامل مع الشبكات الجهادية في أوروبا ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق.
أشار المبعوث الأمريكي إلى أن إجراء قويا يُتخذ في الوقت الحالي ضد "داعش" في سوريا، مبينا أنه سيتم إرسال فريقين إلى أرض الميدان لدعم ومساعدة القوات إضافة إلى تقديم الاستشارات العسكرية ومساندة القوات في عزل الرقة، مؤكدا على أنه لا يريد تحديد موعد لانتهاء العمليات العسكرية إلا أنه أفاد أن العالم سوف يرى نهاية للأزمة على مدار الأسابيع القليلة المقبلة.
على الجانب الآخر نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا حول الاستراتيجية المتطورة التي يعتمدها تنظيم "داعش" موضحة أن "داعش" أصبح يعتمد على محور العمليات الميدانية والمركزة في سوريا والعراق، ومحور العمليات المباغتة في الدول الغربية، واعتبرت أن تنظيم الدولة يملك فعلا مقومات الدولة، وينبغي مواجهته على هذا الأساس.
قالت الصحيفة إن تنظيم الدولة يتميز عن بقية المجموعات الجهادية بالاستراتيجية المتطورة التي يعتمدها، فهو قادر على شن هجمات حربية تقليدية، وخوض حرب الشوارع، وممارسة الإرهاب في المدن، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الحركات المسلحة.