بوابة الحركات الاسلامية : فتوى سلفية تحرم الاحتفال بالمولد النبوي والكريسماس (طباعة)
فتوى سلفية تحرم الاحتفال بالمولد النبوي والكريسماس
آخر تحديث: الأحد 20/12/2015 04:45 م
فتوى سلفية تحرم الاحتفال
حينما يقترب موعد احتفال من الاحتفالين تخرج علينا الدعوة السلفية بأعضائها ومشايخها يصرخون في المساجد والقنوات الفضائية وعلى صفحات الجرائد ومواقعهم الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي يحرمون الاحتفال هذا وذاك، وهذا العام كالأعوام السابقة أفتى سلفيون بتحريم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، كما أصدروا فتاوى تحرم الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، فيما ردت دار الإفتاء وأعضاء بمجمع البحوث الإسلامية على هذه الفتاوى، بالتأكيد على أن الاحتفالات بالمولد النبوي تعتبر قربة إلى الله، كما أن تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد نوعا من أنواع البر. وفي هذا السياق أفتى
فتوى سلفية تحرم الاحتفال
الشيخ محمود لطفى عامر، الداعية السلفي، بتحريم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد واحتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف، مضيفاً: "الأعياد عند المسلمين عيدين فقط لا غير، عيد الأضحى وعيد الفطر". وقال "عامر" اليوم الأحد 20 ديسمبر 2015: "مسألة تهنئة النصارى بأعيادهم مسألة معادة ومكررة، وقد قتلت بحثا وطريق الهداية واضح وطريق الغواية واضح، فالإسلام ليس فيه تهنئة نصارى ولا أعياد ميلاد الرسول". وانتقد الداعية السلفي، الشيوخ التي تجيز تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، قائلا: "هؤلاء شيوخ مسيسة ومرتبطون بثقافة بلادهم، ولكن هناك علماء مرتبطون بالكتاب والسنة". وفيما يتعلق بان مثل هذه الفتاوى تبث الكراهية، قال "عامر": "النصارى لا يؤمنون بالرسول ونحن نعاملهم وفقا للكتاب والسنة، أما الناس اللي بتخاف من الكراهية تبحث عن إسلام جديد". في المقابل تقدم
فتوى سلفية تحرم الاحتفال
الدكتور أسامة القوصي، الداعية السلفي، بالتهنئة لأقباط مصر بمناسبة أعياد رأس السنة "الكريسماس"، مؤكداً أن تهنئة الأقباط بمثل هذه الأعياد ليس فيها حرمانية. وأشار "القوصي" إلى أن أغلب شيوخ التيار السلفى يحرمون تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، وهذا خطأ لأن مثل هذه الفتاوى تبث الكراهية. وقال الداعية السلفي: "لا دليل على تحريم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد بل هناك أدلة لاستحباب هذا الأمر في بعض المواقف ووجوبها في بعض الأحيان"، مؤكداً أن فتوى تحريم تهنئة المسلمين للأقباط في أعيادهم لا تصلح للشعب المصري، مشيرا إلى أن الفتوى تتغير من مكان إلى مكان. وعن استدلال البعض بفتاوى الشيوخ الكبار بالمملكة العربية السعودية كابن باز وابن عثيمين، قال "القوصي": "الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء هي المؤسسات الأكثر دراية بالفتاوى، التي تتناسب مع شعب مصر، كما تقول الحكمة أهل مكة أدرى بشعابها" مضيفاً: "الأقباط في الأصل يعتبرون أخوال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". وانتقد الدكتور أسامة القوصي، الداعية السلفي، الفتاوى التي تحرم الاحتفال بعيد رأس السنة "الكريسماس"، مؤكدا أن هذه الفتاوى تبث الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، مضيفاً: "المسلمون يحتفلون بسنة جديدة ويهنئون إخوانهم المسيحيين بعيدهم"، مضيفًا: "تهنئة المسيحيين لنا في أعيادنا لم تدخلهم الإسلام، ولا تهنئتا للمسيحيين أدخلتنا المسيحية، وهذه التهنئة من باب البر فقد قال الله تعالى "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، كما قال الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". وأضاف: "من البر رد التحية بتحية مثلها أو أفضل منها ورد التهنئة بتهنئة"، مضيفاً: "الفتاوى التي تحرم تهنئة المسيحيين والاحتفال برأس السنة خاطئة 100%"، مضيفاً: "بسبب هذه الفتاوى الناس ينبذون السلفيين الذين أصبحوا يسيرون على خطى الإخوان".
وفي نفس السياق قال مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد "جائز شرعًا"، ومن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب ومحبة النبي، التي هيّ أصل من أصول الإيمان، وصح عنه أنه صلى الله عليه وأله وسلم قال: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" رواه البخاري.
ورصد المرصد، فتوى 
فتوى سلفية تحرم الاحتفال
للشيخ سعيد عبدالعظيم، أحد قيادات الدعوة السلفية، يحرِّم فيها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ويعتبره من البدع والضلالات، قائلاً: "عمل المولد محدَثٌ لم يقع في عهد الصَّحابة-رضي الله عنهم- ولا الَّذين يلونهم ولا الَّذين يلونهم، فانخرمت القرونُ الفاضلة ولم يقع فيها الاحتفالُ بميلاد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإذا عُلِم أنَّه محدَثٌ فهو بدعة، وكلُّ بدعة ضلالة كما صحَّت بذلك الأخبارُ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"، مضيفًا أن العلماء اختلفوا في تحديد يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر أن بعضهم أنه ولد في رجب وليس في ربيع الأول، وهذا أدل على حرمة الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأيام.
وأوضح المرصد، في رده على تلك الفتوى التي تحرم الاحتفال بالمولد النبوي وتعتبره "بدعة"، أن جماهير العلماء سلفًا وخلفًا منذ القرن الرابع الهجري، أجمعوا عَلى مَشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، وبَيَّنوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ العَمل، بحيث لا يبقى لمن له عقلٌ وفهم وفكر سليم، إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث كانوا يحيون ليلة المولد بشتى أنواع القربات، من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين، مثل الحافظَين، ابن الجوزي، ابن كثير، الحافظ ابن دِحية الأندلسي، الحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
وأشار المرصد، إلى أن الاحتفال بمولد النبي هو من قبيل الاحتفاء به، والاحتفاءُ به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامته الأولى، حيث علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فَعَرَّفَ الوجودَ بأسره، وباسمه وبمَبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكونُ كله في سرور دائم وفرحٍ مُطلق بنور الله، وفَرَجِه ونِعمته على العالمين وحجَّته.
وذكر المرصد، أن السنة النبوية ذكرت الكثير من الأدلة، على أن الصحابة كانوا يحتفلون بالنبي، مع إقراره لذلك وإذنه فيه، فعن بُرَيْدَةَ الأسلمي رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وأله وسلّم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداءُ فقالت: (يا رسول الله، إنِّي كنت قد نذرت إنْ ردَّكَ الله سالمًا أن أضربَ بينَ يَديْكَ بالدَفِّ وأتغنَّى)، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وأله وسلّم: (إن كنت نَذرت فاضربي، وإلا فَلا)".
ولفت المرصد، إلى أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم، كان يحتفل بميلاده الشريف، وسنَّ لنا بنفسه الشريفة الشكرَ لله تعالى على ميلاده الشريف، حيث صحَّ عنه إنه كان يصوم الاثنين، ويقول: "ذلك يومٌ ولدتُ فيه" رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة.
وأضاف المرصد، أن المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه؛ حيث عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وأله وسلم بأنه "رحمة للعالمين"، وهذه الرحمة لم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم، وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}.