بوابة الحركات الاسلامية : مجددًا.. "بوكو حرام" تنفذ تفجيرات "الكاميرون" باستغلال الانتحاريات (طباعة)
مجددًا.. "بوكو حرام" تنفذ تفجيرات "الكاميرون" باستغلال الانتحاريات
آخر تحديث: الأحد 22/11/2015 12:19 م
مجددًا.. بوكو حرام
مع احتدام الأوضاع في العالم الغربي والعربي وكذلك الإفريقي، أصبحت العمليات الإرهابية شبه يومية؛ حيث تشكل الجماعات الجهادية المسلحة خطرًا جسيمًا على العالم بأكمله، في ظل ما تشهده بعض الدول هذه الفترة من تفجيرات وعمليات انتحارية تقوم بها تلك الجماعات في دول مختلفة.
مجددًا.. بوكو حرام
كان آخر هذه العمليات الإرهابية تلك التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وأعقبتها تفجيرات بلدة مالي الإفريقية، والذي راح ضحيته المئات من الأشخاص الأبرياء.
وعقب التفجيرات التي شهدها إحدى الفنادق في باماكو بمالي، شهدت شمال الكاميرون تفجيرًا انتحاريًّا قتل على إثره عشرة أشخاص، وجرح عشرة آخرون في هجوم مسلح يعتقد أنهم من جماعة "بوكو حرام" في منطقة تقع بأقصى شمال الكاميرون، المحاذية لنيجيريا معقل الجماعة المسلحة.
وقال قائد عسكري كاميروني: إن الأرقام الأولية تتحدث عن عشرة قتلى، بينهم منفذ الهجوم بالإضافة إلى عشرة جرحى.
وقال نائب المنطقة العسكرية الرابعة بمنطقة أقصى الشمال الكاميروني: إن التفجير الانتحاري استهدف قرية فوتوكول الواقعة على الحدود مع نيجيريا، لافتًا إلى أن جماعة "بوكو حرام" هي من يقف وراء الهجوم، دون أن يقدّم المزيد من الإيضاحات بخصوص هوية الضحايا.
وأوضح أن فتاة تحمل حزامًا ناسفًا فَجَّرَت نَفْسَها بمقر الزعامة التقليدية؛ "سلطة تقليدية" لها كلمتها في تلك الأنحاء ببلدة فوتوكول.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين قالت الشهر الماضي: إن جماعة "بوكو حرام" نفذت هجمات عديدة في الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا هذا العام، مشيرة إلى أن الجماعة تسعى لتحويل المنطقة القريبة من بحيرة تشاد إلى منطقة حرب.
شكلت بلدان حوض بحيرة تشاد الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد قوة مشتركة لمواجهة المد المتنامي للجماعة المسلحة في المنطقة والقضاء عليها، ومنع توسّعها إلى بلدان أخرى.
وتواصل الجماعة الإرهابية "بوكو حرام" عملياتها الإجرامية، باستغلال النساء الأرامل، وفق ما قال متابعون؛ حيث بدأت بعض الدول ترفع حالة الحظر لمواجهة تفشي ظاهرة استخدام النساء في العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعة الإرهابية "بوكو حرام".
وتستغل الجماعة الإرهابية النساء للدفع بهن كورقة لمواجهة الجيوش؛ حيث يشير محللون إلى أن التنظيمات الجهادية تجد في "الأرامل السوداء" تكتيكًا فعالًا في عملياتها؛ لما يتمتعن به من ميزات لا تتوفر لدى الانتحاريين الذكور.
وتعتبر الانتحاريات، هي وسيلة "سرية" لارتكاب "بوكو حرام" المزيد من العمليات التفجيرية.
مجددًا.. بوكو حرام
وكانت بوابة الحركات الإسلامية تناولت كيفية استغلال جماعة "بوكو حرام" للنساء في العمليات الإرهابية الخاصة بها.. 
حيث تتجه الأرامل وفق ما أكد مراقبون إلى وسيلة الانتحار كنوع من الهروب من حياتهن البائسة، وهذا ما تستغله الجماعة للقيام بالمزيد من العمليات الإرهابية.
