بوابة الحركات الاسلامية : هل تكتفي موسكو بالعقوبات الاقتصادية على انقره....؟ (1من 2) (طباعة)
هل تكتفي موسكو بالعقوبات الاقتصادية على انقره....؟ (1من 2)
آخر تحديث: الثلاثاء 15/12/2015 09:17 م
احمد يوسف احمد يوسف
اكد الرئيس الروسي (فلاديمير بوتن ) خلال رسالته السنوية اما الجمعية الفيدرالية الروسية ( البرلمان ) قائلا ان ( النخبة الحاكمة في تركيا بدأت تتخبط وهي فقدت عقلها من خلال تعرضها لورسيا واسقاط الطائرة ودعمها للإرهاب ) كما اضاف ( اننا لن ننسى اسقاط تركيا لطائره روسيه ) مهددا في الوقت نفسه بان ( رد روسيا لن يقتصر على العقوبات التجارية ضد تركيا ) واكد بوتن ان اسقاط تركيا للطائرة الروسية على الحدود السورية ما هو الا لحمايه خطوط تجهيز (النفط المهرب ) اليها من داعش ووجه بوتن اتهاما صريحا لتركيا برعاية الارهاب ودعمه والاستفادة من تجاره النفط المهربة من سوريا والعراق. فيما اتهمت وزاره الدفاع الروسية عائله الرئيس التركي رجب طيب ارد وغان بالضلوع بشكل مباشر في تجاره النفط مع جماعه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) حيث اعلن اناتولي انتولوف وكيل وزراه الدفاع الروسي في مؤتمر صحفي (بحسب المعلومات المتوفرة فان اعلى مستوى في القيادة السياسية في البلاد رجب ارد وغان وعائلته ضالعون في الاعمال التجارية الإجرامية ) واكمل ( لقد غزوا منطقه في بلد اخر ونهبوها بوقاحه ) وردا على هذه الاتهامات فقد اعلن ارد وغان في تصريحات على هامش مشاركته في مؤتمر المناخ في باريس انه ( فور اثبات هذا الادعاء فان نبل امتنا يتطلب مني ذلك , لن اظل في منصبي ولكنني اسال السيد بوتن هل ستظل في منصبك في حال لم تثبت ذلك؟ ) واكد ارد وغان ان ( بلاده تتصرف بعقلانية في ازمه اسقاط الطائرة الروسية كما اكد ان تركيا متمسكة بعلاقاتها القوية مع روسيا , بينما نشرت عده وسائل اعلام روسيه صورا يظهر فيها نجل الرئيس التركي (بلال رجب ارد وغان) قاده في تنظيم داعش الارهابي كما اكدت مصادر روسيه ان ابنه الرئيس التركي سميه ارد وغان اشرفت على تجهيز مستشفى بالقرب من الحدود السورية لعلاج الجرحى التابعين لتنظيم داعش واكدت صحيفه (ترود ) الروسية ان ( بلال يقف وراء حادث استهداف الطائرة العسكرية الروسية واسقاطها على الحدود الروسية التركية كعمل انتقامي من موسكو لضربها اسطول تهريب النفط الذي يوصل النفط السوري المهرب الى بلال ارد وغان ) ويعد هذا هو اكبر دعم للتنظيم الذي يستخرج يوميا حوالي 300 الف برميل نفط ويحصل على عائد يقدر من 40 الى 50 مليون شهريا.
هذه هي الحرب الإعلامية التي نشبت بين الطرفين وفي هذا الاطار فان تركيا هي الطرف الاضعف , حيث ان قضايا الفساد في تركيا طالت فيما قبل عائله ارد وغان ونظرت اما المحاكم التركية , كما ان العالم كله يعلم حقيقه الدور التركي والقطري في دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة, سواء في يوريا او العراق او ليبيا , اما على المستوى الاقتصادي فقد بدأت روسيا حربا اقتصاديه غير معلنه على تركيا , حيث اعلنت مقاطعه البضائع التركية والعزوف عن السفر الى تركيا , كمان ان وزاره الزراعة الروسية اعلنت ان 15% من المنتجات الزراعية التركية لا تتطابق مع المواصفات المتبعة في روسيا وتوقفت المعاملة التفضيلية للصادرات التركية على الحدود , مما أدى الى اصطفاف شاحنات البضائع التركية على المنافذ الحدودية البريه والبحرية وفي مخازن الجمارك وقد يصل الامر الى احتمال فرض حظر على المنتجات الزراعية التركية او على الاقل تعزيز الرقابة على هذه المنتجات . ولكن هل تستطيع موسكو مواصلة وتوسيع العقوبات الاقتصادية على تركيا...؟ وهي بالأمس القريب دشنت عدة اتفاقيات مع الجانب التركي لزياده حجم الاستثمارات والتعامل التجاري بين البلدين وذلك اثناء زياره ارد وغان لروسيا وتحدث العالم بأسره عن طبيعة العلاقات المميزة بين موسكو وأنقره في الجانب الاقتصادي رغما عن الخلاف السياسي بينهما خاصه في قضايا الاقليم والحل السياسي في سوريا. ان حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا حسب بيانات هيئه الجمارك الفيدرالية الروسية وصل الى 31 بليون دولار العام الماضي ويرتفع الى 44 بليون دولار في حالة اضافه حجم تبادل الخدمات , وهو ما يشكل 4.6% من قيمه تجاره روسيا الخارجية واشار التقرير الى ان قيمه الصادرات الروسية الى تركيا وصلت الى 15 بليون دولار في الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي وتحتل تركيا المركز الخامس بين شركاء روسيا الاقتصاديين عالميا وتتقدم على جمهورتي بيلا روسيا وكازخستان شريكتي روسيا في الاتحاد الاقتصادي الاوراسي وقبل شهرين كشف رئيس البلدين بوتن وار دوغان خلال زياره الاخير لموسكو عن مخططات طموحه لرفع التبادل التجاري بين البلدين الى 100 بليون عام 2023 واكد الخبراء حينها ان ( الهدف واقعي في ظل تنامي العلاقات بين البلدين وعدم انضمام تركيا الى شركائها الغربيين في فرض عقوبات على روسيا ) وقد صرح وزير التنمية الاقتصادية الروسي أليكس أوليك موف ان روسيا وتركيا تعاملان على صوغ اتفاق للتجارة الحرة في مجالي الخدمات والاستثمارات ) وتأتي الخامات والغاز الطبيعي في المرتبة الاول للصادرات الروسية , بينما تأتي المواد الغذائية ومواد البناء والأقمشة والمنسوجات هي اهم الصادرات التركية وقد غطت المنتجات التركية السوق الروسية على خلفيه مقاطعه موسكو للمنتجات الغربية للبلدان التي فرضت عقوبات عليها بسبب الازمه الاوكرانية .
البقيه في المقال القادم