بوابة الحركات الاسلامية : مجلس الأمن يهدد بفرض عقوبات على الحوثيين واليمن تشتعل من جديد (طباعة)
مجلس الأمن يهدد بفرض عقوبات على الحوثيين واليمن تشتعل من جديد
آخر تحديث: السبت 30/08/2014 03:06 م
مجلس الأمن يهدد بفرض
في تطور جديد لأزمة الحوثيين في اليمن دعا مجلس الأمن في بيان صحفي جماعة الحوثي إلى "سحب" قواتها من محافظة عمران، و"وقف جميع الأعمال العدائية المسلحة ضد الحكومة، وإزالة المخيمات وتفكيك نقاط التفتيش التي أقيمت في صنعاء وما حولها". 
مجلس الأمن يهدد بفرض
وفي نفس الوقت اشار البيان للدعم المطلق للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي في جهوده للتصدي لجماعة الحوثي"، وهدد بـ"اتخاذ تدابير عقابية ضد الجماعة حال استمرارها في تأجيج الصراع بالبلاد في محاولة لعرقلة عملية الانتقال السياسي".
كما دعا المجلس الحكومة اليمنية إلى "التنفيذ السريع لخطط تحسين الحماية الاجتماعية"، وحث جميع الأطراف على "تسهيل وصول الجهات الفاعلة الإنسانية، الكامل والآمن ودون عوائق إلى الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدات".
مجلس الأمن يهدد بفرض
ويأتي بيان مجلس الأمن متزامنا مع بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية شجبت فيه "تصرفات الحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي ومن يؤيّدونه"، واعتبر بيان الخارجية الأمريكية أن تصرفات الحوثيين تمسّ باستقرار اليمن ووصفت تصرفات الحوثيين بأنها "استفزازية وعدائية وتسبب اضطراباً"، وأدان البيان أيضا "إنشاء المخيمات المسلحة في صنعاء وحولها وكذلك السيطرة غير الشرعية على عمران".
وقد دخلت هذه الأزمة أسبوعها الثالث اليوم استولت فيها الجماعة على مدينة عمران، وحركت مظاهرات ضمت عشرات الآلاف من مناصري المتمردين الحوثيين في صنعاء بدعوة من زعيمهم عبد الملك الحوثي للمطالبة بإسقاط الحكومة أو التراجع عن زيادة أسعار مشتقات النفط، وهذه الخطوة تعزز المخاوف من توسيع الحوثيين رقعة نفوذهم إلى صنعاء، خاصة أنهم يهدفون لإسقاط حكومة محمد سالم باسندوة، المحسوب على الشيخ حميد عبد الله الأحمر الذي يعتبر من كبار القيادات الإخوانية في اليمن، وإسقاط هذه الحكومة يعني كسر شوكة جماعة الإخوان في اليمن.
ويبدو أن تصعيد مجلس الأمن جاء بعد فشل المفاوضات بين الحكومة والجماعة والتي كانت الصحف اليمنية قد أعلنت عنها منذ أيام والتي تتم عبر اتصالات يديرها المبعوث الدولي جمال بن عمر و التي أشرنا لها على " بوابة حركات الإسلام السياسي في تقرير بعنوان "عاصفة الحوثي .. تدفع باليمن إلى المجهول.. والإخوان الخاسر الأكبر".