الجدير بالذكر أنه على مدار الشهر الجاري، لقي أكثر من عشرين شخصًا مصرعهم في تفجيرات بدول إفريقية عديدة على رأسهم نيجيريا معقل "بوكو حرام"، ووفق التقارير تم نسبة التفجيرات إلى نساء نجحن في اختراق الأماكن التي نفذت فيها العمليات محملات بعبوات ناسفة تحت ملابسهن.
ووفق التقارير العالمية فإن الانتحاريات ينتمين لجماعة "بوكو حرام"، التي تسيطر على عدد من دول إفريقيا، وتتبع جماعة "بوكو حرام" نفس نهج التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث إنها قامت بمبايعة الأخير من قبل، ولكن "بوكو حرام" فاقت العمليات الانتحارية التي يرتكبها داعش بمراحل.
وتعود بداية استخدام الانتحاريات إلى ما يعرف بالجماعات الـ"ماركسية"، والتي بدأت في استخدام النساء كانتحاريات، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ففي لبنان، في منتصف الثمانينيات، قامت ناشطات في الحزب السوري القومي الاجتماعي بهجمات عن طريق سيارات مفخخة استهدفت الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي لأنطوان لحد.
كذلك كانت أبرز الحركات الثورية التي استخدمت النساء في عملياتها المسلحة فكانت حركة "نمور التأميل السريلانكية الانفصالية"؛ حيث تمكنت إحدى الانتحاريات التابعة للحركة من اغتيال رئيس الوزراء الهندي السابق راجيف غاندي في عام 1991، بعد أن وضعت إكليلًا حول عنقه في اجتماع سياسي حاشد.
يرى مراقبون أنه منذ حوالي عقد من الزمن، تبنت التنظيمات المسلحة هذه سياسة هجومية عن طريق استخدام الانتحاريات؛ حيث كانت بدايتها مع الجهاديين في الشيشان، بين عامي 2000 و2004؛ حيث هاجمت الانتحاريات اللاتي غالبًا ما يشار إليهن باسم "الأرامل السوداء"، أهدافًا عسكرية روسية في الشيشان وعلى المدنيين في روسيا، كما حاولن اغتيال الرئيس الشيشاني أحمد قديروف.
مجددًا.. بوكو حرام
وتعود أشهر العمليات الانتحارية لامرأة جهادية عراقية تدعى "ساجدة الريشاوي"، في نوفمبر عام 2005، حين استهدفت فندقًا في العاصمة الأردنية عمان، ذهب ضحيته العشرات، من بينهم المخرج العالمي مصطفى العقاد.
للمزيد عن ساجدة الريشاوي.. اضغط هنا
وتتمتع الانتحاريات بميزات لا تتوفر لدى الانتحاريين الذكور، فالنساء يسهل عليهن عبور الحواجز الأمنية دون التعرض إلى كثير من التفتيش؛ حيث إن هناك تقاليد اجتماعية وثقافية في بعض البلدان الإسلامية تمنع تفتيش النساء، وغالبًا ما تغطي النسوة وجوههن بما يعرف بـ"البرقع" أو "النقاب"، وبالتالي يمكن إخفاء المتفجرات بسهولة تحت هذا النوع من الملابس.
ولجأت بعض التنظيمات إلى استخدام رجال يرتدون ملابس نسائية في بعض عملياتهم؛ نظرًا لعدم توفر العدد الكافي من العنصر النسائي، ومن هنا لجأت جماعات مثل "بوكو حرام" إلى عمليات اختطاف النساء والفتيات بقصد استخدامهن كحاملات للعبوات الناسفة.
كانت كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن زعيم جماعة "بوكو حرام" محمد أبو بكر شيكو، يستخدم الفتيات الصغيرات اللاتي لا تتعدى أعمارهن 10 سنوات في عمليات انتحارية.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف، من الاستخدام المتزايد للفتيات في تنفيذ الهجمات الانتحارية، لصالح جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المتطرفة.
ووفق إحصائيات فقد ارتفع عدد النساء الانتحاريات في صفوف جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، والذي قدر بـ50 امرأة خلال عام، وهو أكثر رقم مسجل إلى الآن، له غرض مزدوج فاستخدام النساء في الهجمات الانتحارية يساعد "بوكو حرام" على مواصلة حربها، وفي نفس الوقت يقلل من عدد الأفواه التي يجب إطعامها، خاصة بعد أن فقدت الكثير من مناطق النفوذ التي كانت تسيطر عليها وتمدها بالتمويل.