بوابة الحركات الاسلامية : إعدام باقر النمر.. السعودية بين الدعوات الإيرانية والموقف الداخلي (طباعة)
إعدام باقر النمر.. السعودية بين الدعوات الإيرانية والموقف الداخلي
آخر تحديث: السبت 02/01/2016 12:33 م
إعدام باقر النمر..
أعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم السبت 2 يناير 2016، تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ نمر باقر أمين النمر، و46 آخرين من المواطنين السعوديين.

إعدام النمر

إعدام النمر
ذكرت وزارة الداخلية السعودية بأن المحكومين بالإعدام "تبنوا أفكارًا متشددة"، وقد قضت محكمة سعودية في 15 أكتوبر 2014 بإعدام الشيخ النمر، بعد محاكمته بتهمة "إثارة الفتنة" في البلاد، وذكرت المحكمة، في حيثيات حكمها، أن النمر "شَرّه لا ينقطع إلا بقتله".
وأدين الشيخ النمر، الذي وصفته المحكمة بأنه "داعية إلى الفتنة"، بعدة تهم، من بينها "الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها؛ وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة".
وكما توقعت بوابة الحركات الإسلامية، أن القرار السعودي سيكون بالإعدام، ولن يكون هناك عفو ملكي، وذلك عقب التصريحات المتصاعدة والعدوانية ضد المملكة العربية السعودية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجماعات والأحزاب والميليشيات السعودية في عدد من الدول العربية والإسلامية، خاصة العراق والبحرين ولبنان.
للمزيد عن تأثير قرار الحكم بإعدام "نمر باقر النمر" اضغط هنا
وللمزيد عن نمر باقر النمر، اضغط هنا  

ما بعد حكم الإعدام

ما بعد حكم الإعدام
توقعات بوقوع بعض أعمال الشغب في المنطقة الشيعية خاصة في مدينة القطيف، ولكن وجود العقلاء من علماء الشيعة في القطيف قد ينزع فتيل الفاتنة في المملكة.
وأکد محمد النمر، شقيق الشيخ الشيخ النمر، أن إعدام أخيه هو ردة فعل سلبية علی مواقفه ونطلب من الجميع أن تکون ردات فعلهم في الإطار السلمي، مضيفًا: "نطلب أن تکون ردات الفعل بمستوی الحدث الشنيع علی أن لا تتخطی الحدود السلمية".
وشهدت منطقة القطيف تعزيزات أمنية تحسبًا لأي رد فعل خارج النظام العام والقانون، فيما يتوقع المراقبون أن تسير الأمور بشكل هادئ، إلا من بعض التجاوزات القليلة.

ردود أفعال متوقعة:

ردود أفعال متوقعة:
وخرجت الكثير من ردود الأفعال المنددة بالحكمة وتحمل لهجة "القلق" والإدانة، وستتولي الجماعات والأحزاب ووسائل الإعلام القريبة والصديقة لإيران نبرة هجومية وانتقادية ضد السعودية، كما حدث إبان تصديق الحكم عليها وتكرارا لمشهد اعتقال القيادي الشيعي في نيجيريا إبراهيم الزكزاكي.
فقد اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون "الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق" محمد الصيهود، السبت، أن تنفيذ حكم الاعدام بحق نمر باقر النمر يراد منه "إشعال المنطقة" من جديد، مبيناً أن إعدام النمر هو دليل على دعم "آل سعود للتيارات التكفيرية".
فيما استنكر، الأمين العام لمنظمة بدر الشيعية في العراق، هادي العامري، إقدام السلطات السعودية على إعدام العالِم الديني الشيخ نمر باقر النمر.
كما ندد رئيس «حزب التوحيد العربي» في لبنان المقرب من إيران وحزب الله، الوزير السابق وئام وهاب، بإقدام سلطات آل سعود علی إعدام النمر، علی خلفية معتقده الديني ومواقفه السياسية، واصفًا هذه الخطوة بأنها "جريمة سعودية جديدة". على حد قوله.
كما استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان جريمة إعدام الشيخ نمر باقر.
واستنكر نائب رئيس "مجلس وحدة المسلمين في باكستان" السيد شفقت الشيرازي، إعدام الشيخ نمر باقر النمر، معتبراً قرار الإعدام تحدٍّيًا لمشاعر ملايين المسلين، مضيفًا أن تظاهرات جماهيرية ستنطلق عصر اليوم في باكستان استنكاراً لتنفيذ حكم الإعدام.
وأكد النائب الكويتي صالح عاشور أن "الشيخ نمر باقر النمر لم يقتل أي شخص ولم يفجر أي مكان، وهو فقط طالب بالحرية والحقوق، وكان سلاحه الكلمة واللاعنف، ودفع ثمن شجاعته في زمن قل من أمثاله".
ونظم العشرات من الإيرانيين تظاهرة أمام السفارة السعودية في طهران، كما عبر الإعلام الإيراني عن غضبه لتنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، ضمن 47 إرهابيًّا شاركوا في عمليات تنظيم "داعش"، وفقا لبيان الداخلية السعودية. ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية رجل الدين الشيعي بـ"الشهيد المجاهد"، الذي عرف بحراکه السلمي المشفوع بالمنطق والإيمان والدفاع عن المظلومين والمحرومين، وقالت إنه اليوم يدفع ضريبة معارضته، حسب زعمها. 
واعتبر عضو مجلس الأمن القومي في البرلمان الإيراني حسين نقوي: جريمة إعدام الشيخ النمر أسوأ من جرائم "داعش".
كما أكد المرجع الشيعي آية عباس الكعبي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، أن "دم الشهيد الشيخ نمر النمر سيفعّل قضية مكافحة الاستبداد في المنطقة، وهي نقطة بداية للعدّ العكسي للحكومات العميلة والمُجرمة في المنطقة". بحسب قوله.
ودعا عضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله السيد أحمد خاتمي منظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ موقف تجاه الجريمة التي أقدم عليها النظام السعودي اليوم بإعدام عالم الدين البارز الشيخ نمر باقر النمر.
وحملت تصريحات آية الله خاتمي، لوكالة أنباء "فارس"، تهديدًا صريحًا للسعودية بإحداث الفتن، قائلًا: إن "التجربة أثبتت أن مثل هذه الاستشهادات تشكل المحرك للحركات المقدسة"، معربًا عن ثقته بأن "المسلمين الشيعة في السعودية سيحوّلون نهار آل سعود إلى ليل مظلم".
وقال: "إننا نطلب من الجهاز الدبلوماسي في البلاد اتخاذ موقف حازم بهذا الصدد"، وتابع: "من المتوقع من الحوزات العلمية والمراكز الجامعية في البلاد الاحتجاج والغضب المقدس تجاه هذه الجريمة". وقال: "إنني آمل من العالم الإسلامي العمل في هذا المجال، بما يجعل هذا النظام الإجرامي يندم على ارتكاب جريمته هذه".
كما وعلى المستوي الرسمي الإيراني، استنكر علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بشدة الجريمة النكراء التي ارتكبتها السلطات السعودية بحق عالم الدين نمر باقر النمر، واصفًا إياها بالعمل غير المنطقي والإنساني.
وأكد بروجردي لقناة العالم صباح اليوم السبت، أنه ستكون هناك عواقب كبيرة لهذه الكارثة (جريمة إعدام الشيخ النمر)، مشيرًا إلى أن الحكومة السعودية عليها أن تتحمل المسئولية، وتكون بمرتبة الإجابة على هذه الجريمة.
فيما اعتبر وزارة الخارجية الإيرانية، أن إعدام النمر سيكلف السعودية ثمنًا باهظًا.

المشهد الآن

المشهد الآن
لقد وقع المحظور من قِبل المراجع الدينية والجماعات والأحزاب السياسية والدينية الشيعية المرتبطة والمحسوبة على إيران بإعدام الشيخ نمر باقر النمر.. لقد ألمحت تصريحات المراجع والساسة الإيرانيين وقادة الميليشيات الشيعية أن الحرب ستقع إذا أقدمت السعودية على إعدام نمر باقر النمر، بينما في نفس الوقت لا تسمح طهران لأي دولة بالتعليق على مئات من حالات الإعدام التي تجري في إيران على خلفيات مذهبية وعرقية.
الأزمة الكبرى أن إيران استخدمت نمر باقر النمر كورقة في الظهور بمظهر المدافع عن الشيعة في العالم، ومع كل تدخل إيراني يخسر الشيعة في مختلف الوطن العربي والعالم الإسلامي، فيما مضت السعودية غير مكترثة لهذه التهديدات وتأكيدًا على استقلال قرارها وهيبتها السياسية في المنطقة.
للمزيد عن البيان الرسمي لوزارة الداخلية السعودية.. اضغط هنا