بوابة الحركات الاسلامية : جدل جديد حول قوات برية في سوريا.. وموسكو تقترب من فرض أجندتها (طباعة)
جدل جديد حول قوات برية في سوريا.. وموسكو تقترب من فرض أجندتها
آخر تحديث: الخميس 03/12/2015 09:32 م
تفاهم غربي حول ضرورة
تفاهم غربي حول ضرورة قوات برية لمواجهة داعش
عاد الجدل مجددًا بشأن ضرورة إرسال قوات برية إلى سوريا لمكافحة تنظيم داعش وحصار التنظيم، بعد أن دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى نشر قوات برية "عربية وسورية" لمواجهة تنظيم داعش، بالرغم من الرفض السابق للولايات المتحدة بإرسال قوات برية للخارج، وهو ما ترتب عليه تباين المواقف الأوروبية بشأن هذه التصريحات، حيث رفضت ألمانيا المشاركة في هذه القوات، بينما رحبت روسيا وبريطانيا  بهذه الخطوة، وأكد مسئولين انجليز  امكانية المشاركة في هذه القوات قريبا، في الوقت الذى اعتبر فيه محللون بأن هذه الخطوة للهروب من العقوبات إذا تم التوصل إلى ادلة تثبت تعاون تركيا وامريكا للحصول على بترول داعش 
وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إرسال الولايات المتحدة مزيدًا من القوات لمحاربة تنظيم داعش في العراق لا يعني أنه سيسير على نهج الغزو الأمريكي للعراق في 2003، موضحًا في مقابلة مع شبكة سي. بي. إس "لن نشرع في غزو بالعراق أو سوريا على غرار غزو العراق بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء، لكني أبدي وضوحا شديدا في أننا سنضيق الخناق دوما على داعش وسندمرها في النهاية وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك".
جون كيري
جون كيري
من جانبه أكد كيري أنه من دون إمكانية تشكيل قوات برية جاهزة لمواجهة داعش، لا يمكن كسب هذا النزاع بشكل كامل بالضربات الجوية فقط، مقترحا نشر قوات "عربية وسورية" وليس غربية لهذا الغرض.
أضاف كيري "إذا تمكنا من تنفيذ عملية انتقال سياسي، سيكون في الإمكان جمع الدول والكيانات معا: الجيش السوري مع المعارضة، الولايات المتحدة مع روسيا، وغيرهم سيتوجهون لمحاربة داعش، متوقعًا فوزًا سريعًا في تلك الحالة، لكم أن تتخيلوا مدى السرعة التي سيتم خلالها القضاء على هذه الآفة، حرفيا في غضون بضعة أشهر، إذا كنا قادرين على التوصل إلى هذا الحل السياسي".
من جانبها صادقت الحكومة الألمانية على تفويض يتيح مشاركة جيشها في الحملة ضد تنظيم داعش وخصوصا في سوريا، في مهمة يمكن أن تحشد فيها 1200 عسكري.
واستبعد وزير خارجية ألمانيا شتاينماير الاستعانة بقوات برية في سوريا، داعيا قوات المعارضة السورية غير الإسلامية إلى التوحد ضد داعش، مؤكدا - خلال  اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالعاصمة الصربية بلجراد – أنه من المؤكد تماما عدم كفاية الهجمات الجوية لمكافحة "داعش"، ولكن لن تكون هناك قوات برية أوروبية في سوريا".
وشدد الوزير الألماني على ضرورة الاهتمام بألا تتناحر قوات المعارضة غير الإسلامية في سوريا ضد بعضها البعض، ولكنها يجب أن ترى تنظيم "داعش" عدوا مشتركا، ولابد من مواصلة العمل على هذا الأمر.
هل تنضم قوات برية
هل تنضم قوات برية غربية للقوات الايرانية للقتال ضد داعش؟
بينما قال قائد الجيش البريطاني السابق اللورد دانات إن دول بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة قد تجد نفسها مجبرة على إرسال قوات برية إلى سوريا إذا كانوا "جادين" في عزمهم على القضاء على داعش، مؤكدًا أنه بالرغم أن هذا الأمر مستبعد في مقترح يوم غد في مجلس العموم حول تدخل بريطانيا في سوريا، ورغم عدم الترحيب برؤية قوات بريطانية أو فرنسية أو أمريكية في سوريا، إلا أنه إذا كانت هناك جدية في القضاء وهزيمة داعش يجب التوصل إلى هذا الأمر.
وأوضح دانات أنه لا يريد أن نصل إلى ذلك، ولكن إذا كنا جادين في النجاح يتعين علينا أن ننظر في جميع الخيارات في مرحلة ما في المستقبل.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها اللورد دانات احتمال إرسال قوات برية إلى سوريا.
على جانب آخر دافع المتحدث باسم رئيس الوزراء عن قرار ديفيد كاميرون بتحديد يوم واحد فقط للمناقشات والتصويت على قصف سوريا، بعد أن اتهم حزب العمال رئيس الوزراء "بالاندفاع نحو الحرب".
وقال المتحدث إن النواب سيحصلون على عشر ساعات ونصف من النقاش لتوسيع مدى قصف داعش الى سوريا، حيث يبدأ ديفيد كاميرون النقاش، وينهيه وزير الخارجية فيليب هاموند.
كاميرون ومجلس العموم
كاميرون ومجلس العموم ضد داعش
من جانبه أكد الدكتور عوض شفيق أستاذ القانون الدولي بجينيف أن توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  بفرض الاجراءات الانتقامية الثأرية ضد تركيا، يتزامن معه تحول غير مسبوق في الموقف الأمريكي من الأزمة السورية، بعد أن دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سوريا والدول العربية إلى إطلاق عملية برية للقضاء على تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
أكد شفيق أن أمريكا بعد أن اكتشف أمرها بتورطها مع تركيا في إخفاء الأدلة بتهريب وسرقة البترول أرادات أن تتجنب مخاطر تهديد العراق بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بسرقة البترول وتهريبه إلى الأراضي التركية بمعاونة استخبارية أمريكية سعودية قطرية، اضطرت إلى إطلاق الدعوة بالوقوف إلى جانب سوريا في القيام بعمليات برية لمحاربة تنظيم داعش، والتخلي نظريا على الأقل عن فكرة الحل السياسي دون الأسد.
شدد شفيق على أن موقف برلين والاتحاد الأوربي في وضع حرج، بعد وعد الاتحاد الأوربي بتمويل تركيا ب 3 مليارات يورو للبقاء على اللاجئين السوريين، وعرض تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيناله الفشل...
كما نوه إلى أن المجتمع الدولي سيخضع لرغبة روسيا في توحد الجهود لمكافحة داعش  في تحالف واحد مع الحل السياسي بوجود الأسد، وربما من الأفضل أن يكون هذا التحالف في ضوء قرار مجلس الأمن الأخير بتدمير جماعة داعش الإرهابية.