بوابة الحركات الاسلامية : مخاوف الجاليات المسلمة بعد هجمات باريس (1 من 2 ) (طباعة)
مخاوف الجاليات المسلمة بعد هجمات باريس (1 من 2 )
آخر تحديث: الخميس 26/11/2015 09:00 م
احمد يوسف احمد يوسف
منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية, تصاعدت العمليات الإرهابية على القاره الأوروبية من قبل تنظيمات جهاديه اسلاميه متطرفة. وقد حظيت فرنسا بنصف هذه الهجمات تقريبا ومعظمها كانت على باريس العاصمة الفرنسية . وبالتأكيد فأن اصرار فرنسا على محاربه الارهاب تاريخيا في عده مناطق حول العالم هو ما يفسر تعرضها لمثل هذه الهجمات. وجاءت هجمات 14 نوفمبر 2015 لتؤكد هذا المعنى حيث شاركت فرنسا مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشن هجمات ضد داعش وتحديدا في يوم 27 سبتمبر , عندما قامت بقصف مواقع لداعش بسوريا وما يهمنا في هذا المقال ومدى ردود الافعال على المجتمع الفرنسي والمجتمع الاوروبي عقب الهجمات الأخيرة , خاصه وان فرنسا من اكبر الدول الأوروبية التي يعيش على ارضها جاليه اسلاميه, حيث يعتبر الاسلام هو الديانة الثانية في فرنسا ويتراوح نسبه المسلمين الى حوالي 8.5 % من عدد السكان ومعظم مسلمي فرنسا نازحين من دول المغرب العربي حيث يشكلون 82 % من مجمل مسلمي فرنسا الى جانب 9.3 % من افريقيا جنوب الصحراء و 8.6% من تركيا و1. % فرنسيون تحولوا الى الاسلام ولقد حظي مسلمي فرنسا بالعديد من المكتسبات حيث توفر الحكومة الفرنسية اراضي لبناء مساجد في جميع مدن فرنسا ولا توجد اي ضغوطات على عقائد المسلمين , كما ان معظم المحلات التجارية الكبرى تعمل على توفير اللحم الحلال طوال السنه . ولان فرنسا دوله علمانية منذ عام 1905 فان الدستور الفرنسي في مادته الثانية يقر ( جمهوريه علمانية , لكنها تحترم كل الاديان) ولقد استوطن المسلمون في فرنسا منذ عام 96 هجريا ومرورا بالفتوحات الإسلامية والحملات الصليبية على الشرق , اتجه كثير من المسلمين الى فرنسا , اما في العصر الحديث ومع بداية القرن العشرين بدأت الحكومة الفرنسية وارباب الاعمال استجلاب الايدي العاملة من المستعمرة الجزائرية لسد العجز في الايدي العاملة في الصناعة. ثم تطور الامر الى اقدام فرنسا على التجنيد الاجباري لعدد كبير من المسلمين من مستعمراتها الجزائر والمغرب وافريقيا الغربية . لقد سمح الاحتلال الفرنسي لهجره اعداد ضخمه من المسلمين لفرنسا حتى بعد الاستقلال حيث استمرت فرنسا في سياسه تشجيع جلب اليد العاملة من مستعمراتها ومحمياتها القديمة ومن هنا ندرك ان معظم الجاليات من المسلمين في فرنسا هم من ابناء واحفاد الطبقة العاملة الوافدة من المغرب العربي وخاصه الجزائر , هذا لا يمنع من ان يكون هناك ما يقرب من 8% من هذه العمالة تلتحق في وظائف عليا كمهندسين واطباء ... الخ. وقد تأتي اعداد اخرى للدراسة والتعليم وفي الحقيقة ان الحكومة الفرنسية سمحت للمسلمين بإنشاء العديد من المؤسسات الدينية اهمها ( المعهد الاسلامي) والذي يعرف بمسجد باريس او المسجد الكبير ويتبعه عدد كبير من المساجد في انحاء فرنسا ثم يأتي ( اتحاد المنظمات الإسلامية ) وهو تنظيم يعتبر نفسه امتدادا للإخوان المسلمين ويدير عدد من المساجد والمدراس وينظم ملتقى سنويا للمسلمين في فرنسا , ويدير الاتحاد معهدا اسلاميا يحمل اسم المعهد الاوروبي للعلوم الإنسانية ويقوم بنشر الكتب باللغة الفرنسية , ثم يأتي بعد ذلك ( الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا ) والتي تأسست في عام 1985 برعاية رابطه العالم الاسلامي وهي تعتني بشأن الفرنسيين الذين يعتنقون الاسلام. واخيرا تأتي ( جماعه الدعوة والتبليغ ) والمعروف عنها انها من اصل هندي وتتوخى العمل في الحقل السياسي ومعظم عناصرها متجولون زاهدون وهم يكرسون حياتهم لإعادة اسلمه من ابتعدوا عن الاسلام او محاوله كسب انصار جدد وهم يملكون العديد من المساجد والمصليات في كبرى المدن الفرنسية وتدعمهم بعض الدول مثل السعودية ودول الخليج ومسموح للمسلمين بناء مدارس او معاهد اسلاميه وقد تكون هناك بعض الكتاتيب ملحقه بالمساجد لكنها لا يجوز لها اعطاء اي شهادات رسميه , كذلك المدراس الابتدائية والمعاهد الدينية . من الواضح انه لا توجد مشاكل ذات بعد عنصري لدى مسلمي فرنسا وان كانت هناك مشاكل مثل البطالة او الخدمات او الحصول على وظائف خاصه في الاحياء المسلمة الفقيرة التي يقطنها المسلمون وتعاني من التهميش وتتحول مفرخه للعناصر الإرهابية لعدم قدرتهم على التكيف مع واقع المجتمع الفرنسي , وهي شروط مثاليه لتصبح حاضنه امنه للكثير من الخلايا النائمة على ان ردود افعال الجالية الإسلامية بعد 14 نوفمبر 2015 جاءت قويه وداعمه ومؤكده على ان المسلمون جزء من المجتمع الفرنسي وانهم لا يقبلون التطرف بكافه اشكاله حيث خرجت خطب يوم الجمعة الماضي خرجت موحده وفي اجواء حماسيه من قبل جميع الطوائف الإسلامية خاصه في باريس , حيث احتشد المصلين في المساجد خاصه مسجد الكبير وتم توحيد خطبه الجمعة لتدين الاعمال الإرهابية وتؤكد على وحده النسيج الوطني الفرنسي وان المسلمين الفرنسيين هم احد مكونات المجتمع الفرنسي وقد ارتفعت حده هذه الاصوات في مواجهه بعض الدعاوي للانتقام من المسلمين عقب التفجيرات. وهذا ما دفع السيد بان كى مون الامين العام للأمم  المتحدة للتعبير عن قلقه عندما قال ( اشعر بالقلق العميق ايذاء تعرض المسامين للانتقام , ومزيد من التمييز نتيجة الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي , الامر الذي سيؤدي الى تفاقم الاغتراب الذي يتغذى عليه الارهابيون 
..... وبقيه الحديث في المقال القادم