بوابة الحركات الاسلامية : مسلمو فرنسا مخاوف وأمال (2) (طباعة)
مسلمو فرنسا مخاوف وأمال (2)
آخر تحديث: الخميس 03/12/2015 09:39 م
احمد يوسف احمد يوسف
لازالت كلمات السيد (بان كي مون ) الامين العام للأمم المتحدة والتي عبر فيها عن قلقه الشديد من ردود افعال المجتمع الاوروبي على الجاليات المسلمة بعد هجمات باريس , حيث قال مؤكدا ومقدما تعازيه الى حكومة وشعب فرنسا بعد الهجوم البشع يوم 14/11/2015 حيث قال ( ان الحاجه الى ان يكون رد المجتمع الدولي على تلك الهجمات الإرهابية مستندا الى التمسك بسياده القانون وان العالم لن يتمتع بالسلام او التنمية بدون احترام حقوق الانسان وان الصراعات العنيفة والتطرف في عالم اليوم غالبا ما يتجذران في خليط من التهميش وعدم المساواة وسوء اداره الموارد الطبيعية والتطرف والقمع والفشل في الحكم يؤدي الى الاحباط والعزلة كما يؤدي لعدم توافر الوظائف وفرص العمل .
وعلى الرغم من تخوفات بان كي مون الا ان المسلمين في فرنسا وفي اوروبا وامريكا اصبحوا ضحايا العمليات الإرهابية الأخيرة وقد زادت التصرفات المعادية للمسلمين بشكل عام وتم الربط بين المسلمين والعمليات الإرهابية الأخيرة , وعلى ذلك فقد تعرض مسلمو فرنسا الى العديد من الاعمال المعادية عقب الهجمات مباشرة, ففي وقت مبكر من يوم السبت وجد المصليين صلبانا حمراء بلون الدم مرسومه على جدار مسجد شرق باريس وذكرت صحيفه  لو باريزيان ان شعار ( انهضي يا فرنسا ) كان مكتوبا بالطلاء على جدار مسجد جنوب فرنسا بينما كتبت عباره ( الموت للمسلمين ) على الجدران في اجزاء مختلفة من  ايفرو الى الشمال من باريس . على ان زعيمه اليمين المتطرف الفرنسية (ماري لونين ) زعيمه الجبهة الوطنية اليمينية اعلنت ( على فرنسا اباده الاسلاميين المتطرفين وحظر المنظمات الإسلامية واغلاق المساجد التي تدعو الى التطرف وطرد الاجانب الذين يدعون الى الكراهية الدينية في فرنسا وكذلك المهاجرين غير الشرعيين ) كما شهدت بعض المدن الفرنسية مظاهرات معاديه للمسلمين , حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب بطرد المسلمين من البلاد وطالب العديد من المسلمين الساسة من الفرنسين بالتدخل لحمايه الجالية الإسلامية من الاعمال المعادية للمسلمين ومحاوله التهدئة ومحاوله شرح وتوصيف المعركة على انها معركه ضد الارهاب وليس ضد المسلمين.
لقد امتدت الاعمال المعادية للمسلمين الى خارج فرنسا , ففي كندا اندلع حريق في احد المساجد بكندا عقب الهجمات الإرهابية واكدت شرطه مدينه بيتربروج بمقاطعه اونتاريو الكندية ان الحريق الذي اندلع في مسجد السلام هو ( جريمة كراهية متعمده) وانه يجري التحقيق فيها وفقا لما نشرته (سي ان ان ) في حين اعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ( كير ) في بيان ان المركز الاسلامي في بطرسبرج ومساجد اخرى تلقت تهديدات عده بعد هجمات باريس. كما اظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي رجل يرتدي ( قناع جوكر ) يهدد بقتل مسلم كل اسبوع في كندا وقال الشاب ستكون هناك جرائم قتل في جميع انحاء كيبك وسنقوم بتصفيتهم جميعا واحدا بعد الاخر لقد تحملت اذى الاسلام بما يكفي , بينما وجه احد العنصريين شتائم تجاه فتاه مسلمه تدعى ( باتي) ترتدي حجابا في احدى محطات لندن قائلا لها أنتٍ ارهابيه وحثالة والمسلمون مسئولون عن قتل الضحايا في هجمات باريس , ولولا تدخل شاب بريطاني دافع عن الفتاه عندما حاول العنصري الاعتداء عليها , وقد اعلنت الأكاديمية الاسترالية المسلمة ( سوزان كارلاند ) بانها ستتبرع بدولار مقابل كل رساله كراهية تتلقاها ومن المعروف انها تتلقى رسائل تتهمها بالإرهاب وبانها كإمراه مسلمه محجبة توافق على العنصرية والذكورية والقتل والحروب , فضلا عن انها تريد احتلال استراليا عبر اللحم الحلال . كما تم رصد العديد من التحرشات اللفظية خاصه بالنساء المحجبات في بلجيكا وبريطانيا سواء من رجال او نساء او بعض رجال الامن خاصه في المحلات الكبرى ومحطات المترو.
اما في امريكا فقد اعلن ( ابراهيم هوبر ) المتحدث الرسمي باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وتعد اكبر جمعيه مسلمه للحريات المدنية انه بعد 14 نوفمبر وقعت عشرات الحوادث المعادية للسلام منه اطلاق النار على مسجد (ميريدن)  في (كونيتيكت) وتخريب مركز اسلامي في (بفلوغرفيل) في ولاية تكساس حيث لطخ الباب بالبراز ورسوم جرافتي صورت برج ايفيل رمزا لاعتداءات باريس  على جدران مركز اسلامي في (أوماها) بولاية نبراسكا  وفي تكساس رصدت اكثر من سته اعتداءات .
في هذه الاجواء المعادية يعيش مسلمو فرنسا واوروبا والغرب في حاله من الخوف بعد الهجمة التي استهدفتهم عقب احداث باريس وكان حزن مسلمي فرنسا عقب الاحداث مضاعفا , فهم تألموا للضحايا وتألموا ثانيه من الهجمة ضدهم والذي زاد من تخوفهم هو تصريحات العدائية لبعض الساسة . في الحقيقة ان حاله( الإسلاموفوبيا) التي تجتاح اوروبا والغرب حاليا من شأنها ان تساهم في زياده حده الكراهية بين الطرفين ومن الممكن ان ينتج عنها دقع الكثير من العناصر المسلمة المعتدلة للانحياز تجاه التنظيمات الإرهابية , خاصه بعد الشعور بالمظلومية في اطار الحياه اليومية ولابد ان يكون للمنظمات والجمعيات الحقوقية في اوروبا والغرب دورا مهما في الدفاع عن الحقوق المدنية للجاليات المسلمة ومحاوله كبح جماح موجه الكراهية المعادية , فمعظم مسلمو العالم يعادون الارهاب بكافه اشكاله وان ( داعش ) و(القاعده) و (جبهه النصرة ) و ( احرار الشام ) و( حزب الله ) لا تمثل غالبيه المسلمين , بل انها تحظى بالكراهية من معظم مسلمي العالم