معارك الحوثيين مع الحكومة اليمنية

معارك الحوثيين مع
ولا تعد هذه الأزمة بين الحوثيين وبين الحكومة اليمنية هي الأولى من نوعها؛ فقد خاضت الجماعة مع الحكومة صراعا ضاريا امتد لسنوات سُمي نزاع صعدة أو الحروب الست، وقد بدأت هذه الحرب في يونيو عام 2004 عندما اعتقلت السلطات اليمنية حسين الحوثي بتهمة إنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد، وكانت معظم المعارك في محافظة صعدة وانتقل مؤخرا إلى الجوف وحجة وعمران، واتهمت حكومة علي عبد الله صالح الحركة بالسعي لإعادة الإمامة الزيدية وإسقاط الجمهورية اليمنية، بينما تتهم الحركة الحكومة اليمنية بالتمييز ودعم القوى السلفية لقمع المذهب الزيدي. 
وانقسمت هذه المعارك حسب المدى الزمني إلى 6 معارك وهي: 
حسين الحوثي
حسين الحوثي
الأولى: يونيو - سبتمبر 2004
اندلعت هذه المعارك في الثامن عشر من يونيو 2004 م بين الجيش اليمني وأنصار حسين بدر الدين الحوثي بعد اتهام الحكومة له بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله، واستعمال المساجد لبث خطابات معادية للولايات المتحدة والتحريض على الإرهاب، وقد قتل حسين الحوثي في العاشر من سبتمبر وتولى أخوه عبد الملك قيادة الجماعة من حينها.
علي عبد الله صالح
علي عبد الله صالح
الثانية: مارس - مايو 2005
في هذه المعركة عرض الرئيس السابق علي عبد الله صالح عفوا رئاسيا على المتمردين؛ شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار، رفض الحوثيون العرض واستمرت المناوشات بين الطرفين، وأصدرت الحكومة اليمنية بيانا يلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدنيا، وجرح 2,708 آخرين وخسائر اقتصادية تقدر 270 مليون دولار.
عبد الملك الحوثي
عبد الملك الحوثي
الثالثة: نوفمبر 2005 - يناير 2006
توقف الاقتتال هذه المرة قبل الانتخابات الرئاسية، وأطلقت الحكومة اليمنية سراح معتقل من سجونها.
الرابعة: يناير - يونيو 2007
في هذه المرة انتهت المعركة بالاتفاق على هدنة في 16 يونيو وقبل عبد الملك الحوثي شروطها ومنها اللجوء السياسي إلى قطر مقابل الإفراج عن مساجين حوثيين في السجون اليمنية.
الخامسة: مارس - يوليو 2008
عادت المواجهات بين الجيش والحوثيين في 29 أبريل عندما قتل 7 جنود في كمين نصبه المتمردون وتوقفت الاشتباكات لعام 2008 عندما أعلن علي عبد الله صالح وقف إطلاق النار في 17 يوليو.
مجلس الأمن يهدد بفرض
الحرب السادسة أغسطس 2009 ـ فبراير 2010
وفي هذه المرحلة  جلب الصراع اهتماما دوليا في 3 نوفمبر 2009 عندما شنت القوات السعودية هجوما على مقاتلين حوثيين سيطروا على جبل الدخان في منطقة جازان جنوب غربي البلاد، متهمة الحكومة السعودية بدعم النظام اليمني ماليا واستراتيجيا عن طريق السماح للقوات اليمنية باستعمال الأراضي السعودية كقاعدة لعملياته. 
وقد شنت القوات اليمنية حملة عسكرية عرفت باسم عملية الأرض المحروقة في 11 أغسطس 2009 في 12 سبتمبر، قتل أكثر من 80 مدنيا نازحا في هجوم شنته القوات اليمنية، وأنكرت الحكومة اليمنية أن القتلى مدنيين، وقالت إنه كان مخيما للحوثيين وخط إمدادات، وفي 26 يناير أعلن الحوثيون توقف إطلاق النار من جانبهم مع السعوديين. 
واستمرت المعارك بين الحوثيين والجيش اليمني بشكل متقطع إلى أن توقفت في 12 فبراير من العام الحالي 2014، وانسحب الحوثيون من شمالي صعدة في الخامس والعشرين من فبراير. 

الأزمة الآن

محمد سالم باسندوه
محمد سالم باسندوه
ويبدو أن انفجار أزمة جديدة تتعلق بالحوثيين في اليمن يزيد "الطين بلّة"، خاصةً مع الأزمات التي تحيط بالمنطقة ومع توتر العلاقات بين السعودية وإيران، حيث إن السعودية ستعتبر أي مشكلة يحدثها الحوثيين وراءها إيران، وهذا يعني بالضرورة التعدي على مناطق نفوذ المملكة في المنطقة، أما بالنسبة لأمريكا فإن اندلاع الصراع مع الحوثيين يعلن فشل حكومة محمد سالم باسندوه التي تساندها أمريكا، مما سيخلق وضع جديد في اليمن يحتاج إلى ترتيبات أخرى ومفاوضات أخرى، مما سيقلب كروت اللعبة من جديد، وذلك يربك السياسة الخارجية الأمريكية خاصة مع أزمات العراق وسوريا.
ومن الجدير بالذكر أن الحوثيون هم حركة شيعية متمردة بمحافظة صعدة في شمال اليمن، تنسب إلى بدر الدين الحوثي وتعرف بالحوثيين أو جماعة الحوثي أو الشباب المؤمن و لمزيد من المعلومات حول الحوثيون يمكن الرجوع الى الملف الخاص عنهم على موقع بوابة الحركات الإسلام السياسي بعنوان "الحوثيون".... خوارج الزيدية "