بوابة الحركات الاسلامية : حزب النور وعدائه للمرأة في برلمان 2016 (طباعة)
حزب النور وعدائه للمرأة في برلمان 2016
آخر تحديث: الخميس 24/12/2015 01:57 م
حزب النور وعدائه
لازال حزب النور يصر على عدائه للمرأة والتمييز بينها وبين الرجل حتى على المستوى السياسي، فقد أثار قرار نواب حزب النور بعدم حضور الجلسة الافتتاحية للبرلمان، بسبب ترؤس الدكتور آمنة نصير للجلسة الأولى، غضب الكثير من المصريين سواء كانوا مهتمين بالشأن العام أم لا، فقد تصاعدت الأصوات المطالبة بحل حزب النور واقصاءه من الحياة السياسية بسبب تلك التصريحات التي تحمل تمييزا ضد المرأة وانتهاك لمفهوم المواطنة والديموقراطية التي استغلهم حزب النور لمحاولة الوصول الى السلطة. 
ولقد استنكرت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف وعضو مجلس النواب، والتي تترأس الجلسة الأولى للبرلمان باعتبارها الأكبر سنا، تصريحات نواب حزب النور والتي أعلنوا فيها عدم حضور الجلسة الأولى للبرلمان رفضا لمبدأ "ولاية المرأة".
وقالت "نصير"، إنها لن تعر لمثل هؤلاء أي اهتمام، كما أنها ترفض الرد عليهم مكتفية برد المواطنين، بجانب عدد المقاعد التي حصلوا عليها في البرلمان التي هي خير شاهد على إدراك الشعب لنفاقهم.
وأضافت عضو مجلس النواب أنها أشرفت على أكثر من 200 رسالة دكتوراه، وتم تكريمها من الداخل والخارج ومن البرلمان الأوربي، وتتلمذ على يدها الكثير، وعملت في العديد من الجامعات بالخارج، مشددة على أن موضوع تولى رئاسة الجلسة الافتتاحية، أمر قدري بحت لا يد لها فيه، وهى إرادة الله ليس لأحد دخل فيها.
واستند نواب النور إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، بينما يرى الخبراء أن تصريحات النور في هذا الصدد تعد نفاقا، نظرا لأنه كان يضم على قوائمه سيدات ومسيحيين، ويرى آخرون أنها مخالفة للدستور، لأننا نعيش في دولة مدنية، ولا يجوز استبعاد أحد، فيما يعلق البعض بأن التصريحات ترجع بالنور إلى عصر ما قبل التاريخ، وأن الحديث الشريف كان يُقصد به أمر آخر.
وقال
حزب النور وعدائه
الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، إن تهديد النور بعدم حضور الجلسة الإجرائية للبرلمان، بسبب ترؤس الدكتورة آمنة نصير للجلسة، دلالة عن أن النور حزب منافق.
وأضاف السعيد: «حزب النور كان يضم بقائمته نساء ومسيحيين، فماذا لو ترأست الجلسة الأولى مسيحية مترشحة على قوائم النور، هل كان سيبكي ويشق الجيوب».
وتابع: «الحزب وافق على دخول نساء ومسيحيين على قوائمه، والآن يرفض ترؤس المرأة الجلسة الأولى، بالرغم من أنها ليست رئيسة للبرلمان، لافتا إلى أن استنادهم إلى حديث الرسول، «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» في غير محله، لأن النبي يقصد به أمرا آخر».
ومن جانبه، قال
حزب النور وعدائه
قال جورج إسحق، مقرر لجنة الحقوق السياسية والمدنية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، إن تهديدات نواب النور بعدم حضور الجلسة الإجرائية بالبرلمان، بسبب ترؤس الدكتورة آمنة نصير للجلسة، تخلف، نظرا لأننا نبني دولة مدنية حديثة وليست دولة دينية.

وأضاف "إسحاق": «تصريحات النور لا تليق ولا تتفق مع الدستور، لأن الدستور يؤكد على المواطنة ولا يفرق بين رجل وامرأة ومسلم ومسيحي، ولا يتوافق مع الدولة المدنية الحديثة مثل هذه التصريحات التي يخرجها حزب النور».
وقال المستشار "نور علي"، الفقيه الدستوري، إن تهديدات النور بعدم حضور الجلسة الإجرائية، لن تؤثر على المجلس، نظرا لأن التشكيل النهائي للمجلس تم وسينعقد المجلس من غيرهم.
وأضاف: «القانون يقر بأن يترأس الجلسة الأولى في البرلمان، أكبر الأعضاء سنا، سواء كان رجلا أو امرأة أو مسيحيا، والدكتورة آمنة نصير ترأست الجلسة الأولى بالصدفة، ولا يؤثر ذلك على الانعقاد وصحة التشكيل».
وتابع: «حال عدم حضور النور الجلسة الإجرائية، لن يكون لهم حق التصويت في انتخاب الرئيس والوكيلين، لأنه لن يتم تنازل آمنة نصير إلا بعد انتخاب الرئيس والوكيلين، وإذا أصروا على موقفهم لن يشاركوا».
كما أشار
حزب النور وعدائه
نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع، إلى أن تهديدات حزب النور بعدم حضور الجلسة الأولى في البرلمان بسبب ترؤس امرأة للجلسة رجوع إلى الوراء.
وأضاف زكي: «النور لا ينتمي إلى هذا العصر الحديث، لكنه ينتمي إلى العصور القديمة، لا يريد التطور مع مقتضيات العصر، والسير للأمام، حيث إنه في حالة تولي امرأة رئيسة الجمهورية ماذا يفعل النور، وأيضا في حال تولي هنري كلينتون لأمريكا، كيف يتعامل، مع أكبر قوة في العالم».
وتابع: «بداية غير مبشرة للنور بالمجلس، نظرا لأنهم يريدون الرجوع لما قبل التاريخ، وفي حال عدم حضورهم الجلسة الإجرائية، سيحرمون من اختيار رئيس البرلمان، والوكيلين، ويكونون قد اختاروا العقاب، لكن هناك أمورًا أخرى إذا لم يهتموا بها فسيعاقبون، مثل الوقوف أثناء النشيد الوطني».
كثيرة هي مواقف حزب النور المترددة، كما هي كثيرة فتاوى الدعوة السلفية واعضائها حول الانتخابات وولاية المرأة والأقباط وما يرتبط بالحياة السياسية التي هم حديثي العهد بها، ومن الواضح ان اشكالية حزب النور الرئيسية ترجع الى تلك العقلية المتحجرة او التي تم تجميدها فلا تتجاوز اجتهادات ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب النجدي، رغم ان بين الرجلين فروق كبيرة وكثيرة، الا ان طريق انتاج الفتوى المؤدية للمواقف واحدة، فقيادات النور والدعوة السلفية انما يفكرون بتلك الآليات النقلية والتي لا تتناسب مع الواقع المعيش من قريب او بعيد، وهذا ما يدخلها دوما في صدام مع الواقع.